أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسلام بحيري - الرد على سامي لبيب في مقاله (الإيمان بفكرة الله ضار والإلحاد هو الحل والتغيير) [1]















المزيد.....

الرد على سامي لبيب في مقاله (الإيمان بفكرة الله ضار والإلحاد هو الحل والتغيير) [1]


إسلام بحيري

الحوار المتمدن-العدد: 4676 - 2014 / 12 / 29 - 07:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رابط الموضوع
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=446296

يؤكد الكاتب من أول المقال لآخره أن الإنسان الأول هو الذي اخترع فكرة الإله، طارحاً كل الأدلة العقلية التي تثبت ضرورة وجود إله خالق لهذا الكون، حكيم عليم.. لم يتعرض لها نفياً أو إثباتاً.. وكان عليه بمقتضى واجب الأمانة العلمية أن يتحاور مع خصمه بأن يسرد حججه، بدلاًمن أن ينازل ويطاعن خصماً غير حاضر ولا موجود!
يسوق الكاتب كلامه جزافاً، هكذا كيفما اتفق له دون أن يتعرض لنظرية علمية محترمة أو قاعدة فلسفية محترمة.. ويبدو أننا يجب أن نطرح كل نتاج فلاسفة البشرية بدءاً من "أرسطو" إلى "جون ديوي"، ونستمع فقط إلى سامي لبيب! الذي يفنجر كلامه بطريقة دوغماتية غريبة مع شدة تنافيه مع العقل والمنطق وكرامة الإنسان.. ويمكن أن نقول أن المقال من أوله لآخره عبارة عن حوار نفسي مع "صدى الصوت".. كأنه يفترض أن المتلقي يؤمن بما يقول! وأكثر كلامه جزافي ليس له سند من قديم أو حديث. فأرسطو وأفلاطون هما اللذان اخترعا لنفسهما فكرة الله، وكذلك "ابن سينا" و"الفارابي" و"ابن رشد".. وصولاً إلى "بول ديفيز" و"أحمد زويل" !!

المقال طويل جداً وبه كثير من الحشو غير المدلل، والخيال والوهم غير المبرهن، ولذلك لن أقوم بالرد إلا على النقاط التي تستحق الرد.. مع سخافتها عندي.

-1-
يقول الكاتب : (فكرة الله أضحت فكرة بلا جدوى، عندما أبدع الإنسان القديم فكرة الإله وضع فيها كل الجدوى فهو الذى يمنح الخير والبركات ويضرب بالألم , هو المعتنى والضار , الحامى والمبتلى , المُنعم والمُشقى.
لتتبدد هذه الصورة مع التطور المعرفى للإنسان مُدركاً أن كل الأمور هى لظروف مادية موضوعية ,فالكوارث والأمراض والأرزاق نتاج للوجود مادى لا تنتقى أحد ولا تتعمد إيذاء أحد إلا من يضع رأسه تحت مقصلتها سواء بإدراك أو غير إدراك). اهـ

ونقول: ما الذي تبدد ؟!! الكاتب يحاور نفسه ويفترض أشياء من عنده.. إن إيمان أي رجل قيادي بالله اليوم وليكن مثلاً "عبد الفتاح السيسي" : يفوق إيمان أي خليفة من خلفاء بني العباس بالأمس، بل يفوق إيمان بعض من يسمونهم صحابة وليسوا كذلك.. ما الذي تغيّر في مسيرة الإنسان ؟! ولو كان الكاتب يعني بالإنسان القديم إنسان الكهوف أو العصور الحجرية، فهو يهرف بما لا يعرف.. لماذا ؟

لأن هناك تطوّر بالفعل.. ولكن التطوّر الذي حدث هو عبارة تطوّر - يتناسب طردياً مع حتميات عقله - تطور في المعرفة الدينية، في تصور الإله، في فهم الإنسان له واستيعابه له، وليس تطور يعاكس العقل ويصادمه وينفي وجود علة نشأة الكون! لقد تدرج الإنسان الأول من عبادة الحجر والشجر إلى عبادة الكواكب إلى عبادة الملوك.. وهو في كل هذا يبحث عن أصله ويحاول الإجابة عن الأسئلة التي تلح عليه في داخله : من أين جئنا ؟ ولماذا جئنا ؟ وأين نذهب.. من أين جاء هذا الكون ما مصدره ؟ وما هو سر هذا الإتزان المتناهي في تصميمه وفي حركته وفي ضبط أحداثه ؟

والكاتب يفترض تعارض وجود الله مع الأسباب.. وهذا تفكير بسيط ساذج جداً، لأن الأسباب هي القوانين التي وضعها الله لكي يتحرك بها الإنسان وتجري عجلة الكون، أهل الأديان جميعاً يرون الله في أسبابه، ولا تعارض لديهم بين وجوده وبين أخذهم بالأسباب.. وفي الحديث: «سال رجل رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عن ناقته: أعْقِلُها وأتَوَكَّلُ، أو أُطْلِقُها وأتوكَّلُ؟ قال: اعقِلْهَا وتوكَّل».

عندما يتعانق الإلحاد والوثنية ويتصافحا
الإنسان، لا سيّما الإنسان القديم، في عهد "طفولة البشرية" لم يكن عقله يستوعب المفاهيم المجردة عن المادة إلا في أضيق الحدود، وبشكل مغرق في السذاجة والبساطة الفكرية (كالتي نراها ونلمسها من الملحدين اليوم تماماً) وقد ظلت هذه الصبغة الفكرية الوثنية المادية المنحطة مستولية على الحس البشري حتى عهد قريب في زمن موسى نبي بني اسرائيل حيث قالوا لنبيهم (أرنا الله جهرة) لا يستوعبون أنه توجد أبعاد أخرى في الكون غير الطول والعرض والإرتفاع.. مادة! لذلك عبدوا العجل بمجرد أن تركهم موسى عليه السلام وذهب للإعتكاف ومناجاة ربه أربعين ليلة.. بل كانت هذه الفكرة ملازمة لهم منذ أول لحظة تخيلوا أنهم تركوا فيها الوثنية واتبعوا موسى النبي، ولذلك عند خروجهم من مصر ونجاتهم من الاستبداد السياسي بفضل هذا النبي الرحمة المرسلة لهم من الله، بمجرد أن جاوزا البحر الأحمر ولم تجف أقدامهم من البلل : طلبوا من موسى أن يصوّر لهم صنماً يعبدونه! (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)..

ويجب أن ننتبه إلى أنه ليس بين موسى وبين نبينا ص إلا نبي واحد هو عيسى عليهم جميعاً السلام، وهو نبي روحاني ليس معه شريعة، الروحانية والأخلاق هي خاصية دعوته، وقد ذاق الأَمَرّين من بني اسرائيل وكادوا يقتلونه لشدة وثنيتهم وماديتهم، لولا أن الله توفاه قبل أن يقبضوا عليه، فحين نعرف مدى وثنية البشرية التي استمرت حتى عهد موسى وعيسى، هنا نفهم عظيم فضل سيدنا ونبينا محمد ص على البشرية، ودوره الفريد في ترقيتها الروحية ونبذها لهذه المادية الوثنية إلى الأبد.

-2-
يقول الكاتب: دعونا نتعامل مع هذه الجزئية بمنطق واضح وصادم لنقول ما جدوى اعتقاد البشر بوجود الله فى حياتهم – ماذا يستفيدون من هذا الإعتقاد .؟!
أى فكرة فى الدنيا بلا معنى ولا جدوى تكون عبثية ولا يهم كونها حقيقية أو خاطئة فهى لا تقدم شيئا ومن هنا سنطرح سؤال : ماهى جدوى الإيمان بالله فهى لا تمنح أى ميزة إضافية للمؤمنين به , فالشمس تشرق على الملحدين والمؤمنين , والمصائب والكوارث والشقاء ينالها الكافر والمؤمن فلا إستثناء للمؤمن عن الملحد , الصحة والمرض لا تفرق بين مؤمن وملحد , الرفاهية والشقاء من نصيب الإثنين فلا تختص الأرزاق ورغد العيش بالمؤمنين بينما يحظى الملحد على الشقاء وشظف العيش بل فى كثير من الأحيان نجد حظوظ الملحدين أعلى من المؤمنين ولا يعنى هذا نعمة الإلحاد بقدر أننا أمام ظروف موضوعية مادية نتعاطى معها فتكون الحظوظ لمن يحسن فهمها والتعامل معها .
من هنا نجد أن الإيمان بوجود إله ليس ذى جدوى ولم يمنح المؤمنين به أى ميزة تفاضلية فى الحياة , فوجودنا وفق معادلات الوجود المادى ولا وجود لفكرة وهمية تمنحنا ميزة أو حظوظ وافرة من السعادة والهناء أو الشقاء. اهـ

ونقول: تجيبك منظمة الصحة العالمية في تقارير معدلات الإنتحار ! وكيف أنها تتناسب طردياً مع البلاد التي ينتشر فيها الإلحاد ورغد العيش معاً كالسويد!
مسكين هو الإنسان الذي يظن أن منتهى آماله وحاجاته مجرد أكلة أو شربة أو سترة أو نكحة..!
هذا في حالة ما إذا كنا حيوانات نأكل ونشرب وننكح ثم نموت ! وأما في حالة أنك كائن مختلف، لك بُعد آخر غيبي غير مادي يسمى "العقل" (وليس المخ.. انتبه، هناك فرق كبير بين العين والبصر، بين الأذن والسمع) وبعد آخر يسمى القلب (انتبه أيضاً.. ليس هو العضلة وإنما الجزء المعنوي المرتبط والمقترن بها) :
ففي هذه الحالة، ستكون لك حاجات إضافية أرقى من (أكل العيش) الذي تتحدث عنه.. حاجات روحية، حاجات معرفية، عطش معرفي، أسئلة فلسفية يجب أن يجاب عنها وإلا يصاب الإنسان بالإكتئاب وينتحر حينما يشعر أنه إلى زوال ولا يدري من أين ولماذا جاء إلى هذا العالم.. للإنسان حاجات أرقى من الحاجات المادية، ولهذا هو كائن متديّن بطبعه، باحث عن الله، صوفي فيلسوف.. هذا هو الاصل فيه، وبهذا فقط يستحق التكريم والإحترام والإجلال، مادام لم ينزل بعد إلى زرايب البهايم كي يعيش معها.

-3-
يقول الكاتب: الإنسان كائن نفعى برجماتى لن يعتنى بفكرة إلا بجدواها ومن هنا ندرك عدم جدوى الإيمان بوجود الله إلا فى أمل الحياة بعد الموت متوهماً أن فكرة الإله ستمنحه البقاء والخلود فهذا هو سر الإيمان ولتنصرف كل العبارات السخيفة المرواغة المزيفة المتصوفة المبررة ,فلو لم يكن الأمل فى وهم الإحياء بعد الموات ما كان لهذه الفكرة أن يعتنى بها إنسان دقيقة واحدة .
فكرة وجود إله أضحت بلا جدوى ولكن مازالت تحظى بالوجود تحت إلحاح البعث والخلود وكسر شوكة الموت. اهـ

ونقول: فكرة الموت والترهيب فكرة تناسب بعض المجتمعات القبليّة التي يسودها الإستبداد والقهر ومنطق القوة لا قوة المنطق.. هنا "يجب" أن تستخدم لغة النذير لا لغة البشير وإلا سيضحك الأشرار منك ويسلبون ملابسك الداخلية..

وأما في مجتمعات الفلاسفة والنبلاء منذ عصر أفلاطون حتى عصر نجيب محفوظ : فليس ثمة مبرر لاستخدام منطق القوة وإنما قوة المنطق.. أن العقل يقول أن هناك وجود مطلق وعظيم جداً، ومنظِم أوجد هذا الكون المُنَظّم.. ولأن نفس الإنسان توّاقة إلى حيازة الشرف، فقد تسابق الناس منذ القِدَم على التواصل مع هذا الإله العظيم الكريم المُنعِم، والتعرف به وإقامة علاقة معه.. شرف وأي شرف! استخدم الفلاسفة المنطق العقلي الاستدلالي البرهاني للتعرف به، واستخدم الصوفية المنطق القلبي الشهودي الوجداني.. فرآه الفلاسفة بعقولهم رأي العين، ولا غرابة فهم أذكياء العالم بحسب الدراسات الحديثة.. وحاز الصوفية قصب السبق وصاروا فرسان هذا الميدان، ورأوا الله بقلوبهم وبصائرهم، وهي رؤية أرفع درجة من الرؤية العقلية.. وفيها من النعيم الروحي والنفسي ما يتناقله الصوفية في كتبهم من معان سكبوها في أشعارهم وأبياتهم الراقراقة.. نجدها عند مولانا جلال الدين الرومي، عند محي الدين بن عربي، عند ابن عطاء الله السكندري، عند الحلاج، عند ابن الفارض، عند شعراء الصوفية الذين لا يقعون تحت عد ولا حصر، وكلهم يتغنون بما هم فيه من النعيم النفسي..

إذن عند ذكر الله لا تحدثني يا صاحبي عن الموت، ولكن حدثني عن الحياة.. عن الكرامة الآدمية التي تفرقك عن مرتبة الحيوان (ولقد كرمنا بني آدم).

-4-
يقول : الله كمفهوم خاطئ لفهم الوجود والحياة .
فكرة الله تقدم نظرة خاطئة مُضللة لفهم الوجود فهى تعبر عن جهلنا لفهم وإدراك الحياة ,فكل ما نجهله نضعه على شماعة الإله الذى أنتج هذا الفعل لتتشكل فلسفة فكرية فاسدة مارسها الإنسان القديم ويستمر المعاصر يمارسها حتى الآن لتحميل شماعة الله كل الحيرة والجهل المعرفى والإكتفاء بذلك فليس هناك أسهل من أن الإله فعل ذلك ,فالإنسان القديم [مرة ثانية وثالثة وألف يحيلنا الكاتب على الإنسان القديم، يستخدم جهله كوسيلة لدعم التهافت والهذرمة والتخريف الذي يقوله] فسر كل الظواهر الطبيعية بأن الآلهة أنتجتها بينما الإنسان المعاصر وضع أيضا أسئلته الحائرة الغامضة عن كيفية تكوين الخلية الحية والوظائف الكيميائية الحيوية ليترجم هذا فى إبتداع فكرة التصميم الذكى التى لا تزيد عن إبداء الدهشة .
فكرة الإله هروب من جهلنا والغموض الذى يحيط بنا ليكون محصلة هذا نتائج سلبية يظل الإنسان أسير مربعات جهله بينما لو تحرر منها وكسر هذه العزلة التى قيد نفسه بها سيقضى على جهله فهكذا تطورت البشرية عندما دخل الإنسان المعمل بدون أن يقحم فكرة الإله فى عمله وأبحاثه. اهـ

ونقول : الكاتب وأمثاله هم الذين يصرون على هذا لا غيرهم! يصرون على إقحام العلمي بالديني والفلسفي، مع أننا أول من ننادي بضرورة فصل مسألة وجود الله عن العلم التجريبي لأنها مسألة عقلية محضة بحتة صرفة لا علاقة للعلم التجريبي المادي بها.. هذا أقل شأناً من هذه الأبحاث العقلية الراقية التي هي ثروة البشرية منذ أقدم العصور.. هذه شئ وهذا شئ آخر.. لا علاقة بينهما على الإطلاق، وهذا بديهي، قد ملنا من تكراره..

الإلحاد والسلفية كلاهما أخطر من الآخر على الأمة
لأنهما لا يقومان إلا على أنقاض الصراع والجدل الملهي عن العمل
للأسف الشديد كما أنه لا يمكن أن تقوم للفكر السلفي قائمة إلا بفرض فكرة تعارض حياة المسلمين حكومة وشعباً مع التوحيد، كذلك لا يمكن أن تقوم للإلحاد قائمة إلا بفرض فكرة تعارض العلم والدين، الشامي ضد المغربي، والمغربي ضد الشامي.. وفكرة ارتباط التقدم بنسف هوية الأمة الثاقفية، عن طريق الإلحاد والكفر وإنكار الغيبيات..! (يقيسون مسيرة التاريخ كله والمسرحية كلها على مشهد واحد هو مشهد العصور الوسطى في أوروبا) في حين أن هذه الفترة كانت لها ظروفها التي تختلف عن ظروفنا.. ويحضرني هنا عنوان كتاب هام جداً للمفكر الفيلسوف فؤاد زكريا هو (العرب والنموذج الأمريكي) موضوعه يشبه موضوعنا هذا، حيث أن البعض منا يريد أن يستورد عن أوروبا وأمريكا كل شئ (مقولباً) جاهزاً حتى الأفكار دون أي تعديل، بل بتقديس شديد.. وهذا قمة الكسل العقلي ومنتهى التخلف.

وحين نسأل الكاتب عن ماهية التعارض بين العلم والدين يجيب قائلاً: تكون فكرة الله ضارة على المستوى البحثى كونها تصرف الإنسان عن البحث والمعرفة وتدفعه إلى الركون والتعاطى مع الإجابات الكسولة المتعسفة لتبعده عن مشقة وصعوبة وهموم البحث فيكفي القول أن هناك صانع أراد هذا حتى يتخدر المؤمن ويهرول إلى سريره طالباً النوم اللذيذ. اهـ

ونقول: هذا ضرب من التخريف وعيش الوهم، لأن علماء الأرض أكثرهم مؤمنون ولم ينصرفوا إلى النوم اللذيذ ! ولو كنت صادقاً غير كاذب : أذكر لي عالماً واحداً في عالمنا العربي والإسلامي ملحد غير مؤمن، حتى من سافر منهم واستقر في الغرب حافظ على إيمانه ولم يهتز قيد شعرة، وهو مع هذا كله لم يخلد إلى النوم اللذيذ.. !

للأسف : الإخوة الملاحدة لابد ليبرروا مذهبهم العقيم، أن يعيشوا حالة من الفصام والشيزوفرينيا، بحيث تكون لهم شخصيتان، شخصية طبيعية حينما لا يفلسفون إلحادهم، وشخصية منفصلة عن الواقع تماماً حين يمنطقون إلحادهم ويحاولون تبريره وفلسفته وعقلنته.. وهيهات! هيهات أن تُعَقْلِن مسألة هي في نفسها تحكم على العقل بالإعدام رمياً بالرصاص في ميدان عام! تعقلن ماذا..

-5-
يقول الكاتب :((فنحن)) بالمنهج العلمى وصلنا إلى إلغاء المربعات التى كان يقطن فيها الإله كإجابة عن الأسئلة الغامضة الجهولة ,فلم يعد هناك إله للمطر ولا للخير والنماء ولا داعى لوجود إله للأعاصير والرياح والرعد لأنها كلها ظواهر مادية إستطعنا أن نردها لفعلها المادى ونضعها فى قانون ومعادلة بل يُمكن التنبؤ بها وتسخيرها وفقا لقانونها فلم يعد هناك شيئ مستحيل إدراكه فلا داعى لفكرة الإله التى تطلب الجهل المُحبط. اهـ

ونقول : من نحن ؟!
من الذي - ولأول مرة في التاريخ - دل البشرية على أن الكون مسخر لها مخلوق للإنسان ؟! أليس هو القرآن ؟! أليس هو هذا النبي الكريم ص ؟! (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ) فإن كنت لم تقرأ القرآن فهذه مشكلتك ! وإن كان لديك أدلة تثبت أسبقية أي أحد غير هذا النبي ص فيما يختص بهذه الجزئية فأت بها !

وإن كنت تنسب الملحدين للعلم فأنت لم تفعل شيئاً.. الملحدين والسلفيين عنصر هدم في المجتمع المسلم، الغرب هو الذي يصنع كل شئ.. وأي عالِم عندنا هو مؤمن وهات برهانك لو كان لديك برهان.. أحمد زويل، فاروق الباز، مجدي يعقوب، مصطفى السيد، جمال حمدان.. أي شخصية ترفع الرأس.. كلهم مؤمنون وليس فيهم ملحد واحد.

يقول الكاتب: تزداد ضحالة فكرة الإله وضررها عندما تخدر الوعى الإنسانى عن التناقض والأسئلة الغامضة فما أن يواجه المؤمن تناقض أومشهد فج غير مفهوم أو غير منطقى مع معتقداته حتى يسارع بالقول هناك حكمة إلهية لا ندركها وبذا يُخدر وعيه عن الإدراك والبحث النزيه ليرزح تحت ظلام الجهل وعدم إقتحام الغموض والتناقض ..الإنسان لم يتطور ويعىّ الحياة والوجود إلا عندما تخلص من هيمنة فكرة حكمة الإله المجهولة. اهـ

المؤمن يقول هذا فعلاً ولكنه لا يقعد عن العلم والبحث، ولو كان الأمر كذلك لحصد أحدكم جائزة نوبل كملحد عربي، ولكن لا يوجد!! أنتم القاعدون يا أستاذ لا المؤمنون. فكرة الإلحاد في العالم العربي مثل فكرة السلفية تماماً، من أجل تصفية جسد الأمة وإنهاكها في صراعات مذهبية كلامية بعيداً عن أي مشاركة في مسيرة التقدم.

مالكم ؟! تتحدثون عن الحرية والـ(نضال)! والتقدم، وتربطونه بالإلحاد، في حين أن مصر على سبيل المثال يقودها الآن مؤمنون على أعلى درجة من النضج، ولا يطعن فيهم إلا إخوانجي أو عميل، فهل تطلبون منهم أن يلحدوا ويكفروا لكي تتقدم مصر ؟!!! تلك الأفكار العبثية الصبيانية باتت شائخة عجوز شمطاء لا ينظر إليها أحد.. أيها المناضلون في أرض الأوهام والأحلام: (العبوا غيرها).

يتبع



#إسلام_بحيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرد على الأستاذ طلعت رضوان في مقاله (مغزى تعدد أسماء الآلهة ...
- الإلحاد.. هل هو إيمان أو دين أم عدمية وداعشية ؟!
- الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [11]
- أنا أكفر إذن أنا موجود !
- الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [10]
- الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [9]
- كلمة السيد علاء ابوالعزائم رئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفي ...
- علماء الأزهر.. هل تحولوا إلى دعاة يصدون عن سبيل الله ؟!
- الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [8]
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [7]
- إذا كان الإسلام هو سبب التخلف فبماذا نفسر حضارة الإسلام بعلم ...
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [6]
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [5]
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [4]
- الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [3]
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [2]
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [1]
- -سلفيون ملاحدة- موقف االسلفيين والملحدين/اللادينيين من نموذج ...
- كيف يكون الإسلام هو الحل ؟!
- جمعة رفع المصاحف.. بنو أمية يطلبون تحكيم شرع الله في ميدان ا ...


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسلام بحيري - الرد على سامي لبيب في مقاله (الإيمان بفكرة الله ضار والإلحاد هو الحل والتغيير) [1]