أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - النزوع نحو التدمير














المزيد.....

النزوع نحو التدمير


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 4673 - 2014 / 12 / 26 - 00:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



لعل الملاحظ لما يحدث داخل علاقاتنا البينية سواء بين الأفراد أو الجماعات أو الدول حتى ، سيلاحظ هيمنة جانب النزاع والصراع والعداء على نقيضه من الإخاء والود و التماسك والتعاون ,,,,
و عندما ننجح في التقليل من منسوب الكراهية والأحقاد وما ينجم عنهم من رغبة في الانتقام سنتمكن حتما من البناء وبالتالي من تحقيق الازدهار المنشود فرديا ومجتمعيا
إن ذلك الكم من الطاقة الذي نستهلكه في تدبير الخلافات والصراعات والنزاعات ,,سواء منها بين الأفراد أو الجماعات أو الدول ,,,,يعبر عن حجم الطاقة التدميرية التي تتحكم فينا افقيا وعموديا ,,,,,
منسوب كبير من العنف يتخلل ثنايا مجتمعاتنا ، تعبر عنه عدد و نوعية الجرائم التي أصبحت ترتكب بدون رحمة و طبيعة أشكالها ,
تعبر عنه تلك الحروب والمعارك والبطولات الوهمية الفاقدة للأهداف والغايات النبيلة في بعدها الإنساني العميق خارج شعارات طنانة تصوغها إديولوجيات قاصرة ومغلقة تتحكم فيها مافيات حاكمة ومستفيدة من الدمار الذي تنشره أو تشارك في نشره
وما إلى ذلك من أنواع من العنف الصادم للحساسيات المرهفة كالاغتصاب الجماعي للنساء والأطفال وجنس المحارم الناتج عن انتشار المخدرات وقتل الإنسان لأخيه الإنسان بدون رحمة ولأبسط الأسباب ,,,,,
ثم ارتفاع قضايا النصب والاختلاسات والسرقات ,,,,,,,وبالتالي تدني الإحساس بالأمن و بالأمان الناتج عن انتشار الإجرام والعنف وأيضا عن النشر الواسع والسريع لأخباره واستثمارها إعلاميا لأسباب تجارية نظرا لطابع الإثارة والاستقطاب ,,,
لعلنا نعيش الآن فترة هيمنة الإعلام الفضائحي نظرا لذلك النزوع الغرائزي لاستهلاكه على أوسع نطاق ,,,,,,
شرائح واسعة تتغذى على "الفضائح الإعلامية " والنميمة الاجتماعية التي تؤثت بها فرغاتها الروحية والفكرية بل والوجودية حتى ,,,,,لذلك يتم السعي الحثيث للبحث عن حميميات بعض الأشخاص قصد استغلالها ضدهم وكلما كان الشخص ذي اهمية اجتماعية وسياسية كلما كانت لمعلوماته الحميمية قيمة خاصة لأنها قد تؤدي وظيفة تدميره مهنيا أو سياسيا أو اجتماعيا ,,,,,,
فرديا ، عندما يتحول البعض منا من اقصى درجات الحب ,,,,إلى أقصى درجات الكراهية والرغبة في تدمير من كان يحبه بالأمس القريب ويستعمل من أجل ذلك أحط الواسائل بعد أن اقتسم معه أرقى المشاعر والأحاسيس فذاك مؤشر على ذلك الرصيد من قوة التدمير التي تتحكم في وجداننا الجماعي الباحث بهوس مريب عن كل ما يمت للغرائب والغرائز على حساب أولوياته الأكثر التصاقا بهمومه الهامة فعلا وذات المردودية أو التداعيات على حياته الشخصية أو العامة ,,,,,,,
الأمر ينسحب ايضا على خلافاتنا او نزاعاتنا أو صراعاتنا الجماعية ,عندما يعمل البعض على تشظية هيئات كانت قوية إلى كيانات مقزمة فقط ارضاء لنرجسية البعض التي تتموقع داخل دائرة طاقة التدمير ,,,,,,,,,,,,وهلم جرا
ويصبح الأمر أكثر خطورة عندما يستغل هذا النزوع نحو التدمير لتمزيق بلدان بحالها ،حيث يعمل أعداؤه على اللعب بخيوط العداوة والكراهية لتأجيج النزاعات واستثمار النزوع للزعامات لتدمير دول ,,,,بحالها
متى نتعلم البناء ؟؟؟
عندما نتعلم قبول الاختلاف ,ونتعلم كيف نديره بشكل يضمن تعايش المختلفين بنجاح ,
عندما نتعلم كيف نحاصر نرجسيتنا ونموقعها داخل حدودها المعقولة سواء منها الفردية او الجماعية
عندما نسلم بأن نجاحنا ،نمونا ، قوتنا لن تستقيم الا مع الآخر وليس ضده ,,,,,
وأضعف الإيمان عندما ننجح في تحييد ذلك القبح "الكامن "داخل كل واحد منا ,,,,,ونفجر غضبنا من الآخر ،الآخرين بطرق مقبولة لن تبلغ بهم الضرر ونبقي على حبل الود قائما للحفاظ على "المشترك" مهما كان ضئيلا ,,,,,,
أشكال من العنف مترسبة داخل وجداننا العام وهناك من استبطنها بعمق كي تخرج دمارا دمارا ولو تحت مساحيق براقة ,
ويبقى الحل هو تنمية طاقة الحب البناء ،والآليات هي الصفح والتسامح والانطلاق من النسبية والتفوق على ميولاتنا ومعتقداتنا الإطلاقية ,,,,, الإنسان الذي يدرك "قزميته " داخل هذا الكون الشاسع سيعرف بأن قوته ستكون مع الآخر (الآخرين ) لا ضدهم وسيعرف بأن العمر أقصر من أن يهدره في الشر والتدمير والصراع ,,,,,,, ,



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة ما بين التمطط والابتذال
- الشعوب المغاربية و الوحدة المعلقة
- أنا و تونس و المشاعر العميقة ,
- هل تواصل -أمل صقر- جرأتها وتطالب بمحاسبة وزراء التعليم بالمغ ...
- تصحر المشاعر
- رحم الله أحلامنا المجهظة
- الغيرة والحسد كانفعالات سلبية : الآثار النفسية والاجتماعية .
- تأبطت شظايا الروح
- زخات من أمل
- نحلة تلعق عسلها
- وخز حد النزف
- هات شعاع عينيك
- الناس والمعادن والزواج
- كتبتك بوهج العنفوان
- و أنا أرحل
- على هامش تحضير الحكومة الملتحية لشرطة مراقبة غير الصائمين با ...
- رواية -دروز بلغراد - في ضيافة صالون الربوة بالرباط
- للسيد بنكيران :أجنحة المغربيات ترفرف في سماء الحرية .
- نحن والمسؤولية الموقوفة التنفيذ
- الهزيمة النفسية بوابة كل الهزائم


المزيد.....




- شاهد أوّل ما فعلته هذه الدببة بعد استيقاظها من سباتها الشتوي ...
- تحليل: بوتين يحقق فوزاً مدوياً.. لكن ما هي الخطوة التالية با ...
- نتنياهو يقول إنه يبذل قصارى جهده لإدخال المزيد من المساعدات ...
- روسيا.. رحلة جوية قياسية لمروحيتين حديثتين في أجواء سيبيريا ...
- البحرية الأمريكية تحذر السفن من رفع العلم الأمريكي جنوب البح ...
- صاروخ -إس – 400- الروسي يدمر راجمة صواريخ تشيكية
- إجلاء سياح نجوا في انهيار ثلجي شرقي روسيا (فيديو)
- الطوارئ الروسية ترسل فرقا إضافية لإنقاذ 13 شخصا محاصرين في م ...
- نيوزيلندا.. طرد امرأتين ??من الطائرة بسبب حجمهن الكبير جدا
- بالفيديو.. فيضان سد في الأردن بسبب غزارة الأمطار


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - النزوع نحو التدمير