أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - حصاد عام مضى















المزيد.....

حصاد عام مضى


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4674 - 2014 / 12 / 27 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ربما هذا العام هو الأسوء على الشعب الفلسطيني....حيث الإنقسام والحصار وغياب الإعمار واغلاق المعابر في قطاع غزة،واوضاع الناس تزداد سوءاً ففي الشتاء،وفي ظل البرد القارص المشردين بفعل الحرب العدوانية الإسرائيلية الأخيرة،ما زال اكثر من مئة ألف منهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء....والقدس "تغول" و"توحش" استيطاني غير مسبوق وسياسة عقاب جماعي ...هدم منازل اهالي الشهداء والطرد والإبعاد للمقدسيين عن بلدتهم ومدينتهم،وإغلاقات لمداخل البلدات المقدسية بالمكعبات الإسمنتية...واعتقالات طالت حتى الاطفال وتوزيع اوامر لهدم بيوت شيدت منذ عشرات السنين وغيرها.نزيف دم متواصل وشهيداً يودع شهيداً،وجريمة العصر،حرق الشهيد الفتى أبو خضير حياً،بعد خطفه وتعذيبه،وفي الضفة الغربية لم تتحسن احوال شعبنا فالوضع ليس بأحسن حال سلطة بدون سلطة .. مرتبكة ومتخبطة...تراوح وتدور في نفس المربع حول نهج وخيار تفاوضي عقيم....حتى مشروعها لمجلس الأمن الدولي جوف وأصبح سحبه من التداول أفضل،لما فيه من تنازلات تمس القدس وحق العودة والحدود والثواب الوطنية،ولا أفق لمصالحة او رسم استراتيجية فلسطينية موحدة،بل نشهد مواصلة لمسلسل الردح والردح المضاد،وكذلك التحريض،وعبارات التكفير والتخوين والتآمر والخيانة.
وحال شعبنا وأهلنا في الداخل الفلسطيني-الجذر- ،ليس بالأفضل،فعدا عن كل القوانين والتشريعات والقرارات المستهدفة تصفية وجودهم هناك،فلعل المشروع الأخطر في هذا الإطار والسياق،هو مشروع يهودية الدولة،هذا المشروع الذي يشكل تعدٍ صارخ على حقوق شعبنا الفلسطيني التاريخية،ويراد منه شطب حق العودة للاجئي شعبنا الذين هجروا وطردوا قسراً على يد المنظمات الصهيونية المسلحة،وكذلك يحمل هذا القرار قوننة وتشريعاً للعنصرية والممارسات والإجراءات المرتبطة بها بحق شعبنا هناك،ناهيك عن أن الأهداف الأخرى منه،تريد منا كفلسطينيين وعرب،ان نؤمن بالفكرة الصهيونية ونقر بالرواية الصهيونية حول طبيعة الصراع والوجود والحقوق،يريدون منا ان ندين تاريخنا،ونتنكر لكل نضالات وتضحيات شعبنا،بإعتبارها أعمال "إرهابية"،وبأن الحركة الصهيونية،هي ليست حركة عنصرية،بل حركة تحرير وطني.
وحالة شعبنا في مخيمات اللجوء،ليست بالأفضل من هذا الواقع والحال،فكل الصراعات والخلافات العربية،خلافات الأقطار مع بعضها البعض وخلافاتها وصراعاتها الداخلية،شعبنا في أغلب الحالات الضحية ويدفع الثمن، طرد وتهجير ولجوء جديد،ومطاردة في الحقوق والوجود المؤقت ولقمة العيش،وإن كنا نقر بأن سوء تصرف وحشر أنفها واستخدامها من قبل الأنظمة او الدول،بعض من فصائلنا قد ساهم واعطى الذريعة للأنظمة العربية،لكي تمارس القمع والحصار والقتل والطرد بحق أبناء شعبنا.
علينا أن نعترف بأن أداء قياداتنا،ليس بحجم تضحيات شعبنا،بل نرى انها احيانا في واد والجماهير الشعبية في واد آخر،وحتى داخل الفصيل الواحد تجد تعارض وليس تعدد إجتهاد وحرية رأي وتعبير،فهي أبعد عن ذلك في التصريحات والمواقف والنهج،وفي قضايا مفصلية وجوهرية،وجدنا بأن الجماهير الشعبية متقدمة على القيادة في الموقف والفعل،وهذا ما لمسناه جيداً في الهبات الجماهيرية المقدسية،حيث غابت الإرادة السياسية للقيادة ،وغابت القوى والأحزاب عن الفعل والتنظيم والقيادة،وكذلك غاب الهدف والمشاركة الجماهيرية الواسعة،ولذلك غلب على هذه الهبات طابع العفوية والعمل الفردي،والتحرك للدفاع عن الذات.وكذلك في الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة،ورغم سقوط اكثر من ألفي شهيد،فإنها لم تكن كافية لكي تشعل الضوء ما بعد الأحمر امام القيادة،من اجل أن تتجاوز كل خلافاتها وفئويتها وتشنجاتها،وترسم استراتيجية فلسطينية جديدة،تضع حداً للإنقسام المدمر،وتوحد شطري او جناحي الوطن،وتتفق على استراتيجية جديدة،تلتف حولها فصائلنا وجماهيرنا الشعبية.
وفي قضية تقديم المشروع الفلسطيني الى مجلس الأمن الدولي،من اجل تحديد سقف زمني لإنهاء الإحتلال عن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام/1967،ظهرت المراهقة السياسية للقيادة الفلسطينية،وإرباكها وتخبطها وتعدد تصريحاتها وقراراتها،وبما يشعر شعبنا الفلسطيني،بانه لا وجود لقيادة فلسطينية،وبما يعمق من حالة فقدان الثقة بالقيادة.
عام مضى وعام يأتي،ونستمر في "لوك" نفس الكلمات والشعارات والخطابات،وترداد نفس السجع والطباق والجناس،وكأن كل المتغيرات والتطورات المحيطة بنا عربياً وإقليمياً ودولياً،وما يقوم به الإحتلال من إجراءات وممارسات من قضم مستمر للأرض الفلسطينية،وسيطرة على القدس وتقسيم للأقصى وتهويد للضفة الغربية،ليست كافية لنا كفلسطينيين على اختلاف مشاربنا ومنابتنا الفكرية والسياسية،وعلى كل المستويات القيادية،لكي نقوم بعملية مراجعة شاملة،لكل حصادنا السابق،بإخفاقاته الكثيرة قبل نجاحاته المحدودة،ولكي نجري عملية محاسبة شاملة وعميقة،لماذا نخفق كثيراً وننجح قليلاً..؟؟؟لماذا نضالنا وتضحياتنا،رغم حجمها الكبير والضخم لا تثمر ولا تنجز ولا تستثمر..؟لماذا"السيزيفية" المتواصلة..؟؟،ولماذا لا نراكم ؟؟ونمارس سياسة حرث"الجمال" التي تلبد ما حرثته من أرض،ولماذا لا نجد أي قيادة سلطة واحزاب وفصائل،تصارح شعبها وجماهيرها بالحقيقة،وتقول لهم هنا اخفقنا وهنا اخطانا وهنا هزمنا،بدل الإنشاء والشعارات التي تدغدغ العواطف وتوظف التاريخ والإرث لخدمة الحزب والفصيل والقيادة،والحديث عن الإنتصارات والإنجازات الكبيرة وصحة الموقف والبرنامج والنهج والخيار.
اذا استمرينا على هذا المنوال وهذه الرتابة والنمطية والتكلس ،وعدم القدرة على قراءة علمية ودقيقة وعميقة للمتغيرات والتطورات المحيطة بنا،وكيفية توظيفها لخدمة معاركنا السياسية والجماهيرية والوطنية،فحتماً سنصل الى كارثة جدية وحقيقة لحقوقنا ومشروعنا الوطني،فإذا كنا غير قادرين على أن نستوعب بعضنا البعض في إطار يوحد كل جهودنا وطاقاتنا ،فكيف لنا ان نتحدث عن ديمقراطية وحرية وإستعادة حقوق؟؟،والكل منا من صغيرنا لكبيرنا يرى في نفسه بأنه مالك الحقيقة،وهو من يناضل ويدفع الثمن من اجل فلسطين،ولذلك يجب أن تسجل "طابو" على اسمه،أو انه هو وكيل الله على أرضه يمنح صكوك الغفران والإيمان والتكفير ومفاتيح الجنة والنار،ولا يؤمن بالآخر أو يعترف به،لا في الوجود او القيادة.
حصاد عام مضى،فيه الكثير الكثير من الأخطاء والإخفاقات،وقليل من الإنجازات، وفي الكثير من الدول العالم تتغير القيادات او تستقيل،لكونها أخفقت أو إرتكبت اخطاء في قضايا ليست جوهرية او استراتيجية،ولا تواصل التشبث بكراسيها معلنة بأنها منزهة عن الخطأ،وهي تواصل تحقيق الإنتصارات "الوهمية" التي يكشفها الواقع .فهل نشهد العام القادم ثورة شعبية داخلية تقودها الجماهير نحو التغير....أم ستستمر هذه الجماهير وعلى رأي شعارنا العربي الكبير "تهتف وهي منومة"؟؟.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس....والمصالحة المصرية -القطرية
- القدس تغيب عن القرار الفلسطيني- العربي في مجلس الأمن
- وترجل قائد وفارس
- لا وقف للتنسيق الأمني والمطروح دوليا المشروع الفرنسي
- القدس عاصمة كل شيء ولا شيء
- حماس تتأرجح ما بين الدوحة وطهران
- مرحلة -التخبيص- و-التهجيص- السياسي
- من سيحكم اسرائيل في السنوات القادمة...؟؟
- فرنسا وامريكا تكامل وتوزيع الأدوار
- في القدس....هبات جماهيرية ....أم إرهاصات إنتفاضة شعبية..؟؟
- لماذا يهودية الدولة الان...؟؟
- القدس ....وسياسة العقاب الجماعي
- لقاء عمان كلام بدون فعل
- تفجيرات غزة وتداعياتها على المشروع الوطني
- تفجيرات غزة معاني ودلالات خطيرة
- قراءة تحليلية القدس....وأحكام -قراقوش- الإسرائيلية
- نعم الصراع سياسي بإمتياز يا شيخ المقاومة
- الشهداء يعودون للقدس يا معتز
- قراءة في إنتكاسة -الإسلام- السياسي في تونس
- لمصلحة من الإعتداءات على الجيش المصري ...؟؟


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - حصاد عام مضى