|
ضمانة نجاح المصالحة قبل ازاحة داعش
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4675 - 2014 / 12 / 28 - 19:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اليوم و يستمر داعش في احتلاله و فعلته على مساحة شاسعة من اراضي العراق و سورية و يامر باسم تنظيم وما يسميه الدولة و يرتكب افضع الجرائم الغير المسبوقة في هذه المرحلة باسم شرائع الدين الا كما وهو يعيد بشكل اكبر و اشرس ما ارتكبته الفتوحات الاسلامية قبل اربعة عشر قرن . و ما يحصل لم يدع اي من المركز و القوى الاقليمية المجاورة و القوى الداخلية في موقع يمكن ان يفرضاي منهم نفسه على خطوات المصالحة من جانب واحد، و يمكن ايجاد الحل الجذري بسهولة ان كانت ورائه ارادة صادقة و قوى مخلصة . مع العملية العسكرية الجارية الضعيفة هنا و هناك، فنرى ان داعش له تكتيكته و كلما واجه ضغوطا و اجبرته على التقهقر في موقع ما اعاد الكرٌة في مناطق اخرى، و هذا ما يدلنا على الخلل و يجبر الجميع على اطالة في زمن محاربة و استئصال داعش دون شك . المهم هو اعادة الحال الى احسنها و ليس التغيير بشكل يكون لصالح طرف على حساب الاخر، و حتى المناطق التي حررت منه في مشارف حلة و بغداد لم تعد كما كانت و تغيرت حالها ديموغرافيا و حلت بها مآسي دفع ثمنها افراد الشعب الساكنين فيها فقط، و لا يمكن ان يحدث مثل ما حدث في جرف الصخر و يعاد دون افرازات مميتة مثلا في مدينة الموصل، و الذي مكن للقوة المركزية ان تسيطر عليها و تغير من تركيبتها لاسباب و عوامل عديدة و موقعها الاستراتيجي و قربها من بغداد العاصمة . و عليه يجب ان يستعد الجميع سياسيا و عسكريا لمابعد التحرير و اقصر الطرق الى المطلوب هو الاتفاق و المصالحة بين القوى الموجودة في تلك المناطق و السلطة المركزية، و رسم برنامج و خطط مابعد العملية العسكرية و الاتفاق الكامل وفق الدستور و من ثم البدء بالعملية من كافة الجوانب . و يجب ان لا يترك الحل و الوصول الى المصالحة بيد الدبلوماسية مما تحتاج هذه الى وقت و جهد و ربما لم تنجح في النهاية ايضا، و انما يحتاج هذا الى المؤتمر المصغر للسلطات و القوى المؤثرة في المركز و الاقاليم و المحافظات المعينة التي تحدث فيها هذه المتغيرات و بحضور القوى الاجتماعية الضاغطة و التي لها امكانية المساعدة على الحل، و التباحث حول الحلول الجذرية لا الترقيعية، و اقصر الطرق هو الحكم الذاتي لتلك المحافظات ضمن اقليم فدرالي يضمن التصالح مع البعض و مع المركز بخطوط عريضة شاملة . و رسم الواقع السياسي باشتراك كافة القوى فيما بعد ازاحة داعش من المساحة العراقية و دفعه خارج الحدود . يجب ان ينعقد المؤتمر و من مهامه الرئيسية و الاولوية بحث الحلول السياسية و كيفية منع التدخلات الخارجية التي تضع العراقيل امام الحلول لمصلحتها دائما قبل التوافق الداخلي و ما يجب اجراءه على الارض . و اول الشروط للوصول الى الحل هو طرح ماجرى من قبل خلف الظهر و الدخول في مناقشات الحل بصدر رحب بعيدا عن الضغينة و ما افسدته الايام السود . و من ثم الوصول الى الحل الواقعي الذي يقبل به الجميع و خاصة اصحاب المشكلة و الارض و ما عانوا طوال هذه المدة . و العمل المهم هو قراءة كافة الاحتمالات و العمل على تسمية كل الاشياء باسماءها الصريحة و النقاش ضمن اطار يمنع التحريض على العنف و الابتعاد عن السخرية و ما افرزه التاريخ . اي بعيدا عن المثاليات و ما تعلنه اصحاب الايديولوجيات البالية، لابد ان تقدم السلطة العراقية المركزية على التنازلات التي يفرضها الدستور العراقي والخطوات التي تضمن الحل و التكبيق على الارض و الاهم هو اللامركزية لازالة الغبن و احساس مواطني هذه المنطقة باستقلاليتهم و حريتهم و حكمهم لذاتهم دون اي غبن او ظلم بحقهم، و هذا ما يزيح الشكوك و يطمان الجميع و يمنع العودة الى المربع الاول .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نطق الحق فنعتوه بالمرتد
-
انه ليس حبا بالبغدادي بل كرها للمالكي
-
نجني اليوم ثمرات الانعطافة الفوضوية بعد سقوط الدكتاتورية ؟
-
برجوازي السلوك يساري الادعاء
-
كوردستان بحاجة الى معارضة جديدة
-
هل نقول الحقيقة ولو على حساب مكانتنا ؟
-
المسايرة ام الموقف الحاسم ؟
-
هل يعيش الشرق الاوسط في ظروف المرحلة الاجتماعية الواحدة
-
تغيير قواعد الصراع الروسي الامريكي جذريا
-
قضى منه وطره و تركه
-
تباهي بالشخص غير المستحق و تناسي المستحق
-
المبتسم قبل حبل المشنقة !
-
لست سعيدا بتحرير سنجار كالاخرين
-
افرازات جذام فكر داعش
-
يجب ان تكون كوردستان حَكَما و ليس خَصما لاحد
-
من يملك استراتيجية واضحة يحرر كوردستان
-
مرة اخرى ثقافة النخب و اهميتها
-
فرصة سانحة لوزير الثقافة العراقي
-
هل تستوعب تركيا منهج الحركة الكوردية ؟
-
و ان كان عصاميا لكنه ابتلي
المزيد.....
-
لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما
...
-
الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر
...
-
مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل
...
-
مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين
...
-
تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
-
البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
-
مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
-
أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
-
أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
-
مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|