أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - -إقليم البصرة- .. الجرح هنا والاصبع هناك!















المزيد.....

-إقليم البصرة- .. الجرح هنا والاصبع هناك!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4676 - 2014 / 12 / 29 - 19:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تتعالى الأصوات والدعوات اليوم لتشكيل إقليم خاص بها باسم إقليم البصرة، وهذه المرة اقاموا علما خاص بها.
ينبغي القول مقدما ان أي طرح يفضي الى تحسين معيشة أي جمع من الناس، ناهيك عن ان تكون مدينة بحجم ثاني مدن العراق، بملايين السكان هو امر يستحق الدفاع الجدي عنه. ان سعي البشر ونضاله الازلي هو في المطاف الأخير من اجل تحسين أوضاع الناس اليوم قبل الغد، اجتثاث الجوع والفقر، توفير الخدمات والأمان، إقرار الضمانات واجمالا حياة تليق بانسان القرن الحادي والعشرين.
بيد ان العملية والطروحات المتعلقة بالاقاليم، وللأسف، لاتاتي من اجل تلبية هذه الأهداف تحديداً. ان الاعتراض الأساسي لهذا الطرح هو "البصرة اهم مصادر النفط في العراق" ولكنها تغط في الحرمان. هذا صحيح. بيد ان هدف هذا الطرح هو ليس تحسين اوضاع "أهالي البصرة". انها كذبة محض. انه طرح نخب سياسية معينة تهدف الى نيل حصة ومكانة اكبر من كعكة النفط في البصرة تحت رياء ونفاق التباكي على "اهل البصرة". لن يكون النفط لاهل البصرة بتشكيل الإقليم، بل يمر في العملية ذاتها، عملية الأحزاب والمليشيات والنهب والفساد، وحال الجائع والمحروم في البصرة سيبقى على الحال ذاتها.
العراق اليوم يمر بمرحلة تشظي، تشظي نابع من عدم حسم مسالة السلطة في العراق بعد. وفي مسار هذه العملية، تسعى كل القوى الكبيرة والصغيرة، على صعيد بلد او محلة، الى الحصول على اكبر مايمكن من كعكة الحكم والسلطة والثروة. على صعيد العراق، الصراع واضح. على صعيد مدينة الامر كذلك، على صعيد قضاء لايختلف الامر، بلوغا الى اصغر قرية و"عشيرة". بعد تشكيل إقليم البصرة لن يتوقف هذا النزاع، سيلهث اصغر شيخ عشيرة مؤلبا عشيرته ومطالبا بحصة اكبر من الكعكة. اذن العملية لن تقف بتشكيل الإقليم لان أساس القضية هو الصراع على ثروة وسلطة البلد ككل وكل مدينة وقضاء.
ان سؤال ينبغي طرحه هنا هو انها هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها امر مثل هذا. لماذا؟ فقد طرح إقليم الوسط والجنوب، وبعدها إقليم من عدة محافظات (البصرة والناصرية وميسان)، وتتصاعد بين الفينة والأخرى طروحات من هذا القبيل. لان مثل هذه الطروحات تاتي وتذهب ارتباطا بمصالح جماعات سياسية معينة وبوضعهم، اذا كانوا غير راضين عن حصتهم، يرفعون هذا بوجه منافسيهم، او يستخدموها للضغط على بعض وفرض التنازلات على بعض، ويسحبوا اياديهم حال تحقق مبتغاهم. أي مرتبطة باهدافهم السياسية التكتيكية واللحظية وليس بحال "اهل البصرة".
سيكون نفط البصرة للبصرة بقدر "نفط العرب للعرب". نفط البصرة للبصرة لايعني للفرد والمواطن في البصرة، يعني للسلطة الحاكمة في البصرة. وهي وضميرها، وراينا نحن لاكثر من عقد ضمائرهم! يوردون نموذج كردستان، يتحدثون عن اقليم كردستان وكيف يتصرفوا بعوائد نفطهم والميزانية المركزية و"جشع" الكرد وغير ذلك، ولكن السؤال الذي ينبغي ان يسبقه هو مدى حصة المواطن في كردستان من كل هذا "الجشع"! لم يستلم اغلب موظفي كردستان ومعلميهم والمتقاعدين رواتبهم لاكثر من 4 اشهر، واحيانا تصل الى 6 و7 اشهر، واحيانا كثيرة "ياكلوها عليهم"، وليس للمواطن حيلة، اذ لايريد ان يفقد عمله في ظل البطالة المليونية. وان اكثر من 80 % من ثروات المجتمع تذهب بجيب حفنة طفيلية حاكمة متفسخة لاتتعدى عدة عوائل. فماهو "الخير" الذي جناه المواطن في كردستان من "خيرات" الإقليم ومن سلطة الإقليم؟! ان مسالة تحسين أوضاع المجتمع ليست مربوطة بتشكيل الإقليم، وانما بطبيعة السلطة الحاكمة وأهدافها ومدى صلتها الواقعية بحياة الناس، والاهم من هذا مدى دور المجتمع في هذه السلطة وتدخله فيها ونفوذه عليها.
فبالامس قلبوا الدنيا ولم يقعدوها حول "ظلم الشيعة" و"ابعاد الشيعة عن الحكم"، وراحوا يذكرون ارقام تصل الى مئات الأعوام من "ابعاد الشيعة عن الحكم". والهدف منه ان تكون السلطة (والثروة) حصتنا هذه المرة. ولكن ها هو حكم "الشيعة" امام انظاركم! ثروة المالكي بلغت 50 مليار دولار، حسب تقارير البنوك والمؤسسات العالمية، وهذا هو حال الجعفري وعادل مهدي والحكيم والصدر والاعرجي بارقام اقل! لا اعتقد ان ما جناها من بيع السبح وتزوير الجوازات!! ها هم ينقذون النفس من حكم "الشيعة" بنار حكم "الإقليم"، وبعد سنوات من ذلك وحين يرون ان ذلك لم يكن الحل، ستتصاعد الصيحات مرة أخرى، بان الظلم القائم في البصرة ناجم عن هيمنة العشيرة او الفخذ الفلاني او العائلة العلانية على البصرة وحرمان البقية!!! ويكون مرتعاً خصباً لشيوخ العشائر المغامرين، ولكن المغامرين بارواح الأبرياء ومصير المجتمع قبل كل شيء. ليس المجتمع بحقل تجارب يدفع ثمنه الأبرياء والعزل قبل غيرهم!
ان هذا الطرح نابع من ان هناك مشكلة ينبغي ان تحل. ان أوضاع مدينة البصرة وناسها هي مزرية الى ابعد الحدود. بيد ان تحسين أوضاع حياة الناس هو امر لايمت بتشكيل الإقليم بصلة. انه يكمن بطبيعة السلطة الحاكمة وتوازن القوى بين الجماهير والسلطة. ان بوسع أهالي البصرة ان يفرضوا ارادتهم على هذه السلطة. لايمكن تغيير هذه الأوضاع عبر طروحات الطبقة الحاكمة وسلطتها. انها اشكال ورايات جماعات مختلفة في سلة واحدة، سلة عدم صلتها بتحسين ظروف وحياة المجتمع وعيشه، سلة يجمع أطرافها رغم اختلافاتهم وتوجهاتهم وميولهم وصراعاتهم هدف واحد هو ان المواطن البصري ليس على اجندتهم.
ان هذا الطرح هو طرح فئة تنشد دغدغة مشاعر "اهل البصرة" والتعكز عليها ومداهنتها من اجل بلوغ أهدافها الخاصة والضيقة الى ابعد الحدود. ان يريد احد ما تغيير أحوال منطقة ما، لاينبغي عليه الانطلاق من الفئة السياسية الحاكمة في العراق وفصائلها، ينبغي ان ينطلق من الاتحاد والتضامن في المحلة، والمنطقة والمدينة وتحويل المجتمع الى قوى سياسية واجتماعية مؤثرة يفرض حقوقه ومطاليبه على أي طرف يحكم في البصرة. الاتحاد، الوعي، التضامن، المبادرة، وضوح افق تغيير المجتمع هي كلمات محورية بهذا الصدد. بدونها يستحيل الحديث عن تغيير. ان هذا امر ليس بيسير، بيد انه ليس بمستحيل. ان إرادة الانسان الجماعية تصيغ المجتمع، حاضره وغده.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يد الإرهاب تطول أطفال بيشاور....!
- شكرا لكم عدالتكم هذه!
- الشهرستاني، هل انت على قدر تصريحك؟!
- كلمة حول اطلاق سراح مبارك وازلامه!
- مالذي ينبغي ان -تنظف- المجتمع منه؟!
- قيح! (كلمة حول تفاهات موقع -المسلة-!)
- تناول مقلوب ذا مخاطر!
- لاتتركوا طالبات العراق وحدهن!
- درس طليعي لعمال بليجكا!
- خطاب بايدن.... اخلاء صبياني للكاهل!
- اتبغي أمريكا فعلا محاربة داعش ام .....؟!
- امتياز الصدفة!
- من حلبجة الى سنجار.... ولوحة ينبغي ان تكتمل!
- جريمة -آداب-... ام مجتمع -لا آداب له-!
- -الجهاد ضد داعش- والانسياق وراء الوهم!
- هرطقة، قرع طبول الحرب!
- -المرجعية- وانفضاح كذبه!
- امنيات واوهام!
- عاشت ام عبد الله!
- -سن التكليف الشرعي- اسم رمزي لانتهاك حقوق الاطفال!


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - -إقليم البصرة- .. الجرح هنا والاصبع هناك!