أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرح البقاعي - إعلان الدوحة وانخفاض المناعة الإقليمية لتركيا














المزيد.....

إعلان الدوحة وانخفاض المناعة الإقليمية لتركيا


مرح البقاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4673 - 2014 / 12 / 26 - 13:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين زيارتيّ نائب الرئيس الأميركي، جون بايدن، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لأنقرة مؤخراً، ترتفع مجموعة من التساؤلات تتعلّق بالتواقت بين الزيارتين، وعلاقة هذا التواقت بالسباق المحموم بين الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية لكسب جانب أنقرة، كل لحساب أجندته المضمرة، فيما يخصّ الملفات الإقليمية المعلّقة وعلى رأسها موقف المعسكر الروسي النقيض للموقف الأميركي من قضية الحرب على الإرهاب أولاً، والحرب في سوريا وعلى سوريا ثانياً.
فزيارة بايدن لم تكن فقط لتصويب تصريحاته، التي أثارت حنق أنقرة، حول دورها في تسهيل عبور المقاتلين الأجانب للالتحاق بتنظيم داعش، وأدّت إلى ارتفاع حرارة التوتر بين البلدين العضوين في حلف الشمال الأطلسي، بل هدفَ بايدن المباشر من زيارته تلك هو إقناع القادة الأتراك بلعب دور أكبر في مجموعة التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية بما يتجاوز دورها الخجول في السماح لبضعة مئات من مقاتلي البشمركة بالعبور من الأراضي التركية لقتال التنظيم في مدينة كوباني.
أما بوتين فمراميه من الزيارة تكاد تناقض مآلات بايدن على الرغم من تقارب الزيارتين زمنياً. إذ أن الدولتين، الروسيّة والتركيّة، اللتين تتقاسمان الضفة الأوراسية كما تتقاسمان البحر الأسود، قد اختلفتا بشكل جذري في الموقف من قضية محورية في سياستهما الخارجية وهي الحرب في سوريا ببعديها: الموقف من المعارضة السورية من جهة، ومن النظام السوري من أخرى. وقد أراد بوتين، الذي يزور أنقرة رئيساً لوفد بلاده للمجلس الاستراتيجي الروسي ـ التركي، أراد أن يصيب مرمىً مباشراً خلال الزيارة في دعوته تركيا للانضمام إلى مجموعة أصدقاء الحل في سوريا، التي يعمل الكريملين على تشكيلها بالتعاون مع المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا، والتي ستضم تركيا وإيران ومصر والسعودية، إضافة إلى الدول الخمس الكبرى، حيث ترى موسكو في هذه المجموعة مشروعاً بديلاً لأصدقاء سوريا التي تشكّلت في العام 2012 من 134 دولة لدعم المعارضة السورية.
يستطيع أي قارئ عابر للخبر السياسي أن يلحظ تلك الحالة من التنافس العلني بين العملاقين، الشرقي والغربي، للتأثير على توجّه الدفّة التركية في قضايا إقليمية عابرة للحدود يتقدّمها الوضع السوري المتدهور إنسانياً وأمنياً وسياسياً، حيث تلعب تركيا دوراً ملتبساً في موقفها "المساند" للمعارضة السورية مقابل "تراخيها" في مكافحة تغوّل داعش ـــ ذاك الوحش الفالت الذي يطال أول ما يطال حلفاءها من صفوف المعارضة المعتدلة. فلقاء الساعات الأربع الذي جمع بايدن وأردوغان جاء نتيجة مباحثات مطوّلة بين الجانبين، على المستوى العسكري تحديداً. فالولايات المتحدة التي تريد من أنقرة أن تسمح للتحالف الدولي استعمال قواعدها العسكرية لإنطلاق طائات التحالف وعلى رأسها قاعدة أنجريلك الاستراتيجية، وكذا تمكين إقامة معسكرات تدريب على أراضيها للمعارضة المعتدلة، سترضخ بالمقابل لإرادة تركيا في إقامة مناطق محميّة في الأراضي السورية الحدودية بحيث يكون لأنقرة اليد الطولى والسيطرة المباشرة عليها بحجة تدريب المعارضة هناك. إلا أن هذه المناطق لن تحاكي طموح تركيا الفاحش في الشمال السوري، فهي ستكون ــ حسب التصوّر الأميركي ــ مقتضبة، بحيث لا تقترب من مدينة حلب، ولا تعادل حمايتُها حظراً جوياً شاملاً، إنما سيكون مجرد توفير مناخ آمن يكفي لتدريب المعارضة وتمكينها من المساندة الأرضية في حرب داعش، بينما يقوم التحالف بمتابعة تنفيذ المهمة جويّاً.
أما بوتين، فملفّه السياسي إلى أنقرة كان مغلّفاً بعناية بورق السولوفان النفيس لملفيّ الأعمال والاقتصاد الذين كانا سبباً رئيساً في تمكين حزب العدالة والتنمية شعبياً، وكذا في إيصال الطيب أردوغان إلى سدة الرئاسة. وقد تنوّع هذا الملف بين الغاز الروسي وإعلان بوتين خلال الزيارة عن نيّته بناء مجمّع لغاز بروم على الحدود التركية ــ اليونانية مقابل تعليق بناء خط أنابيب "ساوث تريم" الذي يمرّ تحت البحر الأسود، مروراً بتمكين التجارة البينية بين البلدين لتصل إلى ما يقارب 100 مليار دولار سنوياً في العام 2020 بعد أن بلغت 33 مليار في العام 2014، وصولاً إلى الإعلان عن العام 2016 عاماً للسياحة في كلا البلدين ما سيحفّز التبادل التجاري والثقافي وانتعاش الحركة السياحية بين البلدين. ورق السولوفان الروسي المبهج يخفي مآرب مضمرة لموسكو تكمن في محاولتها اختلاس أنقرة من مجموعة الحلف الأطلسي ومشاريعه العسكرية في سوريا والعراق إلى موقع "أرحب" في الاقتصاد والمال تحت مظلة مجلس التعاون الروسي التركي الذي تأسس في العام 2010 حاملاً لبرنامج اقتصادي تجاري طويل الأمد بينهما.
هنا يقف سيد الباب العالي، رجب طيب أردوغان، في الوسط من "دائرة الطباشير القوقازية" مشدوداً من ذراعه الأيمن إلى مصالحه الاستراتيجية في المجلس التركي ـ الروسي، بينما ذراعه الأيسر في قبضة العملاق العسكري الأطلسي الذي يرتبط معه بموائيق استراتيجية بعيدة المدى. أما على مستوى الجوار الإقليمي، فإنّ الموقف القَطري الرسمي الذي تمخّض عن قمة مجلس تعاون دول الخليج مؤخراً في الدوحة، والذي أكّد على مشروعية خارطة الطريق التي يقودها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، جاء ليمعن في خفض مستوى المناعة السياسية الإقليمية لتركيا، حيث لم يعد ما دعته أنقرة "انقلاباً" على شرعية الإخوان المسلمين في مصر بالمصطلح الذي ستعتمده قطر إثر إعلان الدوحة!



#مرح_البقاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزام بريجنسكي ومصير أربع عواصم
- العلوي تفجّر في حي المهاجرين
- مَجْدة والوحش: في الصراع على سوريا
- العلويّون في الضمير الأميركي
- في الردّ على وصايا روبرت فورد السبع
- سوريا خارج مجلس الأمن
- أميركا في مقاومة جاذبية ظريف
- الدم الحار في سوريا وجليد مفاوضات جنيف2
- أوباما لا يقرأ الواشنطن بوست!
- أيها السوريّ.. كيف يحلو لك أن تموت؟!
- من سيراليون إلى سوريا.. العدالة الوطنية
- مرح البقاعي تردّ على صحّاف الشام
- ألف يوم في الهولوكوست
- هل سأكون الهدف المقبل؟
- دولتان دينيّتان.. وضابط
- ليس دفاعاً عن أميركا
- المخلب النووي
- لا تتركوا الحصان وحيداً!
- حتى لا يكون جنيف 2 -أوسلو- السوريين
- الثورة العميقة


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرح البقاعي - إعلان الدوحة وانخفاض المناعة الإقليمية لتركيا