أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمشيد ابراهيم - المكتبة المتنقلة على الحمار














المزيد.....

المكتبة المتنقلة على الحمار


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4673 - 2014 / 12 / 26 - 13:35
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


المكتبة المتنقلة على الحمار
(الكتب ـ المصاحف ـ الاسفار) لا يهم اينما تذهب فجميعها دخيلة على العربية و من صلب الثقافة المسيحية و اليهودية. لاجل المزيد عن اصل (الكتاب) السرياني و (المصحف) الحبشي يرجى الرجوع الى مقالاتي الخاصة بهذه المفردات الثقافية الدخيلة على بدو الجزيرة العربية على هذا الموقع.

يعلق الاستاذ النمسي المرحوم Arne Ambros في (قاموس المختصر لعربية القرآن 2004) على الاية القرآنية 62/ 5 (كمثل الحمار يحمل اسفارا) بأنه و حتى اذا كانت كلمة (اسفار) اجنبية فان هذه الاية تبين بوضوح بان مفهوم (حمار محمل بالكتب) و (دعني اقول: المكتبة المتنقلة على الحمار) لم يكن غريبا على اهل المدينة كليا اي ان الاية تعكس تسرب الكتب الى الجزيرة العربية بنوع او بآخر. اسمحوا لي ان اضيف و اقول: طبعا و الا لما كانت ترد كلمة (القلم) اليونانية في القرآن ايضا و لما كان محمد اميا وسط هذه الاقلام و الكتب و المصاحف و الاسفار ليبشر الاسلام بكلمة (قرآن) السريانية! هذا و لو كانت المكتبة عربية الاصل لنقلت على ظهر البعير بدل الحمار لان الحمار ليس حيوانا صحراويا. لذا يجب ان اصحح و اقول: المكتبة المتنقلة على البعير.

لكننا طبعا نستفسر كيف يمكن لكلمة (اسفار) ان تعني (الكتب) لان الثلاثي (سفر) كما نفهمه اليوم يشير الى التنقل. تميل العربية عادة الى تعويض صوت الـ p بالفاء في عدد كبير من المفردات مثل الفيل و الفلفل و الفردوس و الفيروز و الفنجان (تم تناولها سابقا من قبلي في مقالات خاصة على هذا الموقع) و السفينة (استعارة من السريانية spitta من spynt للاشارة الى سيفنة نوح). تحاول العرب ارجاع كلمة سفينة الى سًفًن اي قشر و لكن كلمة السًفًن التي اشتق منها الفعل سفن (الاسم قبل الفعل) بمعنى (منحت) ليست عربية ايضا بل هي استعارة من الفارسية (اپسان) كتقنية اجنبة حضارية و هذا يعني مهما حاولت العرب التخلص من ورطة الاجنبي فانها تقع في الحفرة. يشير الجذر السامي (سفن) الى التغطية و التسقيف ـ قارن الاكدية sapannu اي الاخفاء و في الفينيقية بمعنى سقف و في الارامية بمعنى غطاء.

ترجع كلمة سافر من سفر الى السريانية ساپرا sapra اي الكاتب او المعلم و هي من السريانية sepra الكتاب (للمزيد عن الموضوع راجع Arthur Jeffery عن الدخيل في القرآن) طبعا بعد تحويل الـ p الى الفاء و السفر هو كتاب كبير. يشير المعنى البدائي للثلاثي (سفر) الذي بالمناسبة سافر الى مختلف لغات العالم الشرقية و الغربية (بضمنها الانجليزية go on a safari للاشارة الى سفرة الى (حيوانات) افريقيا (الوحشية) الى الكشف و الكنس (سفرت الريح التراب / الغيم) و سفرت عن جسمها وجهها لان المرأة المسكينة خلعت العباية و الحجاب (ذبي العباية ـ اغنية عربية عراقية قديمة جميلة للمطرب عبد الصاحب شراد يمكن مشاهدتها على اليوتيوب هنا:
http://www.youtube.com/watch?v=fCqRStPZDIY
و المسفر هو الجانب المكشوف من الوجه و سفرت الحرب اي ولت و سفرت الشمس اي اشرقت و هكذا ننتقل الى معنى الاشراق و النتيجة (اسفرت المحادثات عن) و كشف الحقيقة للاشارة الى كتاب القانون الذي كشف لموسى و السفر و (السفرة) كطعام المسافر كما في (اكلوا السٌّفرة) و الى السفير و السفارة الخ.

طبعا ليست العربية عربية حتى العظم اذا لم يشترك البعير في صياغة مفردات السفر ايضا(راجع مقالي: من البعيرية الى العربية على هذا الموقع): يشير (سفر الابل) الى ترعية الجمل بين المغرب و الليل و (سفر البعير) الي وضع سفار (قطعة من الحبل او الحديد) في خشم البعير.اخيرا اود ان اضيف بأن فكرة المكتبات المتنقلة طبعا بالسيارات منتشرة اليوم في اوربا خاصة لاجل مساعدة كبار السن و المعوقين و لربما دخلت عن طريق فكرة الحمار المحمل بالكتب من المسيحية و اليهودية.
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذهب الى المذهب..
- كيف ترى وجهك؟
- تأريخ واحد للجميع!
- منديل الزمن المجعد
- لا يثبت الوجه
- لماذا هي؟
- الاستخفاف بالمواد الغذائية
- الطبخ و البطيخ
- حرب البيض
- العرب و العظم 2
- الاسهال ام الامساك (الفكري)؟
- العرب و العظم 1
- كركوك ليست ترتوك
- الادراك الحسي و التحرر من الجسم
- الحنيفية = الوثنية
- لا يقرأ و لا يكتب!
- ثرثرة فعل القول
- اذهب الى الجحيم!
- صفات ثقافات التاء
- العلاقة بين الكتابة التأريخية و الدخيل


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمشيد ابراهيم - المكتبة المتنقلة على الحمار