أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - حكاية الآنسة: ربعاوية وبس!














المزيد.....

حكاية الآنسة: ربعاوية وبس!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4675 - 2014 / 12 / 28 - 21:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"الربعاوي" أو "الربعاوية"، هم واحدُ وواحدةُ مَن ينتمون إلى الاعتصام الإخواني المُسلّح الذي كان يحتل أحد الميادين الحيوية في حي مدينة نصر بالقاهرة،، مُعطّلا مصالح سكان الحي والعابرين وحركة المرور قرابةَ الشهرين، وصل حدَّ اقتحام منازلهم قسرًا للراحة والخلوة الشرعية بزوجاتهم واستخدام دورات المياة! وكان قادةُ الاعتصام يحرضون المعتصمين على العنف ضد مصر وإغراقها في الإرهاب والتفجيرات إن لم يُستجب لمطالبهم. وأما مطالبهم فكانت عودة محمد مرسي رئيسًا لمصر بعدما عزله المصريون بإرادة شعبية جمعية غير مسبوقة في 30 يونيو 2013، حيث التقى الفرقاءُ ضده بعدما قرّ في الوعي المصري الجمعي، وبالأدلة، تورطه في التجسس على مصر ومحاولة تفكيك أرضها وتشتيت شعبها فرقًا وشِيعًا واستلاب خيراتها من أجل تمويل تنظيمات إرهابية، وإطلاق سراح عناصر إجرامية من السجون، هي بعضُ من يقوم الآن بترويع المصريين.
وأما اشتقاق الاسم: "ربعاوية"، فنسبة إلى الميدان الذي تم احتلاله من يونيو 2013، وحتى أغسطس من نفس العام واسمه "رابعة العدوية"، على اسم المتصوفة الجليلة.
ولئن كنتُ من المنادين بفض الاعتصام سياسيًّا وليس أمنيًّا، إلا أن المعتصمين، للحق، لم يتركوا للدولة أية خيارات بعدما عاثوا في الأرض فسادًا وبدأوا في استقطاب الفقراء للاعتصام بالمال ثم منعهم من مغادرة مكان الاعتصام بالقوة، ثم شرعت قياداتهم في تأجيج الفتن وتعبئة عناصرهم لبدء تدمير مصر، وبعدما استنفدت الدولة كل محاولات مناشدة المعتصمين لفض الاعتصام، بدأ الفض أمنيًّا.
ما سبب سرد تلك الوقائع التاريخية في هذا المقال؟ السبب هو تغريدة كوميدية، لا أدري إن كانت كوميدية أم تراچيدية، كتبتها إحدى الإخوانيات على تويتر، أعطت نفسها اسمًا افتراضيًّا هو "ربعاوية وبس"، قالت فيه:
[نفسي لما الدولة الإسلامية تحكم مصر:
1.يذبحوا "فاطمة ناعوت" و"حسنين هيكل" بسكينة واحدة.
2.أشوف "شريف مدكور" وهو بيمسح الحذاء للبغدادي كل يوم.]

الذبيحة الأولى في الحُلم الربعاوي، هي كاتبة المقال، الفقيرة إلى الله. والذبيحة الثانية هو الكاتب الصحفي الأستاذ الكبير هيكل، صاحب كتاب “خريف الغضب”. وأما مَن جعلوه في حُلمِهم الربعاوي "ماسحَ أحذية"، فهو إعلامي مصري يقدّم برامج خفيفة في عدة قنوات. وأما المحترم الذي ضمَن تنظيفَ حذائه يوميًّا على يد إعلامي شهير، فهو السجين الذي صار أميرًا بليلٍ في غفلة من العالمين "أبو بكر البغدادي" زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي بالعراق، وأمير "الدولة الإسلامية" المزعومة. يشبه سجينًا مصريًا هرب من سجن وادي النطرون، أثناء ثورة يناير 2011، وأصبح رئيسًا لمصر في غفلة من شعبها، لكن الشعب أفاق وأصلح هذا الخطأ الوجودي الجمالي الأخلاقي السياسي الفادح.

---
التغريدة التي كتبتها الآنسة "ربعاوية وبس" على تويتر، ليست مجرد كلمات عابرة شأن معظم ما يُكتب على فيس بوك وتويتر. ولا هي هرتلات فتاة عابثة تملأ فضاء حياتها وفراغ عقلها على شاشة تويتر. وليست مزاحًا ولا نكتة. ولا حتى تهديدًا ووعيدًا لبعض الرموز المصرية. الأمر أخطر من كل ما سبق. إنها ثقافة.

تلك هي الثقافة التي تحكم الدولة الإسلامية المزعومة التي تسعى داعش بكل قواها لترسيخها وزرعها عسفًا داخل كوكب الأرض ورسمها على سطح خارطتها. ذلك هو النهج الذي سوف تكون عليه تلك الدولة البغيضة الفاشية إن قُدّر لها الرسوخ ولم تُقاوَم. “مَن يزعجني، لسبب أو لآخر، لابد من قتله أو إذلاله.” ذلك هو قانون البغدادي الأمير، وشعبه السفاح الذي يقتل الرجال والنساء والأطفال والعجائز، وأنصارهم في مصر من فلول الإخوان والتكفيريين والجهاديين والربعاوية وفي فلسطين من الحمساوية وفي كل أرجاء العالم من الدواعش الصغار مثل صاحبتنا: “ربعاوية وبس".
بوسعي أن أفهم لماذا سوف تقوم الآنسة ربعاوية بذبحي، فأنا خصيمة الإخوان رقم (1) واختصامي لفكرهم ممتدٌّ منذ 2005، وحتى أسقطناهم في 2013. وعلى المستوى الفكري أظل خصيمتهم إلا أن يختفي هذا الفكر التدميري العنصري من الوجود.
بوسعي كذلك تصوّر لماذا سوف تذبح الآنسة ربعاوية الأستاذ هيكل. فبشيء من التحليل النفسي العابر يمكننا القول إنه يذكّرها بجمال عبد الناصر، رفيق دربه. وجمال عبد الناصر يذّكرها بالرئيس عبد الفتاح السيسي، (البُعبُع) الذي أزاح أميرَها وتاج رأسها محمد مرسي العياط. إذ ليس بوسعي أن أظن أن الآنسة (راء) قد قرأت أحد كتب الأستاذ واختلفت معه فكريًّا. هذا احتمال أظنه غير وارد.
لكنني، للحق، لا أفهم سبب حُنقها على مذيع لا يتكلم في السياسة ويقدم برامج عن الطهو والموضة والأشياء الخفيفة؟ بعض الخبثاء على تويتر وفيس بوك ألمحوا تلميحات مازحة مثل أنه لم يستضفها في برامجه. وأشياء من هذا القبيل.
على كل حال، وبصرف النظر عن كوني أحد ضحايا الآنسة ربعاوية وبس، لأنني لا أهاب الموت خصوصًا لو كان على يد أولئك السفاحين، فهو شرف؛ أرجو فقط أن ينتبه المصريون والتوانسة وسائر الشعوب العربية التي لم يُصبها بعد فيروس داعش، كم هو الله رحيم بهم حين أنقذتهم جيوشهم العظيمة من أولئك القتلة أعداء الحياة.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناعوت ل«الوطن»بعد إحالتها للجنايات:لا توجد دولة تحاكم شخصا ع ...
- ناعوت تدفع ضريبة التنوير ومناهضتها الإخوان
- جِنيّةُ الشجر
- صباح الخير يا تونس
- الأسطى داعش يسكن سيدني
- مبارك في محكمة -ماعت-
- لقاء الرئيس السيسي بالأدباء والمثقفين
- ماذا ينقص ثورتنا؟
- كوني زوجة عظيمة لرجل عظيم
- البودي جارد
- عودة الرقيق الأبيض على يد داعش
- لغة السلف
- أنا الجبرانية الجميلة
- الإخوان ظاهرة صوتية
- كأننا نتعلّم (4) رفاهية الرسوب
- فايزة أبو النجا
- الأوركسترا المصري
- -ماهي- الجميلة والذكور الثلاثة
- صباح الخير يا صبوحة
- الذي رفض أن يكون إنسانًا


المزيد.....




- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - حكاية الآنسة: ربعاوية وبس!