أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - السحر والساحرات في المخيال الفني














المزيد.....

السحر والساحرات في المخيال الفني


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4675 - 2014 / 12 / 28 - 10:35
المحور: الادب والفن
    


نظّم المتحف البريطاني في الصالة رقم (90) معرضاً جديداً يحمل عنوان "الساحرات والأجساد الشرّيرة". بدأ هذا المعرض في 25 سبتمبر الماضي وسوف يستمر لغاية 11 يناير القادم وقد ضم أكثر من ثلاثين لوحة وعملاً فنياً طباعياً لفنانين كبار من طراز آلبرخت دورَر، فرانشيسكو غويا، ديلاكروا، إدوار بيرن-جونز، دانتي غابريل روزيتي أوغستينو فينيزيانو، هانزبولدنغ، سالفاتور ورزا، مايكل أنجلو إضافة إلى العديد من الأعمال التي تعود إلى عصر النهضة.
يغطي المعرض الحقبة التاريخية الممتدة من عصر النهضة حتى نهاية القرن التاسع عشر مستكشفاً العلاقة بين الساحرات والسحر والخيال الفني لعدد غير قليل من الفنانين الأوروبيين الذين أنجزوا أعمالاً طباعية مميزة، ورسومات تخطيطية في مجملها صوّرت لنا أشكال الساحرات والسيرينات والمخلوقات الأسطورية اللواتي يجمعنَ بين رؤوس النسوة وأجساد الطيور أو الكائنات البرية والبحرية.
لم ينجُ أحد من تُهمة السحر، فالرجال والنساء وحتى الأطفال متهمون بممارسة السحر سواء بإرادتهم أم من دون هذه الإرادة، فقد تُفرض هذه القوة الخارقة على شخص ما لا يجد بُداً من تفريغ شحناتها، والتأثير على الآخرين إلى الدرجة التي قد تصل إلى حد التلاعب بمصائر الناس، ورسم خرائط جديدة لحيواتهم، لكن تُهمة السحر كعقيدة وممارسة تبقى لصيقة بالمرأة فيما يستطيع الرجل أن ينفض عن نفسه هذه التهمة في معظم الأوقات.
وعلى وفق هذا التصور فقد ارتبط السحر بالمرأة لكن شكل الساحرة لم يكن جميلاً ولافتاً للأنظار إلاّ ما ندر ولا غرابة في أن تأخذ شكل العفريت أو بعض الكائنات الممسوخة. تمتطي الساحرات في الأعم الأغلب عصيّ المكانس الطويلة أو ظهور التنانين والبهائم الخرافية أو الحقيقية التي تشدّ انتباه المتلقي، وتضعه في دائرة الرعب والتوتر والقلق.
لابد من الوقوف عند لوحة "ساحرة تمتطي ظهر معزاة" للفنان الألماني آلبرخت دورَر، وهي عمل طباعي يعود إلى عام 1501 لكنه لا يزال غامضاً وملتبساً بعض الشيئ شأنه شأن العديد من الأعمال الفنية التي تتمحور حول موضوع السحر والساحرات اللواتي يقمن بهذا العمل الذي ينطوى على مغامرة غير مأمونة العواقب. فالدارسون ونقاد الفن التشكيلي لم يقدموا حتى الآن تأويلاتٍ منطقية لهذا العمل الطباعي فقد أهملوا العناصر التصويرية التي تكوّن هيكل هذا العمل وبنيته الداخلية. فهم يعتقدون أن المرأة ليست ساحرة، ذلك لأن الساحرات في الرسوم والتخطيطات والأعمال الطباعية على مختلف السطوح التصويرية في العصور الوسطى لم يُرسَمن عاريات ماعدا بعض الاستثناءات هنا وهناك مثل الفنان هانز بولدنغ، وهو للمناسبة أحد الذين تتلمذوا على يد الفنان دورَر حيث بنى مجده، وركزّ سمعته الفنية على الثيمات الطباعية الإيروسية التي أحبّها الناس آنذاك ووجدوا فيها ضالتهم الفنيّة.
لا يقل العمل الطباعي الموسوم بـ "الجثة" للفنان الإيطالي أوغستينو فينيزيانو غموضاً وإبهاماً عن عمل دورَر، ولم يفِدنا الباحثون والنقّاد والمؤرخون الفنيون بشيئ لتبديد الغموض الذي يلف هذا العمل الفني الذي يتمحور في مجمله على موكب ساحرة يمرّ خلال العالم السفلي المظلم والمخيف في آنٍ معا. فالساحرة تجرّها عربة مصنوعة من هيكل عظمي لجثة مخلوق وحشي رهيب بينما يرافقها العديد من الرجال والحيوانات والطيور. لم تتضح فكرة هذا العمل، ولم نقرأ تأويلاً معقولاً لثيمة هذا العمل البصري الذي ظلّ مستغلقاً ويحتاج لمن يفكّ رموزه وشيفراته الداخلية التي تسرد أحداث القصة برمتها وتجعلنا نمسك بسرّها الفني الذي صمدَ على مدى خمسة قرون أو يزيد.
لا شكّ في أن هانز بولدنغ رسّام وطبّاع ألماني متميز، وقد استطاع أن يخلق لنفسه أسلوباً متفرداً، مكتظاً بالألوان، ومحتشداً بالتعابير، ومفعماً بالخيال، هذا إضافة إلى جرأته في رسم الفيغرات الأنثوية العارية حتى من أوراق التوت كما في لوحة "سبت الساحرات" حيث يلتقين يوم السبت لممارسة السحر ومزاولة بعض الطقوس الأخرى.
لم يكتفِ الرسام الإسباني فرانشيسكو غويا بتصوير الاضطرابات السياسية والاجتماعية في بلده، وإنما نفذّ العديد من الموضوعات التي يصعب حصرها في هذا المقال مثل "كوارث الحرب" و "النزوات" وما إلى ذلك، ولعل الشيئ المهم في هذا الجانب هو عمل "سبت الساحرات" وهو أحد الأعمال الأربعة عشر من سلسلة "الرسوم السوداء" التي حوّل فيها موضوع الساحرات إلى أشكال فنية تنطوي على الكثير من الدلالات والمعاني الظاهرة والمضمرة على حدٍ سواء.
يتكرر فعل مسخ صور الساخرات وتشويه معالمهن الخارجية فلا غرابة أن ترى الساحرة بوجه قبيح، وخصلات شعر أفعوانية متعثكلة، ونهدين كبيرين متهدلين لكن هذا لا يمنع من أن تكون الساحرة جميلة أو مقبولة الملامح.
ثمة لوحة كبيرة جداً تحمل عنوان "عيد الغطاس" لمايكل أنجلو أنجزها بحدود 1550-1553 ونفذّها بالطباشير الأسود بحجم (2.32 × 1.65) تظهر فيها صورة السيدة مريم العذراء بينما يجلس المسيح الطفل بين ساقيها، ويُحتمل أن يكون الشخص الواقف إلى يمينها القدّيس يوسف الذي دفعته بعيداً عنها. جدير ذكره أن بعضاً من هذه الأعمال الفنية هي من ممتلكات المتحف البريطاني أما البقية فهي مستعارة من متاحف بريطانية أخرى.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيشال بهاردواج يقتبس مسرحية هاملت ويؤفلمها من جديد
- نزيف . . رواية شخصية أكثر منها رواية أحداث
- قلوب جائعة
- الشخصية الافتراضية ووهم الزمن في -تلة الحرية- لهونغ سان- سو
- تمبكتو تواجه التطرف الديني سينمائياً
- الفنان جلال علوان يُجسِّد الأحلام الشخصية على السطوح التصوير ...
- جائزة صحفي العام في حقوق الإنسان بلندن تُسند إلى جمال حسين ع ...
- موعظة عن سقوط روما . . تحفة فيراري الأدبية التي خطفت الغونكو ...
- الترِكة الثقيلة للمالكي
- مخملباف ينتقد العنف الذي يلي سقوط الطغاة
- الفنانة البريطانية مارلو موس ونأيها عن الشهرة
- التزامات الحكومة العراقية الجديدة
- مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الحادية والسبعين
- رحيل المخرج البريطاني ريشارد أتنبره
- رؤية عبد المنعم الأعسم للإصلاح والفكر الإصلاحي في بلد مضطرب
- بليندا باور تفوز بجائزة هاروغيت لأدب الجريمة
- كينغ روبو وحروبة الفنية على الجدران
- متوالية الأقنعة في رواية -أقصى الجنون . . الفراغ يهذي- لوفاء ...
- أنتلجينسيا العراق بين الماضي والمستقبل تحت مجهر سيّار الجميل
- حركة السوبر ستروك ومضامينها الفنية


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - السحر والساحرات في المخيال الفني