أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد الله خليل - المصالح والدين : أين تكمن بيضة القبان














المزيد.....

المصالح والدين : أين تكمن بيضة القبان


سعد الله خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1308 - 2005 / 9 / 5 - 08:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استبشر الإسلاميون خيرا بوصول قادة الحزب الإسلامي التركي إلى سدة السلطة، وعقدوا الآمال الجسام على هذا النجاح، خاصة لجهة تهديم أو تجميد علاقات الصداقة والتعاون العريقة التي تربط إسرائيل بتركيا التي كان يتهمها الإسلاميون العرب بأنها علمانية متحالفة مع الإمبريالية والاستعمار، ولجهة تحويل تركيا إلى بلد حليف ومساند للحقوق العربية والإسلامية في صراعها السياسي على الأقل ضد إسرائيل.
وتشجيعا للقادة الإسلاميين الجدد في تركيا، وتعبيرا عن الأخوة الدينية، والفرحة بانتصارهم، أُعطيت أو أُهديت تركيا رئاسة منظمة المؤتمر الإسلامي. لكن الرياح هبت بغير ما تشتهي سفن الإسلاميين، فالعلاقات التركية الإسرائيلية لم تتردَ وتضعف، وإنما ازدادت قوة ومتانة في جميع الاتجاهات، بل سخرت تركيا كل امكاناتها وعلاقاتها وقدراتها لفك العزلة الإسلامية عن الدولة العبرية.
صحيح أن عددا لا بأس به من الدول العربية يقيم علاقات دبلوماسية، أو تجارية، سرية أو علنية مع إسرائيل– مما يشكل عذرا أو قدوة لبقية العرب– لكن الدولة الجديدة التي صافحت إسرائيل هذه المرة، وإن تكن غير عربية، لكنها إسلامية، وذات وزن خاص، وأهمية غير عادية، بالنسبة للعرب والمسلمين والعالم أجمع، وخاصة بالنسبة لإسرائيل. فهي دولة كبيرة، وعضو في النادي النووي، وكانت في فترة من الفترات أكثر الدول دعما وحماية، لأكثر المتشددين الإسلاميين في التاريخ، أعني تنظيم القاعدة بزعامة بن لادن، وطالبان في أفغانستان، وعلى أراضيها توجد أعداد هائلة من المدارس الدينية التي تخرّج منها عدد من الإرهابيين الإسلاميين، كما توجد على أراضيها الكثير من المنظمات الإسلامية المتشددة المتأثرة بفكر بن لادن وطالبان.
إنها الباكستان، التي جهدت تركيا، وأثمرت جهودها عن لقاء عمل احتضنته ورعته العاصمة التركية- لم تسلط عليه الأضواء كما يجب، ومرت عليه وسائل الإعلام مرورا سريعا- جمع بين وزير الخارجية الباكستاني، ووزير الخارجية الإسرائيلي، تمهيدا لاعتراف باكستان بإسرائيل، وتطبيع العلاقات بينهما، وما التصريح الذي أطلقه الرئيس الباكستاني إلا للاستهلاك المحلي وذر الرماد في العيون.
لقد خيب قادة تركيا الإسلاميون، الآمال الكبيرة التي عقدها عليهم رفاقهم في الحركات السياسية الإسلامية المنتشرة في البلاد العربية والإسلامية.
لقد وقفت تركيا سابقا في وجه الولايات المتحدة، وحاولت عرقلة مساعيها في احتلال العراق، وإسقاط النظام الصدامي الطائفي الفاشي فيه. وأمريكا ليست بالبلد الذي ينسى أو يتجاهل موقفا كهذا ولا يحاسب عليه، خاصة وأن الأمر قد استتب لها في العراق، وفقدت تركيا بريقها القديم، ولم يعد لموقعها الجغرافي أهمية تذكر بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وسباحة معظم أعضاء الكتلة الشرقية- إن لم يكن كلها- في المياه الأمريكية خاصة، والغربية عامة.
أن لتركيا طموحات وصعوبات جمة. وأولى طموحاتها، الانضمام إلى السوق الأوروبية المشتركة، مع أنها بلد غير أوروبي مهما ادعت ذلك، لا ثقافياً ولا جغرافياً، وإن كان جزءا يسيرا من أراضيها يقع في أوروبا، فهي صورة مصغرة عن آسيا، مما استدعى تسميتها بآسيا الصغرى، ولهذه الأسباب يتوجب عليها، لاستعادة صداقتها مع أمريكا، خاصة بعد وصول الإسلاميين إلى السلطة، أن تبرهن على علمانيتها، وعدم تزمتها الديني، وانفتاحها على الأديان الأخرى، وأن لا تكتفي بأن تنأى بنفسها عن الصراع العربي الإسلامي – الإسرائيلي، بل أن تكون داعية سلام بين الطرفين، وأن تعمق صداقتها مع أصدقاء أمريكا والغرب، وإسرائيل على وجه الخصوص.
أما الصعوبات التي تعترض تركيا، ولا تخفى على أحد، فتتمثل بكونها بلدا ضعيفا اقتصادياً، لا تقوى على الوقوف على قدميها دون مساعدة ملحوظة من الغرب، وفي عدم قدرتها على تلبية حاجات شعبها الذي يتكاثر بنسبة عالية، وأنها غير موحدة لا قوميا ولا دينيا، بل لعل السنة الأتراك أقل من نصف سكان الجمهورية التركية، مما يعني قدرة أمريكا على تفتيتها إلى دويلات، خاصة وأن الدولة الكردية المدعومة أمريكيا، ملاصقة لها، واستقلالها ليس بعيد المنال، بل هو قاب قوسين أو أدنى، إضافة إلى أن حزب العمال الكردستاني قد بدأ باستعادة نشاطه العسكري، ووجد عمقا ودعما له، أقوى مما كان في عهد صدام، إذ لم تعد تركيا قادرة على اختراق الحدود كما في السابق ومطاردة أعضائه.
أما قادة باكستان فطموحاتهم تتمثل في بقائهم في السلطة، وسط محيط بشري إسلامي يطالب بإزاحتهم وعزلهم، وبجوار دولة الهند القوية الصديقة لإسرائيل، والتي تخوض حربا تسخن وتبرد حسب الظروف مع باكستان على إقليم كشيمر الذي لن يجد حلا إلا بحل مسألة الصراع العربي الإسرائيلي، ولن يجد القادة الباكستانيون خيرا من أمريكا حليفة إسرائيل، لحماية نظامهم وتثبيت أقدامهم في الحكم.
لقد وظف القادة الأتراك الدين - في سبيل الوصول إلى السلطة- لكسب أصوات الناخبين الذين اعتقدوا أن الإسلام هو الحل، وعندما استدعت مصالحهم الشخصية أو الوطنية، أن يتجاوزوا الرابطة الدينية، لم يترددوا في ذلك، والتاريخ العربي الإسلامي، والغربي، يؤكد بما لا يحصى من الأدلة والأمثلة أن المصالح الشخصية والوطنية تتجاوز المسألة الدينية.



#سعد_الله_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمراض النفسية والكوادر الإدارية
- ثقافة الجهل
- حوار صحفي مع جني مسلم
- آية السيف – جزء ثاني - تعقيب على تعقيب البرازي
- ثقافة الإرهاب
- آية السيف تصنع التاريخ وتنشر الإسلام
- الوحدة العربية من الحلم إلى الوهم
- خالفوا الكفار يرحمكم وينصركم الله
- الأحزاب الدينية والحرية وبناء الأوطان
- الرعيان يحتقرون المرأة، ويسفحون الملايين تحت قدميها
- الماكينة الإخوانية
- قانون الأحزاب السورية، وما تسرب منه
- التعصب الديني في البلدان العربية
- جماعات حقوق الإنسان
- حقوق الإنسان...جعلوها مركوبا – نماذج
- الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية 2
- أبو زيد الهلالي بين التزويق والتلفيق والتجهيل
- الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية 1
- مسيحيو العراق بين القتل والتهجير
- استثمروا في صناعة الإرهاب


المزيد.....




- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد الله خليل - المصالح والدين : أين تكمن بيضة القبان