أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - هل تعيين خالد فوزى عنواناً لمرحلة جديدة؟















المزيد.....

هل تعيين خالد فوزى عنواناً لمرحلة جديدة؟


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4670 - 2014 / 12 / 23 - 23:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علقت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية على تعيين خالد فوزي رئيسا للمخابرات المصرية بقولها إن الأنظار في تل أبيب سترقب عن كثب تغيير رئيس الجهاز الأمني الأكبر والأخطر في مصر، وأشارت الصحيفة إلى أن تنصيب فوزي أثار القلق في إسرائيل، وشككت فيما أعلنته القاهرة من أن الظروف الصحية هي السبب الحقيقي في إعفاء التهامي عن منصبه. لم تكن الصحف الإسرائيلية وحدها المشغولة فقد شاركتها الصحف العالمية ووكالات الأنباء الدولية وشبكات التواصل الاجتماعى، وبالطبع الصحافة ووسائط الإعلام العربية والإقليمية. ودبت حالة من الترقب والتكهن فى أوصال الميديا المصرية وفضائنا السياسى العام منذ السبت ولاتزال أصداء القرار تتجاذبها التحليلات والتفسيرات والتقولات التى لم تخرج عن الإشارة إلى أسباب بدت لى فى معظمها أبعد ماتكون عن الموضوعية والتفكير الواعى بمتطلبات المرحلة والتحولات العالمية حولنا والرؤية المبنية على آفاق استراتيجية لاتصح بدونها قراءة منهجية لمثل هذا القرار. الشئ الوحيد الذى حاز إجماعاً موضوعياً فى هذا الأمر وتحدثت به الصحافة المصرية والميديا الفضائية هو كفاءة الرجل وتميزه وقدراته وخبرته الطويلة فى جهاز المخابرات العامة بقطاعاته المختلفة، وأدواره الوطنية ومسئولياته فى الجهاز العريق, وهو ماشهد به زملاؤه والعارفين لسيرته العملية ومن وصل علمه المباشر بالرجل من الكتاب والسياسيين والإعلاميين. وربما كنت واحداً من الشاهدين له بالكفاءة العالية والجدية والتميز منذ عرفته بدواعى العمل العام والمسئوليات الجامعية منذ العام 1995.
لكن أسخف ماقرأته من تعليقات بأن هذا القرار الرئاسى جاء استجابة من الرئيس لدعوة الأستاذ هيكل له بالثورة على نظامه، وكأن السيسى يعمل بالتجزئة ويمارس إدارة الدولة بالقطاعى، ينتظر إشارة من هنا أو نصيحة من هناك. وكأن الدولة المصرية تعمل فى فراغ ينقصه الرؤية الاستراتيجية المحركة لتفاعلات الدولة والرئاسة والمؤسسات. نعم الدولة تمر بمرحلة من عقم السياسة ولها أسبابها، لكنها لاتفتقد فى أعلى مراكزها القدرة على التخطيط والمبادرة بدليل ما أحدثته من تغير نوعى فى الداخل وحولنا فى الإقليم وعلاقاتنا الدولية. ولم يخلو الأمر على كل جوانبه من إحساس عام بأن هذا القرار الرئاسى يصلح أن يكون عنواناً لمرحلة جديدة من العمل الوطنى داخلياً وإقليمياً وعالمياً. وأياً ماتكون أسباب القرار فما نعول عليه هو أهدافه وتوقيته وضروراته، وعلينا ألا ننظر كثيراً لما تتقول به الصحافة الإسرائيلية والدولية، فلها ماتستهدفه وماتسعى إليه وليس من بينها مصلحتنا الوطنية التى نحن أدرى بها من غيرنا.
وفى تقديرى أن قرار تعيين اللواء خالد فوزى رئيساً للمخابرات العامة جاء كاشفاً عن بدء مرحلة جديدة فى العمل الوطنى داخلياً وإقليمياً وعالمياً. ومهما كانت الأسباب والدواعى، ومهما قصر الوقت أو طال كان لابد للواء فريد التهامى كغيره فى مواقع المسئولية أن يترك موقعه، فالمسئولية العامة سلطة زمنية لا أبدية. ولابد من تداول الأجيال والرجال أن يكون عوناً للدولة لاقيداً عليها، وأن مثل هذه القرارات الفارقة والمهمة لاتأتى عفو الخاطر، بل يسبقها تفكير وتحليل ودراسة بدائل وتغيى أهداف واستجابة لضرورات ومتغيرات، وهى خيارات لاينبغى أن تتأخر عن موعدها ولا أن تسبق ضروراتها. ومدى صحة مثل هذا القرار تستوجب أن يأتى مواكباً لما يمكن أن يطرأ أو نريد له أن يتحقق فى إطار تحولات الفكر والسياسة داخلياً وإقليمياً ودولياً. وفى تقديرى أن نهر السياسة العالمية يتأهل لاستقبال روافد جديدة تصب جميعها فى إطار تشكيل نظام عالمى جديد بديلاً لذلك النظام البالى الذى نعايشه والذى ينبغى أن نتحسب لتداعيات التغيرات الاستراتيجية التى تموج بها أحداثه الحالة والمتوقعة والقادمة.
نحن أمام تغيرات داخلية تستوجبها استحقاقات فى السياسة والاقتصاد وإعادة هيكلة المؤسسات وتنظيم العمل العام، وخلق رؤى جديدة تستوعب كل القوى التى لم تجد من يستوعب طموحها وأحلامها، وفى مقدمتها شباب غاضب أو محبط أو ملعوب فى أفكاره وقناعاته وتوجهاته، وأن تستعيد للسياسة فى بلادنا حيويتها وتأثيرها، وأن تضخ فى محيطنا العام رهانات جديدة تصنع المستقبل كما تعيد هندسة الحاضر، وأن تعيد فرز الإمكانات والقدرات والرجال والقيادات والكفاءات بما يحقق الصالح الوطنى العام، وما يفى بأحلام الشعب الذى يتطلع لقيادته بالرجاء والأمل وطول الاحتمال والصبر. ثم نحن أمام خرائط جديدة للأقليم تحاول أن ترسمها قوى من خارجه أو داخله، وعلينا ان نتحسب لمخاطر تأخرنا عن فرض وجودنا وتطلعاتنا بسياسات وعلاقات دولية مرنة ونشطة، وإلا جاءت الحلول من خارجنا مفروضة علينا. إن نظرة على تحولات السياسة فى العالم تدفعنا للقلق على القادم ومنه، قدر ما تدفعنا للتحسب له والمشاركة فى وضع شروطه واحتمالاته، وأحسب أننا بدأنا بكل همة ونشاط على فرض بعضاً من أوراقنا على مائدة اللعب الدولية، هم يقامرون ظناً أنه علينا أن ندفع الثمن صاغرين، ونحن نعافر وينبغى أن نكون سباقين بالمبادرات والبدائل. نحن أمام عالم تهدده الندرة كما يهدده الطمع والظلم والإرهاب. وعلينا أن نبادر بهندسة سياسات جديدة مع أفريقيا لمواجهة ندرة المياه، ومع الخليج بشأن أزمة الطاقة، ومع العالم فى مواجهة الإرهاب، وحتى محاولات القوى العالمية المهيمنة لتطويق وتحجيم الاقتصادات النشطة والناهضة فى روسيا والصين وغيرها من دول بدأت مصر معها شراكات استراتيجية وعلينا أن نمهد نجاحها واستقرارها. إن محاولات تطويق العالم العربى من محيطه إلى خليجه بالمشكلات والتحديات والإرهاب قصد تركيعه وتحجيمه وخفض آفاق طموحه تستوجب منا "نوبة صحيان".
إن جهاز المخابرات العامة جهاز معلومات بالأساس، والمعلومات فى كل نطاقاتها من معرفة وتكنولوجيا ووسائل وآليات وكفاءات وأفكار وبرامج وسياسات هى رهان المستقبل وعصب التقدم ومحاور القوة والتأثير، وجميعها قضايا تستوجبنا التفكير والتغيير الذى يستهدف قواعد اللعبة قبل الاستغراق فى مجالها. من هنا نرى أن تعيين خالد فوزى يصلح أن يكون عنواناً لمرحلة جديدة أساسها الكفاءة والقدرة والتميز. ولعلى قد أجبت عن السؤال.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إتجاه مصر نحو الشرق ضرورة استراتيجية
- رؤية المفكر وحيرة النخبة: لويس عوض دراسة حالة
- لئلا يرقص البيض مع الحجارة
- حكومة محلب والعقل المؤسسى المفقود
- المسئولية الوطنية للجامعة من محمد عبداللاه إلى خالد الطوخى
- بيت الأسماك فى التراث والإرهاب والسياسة
- الأزهر ينعى ويشجب ويغط فى سبات عميق
- سياسات الجرى فى الشوارع والأفق البليد
- هانى سرى الدين ومصطفى الفقى وجيل الوسط
- وليام روجرز والثعلب فى مصيدة جمال عبدالناصر
- داعش: حصان طروادة الأمريكى الجديد
- أخبار اليوم.. من المؤسسة إلى فضاء الدولة
- أرامل المخططات الأمريكية والأمن القومى
- مصر فى إطار رؤية استراتيجية: من رد الفعل إلى تخطيط المبادرة
- أبو العز الحريرى: عندما يكون النضال ديناً للوطن
- الخارجية المصرية وفضيحة فيرجسون الأمريكية
- محمود درويش... كزهر اللوز أو أبعد
- حمدى قنديل والرؤية من -خرم إبرة-
- إبراهيم عيسى يؤذن فى المغرب لا فى مالطا
- الأمريكان يحاولون الفهم فى كازابلانكا


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - هل تعيين خالد فوزى عنواناً لمرحلة جديدة؟