أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جعفر المظفر - قصة وقصيدة وشاعر














المزيد.....

قصة وقصيدة وشاعر


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4675 - 2014 / 12 / 28 - 17:33
المحور: الادب والفن
    


قصة وقصيدة وشاعر
جعفر المظفر

حميد أخي في البلاء الكبير
فقد كان مثلي كسيحا
يدب بكرسيه مستريحا
تساءلت عنه فقالوا يسير
على قدميه فقد عاد روحا
لقد مات
ــــــــــــــــــــ


نهاية الخمسينات سكن الشاعر الكبير بدر السياب في الجوار من دارنا وفي حي يسمى (الخمسين حوش) من مدينة المعقل في البصرة الذي بناه المرحوم سامي فتاح , آخر مدير عام للمواني العراقية في العهد الملكي قبل أن يختاره النظام وزيرا للداخلية, وهذا لوحده يتحدث عن أهمية مديرية الموانئ العراقية في تلك المراحل, حيث كانت هي وأختها مديرية السكك ربما المديريتين العامتين الوحيدتين في العراق كله, وكان منصب مدير الموانئ العام يتقدم على منصب المحافظ (المتصرف)نفسه. بناء الحي كان نموذجيا فقد ألحقت به دار للسينما كما وتم بناء سوق ومسبح وناد رياضي إجتماعي ومدرسة ثانوية إلى جواره.
بعد إنهيار الحكم الملكي تم تعيين المرحوم اللواء الركن مزهر الشاوي في محله, ويذكر للشاوي انه شن حملة, واي حملة ضد الفقر والتخلف والجهل في مدينة المعقل, وبعد أن كانت كلها (ما عدا بعض مناطق منها الخمسين حوش) عبارة عن أكواخ بائسة من الطين يسكنها الفقراء المعدمون فإذا بها بعد سنين لم تتجاوز الثلاث وقد اصبحت كلها دورا مبنية من الطابوق مع مدارس وحدائق كان بعضها نموذجيا.
كان المرحوم الشاوي نفسه شاعرا ولذلك أحاط السياب برعاية خاصة, فأسكنه في الخمسين حوش في دار لم تكن تبعد عن الدار التي شهدت طفولتي ومطلع شبابي أكثر من خمسين مترا, وكنا حينها نلهو بالقرب من سياج دار السياب المشيدة من الطابوق بشكل يترك فجوات متفرقة تجعلك ترى ما يتحرك في حديقة
الدار الصغيرة, وأصبح منظر السياب وهو يقف او يجلس في تلك الحديقة معتادا لنا, وغالبا ما كان الشاعر العظيم يرتدي (بيجاما من قماش البازا) وذات جيوب كبيرة إعتاد أن يضع كتابا في أحدها.
(الفنان الرائع نداء كاظم الذي بنى للسياب تمثاله الشهير المنتصب في مدخل نهر العشار كان يسكن أيضا إلى الجوار في حي (إثناعش حوش - أي إثناعشر) , ونداء كاظم هو شقيق الكاتب المسرحي الكبير عادل كاظم الذي كتب مسلسل النسر وعيون المدينة. الأستاذ نداء لم ينسى أن يجعل الكتاب جزءا من التمثال فوضعه في أحد جيوبه).
أما حميد الذي جاءت القصيدة لتخاطبه فقد كان من سكنة أحد الأحياء المعدمة المحيطة بالخمسين حوش والتي أتذكر أربعة منها على وجه التخصيص هي حي المنكوبين والأرمن والفلح وشط الترك. حميد هذا كان كسيحا تماما وكان يزحف على جنبه الأيسر زحفا, فكراسي المعوقين لم تكن متوفرة حينها, وكان يحمي ركبتيه من التلف بواسطة قماش يلفه عليهما, وأحيانا كنا نراه مدفوعا بـ (عربانة) من عربات السوق المجاورة وكنا نسميها (تاكسي حميد) التي كان يستقلها خاصة بعد أن يكون قد أفرغ في معدته نصف قنينة العرق التي كان يتكرم بها أحيانا بعض رواد نادي الميناء.
ما كان جمع السياب مع حميد أن السياب نفسه, وبسبب شكواه من سل العظام كان لا يقوى على المشي وغالبا ما كنا نراه يقف ليأخذ أنفاسه بعد بضعة خطوات, أو يلجأ للجلوس بين محطة (باص) وأخرى.
وعلى رصيف (الخمسين حوش) الرئيس كان الرجلان يتجاوران, واحد بمشية تعبة متباطئة والآخر زحفا, وفي واحدة من رحلات التجاور تلك ولدت قصيدة حميد أخي في البلاء الكبير



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين أمريكا والعراق .. حديث عن السود والبيض والشيعة والسنة
- قصة هزيمتين .. من الكويت إلى نينوى
- الوصول إلى منتصف الليل
- المسلمون والدولة اليهودية
- إيران والمالكي
- ما مر عام والعراق ليس فيه مِيوْ
- صناعة الفرح
- مناقشات حول ظاهرة الحزن العاشورائي
- ركضة طويريج لهذه السنة
- المؤامرة .. على الإسلام أم بالإسلام
- هنود عبدالجبار محسن
- جويسم بن حسين قال لي .. الطائفية والوطنية لا يجتمعان تحت سقف ...
- من الذي إنتصر .. الفتلاوي أم اللهيبي
- زراعة الأدمغة
- التاريخ بعين بصيرة
- هذا ما حدثني به رسول الله حول إسلام أبي سفيان ونهج الخليفة أ ...
- إلى الأستاذ عاشق علي* .. مطالعات في الهويتين القومية والثقاف ...
- إستشهاد الإمام الحسين ونظرية المؤامرة
- عزرائيل العراقي
- ملالا يوسف .. كل نوبل وأنت بخير


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جعفر المظفر - قصة وقصيدة وشاعر