أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - الشربيني عاشور - حوار مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي : هزيمة الحلم هي خبرة الأشرار في العالم















المزيد.....

حوار مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي : هزيمة الحلم هي خبرة الأشرار في العالم


الشربيني عاشور

الحوار المتمدن-العدد: 1309 - 2005 / 9 / 6 - 11:48
المحور: مقابلات و حوارات
    


لا يحتاج الحوار مع الشاعر المصري الكبير عبد الرحمن الأبنودي إلى مقدمة . فيكفي أن تذكر اسم الأبنودي حتى تتداعى إلى ذهنك عشرات القصائد التي احتوتها دواوينه الشعرية وعشرات الأغاني الوطنية والوجدانية التي انطلقت بها حناجر كبار المطربين والمطربات .. إذن بلا مقدمة فلندخل مباشرة إلى الحوار :

· لا يوجد صوت شعري في مصر الآن بحجم فؤاد حداد أو صلاح جاهين أو عبد الرحمن الأبنودي .. اقصد من حيث الأهمية والتفوق ,, هل هي لعبة الإعلام أم جدب التربة في ظل غياب الظرف التاريخي الذي يطرح مثل هؤلاء الشعراء ؟

ـ لقد ربينا على اللمبة نمرة خمسة والطبالي الخشبية الفقيرة . هناك تعلمنا فك الخط لنقرأ الأوراق التي نشتري فيها الطعمية ونبحث عن قطعة جريدة في الشارع وشيئا فشيئا أصبحت الكتابة والقراءة نعمتنا الكبري التي فقدها الجيل الحديث الذي أصبح الكتاب في متناوله جدا ولا يمد يده إليه لأن الإعلام جعل حواس القراءة تضمر ومسح الذاكرة تماما وعرقلها عن استيعاب وعي خاص .

لولا الخوف لكنت أقول إن الشاعر الذي تنتظره يحتاج إلى خوارق نبي .. معجزة حقيقية ليبطش بكل ما يصبه الإعلام من أكاذيب وتفاهات واهدار للوقت وتحويل العمر إلى رحلة عبثية والسخرية من الجدية مما جعل الشعراء الناشئين يمزقون ذواتهم بأنيابهم في لغة عنكبوتية وخيالات عدمية يساعدهم في ذلك التيارات التي تدعي الحداثة وهي تدمر القصيدة وطريقها الذي عبدته أجيال وأجيال وأرجو ألا يفهم هذا على أنني ضد التحديث أو التنوير ، ولكن إن يصل الأمر بقصيدة العامية ن تصبح قصيدة نثر فهذه هي المشكلة .

نحن لجأنا إلى العامية لمخاطبة شعوبنا وتنوير القطاعات الواسعة ولم يكن القصد أن نصل بشعر العامية إلى قصيدة نثر . لأنه ليس في تراثنا قصيدة نثر .. انهم عندما يفعلون ذلك يخربون في قوالب العامية التي أساسها الشدو وأغنيات العمل والمراسي والملاحم الكبري والمواويل وقصائد الأذكار والتهجد .. وكلها قوالب للابتكار ، ولن ينجح شاعر يحاول غزو الظاهرة أو مدرسة شعر العامية التي أرسينا دعائمها نحن والراحلان فؤاد حداد وصلاح جاهين من خارج أطر وموروثات شعر العامية ، وبدلا من التخريب عليهم أن يتجاوزونا إذ لن يهزم شار شاعرا إلا من داخل القصيدة .

هذا من جانب ومن جانب آخر فإننا خرجنا لأمتنا وهي في حالة مد ثوري وكان لابد أيضا من الاستضدام بالسلطة وربما أستطيع أن أقول لك أنه لا يوجد شاعر عامية جيد لم يسجن عدا صلاح جاهين الذي كان صوت الثورة وصوت عبد الناصر في ذلك الوقت .

في ظل تلك الظروف كتبت دواوين جوابات حراجي القط عن بناء السد العالي ووجوه على الشط عن حرب الاستنزاف ضد إسرائيل وحيث كانت مصر كائنة كنت أتواجد ، أما الآن فالأمة العربية في حالة شديدة التخاذل والتخلي مما لا يمكن أن يزرع أملا في ضمير شاعر جديد إذ أن الكون مظلم من جميع الجهات وقلبي مع كل هؤلاء الذين يكتبون فيزيدونه اظلاما .

· في الستينات كان الشعر مبشرا بأحلام عريضة فشلت على أرض الواقع .. هل كان الشعر كاذبا وبالتالي استعذبه الجمهور أم أنه افتقد إلى الرؤية الاستشرافية الصحيحة ؟

ـ كان عبد الحليم حافظ يعيد تسجيل أغنيات الحرب التي كتبتها له في عام 67 مثل أحلف بسماها وابنك يقولك يا بطل وبركان الغضب إلى آخره حين أبلغ بأننا هزمنا وأنه لا داعي لتسجيل هذه الأغنيات فصلح فيما أبلغه : هل تعني أن مصر ماتت وأننا لن نقاتل اليهود .

وحين اتهمنا أنا وهو بأننا كنا من أسباب النكسة لأننا أوهمنا الناس بأننا سننتصر قال : أغنياتنا صادقة وحقيقية ولكن يعوزها قيادة عسكرية قادرة على تحقيق النصر ، لذلك دعني أقول لك أنه لم يكن الشعر فقط هو المبشر بالغد المضيء وانما كانت كل أدوات الأمة ومشاعرها وتحفزاتها منطلقة في ذلك الطريق الذي فقدناه فيما بعد ولم تكن مصر فقط أو مثقفو ومبدعو الأمة العربية فقط هم المبشرون بذلك الغد بل كانت الستينات في كافة أرجاء العالم سنوات مد ثوري حقيقي شملت عشرات البؤر وحشدت ملايين البشر واعلت زئير حناجر كل الشعوب المقهورة .

إن هزيمة الحلم هي خبرة الأشرار في هذا العالم ، هؤلاء الذين يملكون وسائل قتل الحلم ، هؤلاء الذين هشموا تجربة محمد على وقوضوا أحلام عبد الناصر ، وتآمروا عليه جميعا ، وهؤلاء الذين زرعوا لنا إسرائيل في قلب العالم العربي لتعربد هذه العربدة .

لا تستطيع أن تتهمني أو تتهم غيري في كل هذه الكوارث التي تحدث في العالم وهذا الجزر الشديد في الحلم بعد أن تقطعت أحلامنا .

ولعلمك لقد كانت أحلاما حقيقية فوتت علينا الشعوب الرجعية والانتهازية محاولة تحقيقها على أرض الواقع ، فلا يمكن اتهام الشعر الذي كان يحتضن هموم الأمة وطموحاتها ويدفع ثمن ذلك من سجن وتشريد وقطع أرزاق بأنه كان مبالغا أو نه السبب في عدم تحقيق هذه الأحلام .

· قلت يوما : إننا نعيش على عرق هذه الأمة وكنت تقصد الشعراء .. هل يعني ذلك أن الاشتغال بالشعر والأدب لا يعد عملا ؟

ـ مهمة المثقف الحقيقي هي هدم واعادة بناء عقل ووجدان الأمة وإضاءة السبل أمامها ولكني كنت أعني حين قلت ذلك أننا يجب أن يكون لنا عمل محسوس تراه العين وهي ليست مهمة مستحيلة فقد كنا نرى عملنا يتشكل أمامنا بشرا في الستينات ، وأنا أؤمن أننا الآن نحاول رغم صعوبة الأحوال وغيامات واختلاط القيم وانهيارها تحت سطوة الإعلام والأغنيات المبتذلة والإعلانات وهذا العالم الفوضوي الاستهلاكي ، إلا أنني مازلت مؤمنا بأن المبدع الجيد سواء كان روائيا أو قصاصا أو فنانا تشكيليا أو حتى كاتب دراما تليفزيونية أو شاعرا قادر على أن يهزم كل هذه البذاءات وقوى التخلف إذا لم يفقد إيمانه بما يقدمه للناس وإلا فإننا نصبح مجرد خيالات مآته أو مهرجي سيرك .

إن امتنا حقيقة قائمة وعلى عملنا أن يكون له ملامح المخلصين ونوايا المبشرين والقدرة على التضحية ومزيد من العطاء .

· العلاقة بين المرأة والشعر وثيقة جدا، وفي قصائدك وأغنياتك كما في حياتك صور متعددة للمرأة الأم والزوجة والحبيبة والوطن .. بالنسبة لك ما هي حدود هذه العلاقة ؟

ـ ليس مصادفة أن أكثر أشعاري جماهيرية هي التي ترتمي في أحضان أمي ( فاطنة قنديل ) أو عمتي ( يامنه ) أو ( فاطنة ) زوجة حراجي القط إلى أم على وجمالات وكل النساء اللاتي يدخلن إلى شعري ويخرجن أو لا يخرجن . وهذه دليل على صحة العلاقة بيني وبين المرأة في صورتها المباشرة .

أما على مستوى الرمز فاعتبر نفسي أحد الذين عمقوا فكرة المزج بين الوطن والأم سواء كانت الأم هي مصر أو الأمة العربية أو قضايا الفقراء لقد لخصت فكرة الأم واستوعبت كل المؤنثات في حياتنا وليس مهما أن المرأة التي تملك تم أشعارك بوجودها .

أنت تعلم مثلا أني انجبت على كبر طفلتين هما آية ونور وأنني مجنون بهما لمجيئهما على أبواب شيخوختي وأنني احب زوجتي نهال كمال التي تزوجتني على كبر وعلى الرغم من حياتي الجديدة جدا التي منحنني إياها لم يرد ذكرهن في قصيدة واحدة من أشعاري ( أجريت هذا الحوار من أكثر من عامين ولا ادري إن كان الأبنودي كتب فيهن فيما بعد أم لا) مما يدلك على أن للشعر منطقه الخاص وأوامره الباطشة في اللعب على منطقة القيام بين الحس والعقل وهي المنطقة التي تتوارد وتتواتر فيها التداعيات دون إرادة من مبدعها أو ما يشبه ذلك مما كان يطلق عليه أجدادنا الشعراء القدامى تسميات كالوحي وشيطان الشعر وما إلى ذلك .

سوف ترى حين النظر إلى شعري بعمق أنه يقوم على محورين أساسيين هما الأم والرفاق ، فأما كما أحتفي بالمرأة في شعري يحتفي شعري شديدا بالأصدقاء وأعتبر الصداقة هي القيمة العليا في حياتنا والتي بدونها لن تنضج قضية ( الرفاقة ) التي سوف تحرر أوطاننا من كافة القيود التي تسببت في نسيانها في عالم الظل .

ودعني أجيبك بصراحة وأقول : لا لم أكن مطالبا أمام أي أنثى عرفتها بأن أكتب عنها أو لها فالشعر أمر أسمى من ذلك وابعد بكثير حتى الأغنيات العاطفية ( جدا ) التي كتبتها لا تشبه حياتي وانما هو سعي خلف أنموذج يتحقق في الحلم العام .. تلك الحبيبة التي تتمناها للجميع وليس لنفسك ، وأنا كتاب مفتوح إذا حاولت أن تعقد مقارنة بين ما كتبته سواء في الشعر أو الأغنيات وبين حياتي الشخصية والعملية فلن تجد .

نعم هناك أغنيات هجر وأغنيات لقاء وأغنيات أمل بلقاء وأغنيات عن أيام مضت وأبدو مثل مغناطيس عشق أو زير نساء إذا استبعدنا الجانب الجنسي ، لكنها لحظات خيال تومض في الذاكرة وإذا حاولت جرها نحو الواقع تفسد منك . والخلاصة كما قلت إنني أكتب عن الأنثى التي تختصر كل المؤنثات في حياتي وحياتك وحياتنا جميعا فنحن أبناء نفس الأمة نحمل نفس الهموم ونتوق لنفس الصباحات .



#الشربيني_عاشور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دفتر العشق والذاكرة 1
- لعنتة B.B أو ما يشبه السعادة
- مشكلة المنابر والخطاب التنويري
- وهل اعتنقنا الأسلام أولا .. حتى نرتد عنه ؟
- رئيس تحرير وهابي ارهابي متعجرف


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - الشربيني عاشور - حوار مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي : هزيمة الحلم هي خبرة الأشرار في العالم