أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - المرصد الإعلامي العراقي - 7مقالات مغرضة ضد العراق بحاجة للرد الفوري عليها















المزيد.....



7مقالات مغرضة ضد العراق بحاجة للرد الفوري عليها


المرصد الإعلامي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1309 - 2005 / 9 / 6 - 11:02
المحور: الصحافة والاعلام
    


أولاً: التقرير الأسبوعي
هذا الأسبوع تواصل هجوم الموتورين و البعثيين على العراق الجديد و أهله في بعض المطبوعات المصرية ،ففي مجلة الأهرام العربي – رغم انتقال رئيس تحريرها أسامة سرايا ليصبح رئيسا لتحرير جريدة الأهرام اليومية و تولي د عبدالعاطي محمد رئاسة تحرير المجلة و توقعنا أن تكون بدايةجديدة لنشر المواد الأكثر موضوعية و إغلاق الباب على من يجيدون فقط الاصطياد في الماء العكر - فوجئنا بمواد تحمل نعرة طائفية و معلومات كاذبة و مغلوطة، كما كتب داوود الفرحان نائب عدي صدام حسين في المطبوعتين – الجريدة و المجلة - مقالات تقطر سما ضد العملية السياسية بالعراق و تدعيما للعنف و الارهاب ..
من ناحية أخرى أخرى توقفت قبل أسبوعين جريدة العربي الناصري عن متابعة الملف العراقي و نشر سموم عميلي السفارة العراقية زمن صدام عبدالكريم العلوجي و علي كليدار لانشغال الجريدة بالانتخابات الرئاسية بالبلاد، و هناك مؤشر ايجابي تم رصده و هو نشر مجلة الأهرام العربي مشاركة من الكاتب العراقي نزار حيدر في باب "مساحة للحوار " به تصحيح للمعلومات المغلوطة عن العراق بعنوان " الدستور العراقي‏...‏ العبرة في التطبيق" ، و في العدد الماضي نشرت المجلة أيضا في الباب ذاته مقالا للكاتبة المصرية أميرة الطحاوي بعنوان " الحالمون بحرب العراق الأهلية " به تصحيح للمعلومات الخاطئة التي يبثها البعثيون عن طوائف و مذاهب العراق لتضليل الرأي العام المصري، كما نشرت جريدة القاهرة الصادرة عن وزارة الثقافة المصرية في عدد الثلاثاء الماضي 30 أغسطس آب مقالا للدكتور أحمد راسم النفيس يوضح فيه ملابسات التصادمات التي حدثت بالنجف بين قوات مقتدى و عناصر من فيلق بدر ، لكن لازال عضو حزب البعث السوري عبدالهادي البكار يواصل بين الحين و الآخر نشر مقالاته بنفس الجريدة - القاهرة- التي تشوه الحقائق عن العراق و يعرض الأمور بصورة مغرضة.
ثانيا 7مقالات مغرضة ضد العراق بحاجة للرد الفوري عليها

* و هذا رصد لأهم المقالات – سبع موضوعات - التي تحتاج للرد فورا على أن يكون الرد بصورة موضوعية يفند الأكاذيب المضمنة بالمواضيع المنشورة خاليا من الألفاظ الخارجة حتى يكون هناك مجال لنشره، و مرفق لكم إما متن المقال أو الرابط الخاص به ، كذلك البريد الاليكتروني للمطبوعة لارسال الردود عليها، مع ارسالة نسخة من الرد لبريدنا في المرصد [email protected]


1- في عدد 43371‏ الأحد 4 سبتمبر 2005 من جريدة الأهرام كتب الفرحان بعنوان " فيلم رديء لمخرج فاشل " نقدا لاذعا يفتقد لأبسط مقومات اللياقة لتركيبة الجمعية الوطنية الحالية – التي أفرزتها الانتخابات ، اقر أوا المقال المرفق و راسلوا الجريدة بردودكم على العنوان الآتي [email protected]
ملحق رقم واحد : مقال فيلم رديء لمخرج فاشل
بقلم‏:‏ داود الفرحان
كاتب عراقي
لو كان اكراد العراق وشيعة المجلس الاعلي للثورة الاسلامية وحزب
الدعوة يريدون مصالحهم فعلا لتوصلوا الي توافق حقيقي علي مشروع
الدستور الجديد مع الوطنيين العراقيين الرافضين للاحتلال وفي
مقدمتهم العرب السنة وشيعة مقتدي الصدر‏,‏ فهناك بنود ونقاط
كثيرة في الدستور تحفظ مصالحهم وتؤمن مشاركتهم الحقيقية في الحكم
والثروات والمجتمع‏.‏ غير ان اصرارهم علي تمرير مسودة الدستور في
لعبة برلمانية مفضوحة تؤمن تلبية مطالبهم وتهميش مطالب الآخرين
وكشفت اوراق الجميع خاصة التحالف الكردستاني والائتلاف الشيعي‏,‏
بعد ان استمروا عدة اشهر يراوغون في الحديث عن ضرورة التوافق
بدلا من التصويت علي الدستور لانه وثيقة وطنية تهم جميع
العراقيين ولا تقتصر علي الفائزين في الانتخابات السابقة التي
يعرف الكل كيف جرت وماهي ظروفها وأين صنعت مظلتها‏.‏

وفي الحسابات الميدانية فان مشروع الدستور العنصري الطائفي الذي
وقعه النواب الاكراد والشيعة ورفضه نواب قائمة الدكتور اياد
علاوي ونواب قائمة الشيخ غازي الياور ونواب شيعة محسوبون علي
تيار السيد مقتدي الصدر بالاضافة الي مجموعة الـ‏15‏ الذين
يمثلون القوي والاحزاب والتيارات التي غيبت عن الانتخابات
السابقة وفي مقدمتهم العرب والسنة‏,‏ وأدي الي مأزق سياسي كردي ـ
شيعي وقبل ذلك مأزق أمني امريكي آخر يضاف الي سلسلة المآزق التي
تعاني منها الادارة الامريكية منذ بدء احتلال العراق

المشهد الآن كما يلي‏:‏ عودة عربية سنية قوية الي العملية
السياسية في العراق‏,‏ وان كان العرب السنة يرفضون مبدئيا
ووطنيا‏,‏ هذه التسمية الطائفية ويفضلون عليها تسمية الوطنيين
العراقيين بمن فيهم الاطراف والتيارات المتضامنة معهم من الشيعة
والتركمان والاقليات الدينية‏,‏ وفي المقابل تحالف مصلحي هش بين
الاكراد والشيعة الموالين لايران بني حساباته علي اساس اللحظة
الراهنة تحت حماية الاحتلال وللفوز باقصي مايمكن من مكاسب
وامتيازات وحقوق تصل بهما الي حد اقامة دويلتين احداهما كردية في
الشمال والاخري شيعية ايرانية في الجنوب تحت لافتة الفيدرالية
وحق تقرير المصير

وفي مقعد المخرج يجلس السفير الامريكي زلماي خليل زاد‏(‏ عراب‏)‏
الدستور الذي سلخ العراق عن الوطن العربي وسمح بتقسيمه الي
اقاليم ودويلات وامارات علي انقاض وطن اسمه‏:‏ العراق‏.‏ وقد
حاول الرجل ان يجمع بين الرؤوس بالحلال او الحرام لانقاذ سمعة
بلاده التي وصلت الي الحضيض في حربها علي العراق‏,‏ بعد ان زال
القناع الوردي عن تلك الحرب وتكشفت وحشيتها ولا اخلاقيتها
وانتهاكها المريع لحقوق الانسان والشرعية الدولية‏.‏ الا ان جهود
السفير اصطدمت بما زرعه الاحتلال نفسه في المجتمع العراقي من
تغليب للمصالح العنصرية والحزبية والطائفية علي المصالح الوطنية
والقومية العليا‏,‏ ولم تفلح محاولات الخداع والوعيد والتهديد
التي مارسها زلماي خليل زاد في دفع المتمسكين بوحدة العراق
وعروبته وسيادته الي القبول بأنصاف الحلول في الثوابت الوطنية‏,‏
اذ رفض العرب السنة‏,‏ بشكل خاص‏,‏ المشاركة في التهام كعكة
العراق ونيل حصتهم منها علي حساب تاريخ البلد ووحدته وعروبته رغم
تهديدات الرئيس الامريكي باستمرار الحرب الوحشية عليهم في
مناطقهم‏.‏

قد يري الاكراد وشيعة الحكم انهم انتصروا في الجولة الاولي من
معركة الدستور‏,‏ الا ان الطرف الآخر يراهن علي يوم الاستفتاء
في‏15‏ اكتوبر المقبل حيث يسعي الي تأمين ثلثي اصوات الناخبين
الرافضين في محافظتين من المحافظات التي تسكنها اغلبية عربية
سنية لاسقاط الدستور‏,‏ وهو رقم ممكن جدا اذا لم تجر عمليات
تزوير أو لم تشن القوات الامريكية وقوات الحكومة حربا علي المدن
المستعصية قبيل الاستفتاء
‏..‏ الفيلم الرديء لم ينته بعد‏.‏



2- في العدد الجديد من مجلة الأهرام العربي – 3ستمبر أيلول 05- ملف خاص عن العراق، بدأه داوود الفرحان –كالمعتاد - بمقاله المسموم الذي يدافع فيه عن ارسال الشباب العرب للموت بالعراق باسم الجهاد – و لا ندري كيف فات ذلك على الحكومة المصرية، و كيف فات هذا على السفارة العراقية بالقاهرة لأنه يعد تدخلا في الشئون العراقية و دعما للعنف بالبلاد، اقر أوا المقال المرفق
و راسلوا المجلة بردودكم على العنوان الآتي [email protected]
حسبي الله
مقاومة وطنية وليست مستوردة
داود الفرحان

ظلت الإدارة الأمريكية وعلي رأسها جورج بوش تتحدث طوال أكثر من عامين
منذ إبريل‏2003‏ من تصفهم بالإرهابيين العرب في العراق متهمة إياهم
بأنهم يقومون بعمليات المقاومة المسلحة ضد قوات الاحتلال الأمريكي‏.‏
ورددت أبواق الحكومة العراقية الحالية والحكومة التي سبقتها ومجلس
الحكم سيء الصيت هذه المزاعم نافية في نفس الوقت وجود مقاومة عراقية
وطنية للاحتلال‏.‏ واستمر أركان النظام الجديد يحاولون إقناع العالم
بأن المقاومة الموجودة في العراق هي مقاومة‏(‏ مستوردة‏)‏ وليست ابنة
دجلة والفرات وأن أفرادها هم‏(‏ مجموعات مسلحة من تنظيمات القاعدة وبن
لادن والزرقاوي‏).‏ وظلت وزارتا داخلية ودفاع النظام الجديد تجهدان
نفسيهما باعتقال عدة مئات من الإخوة العرب المقيمين في العراق منذ عدة
سنوات وتصويرهم للرأي العام علي أنهم‏(‏ ارهابيون‏)‏ ومن‏(‏ أزلام
النظام السابق‏)‏ وأنهم وراء عمليات التفجيرات ويشتغلون مساعدين
للزرقاوي بعد الدوام الرسمي‏!‏
ولا أحد يملك أرقاما رسمية حقيقية عن عدد المعتقلين العرب في سجون
المحتلين الأمريكيين والبريطانيين وسجون وزارتي الداخلية والدفاع
العراقيتين وبعض المعتقلات الأخري التابعة للميليشيات الكردية والشيعية
في الشمال والجنوب‏.‏ لكن أرقاما تجميعية تقدر عددهم بنحو ألف معتقل من
جنسيات عربية مختلفة معظمهم تم اعتقالهم علي الهوية وجواز السفر ولا
علاقة لهم علي الإطلاق بأي جماعة مسلحة‏.‏ وبين هؤلاء المعتقلين أعداد
كبيرة من الاخوة الفلسطينيين المقيمين في العراق منذ نكبة فلسطين
والذين لم تكتف السلطات باعتقالهم وإنما وجهت الغوغاء لطرد عوائلهم من
شققهم المتواضعة والاستيلاء عليها من دون وجه حق‏.‏ وكشف المتحدث باسم
رئيس الوزراء العراقي قبل أيام عن‏ ‏ وجود‏80‏ مصريا معتقلين من بين
أكثر من‏280‏ معتقل عربي‏ ‏ في سجون الحكومة وحدها في ظروف قاسية دون
أن تتاح لأي منهم فرصة الاتصال بالعالم الخارجي وسط انتهاكات عامة
لحقوق الإنسان تشمل جميع المعتقلين العراقيين أيضا‏.‏ وتوزعت جنسيات
المعتقلين العرب الآخرين بين سوريين وسعوديين وأردنيين ويمنيين
وسودانيين ومن دول المغرب العربي شاء سوء حظهم أن يبحثوا عن لقمة الخبز
في بلد منكوب اسمه‏:‏ العراق‏.‏
وحتي لو صدقنا الحكومة العراقية والأرقام التي تقدر عدد المعتقلين
العرب بنحو ألف معتقل‏,‏ فهل يصدق أحد أن هؤلاء الألف اسـتطاعوا
بأسـلحتهم المحدودة قـتل نحو ألفي جندي أمريكي هم الحصيلة الرسمية
الأمريكية لقتلي قوات الاحتلال خلال عامين؟ وهل يصدق أحد أن شعب العراق
يقف متفرجا علي جرائم قوات الاحتلال والأجهزة الحكومية المتعاونة معها
مكتفيا بمتابعة تهريجات ما يسمي بالجمعية الوطنية ومهزلة كتابة الدستور
ومناورات السياسيين القادمين بدبابات المحتلين ومشاريعهم الاحتيالية
لتقسيم البلد ونهب ثرواته وتوزيعها علي حفنة من الانتهازيين ولصوص
السياسة والبنوك ومحترفي الدجل والشعوذة من أدعياء الدين؟
لقد وجه مدير العمليات في القيادة الأمريكية الوسطي الجنرال دوجلاس لوت
يوم الأربعاء الماضي لطمة قوية إلي زاعمي عدم وجود مقاومة عراقية ضد
الاحتلال حين أكد‏ ‏ أن أكثر من‏90‏ في المائة من أفراد المقاومة هم
عرب سنة عراقيون وليسوا أجانب‏ .‏ وأضاف‏ ‏ أن أسس التمرد في العراق
تبقي محلية علي الرغم من وجود عمليات انتحارية ينفذها أجانب‏ .‏ وهذا
التأكيد العسكري الأمريكي أبلغ رد علي مزاعم الرئيس الأمريكي ووزير
دفاعه ووزيرة خارجيته وأركان الحكومة العراقية الحالية الذين لا حديث
لهم إلا عن‏ ‏ الإرهاب العربي‏ ‏ و‏ ‏المتسللين العرب‏ ‏ من دول الجوار
و‏ ‏المقاومة غير العراقية‏ ‏ وغير ذلك من هذا اللغو والهراء‏.‏
ومن المفارقات أن رئيس الوزراء العراقي المؤقت الذي استهل عهده بإطلاق
سراح جميع المعتقلين العجم من الإيرانيين المتهمين بالقيام بعمليات نهب
وقتل وترويج مخدرات وحيازة أسلحة وتهريب آثار وإقامة غير مشروعة يرفض
إطلاق سراح المعتقلين العرب المتهمين بمقاومة الاحتلال الأمريكي وهي
تهمة تشرفهم علي أي حال‏.‏ وحسنا فعلت وزارة الخارجية المصرية حين
طالبت الحكومة العراقية بتقديم كشف بأسماء المعتقلين المصريين والتهم
الموجهة لهم لأن‏ ‏ العروبة‏ ‏ أصبحت تهمة في العراق الفيدرالي
الديمقراطي البرلماني التعددي المحتل‏,‏ وخير دليل علي ذلك رفض الأكراد
وقادة الأحزاب الشيعية ذكر عروبة العراق في الدستور المهزلة الذي يلبي
مطالب المحتلين الأمريكيين والصهاينة وأصحاب الأحقاد التاريخية في
المنطقة‏.‏



3- في العدد ذاته من مجلة الأهرام العربي كتب مهدي مصطفى مادة بعنوان تحت عنوان" تطهير العراق من السنة‏!‏ " و هو العنوان الذي أبرز تماما في اعلانات المجلة ، اقر أوا المقال المرفق ، و راسلوا المجلة بردودكم على العنوان الآتي [email protected]

دستور العار‏..‏ أمريكا خططت وحلفاؤها نفذوا اللعبة
تطهير العراق من السنة‏!‏
مهدي مصطفي

من لعبة إلي أخري يتدحرج العراق إلي النهاية‏,‏ من أسلحة الدمار
الشامل‏,‏ إلي التحرير والديمقراطية‏,‏ وإلي الدولة النموذج في الشرق
الأوسط الكبير‏,‏ وأخيرا إلي الدستور الدائم‏,‏ أكبر ناشرة ألغام ستفتت
في طريقها العراق إلي دويلات عرقية وطائفية‏,‏ وتقع المنطقة بالكامل في
العار‏.‏
ففي سبعة أشهر كتبت الولايات المتحدة الأمريكية‏,‏ دولة الاحتلال‏,‏
مسودة الدستور الدائم‏,‏ وفرضته علي حلفائها المقربين‏,‏ الذين راحوا
ينفذون اللعبة وكأنهم هم أصحابها‏,‏ وعندما صدقوا أنفسهم اتصل الرئيس
الأمريكي جورج بوش برئيس المجلس الأعلي للثورة الإسلامية عبد العزيز
الحكيم ورجاه أن يترك بعض الفتات للسنة‏,‏ وفي الوقت نفسه اتصل
بالأطراف السنية حسب الدكتور صالح المطلك العضو السني في لجنة صياغة
الدستور وهدد بعزل السنة بمحافظاتهم الثلاث الأنبار وصلاح الدين ونينوي
بعد نصيحة مغرضة من الائتلاف الشيعي الحاكم بزعامة إبراهيم الجعفري‏,‏
علي اعتبار أن هذه المحافظات قليلة الموارد خاصة في النفط‏,‏ وحصارهم
فيها يعني إخضاعهم للمخططات الكبري لتقسيم العراق‏,‏ ومن هذه الرؤية
الجهنمية لرؤوس إيران الطائرة في العراق تستطيع الولايات المتحدة
الأمريكية إزالة العراق الموحد من خريطة العالم‏.‏
وحسب كل المصادر التي استطلعنا آراءها داخل المسرح العراقي الملتهب‏,‏
فإن مستقبلا مظلما ينتظر الجميع في العراق والمنطقة‏,‏ ولعل إشارة بوش
إلي الأيام الفظيعة المقبلة بعد نجاحه في تمرير وثيقة الأمريكي نوح
فيلدمان في العراق تؤكد أنها تعني أن الحرب الأهلية آتية لا ريب
فيها‏,‏ فبعض أدوات الإعلام الموجهة تري في نشوب هذه الحرب أمرا
طبيعيا‏,‏ كما جري في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها وفي سويسرا وفي
النمسا وفي ألمانيا‏,‏ رغم أنهم يغالطون ويجافون المنطق والحقيقة‏,‏
فدساتير هذه الدول جاءت لحاجة حقيقية واستغرقت كتابتها سنوات‏,‏ ودستور
أمريكا نفسها استغرق ثماني سنوات فلماذا يكتب الدستور العراقي في سبعة
أشهر‏,‏ وتحت الاحتلال‏,‏ عكس النماذج المشار إليها‏,‏ وهل كانت الحرب
من أجل كتابة دستور علي عجل؟ وقد كشفت منظمة بريطانية لا تهدف إلي
الربح أن‏25‏ ألف قتيل عراقي مدني سقطوا نتيجة المعارك خلال العامين
السابقين وحدهما؟
فمن لم يمت بالعنف وقوات المارينز يمت بالدستور‏,‏ والمعركة تدور بين
العرب السنة وقوات الاحتلال‏,‏ ولا يمثل الشيعة في هذه المعركة إلي
التيار الصدري بزعامة مقتدي الصدر‏,‏ والتيار الخالصي بزعامة المؤتمر
التأسيسي الذي يقوده الشيخ جواد الخالصي أحد المراجع الشيعية‏,‏ وكلا
التيارين من العرب‏,‏ وهذا الدستور ينص علي أن‏:‏ العراق بلد متعدد
القوميات والأديان والمذاهب‏,‏ وهو جزء من العالم الإسلامي والشعب
العربي فيه جزء من الأمة العربية‏,‏ فبقدرة قادر أمريكي أصبح‏82%‏ من
السكان جزءا من قومية خارج الحدود العراقية‏,‏ ويجوز أن يطردوا إذا
استمروا في التمرد‏.‏
أما الأغرب فهو البند الذي يقول فيه الدستور‏:‏ يحق لسلطة الإقليم
تعديل تطبيق القانون الاتحادي في الإقليم في حالة وجود تناقض بين
القانون الاتحادي وقانون الإقليم بخصوص مسألة لا تدخل في الاختصاصات
الحصرية للسلطات الاتحادية ثم تخصص للأقاليم والمحافظات حصة عادلة من
الإيرادات المحصلة اتحاديا تكفي للقيام بأعبائها ومسئولياتها مع الأخذ
بعين الاعتبار مواردها وحاجاتها ونسبة السكان فيها ثم الطامة الكبري‏:‏
تؤسس مكاتب للأقاليم والمحافظات في السفارات والبعثات الدبلوماسية
لمتابعة الشئون الثقافية والاجتماعية والإنمائية‏,‏ وهو أغرب نص في أي
دستور في العالم‏,‏ فكيف ينص أي قانون علي أن الأقاليم داخل بلد واحد
يصبح لها تمثيل دبلوماسي في الخارج؟
أما الفيدرالية التي تدور حولها المعركة الحالية فهي الخطر الأكبر‏,‏
فلا توجد كتلة منسجمة في العراق سوي كتلة الأكراد‏,‏ وحتي هؤلاء لن
يستطيعوا البقاء وحدهم محصورين بين تركيا وإيران وسوريا إلا بالاندماج
في العراق الموحد‏,‏ والبديل الوحيد هو الإغراق في حرب أهلية طويلة
تعيد ما جري في السابق بين الحكومة في بغداد والأكراد في الشمال‏.‏
كل ذلك يجري والمجتمع الدولي صامت‏,‏ وإيران تترقب بفرح في انتظار
انفصال الجنوب بعد زيارة وزير خارجيتها كمال خرازي منذ أشهر‏,‏ أما
إسرائيل فتواصل انتصارها بقوة المحافظين الجدد الذين دفعوا أمريكا إلي
الحرب وتفتيت العراق الحلم الذي طال انتظاره نصف قرن كامل‏,‏ ولأن شعوب
العالم تعتبر الدستور عقدا اجتماعيا لا يجوز فيه التلاعب أو التزوير
وفرض إرادة طرف علي آخر فتهدد وحدة أي بلد‏,‏ فإن الدستور العراقي
الحالي لا يعكس هذه المعاني فهو خليط من فقرات قانونية مؤقتة وهو مالا
يجوز في عقد اجتماعي دائم‏.‏
فهل بعد كل هذه المخاوف يصبح هذا الدستور عامل توحيد‏,‏ وهل يجوز الصمت
علي هذه الجريمة باسم الدساتير والقوانين وهل العراق قادر علي الصمود
موحدا في مواجهة مخطط الحرب الأهلية‏,‏ وهل السنة سيذهبون إلي صناديق
الاقتراع في أكتوبر المقبل وإسقاط الدستور في الاستفتاء‏,‏ وهل صحيح أن
نسبتهم لا تعادل سوي‏20%‏ من السكان كما تقول الإحصاءات‏,‏ وهل من كتب
الدستور عراقيون وما دور زلماي خليل زادة السفير الأمريكي في بغداد‏,‏
وما دور نائبه ديفيد ساتر فيلد‏,‏ مهندس تفتيت لبنان في السابق؟
هذه الأسئلة وغيرها طرحناها علي أكثر من مصدر سياسي عراقي‏,‏ وجاءت
إجابات الجميع مليئة بالخوف من المستقبل‏,‏ وبعضهم غير مصدق لما
يحدث‏,‏ وبعضهم الآخر أصدر بيانات تحذيرية ـ المؤتمر التأسيسي العراقي
الوطني ـ الذي قال في بيان إن‏:‏ مسودة الدستور المطروح تشكل أخطر حلقة
يجري تمريرها ضمن مخطط الحركة الصهيونية والاحتلال الأمريكي لإنهاء
العراق والمباشرة بتقسيمه‏,‏ فـمشروع الدستور تضمن بنودا تمس جوهر وحدة
العراق وتشوه هويته العربية والإسلامية‏,‏ وتقوم علي أساس طائفي
وعنصري‏,.‏ وتوقع البيان أن يؤسس الدستور المقبل لفتن وحروب وانقسامات
مستقبلية وخاصة فرض مشروع الفيدرالية‏.‏
وعندما سألت د‏.‏ عبد الكريم هاني وزير الصحة الأسبق في عهد الرئيس
الراحل عبد السلام عارف‏,‏ و نائب أمين السر لحركة التيار القومي
العربي حاليا‏,‏ قال قبل الحديث عن صلب الأسئلة الواردة برسالتكم أشير
إلي ما يتكرر دائما عن نسب مفترضة للتوزيع الطائفي في العراق‏,‏ أقول
إن أي إحصاء علي أساس تحديد المذهب لم يجر في العراق إطلاقا‏,‏ و قد
عاصرت كل الإحصاءات التي جرت في العراق منذ عام‏1947‏ كل عشر سنوات‏.‏

أعضاء الجمعية الوطنية العراقية قبل التصويت على الدستور
وأضاف‏:‏ أما ما نسمعه اليوم من نسب تتحدث عن أكثرية أو أقلية فليس لها
أساس من الواقع‏,‏ وهي ادعاءات يحرص أصحابها علي تكرارها‏,‏ حتي أصبحوا
يعتقدون بصحتها‏,‏ و يظنون أنها أصبحت حقيقة واقعة‏,‏ وقد قام بعض
الكتاب بعدها بنشر أوراق تتضمن قوائم أدعوا فيها أنها تضم الأعداد التي
قالوا إنها حقيقية لأعداد السنة‏,‏ وأدعوا من جانبهم أنهم الأكثرية
أيضا لكننا جميعا نعلم أن كلا الادعائين مجرد وهم‏.‏
ويكشف د‏.‏ هاني عن سبب ما يجري الآن ويقول‏:‏ عندما أرادت دولة
الاحتلال بريطانيا إجراء انتخابات المجلس التأسيسي عام‏1924‏ حاولت أن
تدخل الانتماء المذهبي في ورقة الإحصاء‏,‏ ولكن الشعب قاوم ذلك‏,‏
وتعالت الدعوات في الإصرار علي كتابة كلمة مسلم في حقل الطائفة‏,‏
واضطرت دولة الاحتلال أن تتراجع‏,‏ فألغت ذلك السؤال من وثائق
التسجيل‏.‏
وهذا الماضي مازال مستمرا ومتصلا ويري وزير الصحة الأسبق أن أخطر نقطة
أثارت أقوي ردود الفعل لدي جميع الفئات الوطنية في مسودة الدستور هي
المتعلقة بالفيدرالية‏,‏ وذلك لأن المطروح من قبل القيادات الكردية لا
يشبه أي فيدرالية في العالم‏,‏ فقد تمت صياغة قانون لهذه الفيدرالية‏,‏
وطلب أن يصاغ الدستور المقترح وفق الأسس التي وردت في القانون‏,‏ فكان
الاعتراض الوطني علي تحكم الإقليم المقترح بالسلطة المركزية‏,‏
بالإضافة إلي تخصيص جيش مستقل لهذا الإقليم‏,‏ و منع الجيش الوطني من
الدخول إليه‏,‏ وكذلك سيطرته علي الموارد الطبيعية‏,‏ والثروات
الموجودة فيه‏,‏ ثم كان التوسع بحدود مفترضة لهذا الإقليم لتغطي كل أرض
سكن فيها كردي يوما‏,‏ وأصدروا خريطة تمتد إلي محافظة العمارة‏(‏
مبسان‏)‏ في الجنوب‏.‏
وحول سؤالك عن تصريحات عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلي للثورة
الإسلامية عندما دعا إلي إقليم شيعي في الجنوب‏,‏ فلهذا جذور قديمة
تمتد إلي الأيام الأولي التي بدأ فيها الإعلام الأمريكي يتحدث عما
أطلقوا عليه اسم‏(‏ المثلث السني‏(,‏ والإصرار علي نعت المقاومة
بالمقاومة السنية‏,‏ فقد تقدم بعض الذين وفدوا علي أكتاف الدبابات
الأمريكية باقتراح سيطرة فيدرالية الكرد علي واردات نفط الشمال‏,‏ و
إقامة فيدرالية‏(‏ شيعية‏(‏ في محافظات الوسط والجنوب تستولي علي
إيرادات نفط البصرة‏,‏ وقالوا للأمريكيين‏:‏ وبهذا يبقي‏(‏ السنة‏(‏
بدون موارد فيضطرون للإذعان‏.‏
وبحسب د‏.‏ هاني‏,‏ فإن التقسيم الذي يحمله الدستور ليس جغرافيا فقط‏,‏
بل امتد ليشمل أبناء البلد الواحد‏,‏ ويشعر الكل بالخطر‏,‏ فخرجت
مظاهرات في المناطق‏(‏ الشيعية‏(‏ ترفع لافتات تقول‏(‏ لا للدستور
الإيراني‏-‏ الأمريكي‏(‏ فالمعارضة للاحتلال و الدستور لا تتحدد بطائفة
معينة‏,‏ ومن هذا المنطلق جاءت مهاجمة مكاتب الشهيد الصدر في هذا الوقت
بسبب إعلان معارضته للدستور المقترح‏.‏
أما الولايات المتحدة حسب نفس المصدر فتصر علي تمرير الدستور في هذا
التوقيت لأنها سبق أن ارتبطت باتفاق سابق تعهدت فيه بأن تبذل كل جهدها
لمنع قيام حكومة قوية في العراق‏,‏ وهذا التعهد أشارت إليه الصحف
الأمريكية أكثر من مرة‏,‏ و هناك مخطط لتطهير العراق من كل مقاومة
للخطط الأمريكية‏,‏ سواء كانت هذه المقاومة سنية أم شيعية‏,‏ فالصدر
مثلا يعارض الاحتلال‏,‏ وكل ما ينجم عنه‏,‏ بسبب انتمائه العربي و
إيمانه الإسلامي‏,‏ ولذلك يجري التعتيم علي مواقف أنصاره لتثبيت مقولة
المقاومة السنية‏.‏
أما الأخطر علي المستقبل‏,‏ وأشارت إليه الصحف الأمريكية نفسها أكثر من
مرة‏,‏ هو أن الأمور في العراق تسير بموجب صفقات متعددة‏,‏ قسم منها
يشمل بعض دول الجوار‏,‏ وقسم آخر يشمل بعض العمائم لتحقيق مخطط إضعاف
العراق وتقسيمه بين الطوائف وهو ما نرفضه بشدة‏,‏ ونتحذر منه دول
المنطقة الصامتة رغم أنها في مرمي نفس الهدف‏.‏
وأخيرا يري د‏.‏ هاني أنه حذر في مقالين نشرهما في‏ ‏ جريدة العرب‏ ‏
من‏ ‏ سايكس بيكو ــ طبعة عراقية‏ ‏ وكشف أن أحد السادة الجدد في
العراق الجديد يطالب حلفاءه بتطبيق الاتفاق الذي سبق أن اتفقوا عليه
سرا قبل التحرير في طريقة تقسيم الغنائم‏,‏ ودعاهم للوفاء بالتزاماتهم
بموجب ذلك‏,‏ وكان أغرب ما سمعناه أن لسان لجنة صياغة الدستور أكدت أن
هناك قومية رابعة في العراق هي القومية الفارسية‏!‏ تقف موازية للقومية
التركمانية أو تزيد عليها‏.‏
ويتساءل السياسي العراقي‏ ‏ أين مركز هذه القومية؟ وإذا كانوا يقصدون
الجالية‏,‏ فهناك فارق جوهري بين الاثنتين‏,‏ فالجالية يمكن أن توجد في
أي بلد‏,‏ ولا يمكن أن تترتب لها أية حقوق عدا ما تتضمنه القوانين
الدولية المتعلقة بالغرباء‏.‏
أما من غرائب نفس اللجنة فهي النص علي أن الشبك والإيزدية قوميتان‏,‏
بينما يعلم الجميع أن كلا منهما عقيدة وديانة وليست قومية‏,‏ فقسم منهم
ينتسب إلي القومية الكردية‏,‏ بينما ينسب آخرون منهم أصلهم إلي
العرب‏,‏ وعلي ذكر القومية الفارسية المزعومة نستطيع أن نضيف الهنود
والبلوش والأفغان الذين تعيش مجموعات منهم في العراق‏,‏ بالإضافة إلي
اليونان والبلغار وغيرهم من رعايا الإمبراطورية العثمانية الذين منحتهم
الاتفاقيات التي وقعها العراق مع عصبة الأمم الحق في الحصول علي
الجنسية العراقية‏,‏ وحصلوا عليها بالإضافة إلي الأرمن الذين أسكنهم
العثمانيون في العراق‏.‏
واليوم يطالبنا هؤلاء الإخوة‏,‏ أو بعضهم‏,‏ بأن لا نقول إننا عرب‏,‏ و
أن لا نقول إن العراق الذي كان عربيا منذ عرفت العروبة جزءا من الأمة
العربية‏,‏ هنا نسأل الإخوة المحتجين‏,‏ وجلهم من القيادات الكردية‏,‏
إذا رفضنا اعتبار العراق جزءا من الأمة العربية حسب الحجة التي
تطرحونها لوجود أقليات أخري فيه‏,‏ فكيف يجوز تسمية إقليم كردستان
وأنتم تعلمون أن أقليات أخري غير الكرد تشترك فيه؟
انتهت تحذيرات د‏.‏ عبد الكريم هاني‏,‏ لكن المعركة الكبري لم تبدأ
بعد‏,‏ وهناك تهديدات كبري بانتفاضة سنية عربية ينضم إليها تيارا الصدر
والخالصي قد تتحول إلي احتكاك جماعي مع الاحتلال والقوات المرتبطة بها
مثل فيلق بدر وحزب الدعوة‏,‏ ولحظتها يتطاير الشرر إلي المنطقة‏,‏ ويري
بعض المتفائلين قليلا أن البديل لهذا السيناريو هو الذهاب إلي صناديق
الاقتراع في‏15‏ أكتوبر وإسقاط الدستور انتظارا لجولة أخري‏.‏







4- في العدد ذاته نشرت المجلة ضمن الملف حوارا مع أحمد الكبيسي عضو هيئة علماء المسلمين، اقر أوا الحوار المرفق ، و راسلوا المجلة بردودكم على العنوان الآتي [email protected]
د‏.‏ أحمد الكبيسي مؤسس هيئة علماء المسلمين‏:‏

ريـاح العـــراق عواصـــف‏..‏ وتقسـيم
المنطقة وارد
أجري الحديث ـ أحمد السيوفي

الدكتور أحمد الكبيسي أحد العائدين إلي العراق بعد سقوط بغداد بلحظات
قليلة‏..‏ لم يتحمله المحتل الأمريكي وهدده بالقتل إن لم يغادر
العراق‏..‏ فخرج دون أن يكف عن مهاجمة المحتل‏.,‏ والكبيسي حصل علي
الدكتوراه من جامعة الأزهر‏,‏ ويعد من أبرز العلماء العراقيين‏,‏ وكان
الرئيس العراقي السابق صدام حسين قد طارده لسبب لا يعرفه حتي الآن
فهاجر‏,‏ وظل في مهجره في الإمارات العربية المتحدة حتي سقطت بغداد
فكان أول الذين دخلوا فاتجه إلي مسجد أبي حنيفة النعمان وأطلق منه
صيحات المقاومة‏,‏ فالتف حوله أكثر من مليون شخص‏,‏ وطالب الشعب
العراقي بأن يثور في وجه الاحتلال‏,‏ مما كان سببا في طرده مجددا‏..‏
الأهرام العربي التقت الدكتور الكبيسي وحاورته حول المشهد العراقي وما
يجري الآن علي الساحة السياسية فكان معه هذا الحوار‏.‏
‏*‏ ما قصتك مع الاحتلال الأمريكي ولماذا تم طردك؟ وهل هناك محاولة
للعودة مرة أخري؟
لقد دخلت بغداد بعد سقوطها بأيام قليلة‏,‏ فهالني ما رأيت من الخراب
والدمار‏,‏ والإنسان والشجر وأعمدة الكهرباء والبيوت والشوارع وكل
شيء‏..‏ فالدبابات والمدافع وحاملات الجنود في كل شبر‏,‏ وصناديق
الصواريخ تملأ الحدائق والمنحنيات والناس يعيشون في مأساة حقيقية بسبب
شدة البرد وانعدام الوقود‏,‏ هكذا كانت بغداد حينما دخلتها بعد خمس
سنوات غربة عن الوطن حيث كان صدام حسين قد أمر بإلقاء القبض علي ولا
أدري ما السبب حتي هذه اللحظة‏.‏
بدأت منذ وصولي أدور عدة دورات حول بيوت أهلي وأقاربي‏,‏ وأصدقائي وهم
كثير جدا‏,‏ وكلما دخلت بيتا من هؤلاء نظروا إلي وهم صامتون وفي عيونهم
دهشة من رؤيتي ممزوجة بذهول لمن ينظر في الأفق البعيد في انتظار قادم
مجهول‏.‏
مرت ثلاثة أيام علي وصولي‏,‏ وقد انتشر الخبر في معظم محافظة
الأنبار‏,‏ خاصة الفلوجة والخالدية والرمادي وبدأ الناس القلائل
يتوافدون لصعوبة الوصول والمواصلات يومها كما هو الآن تماما‏..‏ كانت
المساجد مهجورة والأسواق مغلقة والناس في بيوتهم لم يستوعبوا ما يجري
حتي تلك الساعة‏.‏
‏*‏ فماذا فعلت في تلك اللحظة؟
عقدت العزم علي أن أوقف الناس من دوامة الذهول هذه فأرسلت من يخبر
الناس بأني سأقيم صلاة الجمعة الأولي بعد الاحتلال في مسجد الإمام أبي
حنيفة في الأعظمية‏..‏ وهكذا كان وتقاطر الناس من كل حدب وصوب من المدن
والأحياء السنية العربية وكانت تلك الجمعة المشهودة التاريخية بداية
انطلاقة العرب السنة من جديد‏,‏ حيث حضر الصلاة تلك أكثر من مليون ونصف
المليون‏,‏ ثم أقيمت صلاة أخري في الجمعة التي بعدها في مسجد
الكيلاني‏,‏ وبعدها في الرمادي وبعدها في سامراء وبعدها في الموصل‏,‏
فما إن مضي شهران علي هذه الجولة حتي عاد الناس إلي رشدهم وبدأوا
الحياة من جديد‏..‏ والبقية معروفة إلي هذا اليوم‏.‏
‏*‏ ما قصة تأسيس هيئة علماء المسلمين؟
من أجل أن يتوحد جهد رجال الدين والعلماء قمت بتأسيس جمعية علماء
المسلمين والتي ارتؤي بعد ذلك أن تكون هيئة علماء المسلمين‏,‏ فتهيأ
بذلك نوع مرجعية نسبية للعرب السنة الذين يفتقرون لظروف تاريخية إلي
مرجعية توحدهم وتقود مسيرتهم وتلم شملهم‏..‏ وهي تعمل الآن علي ما هو
معروف في ظروف غاية في الصعوبة في جميع جهات الواقع العراقي والعربي‏.‏
‏*‏ ما أسباب الصدام مع المحتل ؟
منذ خطبة الجمعة الأولي وما تلاها من خطب ومحاضرات شعبية وتصريحات
إعلامية في مختلف الأجهزة كنت صداميا مع المحتل كما هو معروف‏..‏ إلي
أن جاءني إخطار من جهة عربية عزيزة بضرورة الخروج من العراق بسرعة لخطر
محدق بي من جهة الاحتلال‏..‏ وفعلا خرجت لمدة أسبوعين‏..‏ تم خلالها
تسوية الأمر عن طريق تلك الجهة العربية الكريمة بشرط واحد فقط هو أن
أتوقف عن الخطب والتصريحات الإعلامية النارية والحادة ضد الاحتلال‏,‏
فأبديت شيئا من الموافقة ثمنا لعودتي إلي العراق‏..‏ وعدت فعلا ولكني
لم أستطع السيطرة علي نفسي عندما أقف خطيبا في مسجد أو محاضرا في حفل
وهذا كان يحدث كل يوم في مكان مختلف من العراق أو متحدثا إلي جهة
إعلامية‏,‏ واشتد الأمر وتصاعد وبدأت المقاومة‏,‏ وهنا تقرر إخراجي إذا
كنت أفضل البقاء علي قيد الحياة‏..‏ وهكذا خرجت أو أخرجت إلي هذه
الساعة‏..‏ والله أعلم بمستقبل الأيام ولو أن تفاؤلي يزداد يوما بعد
يوم في أن رحيل المحتل أقرب مما يظن الكثيرون‏..‏ وخلاصة الأمر أني
اكتشفت أن تكويني النفسي والثقافي والمهني يمنعني تماما من أي نجاح في
عالم السياسة فلست سياسيا ولا يمكن أن أكون كذلك‏..‏ لأني مجرد معلم
يقول ما في قلبه بصراحة وصدق ورزقي علي الله‏..‏ لذا رضيت من الغنيمة
بالإياب وعدت إلي دروسي‏,‏ تاركا السياسة لأهلها‏.‏
‏*‏ ما قراءتك للمشهد العراقي الآن؟
المشهد العراقي غير قابل للقراءة الآن‏,‏ فكل السطور باهتة وجميع
الخطوط مطموسة بسواد الحبر‏..‏ والذين علي السطح الآن متغيرون أو
يتغيرون ويجددون مواقفهم وفق التجارب التي مروا بها وهي في النهاية
تتجه إلي الصواب أكثر فأكثر‏..‏ العراقيون ـ بشكل عام ـ لا يحتملون
الإهانة ولا يتحملون الشعور بالخيانة ولا يطيقون نظرات الازدراء لسقوط
أو فشل‏..‏ وأحكي لك حكاية كانت سببا في كثير من تغيير المواقف عند من
وقفوا مع الاحتلال في باديء الأمر‏.‏
عندما سلم بول برايمر السيادة ـ كما زعم ـ للعراقيين وخرج علي عجل
ليستقل طائرته العسكرية وخرج جميع أعضاء الحكومة العراقية‏,‏ وكانوا من
المتعاونين مع الاحتلال لتوديعه وعندما صعد هذا الحاكم الأمريكي إلي
الطائرة بعد أن عانقه الجميع التفت إليهم قبل أن يدخل باب الطائرة
ليقول لهم وداعا أيها الخونة ثم استدار ودخل طائرته التي طارت به إلي
نيويورك تاركا أصدقاء الأمس من المتعاونين معه في ذهول‏..‏ استيقظ بعض
أعضاء الحكومة من غفلتهم وبدأوا يراجعون أنفسهم‏..‏ لذا فإن المشهد
العراقي سريع التغير والتغيير إلي أن تأتي مرحلة الاستقرار التي قد
تأخذ وقتا طويلا نسبيا‏.‏
‏*‏ هل تتصورون أن مشاريع تقسيم المنطقة قد بدأت بالفعل؟
منذ الخمسينيات هناك من كتب عن مشاريع الغرب في تقسيم العراق علي المدي
الطويل‏..‏ وبذلك تضرب القوة العربية في قلبها وهذا ما يحدث الآن‏..‏
ولكن هذا إذا تم أو أنه سيتم فإنه لن يدوم إلي الأبد فإن رياح العراق
عواصف وأعاصير‏,‏ والله وحده يعلم كيف ستنقلب الموازين‏..‏ أما إذا
اجريت هذه الخطط المبيتة إلي غاياتها بنجاح فلن تكون أي دولة عربية
بمنأي عن هذا التقسيم الذي هو هدف إسرائيل القديم وهو لخدمة إسرائيل
وأجندتها‏.‏
‏*‏لماذا الخلط بين المقاومة والإرهاب؟
عندما يكون هناك احتلال تكون هناك مقاومة فقط ولا يوجد إرهاب إلا في
الإعلام الفاشل الذي لم يعد يصدقه أحد برغم إصرارهم عليه يأسا وحيرة‏.‏
‏*‏ ولكن هل هذه المقاومة سليمة تماما من اختراق مقاومة مصنوعة للتشويه
والتمويه؟
نعم يمكن له أن يفعل ذلك‏.‏ ولكن العراق بلد عشائري وقبلي وبعضهم يعرف
بعضا ومن الصعب أن يستمر الاختراق بينهم طويلا‏.‏
ولهذا فإن المقاومة تقوي ولا تضعف‏,‏ وتتوحد ولا تتشتت وتكتسب خبرة
وفاعلية‏.‏
‏*‏ هل تتصورون أن الاحتلال الأمريكي سيرحل؟
سيرحل الاحتلال حتما لعدة أسباب أهمها وأقواها هو تأثير الشعب الأمريكي
نفسه الذي يتمتع بديمقراطية نادرة وهذه الديمقراطية الأمريكية قادرة
علي أن تصحح خطأها بسرعة ومما لم يعد فيه شك أن احتلال العراق كان خطأ
جسيما وقد بدأت أمريكا بالانكسار ولكي يكون مصيرها أفضل بكثير من مصير
الاتحاد السوفيتي في أفغانستان‏,‏ فالعراق صوت تاريخي رافض‏..‏ ولظرف
مفاجيء امتنع الشيعة عن المقاومة إلي جانب السنة وبرغم هذا الامتناع
فإن أمريكا في مأزق شديد يتعمق يوما بعد يوم فما بالكم لو انضم الشيعة
إلي إخوانهم السنة فإن المأزق سوف يتحول إلي جحيم لا قبل للأمريكان ولا
غيرهم به‏.‏
إذا فالشعب الأمريكي بما يملك من قادة الفكر والسياسة والمجتمع بدأ
يتململ‏..‏ وسوف يطيح بهذه المشاريع وبهؤلاء المحافظين الذين لا
يحافظون وأيزنهاور الحكيم الذي أخرج المحتلين من فيتنام له ألف بل مائة
ألف مثيل في أمريكا‏.‏
‏*‏ هل كنتم مع مشاركة السنة فيما يتعلق بالدستور؟
العملية السياسية والدستور ونحو ذلك من مشاريع الاحتلال لا قيمة لها
وهي ساقطة في النهاية وكل المطلوب منها الآن هو محاولة إقناع الشعب
الأمريكي بأن الاحتلال صنع شيئا‏.‏
ولكن الشعب الأمريكي لن يقتنع فقد بان الأمر جليا من حيث ما يجري علي
أرض العراق من فتك بالمحتلين ولم يعد الشعب الأمريكي مقتنعا بما يقوله
الإعلام فالحقائق أكبر من أن تخفي أو تموه أو تزيف‏.‏ وكما ذهبت
انتخابات ودستور فيتنام التي أنجزها الأمريكيون إلي هباء‏,‏ هكذا سيحدث
في العراق فهو دستور ولد من سفاح فليس له أب لذا لن يحترمه أحد سواء
اشترك السنة أم لم يشتركوا ولو أني أؤيد أن يشتركوا لكي يلتحموا مع
شعبهم أكثر وليتقاربوا حتي يتحدوا من جديد‏.‏
‏*‏ قضية الفيدرالية المطروحة الآن هل هي بداية تقسيم العراق؟
الفيدرالية علي أساس المحافظات لا بأس بها‏..‏ أما علي أساس طائفي
وعرقي فهذه خيانة للعراق‏..‏ ومهما طال الزمن فالعراقيون سيعودون شعبا
واحدا‏,‏ ولا مانع من أن يكون الحكم لا مركزيا علي أساس المحافظات‏..‏
ولكن يبدو أن الذين في الواجهة الآن يريدونه مقسما‏..‏ وهذا لن يدوم
طويلا لأنهم جميعا لن يكون لهم مستقبل إلا في عراق واحد‏,‏ فلن يستطيع
الشيعة الانفصال عن إخوانهم السنة وإسرائيل لن يطول دعمها للأكراد
والعرب الشيعة والسنة هم الغالبية العظمي وسوف يجدون طريقهم معا في وقت
ليس ببعيد‏.‏
‏*‏ كيف يمكن الخروج من المأزق العراقي؟
بدأ المأزق العراقي يتحرك مع بداية المأزق الأمريكي المتصاعد‏..‏
وأمريكا لها مصالح ضخمة في العراق وقد تجد نفسها مضطرة لإيجاد حكومة
قوية مستقرة فيه بعد أن يزول بوش ورفاقه من الحكم‏.‏










5- في العدد ذاته نشرت مراسلة المجلة من بغداد ندى عمران – المراسلة السابقة في زمن صدام لموقع اسلام أون لاين المملوك للأصولي يوسف القرضاوي ومنظر الارهاب - موضوعا بعنوان أمريكا تعهدت للشيعة والأكراد بإقرار الدستور الخطير‏:‏ نصف العراق خرج من اللعبة في إشارة إلى السنة ، اقر أوا المقال المرفق ، و راسلوا المجلة بردودكم على العنوان الآتي [email protected]

أمريكا تعهدت للشيعة والأكراد بإقرار الدستور الخطير‏:‏
نصف العراق خرج من اللعبة
صالح المطلك مذهول مما جرى
بغداد ـ ندي عمران

بعد إعلان مسودة الدستور العراقي‏,‏ والتي كانت مخيبة لآمال السنة
العرب في تثبيت استحقاقاتهم الوطنية‏,‏ وبعد أن خرج الأكراد والشيعة
محتفلين بتحقيق مطالبهم ولعل الفيدرالية في مقدمة تلك المطالب‏..‏ بعد
كل هذا‏,‏ هل يشعر السنة العرب بأن كل ما قيل داخل قاعات مناقشة
الدستور ما هو إلا سيناريو مكتوب سلفا وتأكيدا لتحالفات أمريكية مع
الأكراد والائتلاف‏,‏ بينما خرجوا هم من دائرة اللعبة كما دخلوها
تماما‏,‏ وهل ما يجري هو عملية استبعاد مقصودة للسنة خارج العملية
السياسية‏..‏ يقول الدكتور صالح المطلك أمين عام مجلس الحوار الوطني
وأحد أعضاء لجنة كتابة الدستور‏.‏
ما يجري هو إبعاد كل صوت وطني موجود في العراق‏,‏ ولأن المثلث السني هو
الذي بدأ بمقاومة الاحتلال أكثر من الآخرين لظروف كثيرة ولذلك صار
التركيز عليه أكثر من الآخرين‏,‏ وما يجري الآن هو سيطرة مجموعة أحزاب
كانت موجودة خارج العراق لديها أجندة عنصرية وطائفية التقت الأجندة
العنصرية الكردية مع الأجندة الطائفية الشيعية وبدأوا يتقاسمون العراق
بهذه الطريقة ويعطون تنازلات بعضهم لبعض وأصبحت لديهم تحالفات من مؤتمر
لندن وصلاح الدين وجاءوا ليطبقوها في العراق طبقوها في مجلس الحكم
وبالحكومة الانتقالية واليوم يريدون تطبيقها بالدستور‏,‏ مشروعهم مشروع
تقسيمي تقاسم العراق بين هذه الأحزاب في الجنوب وبين الحزبين الكرديين
في الشمال‏,‏ لكن أن يظهر الدستور وفيه نفس المساومات‏,‏ أي المساومة
علي كركوك للأكراد والمساومة علي الفيدرالية الشيعية في الجنوب‏,‏ كنا
نقول إن الحد الأقصي لأي أقليم أن لا يزيد علي ثلاثة حتي نضمن عدم
تقسيم العراق طائفيا وعنصريا‏,‏ وفي اللحظات الأخيرة طرح الأكراد أربع
محافظات عرفنا حينها أن المقصود هو كركوك ولذلك نسف المشروع وضاع‏,‏
وبعدها جاءوا بمدخل آخر وهو أن عدد المحافظات التي تشكل فيدرالية
إقليمية واحدة فما فوق وهذا الطرح يعني أن الفيدرالية تشمل الأربع
محافظات الشمالية وتشمل التسع محافظات الجنوبية وبالتالي كرسوا مبدا
الفيدرالية الطائفية والعنصرية‏.‏
ونحن وقفنا ضد هذا الموضوع بكل ما يمكن أن نعمله‏,‏ لكن التحالف بينهم
وبين الولايات المتحدة الأمريكية متفق عليه منذ مؤتمر لندن‏,‏
والأمريكيون حاولوا تقريب وجهات النظر بين السنة والآخرين لأنهم كانوا
محتاجين للسنة بالعملية السياسية فدفعوا أقصي ما يمكن بما لا يتعارض مع
الاتفاقات السابقة بينهم وبين الائتلاف والاكراد‏.‏
‏*‏ هذا يعني أنه كان هناك تدخل أمريكي بالضغط علي مشروع الدستور؟
كان هناك تدخل كبير‏,‏ وفي اللحظات الأخيرة وصلنا تهديد من قبل الإدارة
الأمريكية العليا موجهة للسنة مفاده إذا لم توافقوا علي الدستور سيتم
عزلكم سياسيا‏,‏ ولوحوا باستخدام وسائل أخري للضغط علي السنة لقد حاول
الأمريكيون مجاملتنا لفترة معينة وضغطوا لحد معين لكن الاتفاقات
السابقة مع الائتلاف ومع الأكراد حالت دون تنفيذ طلباتنا‏.‏
‏*‏ وماذا كانت طلباتكم؟
إلغاء مبدأ الفيدرالية‏,‏ واعتبار العراق جزءا من العالم العربي
والإسلامي‏,‏ وإرجاع عبارة أن العراق وحدة واحدة لا يمكن تجزئتها
وعندما رفعت هذه العبارة أصبح واضحا أمامنا أن الدستور ما هو إلا مشروع
لتقسيم العراق ولذلك أصبح المبدا مفهوما بالنسبة لنا تماما‏,‏ ما
يخيفنا هو ليس التصويت علي مشروع الدستور ونخشي أن التحايل الذي حصل
علي الجمعية الوطنية ينسحب علي الانتخابات القادمة‏..‏ وقتها سيملأ
العنف العراق لأن العراقيين سيشعرون لحظتها أن بلدهم ضاع‏.‏
‏*‏ هل ستتوجهون الآن إلي تعبئة الشعب لرفض الدستور؟
نعم‏,‏ ونعتقد أن الشعب بنسبة كبيرة سيرفض الدستور‏.‏
‏*‏ هل نعتبر هذه خيبة أمل ثانية للسنة بعد الانتخابات الماضية؟
أعتقد أنها خيبة أمل كبيرة إضافة إلي أننا قدمنا ثلاثة شهداء من
الشخصيات الكبيرة في العراق ولا يمكننا التوافق مع التحالفات الأخري
لأننا في واد وهم في واد حاولنا أن نقلل الضرر في هذا الدستور‏,‏ وبقي
أمامنا فقط رفض الدستور فإذا تمكنا من رفضه فذلك أفضل بالنسبة لنا وإذا
لم نتمكن فإننا علي الأقل تمكنا من تقليل الأضرار‏.‏
‏*‏ ماذا نتوقع لهذا الدستور فيما لو طبق؟
مستقبل مظلم وسيدفع العراقيون دماء من أجل تغيير مستقبل بلدهم‏.,‏
الأمريكيون لديهم أصدقاء اسمهم الائتلاف والأكراد ولديهم أعداء وهم
السنة العرب‏,‏ ولا يستطيعون المجازفة بعلاقاتهم مع حلفائهم‏.‏
‏*‏ لكن أمريكا أبدت مخاوف معينة من تدخل إيراني في العراق قد يساعد
وجود تحالف شيعي علي تغلغله بالعراق؟
لا نعرف هل هناك تحالف أمريكي ـ إيراني أم أن هناك صفقة أم هي سذاجة
سياسية من الولايات المتحدة‏,‏ وربما وعدا من حلفائهم في العراق
بالتدخل لحل الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران‏.‏
وفي نفس السياق سألت الأهرام العربي الدكتور سعد الحديثي أستاذ الفكر
السياسي في جامعة بغداد فقال‏:‏ إن هناك امتدادات لإيران في العراق
ولديها مؤسسات ثقافية ودينية ولكنها تتخذ تلك المؤسسات كغطاء لنشاطات
دينية‏,‏ وهي تدفع في اتجاه تغليب قوي معينة في العراق لتولي العملية
السياسية وربما يكون الإسراع بإعداد الدستور في هذه المرحلة تحديدا
يعود إلي تخوف تلك الجهات من أن تكون المشاركة الواسعة لمكونات الشعب
العراقي في الانتخابات المقبلة تغير التوازن السياسي وتفرز قوي جديدة
في الجمعية الوطنية تفقد من يتحدث الآن عن الأكثرية وامتلاكه لها تلك
الأكثرية‏,‏ مما يؤدي إلي فقدانها العملية السياسية‏.‏
ويضيف الدكتور الحديثي‏:‏ إن القوي المغيبة عن الانتخابات السابقة
عندما دخلت إلي عملية كتابة الدستور دخلت بناء علي تعهدات قدمت لها من
قبل الكتلتين الكبيرتين في الجمعية الوطنية وهما كتلة التحالف
الكردستاني وكتلة الائتلاف الشيعي‏,‏ وتضمن تلك التعهدات أن الدستور
سوف يكتب بالتوافق‏,‏ لكنهم فوجئوا بأن هذه التعهدات تم تجاوزها‏.‏
وهنا أمامهم خياران الأول هو الاستفتاء علي الدستور في أكتوبر المقبل
وربما سيعبأون ضد الدستور سيما وأن بعض التيارات الشيعية وفي مقدمتها
تيار مقتدي الصدر الذي له امتداد واسع في الشارع الشيعي ربما تكون له
وجهات نظر مقاربة لوجهة النظر السنية علي الأقل فيما يتعلق بالفيدرالية
وبالمناسبة سمعنا بهذا الصدد تصريحا لحسن نصر الله الأمين العام لحزب
الله اللبناني قال فيه إن الفيدرالية سوف تؤدي إلي تقسيم العراق وهو
تصريح له دلالاته المعنوية الكبيرة في أوساط الشارع الشيعي‏.‏ والخيار
الثاني الذي يمكن أن يغير الدستور هو المشاركة بالانتخابات المقبلة‏,‏
أعتقد أن الخيارات لا تزال مفتوحة أمام السنة العرب والأيام محملة
بالمفاجآت ولا يمكن للوضع السياسي أن يستمر علي ما هو عليه الآن لا بد
أن تظهر معطيات جديدة تغير الساحة السياسية لمصلحة هذه القوي في
المستقبل القريب‏.‏

6- في العدد الأخير من جريدة الأسبوع المصرية لصاحبها مصطفى بكري – المرشح نفسه ليصبح نقيبا للصحالفيين المصريين !! - و في عمود عمرو ناصف - علي وعلي أعدائي ، مقال يسيء للأزيديين و يسخر من عقيدتهم كما ان به معلومات خاطئة و مغلوطة، اقر أوا المقال المرفق و راسلوا الجريدة بردودكم على العنوان التالي [email protected]
مقال ناصف :
http://www.elosboa.com/elosboa/issues/440/0202.asp

7- في العدد ذاته واصل سفير النظام الصدامي السابق بالقاهرة د محسن خليل بثه للفتنة و محاولة تشويه ما يحدث بالعراق أمام الرأي العام المصري و العربي في عموده أصداء كتب عن المرحلة الانتقالية لتقسيم العراق.. (12 و فيما يبدو انه لازال يواصل خيالاته الشريرة التي يتمناها حقا للعراق
اقر أوا المقال المرفق و راسلوا الجريدة بردودكم [email protected]
مقال د. محسن
http://www.elosboa.com/elosboa/issues/440/0205.asp



#المرصد_الإعلامي_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - المرصد الإعلامي العراقي - 7مقالات مغرضة ضد العراق بحاجة للرد الفوري عليها