أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عطا درغام - صحافة الأرمن في مصرخلال القرن التاسع عشر -2















المزيد.....

صحافة الأرمن في مصرخلال القرن التاسع عشر -2


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4673 - 2014 / 12 / 26 - 10:50
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


وعن دور أديب إسحق في مجال الصحافة المصرية وتطويرها مع بيان أهم آرائه وأفكاره السياسية . والحق ، يعد أديب إسحق من كبار كتاب المقالة الصحفية وحير من يمثل فن المقالة في الأدب العربي الحديث. فقد اشترك في تخرير جريدتي " ثمرات الفنون"و" التقدم" ببيروت وغنشاء جريدتي "مصر" و" التجارة" بمصر و" مصر والقاهرة " بباريس . وسوف يتم التركيز نسبيا علي جرائد "مصر" و" التجارة" و" مصر والقاهرة" لأنها وثيقة الصلة بمصر.
فيما يتعلق بجريدة" مصر " فقد أنشأها اديب إسحق ولم يكن عنده معداتها إلا عشرون فرنكا . ولكن ، لم يكد يظهر العدد الأول منها حتي أعجب الناس بهذه الجريدة وتسابقوا إلي اقتنائها، وأصبح الناس يتحدثون بعبارة أديب إسحق ومزاياها ويحفظون أقواله كما يحفظون الحكم والأمثال. وقد أحدث هذا حركة في الأفكار لما كانت تقوم به الجريدة من نضال من أجل قضية الوطن وبسبب هذه المقالات الثورية التي كان أديب إسحق يكتبها بعنف وينقد فيها الحكومة نقدا جارحا مما جعلها تتعرض للإلغاء.وتجدر الإشارة إلي أن "مصر" تعد في مقدمة الجرائد السياسية من حيث نضج التفكير وسلامة التعبير.فقد اشتمل كل عدد منها علي مقال في السياسة الداخلية أو الخارجية، ونشر فيها علي التوالي رواية فرنسية معربة، وعرض فيها أديب لمعاني الأوربيين وأسلوبهم في تناول الحياة، كما خصص إحدي صفحات الجريدة للعناية بشئون بلد شرقي ، بينما توزعت الأخبار الداخلية في بقية صفحاتها. وخلاصة القول، كانت "مصر" عنوانا للكفاح من أجل الديمقراطية وحريات البلدان الشرقية. وقد تعرضت هذه الجريدة للإلغاء في أواخر عام 1879 ثم أعيد إصدارها في اواخر عام 1881 وصدر العدد الأول منها في 3 نوفمبر 1881.
ولم يكتف أديب إسحق بجريدة"مصر" ولكنه أصدر بالاشتراك مع سليم نقاش في عام 1878 جريدة " التجارة " وقد قصرها أديب في البداية علي شئون التجارة، وهي تعد بهذا من المصادر المهمة فيما يتعلق بالنشاط التجاري لمصر أثناء حكم الخديو إسماعيل، وفيها لون من التخصص لم يكن معروفا في كثير من صحف الشرق الأدني خلال القرن التاسع عشر. ولكن، لم يطل تخصص " التجارة" بشئون التجارة بل ازدلفت إلي السياسة وأخذت تنافس شقيقتها " مصر " في هذا.
أما جريدة "مصر القاهرة" ، فقد أنشأها أديب إسحق في باريس وصدر العدد الأول منها في 24 ديسمبر 1879 ، وكانت تصدر نصف شهرية. وكان أديب يكتبها بخط يده او خط مساعده عبد الله مراش. وأخذ اديب في باريس يردد شكواه من الظلم الذي يرضخ فيه المصريون والشرقيون عموما، ويتغني بالحرية التي ينعم بها الفرنسيون والأوربيون.
وقد ترك أديب إسحق بعض مؤلفات وترجمات علي جانب كبير من الأهمية وإن كان قد فقد بعضها. من مؤلفاته:
1- رواية غرائب الاتفاق ( فقدت)
2- كتاب نزهة الأحداق في مصارع العشاق
3- كتاب آثار الأدهار، وهو معجم تاريخي جغرافي مرتب هجائيا ، صدر الجزء الاول منه في سنة 1875.
4- تراجم مصر في هذا العصر، وقد عرض فيه الكثير من كبار الشخصيات المصرية من الحكام والنظار والعلماء وغيرهم.
ومن أهم ترجماته:
1- رواية أندروماك
2- رواية شارلمان
3- رواية البريسية الحسناء
4- جزء من كتاب المعاصرين( لم يطبع).
5- كتاب في الأخلاق والعادات
6- كتاب في الصحة.
وزيادة علي هذا ، نظم أديب إسحق قصيدة تاريخية وصف فيها حوادث مصر سنة 1882. هذا ، وقد جمعت آثار أديب إسحق المطبوعة والمخطوطة ورثاء الشعراء فيه وأقوال الجرائد في شانه في كتاب سمي " الدرر" وقد جمع شقيقه عوني إسحق هذه المقالات.
أما فيما يتعلق بآراء أديب إسحق السياسية ، فيمكن استعراضها من خلال مقالاته التي كتبها في جرائده وعلي ضوء اهم الدراسات عنه. وجدير بالذكر أن الحرب الروسية العثمانية في عامي 1877-1878 كانت أهم القضايا السياسية علي المستوي الخارجي التي تشغل بال الصحافة آنئذ. فقد كتب أديب في جريدة "مصر" عام 1877 مقالا بعنوان " الملك والرعايا " تحدث فيه عن الملك الاستبدادي والملك الشوري ليصل من ذلك إلي السخرية بنوع الحكم الروسي القيصري. ويقول) ولم يكف الروسية بقاؤها مستبدة علي حين تحول سائر الدول إلي الشوري، حتي كانت سببا في توقيف غيرها عن ذلك القصد النبيل ،فإنها قد منعت الدولة العثمانية عن نجاز ما شرعت فيه من إصلاح داخليتها وتنظيم شوارها بهذه الحرب التي دعي إليها الغرور علي أن الدولة لم يكن يمنعها من ذلك مانع ، فإنها لم تهمل ذلك الشأن مع اهتمامها بالدفاع عن وطنها". ويبين أديب أن الحماس الذي ظهر في هذه الحروب لم يكن نتيجة للتعصب الديني كما زعم البعض وإنما هي غيرة وطنية تجددت فيهم بما رأوه من حسن مقاصد حكومتهم. ويذكر أن العثمانيين جميعا علي اختلاف مذاهبهم ومآربهم قد جادوا بالأرواح والاموال دفاعا عن وطنهم.
وظل أديب طوال فترة الحرب الروسية العثمانية يتابع أخبارها علي صدر صحيفتي "مصر" و" التجارة". كما استمر بعد الحرب في عرض مشاكل الدولة العثمانية داخليا وخارجيا مبينا أنه لا يبث الشكوي اعتراضا أو انتقادا " وإنما هي نفثة مصدور يبعث عليها قرب اليأس من النجاح بما نري من استقرار الخلل واستمرار الفساد". هذا ، وقد تمثلت وسائل إصلاح شان الدولة في رأيه في جمع الكلمة العثمانية وضم العصبة الشرقية بهدف درء الخطر الأجنبي.
وكان منهج أديب إسحق قائما علي تقوية الدولة العثمانية والعمل علي توحيد الشعوب التي تألفت منها. ورغم ان أديب كان عصبي المزاج فإنه كان في مجال السياسة من دعاة الاعتدال بقدر المستطاع. وكانت عنايته بأخبار الدولة العثمانية وبالشام لا تقل عن عنايته بأخبار مصر. ومما تجدر الإشارة إليه هنا ،أن أديب إسحق قد دعا إلي ضرورة قيام جامعة عربية تضم العرب جميعا ، ولم ينس ترديد أمجاد العرب العلمية والسياسية والأدبية، غيرأنه يأخذ عليهم الضعف والاستكانة وتشتتهم إلي مذاهب مختلفة وترك أمورهم للقضاء والقدر.
ويذكر أديب إسحق أن سبب ضعف الشرقيين العداء الناجم عن التعصب في أمور الدين والطاعة العمياء للمستبدين. وفي اعتقاده "أن الشرقيين لن ينالوا المفقود عن قربه ولن يحفظوا الموجود علي قلته إلا بالتآذر والاتحاد وحسم أسباب التنافر والفساد وعدم دفع عجلة التمدن بالتهور وسلطة الحرية بالتعصب". ويري أن الأمم القوية لا سيما الأوربية تسعي جاهدة لنهب كنوز الشرق وتقسيم أقطاره المتفرقة. ونوه أديب بأنه لا سبيل إلي مقاومة أطماع الغرب إلا بالاتحاد وأنه من الممكن تحقيق ذلك عن طريق الدعوة من أقاصي آسيا إلي أقاصي إفريقية للعمل علي جمع الكلمة ولم الشمل.وبذا ، كان أديب يدعو إلي الوحدة الشرقية وقيام دولة شرقية.
وقد انتقد أديب أوضاع مصر المالية والإدارية والسياسية في بداية حكم الخديو توفيق( 1879-1892) في مقالة بعنوان "أحوالنا" نشرت في جريدة "مصر" .كما عارض أديب بشدة الامتيازات الأجنبية والتدخل الأجنبي. وسخر من الحياة النيابية في مصر ، ودعا إلي إصلاحها علي أسس سليمة، ونادي بإصلاح أحوال مصر الداخلية. وجدير بالذكر أن أديب إسحق قد اتخذ موقفا سلبيا من الثورة العرابية. فقد كان أديب إبان الثورة من أصحاب الدعوة إلي الاعتدال في طلب الحرية. لذا ، سخط عليه رجال الثورة العرابية ومنعوا جريدته"مصر" من أن تكون لسان حالهم. واستعاض الثوار يومئذ صحف أديب صحفا أخري أهمها جريدة " المفيد" التي أخذت تهاجم الصحافة السورية في مصر مما اضطر كثير من السوريين إلي الهجرة من مصر ومن بينهم أديب إسحق الذي هاجر إلي بيروت.
وخلاصة القول، أن أديب كان ناقما علي الثورة العرابية ولكنه استاء جدا لما أسفرت عنه من احتلال بريطانيا لمصر واختلال الأمن بها.
أما منهجه الاجتماعي، فقد ركز علي الاهتمام بالأخلاق والتعليم العام ، فالجهل- في رأيه- ضعف، والضعف يؤدي إلي الرذيلة، كما كان من أكبر المدافعين عن حقوق المرأة والداعين إلي رقيها . ورغم هذا ، كان هو شخصيا "أدني إلي التحلل من القواعد الدينية". وعندما كان في باريس كان " يستجيب لدواعي الشباب ، فكان لا يري إلا مخمورا".
ويعد أديب إسحق من رواد النهضة الحديثة في النثر والترسل ، فهو من صفوة الأدباء الذين نهضوا بالنثر العربي من عقاله، وأضفوا علي الكتابة الصحفية جملا، ونفثوا منها روحا، ووهبوا لها حياة وحركة. ويمكن القول، أن اديب إسحق قد دخل الصحافة من باب الأدب، وهي ظاهرة ليست جديدة علي الصحافة المصرية والعربية. فهكذا ، كان الوضع بالنسبة للكثيرين ممن مارسوا الكتابة الصحفية، وبخاصة في هذا الوقت المبكر من حياة الصحافة المصرية عندما كان المقال متقدما علي الخبر، وكانت الصحف لا تزال تخلو من التقارير والتحليلات والتعليقات. وعلي هذا ، كان الأدب هو المدرسة التي أتقن فيها أديب إسحق استخدام الألفاظ ، واستعراض القدرات اللغوية مما كانت الصحف تحتاجه في ذلك الوقت.
ويمتاز أسلوب أديب إسحق في الكتابة الصحفية بالجنوح إلي الزينة اللفظية كالسجع والجناس والطباق ( المقابلة) والميل إلي إيراد كلامه مورد الحكمة وصوغه في قالب المثل وخطابية الأسلوب في كثير من المواضيع فيما كتب. والاستشهاد في مقالاته بالمأثور من الكلام مثل الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والأشعار. فضلا عن خياله الواسع في كثير مما يكتب. ويؤكد الكثيرون أن أديب إسحق قد طور كثيرا في لغة الكتابة الصحفية وأسلوبها بمصر.إذ بفضله انتقل الإنشاء الصحفي من العبارة الضعيفة الركيكة إلي الرشاقة والطلاوة مع استخدام عبارة متينة صحيحة ، فقلده الكتاب في عبارته وفي أسلوبه.
وهكذا ، يتضح ان أديب إسحق يعد من أبرز أعلام النهضة الفكرية ، أديبا وسياسيا في مصر الحديثة والعالم العربي رغم قلة إنتاجه في عمره القصير.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحافة الأرمن في مصرخلال القرن التاسع عشر -1
- نشاط الجالية الأرمنية في التعليم في مصر خلال القرن التاسع عش ...
- مجتمع الأرمن في مصرفي القرن التاسع عشر-4
- مجتمع الأرمن في مصرفي القرن التاسع عشر-3
- مجتمع الأرمن في مصرفي القرن التاسع عشر-2
- مجتمع الأرمن في مصرفي القرن التاسع عشر-1
- الأيتام الأرمن في مصر (1923-1927)
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -7
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -6
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -5
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -4
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -3
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -2
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -1
- النظم الإدارية للأرمن الكاثوليك والبروتستانت في مصر
- أمور الزواج والطلاق عند طائفة الأرمن الأرثوذكس في مصر
- الأحوال الشخصية للأرمن الأرثوذكس في مصر
- الوضع القانوني للأرمن في مصر-3
- الوضع القانوني للأرمن في مصر-2
- الوضع القانوني للأرمن في مصر-1


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عطا درغام - صحافة الأرمن في مصرخلال القرن التاسع عشر -2