أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - السالك محمد مولود - المخزن يحترق بجذوة نضال شعب















المزيد.....

المخزن يحترق بجذوة نضال شعب


السالك محمد مولود

الحوار المتمدن-العدد: 1308 - 2005 / 9 / 5 - 10:16
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


ما ان تكاد قضية الصحراء الغربية في خضم التطورات المغاربية المتتالية، تشهد انفراجا، أو تأخذ طريقها نحو مخرج للحل، إلا وأطلت علينا فجأة ومن دون سابق إنذار، أبوق المخزن المغربي بحلة جديدة، ولكن بنفس التصريحات الاستعراضية المعتادة، كما لو أنها كانت تكتم أنفاسها لتباغتنا، تارة على المستوى المغاربي بنسف كل ما تم اتخاذه من مواقف وبادرات، وتارة أخرى بكهربة الأجواء وشحنها بمشاعر البغض والكراهية بين الشعبين الشقيقين في المغرب والجزائر، فيا لغرابة أمر هؤلاء.

وان كان الاسواء من كل هذا يجده البعض في ما أضحى ينجر عن ذلك من تداعيات كإضرام نار الفرقة والتوتر بالمنطقة، فإن الملاحظ للتطورات المتلاحقة على صعيد العلاقات المغاربية بشكل عام ، سيدرك بما لا يدع مجال للشك بان المملكة المغربية، تتحمل قسط الأسد الأوفر، في ما جرى ويجري من تزعزع وإرهاصات بدأت تتفاقم يوما بعد يوم، نتيجة لدأب السلطات المغربية كالمعتاد على سحب الثقة الراسخة التي تجمعها ببلدان الجوار، وخاصة الحكومة الجزائرية، متجاهلة ان ما يتقاسمه الجارين أكثر بكثير مما سبفرقهما سواء من اواسر الاخوة وحسن الجوار، او ما يتقاسمانه من وحدة الماضي والمستقبل المشترك.فسحقا لتعاسة هذا الزمان الغادر والرديء، وتبا لهذا الزمان الذي أشبه ما يكون بعالم يحكمه قانون الغاب، القوي فيه يأكل الضعيف، وينبطح فيه القوي لجبروت الشيطان.

فبعد الانهيار الخطير الذي سببته الرباط ببثها السموم في أجواء العلاقات المغربية الجزئرية، أخذت الأوضاع تسترد بعض عافيتها، اولاً بإعلان المغرب قرار إلغاء تأشيرة الدخول على المواطنين الجزائريين، ورد الجزائر على ذلك القرار بالمثل، وثانياً باعتزام الجزائر فتح الحدود البرية بين البلدين، حيث باشرت اللجان المختصة في عملية التحضير للاجراءات والترتيبات القانونية والوقائية لسير العملية بالطريقة والكيفية المرجوة.

إلا انه سرعان ما إنكشف جليا، حجم الانقضاض، وقوة الهجمات والحروب الكلامية، التي تستهدف الدولة الجزائرية، حكومة وشعبا من قبل السلطات المغربية، والتي لن تثني ذراع بلد المليون ونصف المليون عن مساندة الشعوب المستعمرة التي ترزح تحت نير الاحتلال حيث اكتوت هي نفسها بلهيب ناره المدمرة، بل بقدر ما ستنهك هذه الحروب غير المعلنة اقتصاد البلدين، وتنخر عظام اتحاد المغرب العربي الموعود، وربما تقود المغاربة نحو سراب الضمآن.

فبالرغم من تباين وجهات النظر بين البلدين، والاختلاف القانوني والأخلاقي، وحتى الايديولوجي، في تدبير الملفات السياسية والمعضلات العالقة، فإن هناك بوناً شاسعاً شرخته الرباط، في خطوط التواصل التي كانت أصلا يشوبها في كثير من الأحيان نوع من الافتراء، وعدم الفهم والغموض، حيث ما انفكت ان تقابل تداعيات عملية التسوية الأممية في الصحراء الغربية، بسيول غزيرة من السب والشتم للجزائر على خلفية دعمها تقرير المصير في الصحراء الغربية، وكثيراً ما كانت هذه الهجمات المسعورة، والصد المضاد لها، تفضي إلى تأزم العلاقات بين البلدين. فمن نحمل المسؤولية إذن يا ترى؟، الجزائر التي لا ذنب لها سوى أنها عبرت غيرما مرة عن تأييدها حق الشعوب مهما كانت في تقرير المصير، كما دعت لذلك في الماضي، وستدعو في المستقبل، أم نحمل المسؤولية لدولة المخزن التي لم تتوان دوائرها يوما من الأيام، في لي عنق أي محاولة لتصفية الاستعمار تروم ضمان نعمة الأمن والاستقرار في المنطقة، والتقدم والرقي لشعوبها.

وفي المغرب نستطيع القول ان تدابير الانقضاض الأمني الذي تنتهجه سلطات الرباط، على المواطن المغربي، يشكل وصمة عار فاضحة على نظام يدعي الديمقراطية وصون حقوق الإنسان، فالمواطن المغربي البسيط لم يسلم بنفسه من عمليات الإرهاب الفكري الممارس، الذي تشنه آلة الردع القمعية، لكل من سولت له نفسه إبداء رأيه في أي من القضايا والمواضيع السياسية العالقة ظاهرياً والغامضة في باطنها، بعد ان طوقت بزبر الحديد، ولفت بلحاف مقيت من القدسية المتجاوزة.

فكيف يمنع مواطن من حقه في طرق أبواب المعرفة؟، وكيف تصادر حقوق آخر في نقاش المسائل الجوهرية التي تشغل باله باستمرار؟ بكل بساطة وهدوء إن ما سبق سيقودنا حتما إلى سياسة تعتيمية ممنهجة غايتها تكميم الأفواه ومصادرة الحريات العامة في المغرب مستخدمة في سبيل ذلك كل الأدوات والوسائل المعهودة، نحو اشباع المواطنين وجلاً وتهويلا، فلن يجانب الحقيقة من يقول بان نسبة المئة بالمئة من هذه الأساليب اللانسانية المرتكبة في حق الشعب المغربي والمواطنين الصحراويين العزل في المناطق المحتلة، إنما هي بالأساس تدفع نحو إطالة أمد الاحتلال وبالتالي المزيد من المعاناة والتأخر الحضاري والديمقراطي على عكس المساحيق التي تتظاهر بها المغرب في الخارج.

ان السؤال الملح والذي أضحى يفرض نفسه بلا منازع على الساحة الدولية بعد أحداث الانتفاضة المباركة التي شملت مدن الصحراء الغربية، وأكدت إجماعا قويا وتمسكا شديدا لدى الصحراويين بحق تقرير المصير والاستقلال، قابله المغرب في مسمع ومرء من العالم بماكنة قمع دموية، هو السؤال الذي مهدُتٌ له في مستهل هذه السطور، وهو بطبيعة الحال أين جنة الفردوس التي يتشدق بها النظاميين في المخزن؟ أين هو هامش الديمقراطية الزائف وحيز الحريات الذي يشكل نموذجا في حديثهم الذي جاب أصقاع العالم؟ ... فهذا علي لمرابط نموذجاً، وهذه ناديا ياسين برهانا، وها هم الطلبة الصحراوين في الرباط وفي مراكش واكادير وهاهم وهام...

فهل بعد كل هذا وما يحدث في مدينة العيون السليبة من قمع وإسكات لأصوات الصحراويين المطالبة برحيل الاحتلال المغربي، والحق في السيادة والاستقلال، غير الاعتراف بحجم الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية، خصوصا بعد ان سمعنا وزير الدعاية المغربية، وهو يتفنن كعادته في أسمى حيل المكر والنفاق ومن دون خجل او استحياء، متحدثا عن وجود أعداء يتربصون بمقدسات المغرب ويهدفون للنيل من وحدته الترابية المزعومة، مستغلين أجواء الانفتاح الديمقراطي الذي بات يصدره المغرب للعالم الغربي على حد زعمه، ولا يخفي هذا البيدق الظريف لغة الولولة على ما اسماه بالانفتاح، ومثله الكثير من الصحف التي راحت من دون وازع أخلاقي يردعها، ولا رادع قانوني يكبح جماحها تتباكى على سنين الجمر وأعوام الرصاص اللعينة، فهل نسمي هذا انفتاح؟ ام ماذا؟ و هل طرد الصحافة والمراقبون الدوليون من مطار مدينة العيون ومنعهم من الإطلاع عن كثب على حقيقة الأوضاع هناك يسجل على انه انفتاح؟ الجواب حتماً ستكشف عنه الاسابيع القليلة القادمة، لان الحق يعلى ولا يعلى عليه.



#السالك_محمد_مولود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - السالك محمد مولود - المخزن يحترق بجذوة نضال شعب