أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد حياوي المبارك - آباء وأمهات















المزيد.....

آباء وأمهات


عماد حياوي المبارك
(Emad Hayawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4670 - 2014 / 12 / 23 - 22:01
المحور: الادب والفن
    


آباء وأمهات

أول وأجمل كلمتين يبدأ إنسان بنطقهما ... بابا ومـــــامـــــا.
كلمتان كلغة الموسيقى يكتبها ويفهمها كل الشعوب، ويبقى معناهما ومضمونها الرائعين في نفوسنا وضمائرنا طول العمر.
أب وأم كلمتان تتشابهان بكل الصفات والخواص الحميدة، محبة وحنين وشوق ورعاية واهتمام وإخلاص وغيرها، ولا تختلفان هاتان الكلمتان بشيء سوى بنطقهما وبطريقة جمعهما، أب ... آباء، وأم ... أمهات، مع أني ـ ولستُ متأكداً ـ بأن (أبهات) واردة أيضاً في اللغة.
لو نقول (ابو أو ام + صفة انسان) فهو يعني أعلى درجة مفاضلة، فأبو الشجاعة وأبو المروءة كما هي اُم الطيبة واُم الكرم ... كلها عبارات تُعنى برفع شأن أصحابها.
الأمهات ككيان رائع وأعظم ما في الوجود، غالباً ما يُنسب لهنّ ما يكون بهدف تعظيم بشراً أو حتى شيئاً، فمثلاً أطلق أسم أم القرى على (مكة المكرمة) تعظيماً وتبجيلاً للمدينة، ومثله يُطلق على الآباء فـ (أبو المَكر) هو حيوان (ابن آوى) لصفة المُكر فيه، ولنا عنه بمقالنا هذا وقفة مُسلية.
لنعود للاُم التي لن أستطع الإضافة على ما قاله بحقها الأنبياء والمفكرون والأدباء، فمنهم من وضع الجنة تحت أقدامها ومنهم من بني منها مدرسة* ... وهلـُمَّ جرى.
إذاً كلمة (أم) التي (أنا)* بصددها، إما هي كلمة رافقت أسم بعض النساء ككنية لهن فاشتهرن بها، أو لحيوانات وأشياء تميـّزها ...
× أم البنين: هي السيدة الفاضلة فاطمة الكلاّبية، تزوجها الإمام (علي بن أبي طالب) بعد وفاة زوجته فاطمة الزهراء، وهي امرأة صالحة من عائلة عريقة وذات منزلة، وسبب تسميتها بأم البنين هو بطلب منها، حيث ولأن خِصالها حميدة، فقد طلبت أن لا تُنادى بـ (فاطمة) وتتسبب بألم وحزن لأبناء الزهراء (الحسن والحسين) حيث رعتهم وأحبتهم كأبنائها.
ولها ثلاث أولاد شاركوا أخيهم غير الشقيق الإمام (الحسين) بموقعة كربلاء، وقد قضوا جميعهم دفاعاً عنه وعن قضيتهم، ولما وصلها وهي بالمدينة المنورة خبر استشهادهم، بكت بمرارة عليهم، ولذلك قصة حزينة أخرى.
× أم كلثوم: والاسم يعني المرأة ممتلئة الخدين واللغذ بنعومة وصفاء، ولمّا يتكلثم القدح، فإنه يمتلئ، وفي التاريخ والدين والفن، نساء كثر حملنَ هذا الاسم، وهنّ غنيات عن التعريف.
× أم الطبول: هي المنطقة التي أقيم عليها جامع أم الطبول ببغداد، حالياً جامع (أم القرى) في بداية طريق مطار بغداد، ويقال بأن التسمية أطلقت على المنطقة عندما كان أهالي بغداد يستمعون لما يَصدر عنها في الليل بما يُشبه قرع طبول.
وقد تم في العام 1959 تنفيذ حكم الإعدام خلال حكم الزعيم عبد الكريم قاسم بقادة ثورة أو (انتفاضة) الطبقجلي أثر محاكمات المهداوي المثيرة للجدل.
× أم الربيعين: الموصل الحدباء، مدينة مُحافِظة من ثلاثة ملايين نسمة تتكلم اللهجة العربية الفريدة (المصلاوية) وسكنتها قوميات عرب وأكراد وتركمان وأديان من المسيحية والإسلام وأيضاً (سابقاً) من اليهود، ويتجمع بها الشَبك والأزيديين، وفيها رُفات عدد من الأنبياء وأولياء الله الصالحين، وآثار أقدم الحضارات وأشدها رُقياً ... الحضارة الآشورية.
كانت تركيا تتمنى على الإنكليز (إهدائها) هذه المدينة مثلما كافئوها بلواء الأسكندرونة السوري، إلا أن خلاف مصالح (إنكليزي ـ ألماني) حال ـ الحمد لله ـ دون ضياعها، وكان لاكتشاف النفط في آبار (عين زالة)* هو ما دفع الألمان لرفض ضمها للأتراك، حلفاء الإنكليز.

× بأم عَينه: لو نقول بثقة أن فلاناً رأى بعينه أمراً ما وكان شاهداً عليه، أي يأتي بسياق الحديث بهدف شدة التأكيد، والرؤيا هنا قد تكون مجازيةً بأنه رأى بعقله وقلبه (رأيتُ الله يسعُ الأكوان برحمته)، وحين بحثتُ لم أجد مايُشير للجزء من العين المقصود بذلك.
× وأخيراً لنقم بجولة قصيرة مع إحدى الزواحف المفيدة (غير المُستحبة) آكلة الحشرات (أم أبرص) وهو الاسم العربي الأصح (لأبو بريص).
كان أستاذ (عزّت) مدرس اللغة العربية في متوسطة الانتصار للبنين حاد المزاج، عصبي شديد، وإذا كان درسنا الأول لغة عربية، فإنه يجب أن (يفرّغ) فينا طاقةً يأتي مشحون بها من بيته، فيُصبّح علينا بطرح سؤال على ضحيتيه، وهما طالبين يستوقفهما بشكل عشوائي، ليسأل مثلاً عن إعراب كلمة مُبهمة بجملة أو يطلب استخراج خبر مفقود لمبتدأ في آية قرآنية، أو مفعول ثالث لفاعل مستتر في بيت شعر، أو يسأل عن حركة نصب ولِمَ لم تكن رفع أو جر، وفي النهاية يصفع أحد الطالبين بكف ظالمة لا تـُمحى آثارها حتى نهاية الدوام !
لما طلب من أشطر طالب في الصف بأن يُحدد نوع بيت الشعر للزعبري*...
يا غُراب البينِ أسَمِعْتَ فـَقـُل إنـّما تَنـْطـُقُ شيئاً قد فـُعُلْ*
وجد الطالب مخرجاً من العقوبة وصاح بأعلى صوته: اُستاذ هذا (هجو).
ومع أن جواب التلميذ كان صحيحاً، لكن جاءهُ كف (يهلهل) وبسرعة البرق ...
ـ قـُل (هِجـــــاء) ولا تقـُـل ... هجو !
ولما كنت وزميلي (عباس) نجلس على نفس التَخَت (الرَّحلة)، أقترب منا في إحدى الصباحات كـ (الغول المارد) ليوقفنا (بالاستعداد) ليُهيأ سؤال حصته الصباحية، تكلـّم ببطء شديد بموضوع لا يمُتُ لمادة الدرس بصلة، بينما كنا نرتجف ونتبادل النظرات ... أياً منا سيكون فطوره صفعة الصباح على خدّه ؟
قال: من الأخطاء الشائعة أن نقول (أبو بريص) والأصح نقول (أمُّ أبرص).
وهنا استهدفني بسؤال مباغت، أربكني وأسرى في بدني قشعريرة ...
ـ ما جمع كلمة (أم أبرص) ؟
قلت على عجل: أم بريصات !
فجاء (راشدي) بسرعة البرق، لكنه أصاب خد زميلي (عباس) وبشكل مفاجئ له ولنا، أدى لأن يلفظ المسكين كل ما بأنفه وفمه من سوائل وغيرها !
خارت قواي فجلستُ، بينما بكى عباس وغمغم بخباثة: ليش أستاذ ضربتني ؟
قال عزت بكل جبروت وثقة: حتى مَ تعلك بَعد بالصف !
صُدم الجميع لقوة ملاحظته وساد هدوء قلق، ثم ما لبث أن علق أحدهم كاسراً جدار الصمت ...
ـ لعد ليش أستاذ، مفرد بنات آوى، أبن مو بنت آوى ؟
أنشغل (عزّت) بالبحث عن جواب في لغته العربية، وتنفس بقية الطلبة الصُّعداء
بينما لاح لنا على الأرض تحت السبورة، قطعة (حَمرة) اللون لعلكة ... (أبو) السهم* !
عماد حياوي المبارك
متوسطة الانتصار للبنين ـ بعقوبة
1972

× (أنا) بصراحة أحب كلمة (أنا) بعكس من يقول (معاذ الله من كلمة أنا)، لأن فيها ـ من وجهة نظري ـ خصوصية للقائل ومسؤولية، وحده من يتحملها.
× التاريخ يقول بأن إكتشاف النفط في الموصل هو الذي دفع الألمان لعدم السماح للإنكليز بمكافئة أصدقائهم الأتراك بإهدائهم المدينة.
× (أبو) السهم: علكة أنكليزية بالأصل ذات طعم حلو ورائحة فوّاحة.
× لمّا قامت موقعة (اُحد) نادى شاعر قريش (الزعبري) على شاعر الإسلام (حسان) بثلاث أبيات من قصيدة يصف الحرب بأنها سجالاً يوم كر ويوم فر ... قائلاً:
يا غُرابَ البين أسمعتَ فقلْ إنما تنطق شيئاً قد فُعلْ
ابلغنا حسان عني آيةً فقريض الشعر يشفي ذا الغللْ
ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسلْ

فأجابه شاعر المسلمين (حسان) يذكّره بموقعة بدر ...
ذهبت بأبن الزعبري وقعة كان منا الفضل فيها لو عدلْ
ولقد نلتم ونلنا منكم وكذاك الحرب أحياناً دول
إذا شددنا شدّةً صادقةً فاجأناكم إلى سفح الجبل

القصيدة الكاملة للشاعر (الزعبري) وتلاحظ فيها وزن موسيقي رائع، حيث (تسكين) اللام في قافيتها، يجعلنا نلفظ مخرج الحرف بسهولة وحُرية أكثر ...

يا غرابَ البَينِ أَسمَعتَ فَقُلْ إِنَّما تَنطِقُ شَيئاً قَد فُعُلْ
إِنَّ لِلخَيرِ وَلِلشَّرِّ مَدىً وَكِلا ذَلِكَ وَجهٌ وَقبل
وَالعَطياتُ خِساسٌ بَينَهُم وَسَواءٌ قَبرُ مُثرٍ وَمُقِل
كُلُّ عَيشٍ وَنَعيمٍ زائِلٌ وَبَناتُ الدَهرِ يَلعَبنَ بِكُل
أَبلِغا حسّانَ عَنّى آيَةً فَقَريضُ الشِعرِ يِشفى ذا الغُلَل
كَم تَرى بِالجَرِّ مِن جُمجُمَةٍ وَأَكُفٍّ قَد أُتِرّت وَرِجِل
وَسَرابيلَ حِسانٍ سُرِّبَت عَن كُماةٍ أُهلِكوا في المُنتَزَل
كَم قَتَلنا مِن كَريمٍ سَيدٍ ماجِدِ الحَدَّينِ مِقدامٌ بَطَل
صادِقِ النَجدَةِ قَرمٍ بارِعٍ غَيرِ مُلتاثٍ لَدى وَقعُ الأَسَل
فَسَلِ المِهراسَ مَن ساكِنُهُ بَينَ أَقحافٍ وَهامٍ كَالحَجَل
لَيتَ أَشياخي بِبَدرٍ شَهِدوا جَزَعَ الحزرجِ مِن وَقعَ الأَسَل
حينَ حَكَّت بِقُباءٍ بَركَها وَاِستَحَرَّ القَتلُ في عَبدِ الأَشَل
ثُمَ خَفّوا عِندَ ذاكُم رُقَّصا رَقَصَ الحَفّانِ يَعلو في الجَبَل
فَقَتَلنا الضعفَ مِن أَشرافِهُم وَعَدَلنا مَيلَ بَدرٍ فَاِعتَدَل
لا أَلومُ النَفسَ إِلّا أَنَّنا لَو كَرَرنا لَفَعَلنا المُفتَعَل
بِسيوفِ الهِندِ تَعلو هامَهُم عَلَلاً تَعلوهُمُ بَعدَ نَهَل



#عماد_حياوي_المبارك (هاشتاغ)       Emad_Hayawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجرد كلام يستودَي
- هذا أنا ... عماد
- نوم ... شياطين
- يوم أكتشفتُ أني ... غير مؤمن !
- العتب على ... السمع
- ورقة التوت
- الآنسة ... بابيت
- عملية اغتيال ... بدالة
- مستقيمات
- لواكة لبّي
- حكايا وبغايا
- لازوردي
- كالكوووون
- قه شقولي
- فلس ... وسبع كازكيتات
- البعد الرابع حقيقة أم خيال
- الأخوات السبعة
- أعز أولادي
- حمادة سجادة
- طابة


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد حياوي المبارك - آباء وأمهات