أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فارس حميد أمانة - الطيف العراقي .. والتسامح الديني .. الجزء الثاني















المزيد.....

الطيف العراقي .. والتسامح الديني .. الجزء الثاني


فارس حميد أمانة

الحوار المتمدن-العدد: 4675 - 2014 / 12 / 28 - 10:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الجزء الثاني : تركمان العراق .. الشبك .. المسيحيون .. الصابئة المندائيون

ملخص الجزء الأول :

تحدثت في الجزء الأول عن موضوع في غاية الأهمية ويطرح نفسه بقوة في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية التي يمر بها العراق حاليا وهو موضوع التعايش السلمي والتسامح الديني والعرقي والمذهبي لكون عدد كبير من الأطياف والألوان المختلفة قد تعايشت ضمن هذه الرقعة ولم أعتمد التصنيف العرقي أو الديني أو المذهبي لوحده حيث ان الشرائح لا سيما الغالبة عددا أو البارزة تتخذ اتجاهات دينية ومذهبية مختلفة لذا فضلت ان أذكر كل فئة من ناحية كل ما ذكرت اضافة الى معلومات عن الأعداد والانتشار وتاريخ التواجد أو النشوء حيث تطرقت للوجود العربي الشيعي والعربي السني والكردي السني والكردي الشيعي الفيلي وأخيرا الأيزيديين .

الجزء الثاني :

التركمان السنة:

ان التركمان بشكل عام هم مسلمون في الغالبية العظمى ما عدا نسبة ضئيلة جدا يدينون بالديانة المسيحية الكاثوليكية ممن يسكنون مدينة كركوك لا سيما قلعتها التاريخية القديمة وربما لا يتجاوز عددهم بضعة آلاف الا ان بعض المصادر تنفي وجود تركمان يدينون بالدين المسيحي .. والمسلمون من التركمان يتمذهبون بالمذهبين السني والشيعي وتعتبر قوميتهم الثالثة من ناحية العدد البالغ قرابة مليونين أو ثلاثة حسب بعض التقديرات حيث يشكلون نسبة 3% من عدد سكان العراق الا ان البعض يقدر النسبة بحوالي 7% ويرجع سبب عدم ضبط التقديرات لكون قسم منهم قد غير قوميته الى العربية لأسباب منها ما هو أمني أو سياسي تبعا للظروف السياسية المعقدة التي مر بها العراق خلال العقود الأخيرة كما غير قسم من الأكراد قوميتهم الى القومية التركمانية لنفس الأسباب وأهمها تلافي الهجير الذي حصل للأكراد في الثمانينيات الى خارج كركوك .. يرجع أول تواجد للتركمان الى بدايات عهد الحكم الأموي حيث استقدم القائد العسكري الأموي عبيد الله بن زياد الى ولاية البصرة قرابة الألفين من الأتراك من المقاتلين من قبائل سكنت آسيا الوسطى وما لبثت أعدادهم في ازدياد بطيء حتى دخول الخان السلجوقي طغرل بك الى العراق عام 1055 ميلادي .. ويتمذهب نصف التركمان تقريبا بالمذهب السني بينما يتمذهب النصف الآخر بالمذهب الشيعي .. ويتكلم التركمان اللغة التركية لكن بلهجة تختلف عن ما يتكلمه الأتراك في تركيا بسبب اختلاطهم مع العرب والكرد والفرس وبسبب المكان الجغرافي الذي جاءت منه تلك القبائل .. يتواجد التركمان بكثافة في مدينة كركوك التي تشكل ثقل التركمان وفي أطرافها كطوز خورماتو وتازة وداقوق وآمرلي وبشير أو بيشير كما يسميها التركمان أنفسهم .. كما يتواجدون في أربيل والموصل والرشيدية وألتون كوبري والدبس نزولا الى بعقوبة وأطرافها كقرة تبة وجلولاء وشهربان وقزلرباط وخانقين ومندلي وقزانية .. كما تتواجد أسر في بعض محافظات الوسط والجنوب ممن جاء للتجارة أو للدراسة وغيرها لكن بنسب قليلة .. أما في العاصمة بغداد فهناك عدد لا بأس به من العوائل والأسر التي اندمجت مع المجتمع البغدادي حيث يصعب تمييزهم لتكلمهم بالعربية مع لبس الملابس الحديثة لكن عددا من تلك الأسر لا زال محافظا على هويته القومية الأصلية ويتضح ذلك من الملابس المتميزة .

التركمان الشيعة :

لا يختلف التركمان الشيعة عن التركمان السنة من ناحية الأصل وكيفية تواجدهم وانتشارهم في العراق ولا من ناحية اللغة الا ان هناك مناطق للانتشار الكثيف للتركمان الشيعة كمدن تازة وبيشير وآمرلي وداقوق وطوز خورماتو ومدن آخرى في أطراف بعقوبة .. والملاحظ على تواجد التركمان الشيعة أو السنة هو تواجدهم في المناطق الفاصلة بين التواجد الكردي في الشمال والعربي في المنطقة الواقعة من شمال بغداد نزولا الى أقصى الجنوب .

الشبك :

يختلف بعض الباحثين فيما اذا كانت فئة الشبك قومية مستقلة أم أكراد شيعة والوجه في ذلك هو انهم أقلية لا يستهان بعددها وقد تواجدت منذ قرون بجوار الكرد والعرب والأيزيديين والمسيحين فهم من ناحية الدين مسلمون يتمذهب غالبيتهم بالمذهب الشيعي الا انهم يتكلمون لغة تحوي خليطا من كلمات عربية وكردية وحتى فارسية لكن بشكل أقل الا ان اللغة تميل كثيرا الى اللغة الكردية لذا يصر البعض على اعتبارهم أكراد الا ان مذهبهم الشيعي لا يجعلهم في خانة الكرد الشيعة الفيليين الذين سنتحدث عنهم لاحقا بسبب اختلاف اللغة وجغرافية وظروف تواجدهم .. وقد ورد ذكرهم في الوثائق العثمانية منذ القرن السادس عشر كأقلية مستقلة كما عدتهم دائرة المعارف البريطانية في نشراتها كفئة أو قومية مستقلة .. ويعتبر أحد الباحثين الشبك وهو الباحث محمد الشبكي ان أصولهم آرية تعود الى مناطق اذربيجان حيث هاجرت تلك الفئة قبل قرون واستوطنت سهل نينوى .

وأعتقد ان الأعمال الارهابية التي تعرضت لها تلك الفئة قبل أو بعد حادثة الموصل هي أجندات سياسية لاشاعة الرعب لدى تلك القومية لجذبها وصهرها صهرا اجباريا لتذوب ضمن القومية الكردية .. يعتقد ان عدد الشبك يتراوح بين مئتين وخمسين ألفا الى أربعمئة ألف شبكي يتوزع غالبيتهم في قرى وقصبات سهل نينوى لا سيما بعشيقة وبرطلة وألقوش وهناك ما يزيد عن خمسين قرية من قراهم المنتشرة هناك .. كما يتواجدون بنسبة لا بأس بها في مدينة الموصل ويمكن أن يكون لهم تواجد قسري في المحافظات الشيعية لا سيما كربلاء والنجف اثر العمليات العسكرية في مناطقهم التي اجتاحها تنظيم الدولة الاسلامية داعش .

المسيحيون :

وهم من الأقليات التي لا يستهان بها في العراق والتي تعرضت الى ضغط واضطهاد شديدين يذكراننا بما تعرض له يهود العراق نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات ولأسباب سياسية .. وعددهم كان يزيد عن مليوني مسيحي الا ان الظروف السياسية والأمنية أجبرت الغالبية العظمى منهم على ترك البلد والهجرة خارجا.. وقد تواجد المسيحيون منذ أكثر من ألفي سنة في شمال العراق من ناحية الديانة المسيحية التي انتشرت بينهم منذ بدايات القرن الميلادي الأول لكن من الناحية الديمغرافية فهم السكان الأصليون حيث انهم بقايا الآشوريين في ممالك نينوى القديمة وبقية سكان وادي الرافدين الذين لا يوجد تاريخ محدد ودقيق لتواجدهم في العراق القديم حيث طغت هجرات العرب من شبه الجزيرة العربية لتسكن وادي الرافدين فتتصاعد أعداد العرب ليصبحوا الغالبية العظمى وتتراجع أعهداد المسيحيين ليصبحوا أقلية أهم ما تتميز به هو الميل للمسالمة والسلام .. يتركز وجودهم الأكبر في الموصل وقصباتها كقرقوش وألقوش وبرطلة وكرمليس وبغديدا وتلكيف وتلسقف وعين سفني وديانا وعقرة وغيرها حيث كان هناك ما يربوا عن ستمئة ألف مسيحي في نينوى وحدها ويعتقد ان العدد المتبقي من كل مسيحيي العراق لا يتجاوز حاليا أربعمئة ألف مسيحي .. كما يتواجدون في أربيل وبغداد ودهوك وكركوك والسليمانية والبصرة ومدن أخرى .. غالبية مسيحيي العراق من الكلدان الذين يتحدثون الآرامية ثم الآشوريون المتحدرون من سلالات آشورية وبابلية وهناك السريان في شمال العراق والأرمن الذين تعرضوا لمذبحة كبيرة من قبل الجيش العثماني بداية القرن العشرين ونزحوا لمختلف مدن العراق لا سيما البصرة وهم طائفة متميزة من الطوائف المسيحية وسأتحدث عنها بتفصيل أكثر في جزء لاحق وهناك الروم الأرثوذوكس والروم الكاثوليك والانجليكانيين والبروتستانت وهي بمجموعها طوائف مذهبية تنتمي لدين واحد هو الدين المسيحي الذي اعتنقته هذه الأقلية منذ القرن الميلادي الأول كما أسلفنا .. ويذكر ان المسيحية كانت منتشرة في وسط العراق أيضا حيث كانت هناك مملكة مسيحية في المناذرة وعاصمتها الحيرة التي تقع جنوب النجف بحوالي عشرين كيلومترا ومن أشهر ملوك تلك المملكة النعمان بن المنذر بن المنذر بن أمريء القيس اللخمي الذي حكم مملكة الحيرة نهاية القرن الميلادي السادس وكان مسيحيا نسطوريا .. وبقيت تلك المملكة قائمة حتى دخول العراق الاسلام ولا تزال بعض آثار المسيحية موجودة في منطقة الحيرة وأطراف النجف لم تندرس بعد .

الصابئة المندائيون :

تعتبر هذه الديانة من أقدم الديانات التوحيدية القائمة في العراق بل وفي العالم أجمع وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم عدة مرات ويعتبر المندائيون كالمسيحيين من الشعوب الأصلية التي سكنت بلاد الرافدين .. تتطلب ديانة المندائيين المياه النظيفة للتعميد لذا فهم يسكنون دائما قرب الأنهار كما في العمارة والبصرة والناصرية والكحلاء والمجر والمشرح وسوق الشيوخ ومدن عراقية آخرى .. ويعتبر الباحثون ان كلمة المندائية مشتقة من كلمة مندى التي تعني العلم أو المعرفة أما سبب تسميتهم بالصابئة فنسبة الى كلمة صبا التي تعني تعمد أو غطس بالماء .. ويتكلم المندائيون لغة خاصة بهم الا انها معرضة للانقراض بسبب الاختلاط الشديد بالعرب ويعود أصل لغتهم الى اللغة الآرامية أو فرع منها والتي لازال القسم الأكبر منهم يستعملها قراءة وتحدثا لكتبهم وطقوسهم الدينية الخاصة لا سيما كتابهم المقدس كنزا ربا والترجمة الحرفية للعبارة هي كنز الرب .. وهم قوم موحدون كما أسلفنا يؤمنون بالله واليوم الآخر وأركان دينهم هي التوحيد والصلاة والصوم والصدقة والتعميد ونبي المندائيين هو يوحنا المعمدان أو يحيى بن زكريا ويؤمنون بالنبي ابراهيم وآدم وشيت بن آدم وسام بن نوح وزكريا وهو أبو نبيهم يحيى .

ومن مشاهيرهم في العراق في العصر الحديث الكاتب عزيز سباهي والشاعرة لميعة عباس عمارة والشاعر عبد العظيم السبتي والشاعر عبد الرزاق عبد الواحد والشاعرة سوسن سلمان سيف والكثير غيرهم .. كان عدد الصابئة في العراق قبل عام 2003 بحدود مئة ألف شخص الا ان عددهم الحالي تراجع الى أقل من نصف هذا العدد لأسباب كثيرة لعل الوضع الأمني والاستهداف هما أهم تلك الأسباب حيث هاجرت أعداد كثيرة منهم خارج العراق وعددهم لازال في تناقص ينذر بكارثة تمس التسامح الديني والتعايش السلمي في هذا البلد المنكوب ولعل جهل البعض وسهولة استغلالهم في تنفيذ العمليات الارهابية ضد الأقليات هو السبب الأول في تلك الكارثة .



#فارس_حميد_أمانة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطيف العراقي .. والتسامح
- تأليف واخراج المسرحيات السياسية .. ذلك الفن الجديد
- الساحة السورية .. من يصارع من ؟
- كوباني .. معضلة اختلاف الرؤى بين الحلفاء والمتصارعين
- الشرق والخليج يدا بيد ضد داعش .. صحوة متأخرة أم ماذا ؟
- تنظيم خراسان الارهابي .. ذلك الصداع الجديد
- التحالف الجديد ضد داعش .. والثمن
- التطرف .. العنف .. والارهاب في العراق .. جذور ونتائج
- استقلال اقليم كردستان .. تاريخ وآفاق صناعة النمور الورقية
- قرطبة الظاهر .. ورمي الأحجار في الماء
- تداعيات ذوبان الحدود .. من سايكس بيكو وحتى داعش
- حادثة الموصل .. بين الجغرافيا والتاريخ والهوية
- مدينتي
- الولد-البنت .. وظيفة الله الجديدة .. وٳ-;-رهاصات فيسبو ...
- ارهاصات انتخابية .. الدولة العلمانية أم الدينية ؟
- أحلام
- من حمورابي الى الشمري .. بين تزويج الصغيرات .. وتمتيع الكبار
- البطالة .. والبطالة المقنعة في العراق.. وآفاق كارثة اقتصادية
- هل تحمل وطنك في قلبك أنى حللت ؟
- أنتن الأمل .. فلا تستسلمن


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فارس حميد أمانة - الطيف العراقي .. والتسامح الديني .. الجزء الثاني