أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الحكيم البابلي - بابا نويل أسيراً عند داعش !.















المزيد.....


بابا نويل أسيراً عند داعش !.


الحكيم البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 4670 - 2014 / 12 / 23 - 21:56
المحور: كتابات ساخرة
    


بابا نويل أسيراً عند داعش !.

نهض بابا نويل من نومه مُبكراً كعادته داخل منزله في القطب الشمالي، لبس بدلته الحمراء والبيضاء الأنيقة، شّدّ حزامه الأسود العريض حول كرشهِ المُتدلي بكسل، وضع قبعته الطرطورية فوق رأسه، مشَطَ لحيته الكثة البيضاء، مَسَدَ بأصابعه فوف شاربيه المفتولَين، وتوجه بكل نشاط وهمة إلى المربض حيث تنتظره أيائِله من غزلان الرنة الثمانية، وزحافته الثلجية الخاصة الملآى بالهدايا التي صنعها مساعدوه الأقزام الطيبين طوال أيام السنة لأطفال عيد الميلاد.

في المربض القى تحيته المعروفة (هو هو هو .. ميري كرسمس) على غزلانه الثمانية .. ( السريع، الراقص، الهائج، اللعوب، الشهاب، كيوبيد، الرعد والبرق، وأخيراً أشهر أيائلهِ رودولف ).
وبعد أن ردوا السلام بهمهمات عالية، أعطاهم بعض الحلوى ثم إحتلَ مكانه في كرسي قيادة الزحافة، تفقد جرسه الرنان، وأمسك السوط بيده وصاح بغزلانه:
- هو هو هو … طيروا لنُعطي أطفال العالم بعضاً من سعادة هذه الدنيا الجميلة ... هو هو هو…… ميري كرسمس.
طارت الغزلان بكل خفة ونشاط، وإرتفعت في السماء، بينما حَشْدٌ من مُساعدي بابا نويل الأقزام يُلَوِحون له بأكفهم قبل أن تختفي عربته خلف تُخوم الأفق الشرقي.
كان بابا نويل قد قرأ وسمع كل الأخبار عن اللاجئين من المسيحيين والآيزيديين إلى مدن كردستان، هرباً من همجية وقمع داعش، كذلك سمع عن حرب وحصار داعش لمدينة كوباني البطلة لمدة أسابيع، لِذا قرر هذه السنة، ولأول مرة، أن يعرج عليهم جميعاً ليَهِب أطفالهم بعض اللعب والحلوى، وأن يفعل ذلك حتى مع أطفال الدواعش الذين لم يكن يعرف عنهم غير أنهم أطفال كبقية أطفال العالم.

بقيت العربة تخترق الريح الباردة عدة ساعات إلى أن أشَرَت بوصلة بابا نويل عن إقترابه من مواقع داعش، فراح يقرع جرسه الرنان ويُقهقه فرحاً: هو هو هو … ميري كرسمس.
لم يكن هناك أية مناوشات بين الطرفين، كوباني وداعش، ربما إحتراماً لليلة العيد!. توجهت غزلان الرنة نحو الجهة التي تقع فيها قوات داعش، لإن بابا نويل كان قد حزم أمره على أن يٌُعطي أطفال وأبناء داعش الأولوية في إستلام الهدايا، ربما لأن أغلبهم من الأيتام ومن أبناء ضحايا داعش، ولم يكن يدري ما ينتظره على أيدي كِبارهم.
بعد أن حَطَت زحافته على أرضٍ مستوية قرب شجرة كبيرة راح يُطلق قهقهته الشهيرة مرة أخرى:
- هو هو هو… ميري كرسمس، تعالوا يا كل أطفال العالم لتأخذوا ما جلبه لكم بابا نويل، هو هو هو .
ومن بين الظلام ظهر عدة مُسلحين وهم يصرخون ويعوون كالذئاب بعدة لغات ولهجات:
- إرفع يديكَ يا أحمق .. مين اللي هناك؟، شيل إيدك .. أوعى تتحرك .. إسمع يا زول .. هاندز آب .. مانوس باريفا، وَل مفجوع غماد وغِمدي .. قُطمة إبقرخ … الخ من اللغات واللهجات.
إرتعب بابا نويل، ولم يكن منه إلا أن رفع يديه وهو يقول لهم بدهشة:
- الَم تعرفوني .. أنا بابا نويل … هو هو هو.
وهنا عاجله أحد الملتحين برفسة على كرشه الكبير صارخاً به:
- إخرس يا متآمر يا علج .
بابا نويل:
- ما معنى علج ؟ أنا بابا نويل !.
أحد الدواعش:
- علج معناها ( Bubble gum ) يا غبي.
ثم إقتادوه إلى داخل جوخٍ خشبيٍ كبير، وراحَ بعضهم يتفحص العربة وكيس الهدايا والغزلان المسكينة التي وقفت مشدوهة لا تعرف ماذا ستفعل!.
يرقص أحد الدواعش فرحاً:
- ورب الكعبة هذا صيدٌ سمين، ثمانية غزلان، ولا أطيب ولا أشهى، حضروا النيران للمشاوي، قلبي مشتاقٌ للتكة والكباب والجلاوي !.
يصرخ به شيخ الجماعة:
- ألا تعلم بأن أكلَ كل حيوان له قرون حرام!؟
يجيب الداعشي:
- لكن نبينا لم يُحرم أكل الغزلان يا شيخنا !!.
يصرخ شيخ الجماعة بهِ مرة أخرى:
- الغزلان كلمة تتشابه لفظياً مع كلمة الغيلان، وأكل الغيلان مُحرم لإنها من الجان، والجان مذكورٌ في القرآن، والقرآن خُلِقَ للإنسان، والله سَخَرَ الحيوان لخدمة وطعام الإنسان، لكنه حَرَمَ من له قرنان، وحلل أكل البعران، وللإنسان يدان، وقدمان، وخص…. ،
يُقاطعه الجندي الداعشي:
- لكن النصوص لم تُحَرِم الغزلان !.
يصرخ به الشيخ مرة أخرى:
- أنا حرمتها يا خلصان، ألا تعلم أنني من أصحاب الفتاوي ؟.
الداعشي: ماذا.. الفساوي !؟
الشيخ :
- كلمة أخرى منك وتجد رأسك كرة يُدحرجها الدواعش بين أقدامهم كما فعلنا برؤوس النصارى والآيزيديين .
يصمت الداعشي وهو يرتجف !.

داخل الكوخ الخشبي راحوا يستجوبون بابا نويل وهم يتصارخون فيما بينهم محاولين أن يُفسروا ماذا يعني هذا الرجل السمين الذي هبط عليهم من السماء ببدلته الحمراء والبيضاء، ومن أين أتى، وكيف يُمكن لعربته وغزلانه أن تطير !؟… الخ من الأسئلة.
أجلسوه فوق إحدى الكراسي وراح كبيرهم وشيخهم يستجوبه:
- من أنتَ وما هو إسمك الحركي ولأي حزب تنتمي ؟.
- إسمي بابا نويل، وكل العالم يعرفني، ولا أُمثِلُ غير المحبة والفرح.
صرخ أحد المُلتحين من بين الجمع الذي يقف على مبعدة متر أو مترين:
- ولك شو بابا نويل!؟، إحنة ما بدنا بابات، بدنا مامات مامات .. فِهِمِت ؟
الشيخ:
- وكيف تطير عربتك وليس فيها نفط أو مُحرك نفاث أو مِقود أو حتى عجلات ؟.
بابا نويل:
- تطير بقوة السَحِب التي تُوفِرها الغزلان الثمانية!!.
الشيخ :
- عجيب غريب عقلكم وإختراعاتكم يا بني عطرٍ وخنازير!، ومع هذا قُل لي.. هل بإمكان هذه الغزلان سحب مدفع مثلاً أو دبابة ؟
- لا .. لإن هذه الغزلان مهمتها سلمية فقط.
- شراب يا عميل يا كافر يا خنزير، لستَ أنتَ من يقرر ماذا ستسحب هذه الحيوانات الحقيرة.
بابا نويل مُحتجاً:
- لكنها ليست حيوانات حقيرة!، بل هي مخلوقات طائرة خاصة تم خلقَها لإداء عمل سنوي واحد فقط، وهو توزيع الهدايا على الأطفال ليلة الميلاد.
الشيخ :
- ليس لدينا أطفال، فأطفالنا رجال، والكل هنا مقاتلين في سبيل الله.
بابا نويل:
- دع الأطفال وشأنهم يا شيخ، حرام عليكم تسلبوهم طفولتهم البريئة !.
يتقدم أحد الدواعش بحركة مسرحية مُبالغٌ بها، ورأسه إلى ألأعلى وهو يصرخ بحماس:
- إذا بلغ الرضيعُ لنا فِطامٌ … تَخرُ له الجبابرة ساجدينا.
الشيخ وهو يقهقه ساخراً:
- عفية عفية، عافاكْ وحياكْ وبياكْ.
ثم يعود لسؤال بابا نويل:
- هل تطلب مِنا أن نُصدِق أن هذه الدواب والمطايا الغبية تطير ؟
يُجيبه سانتا:
- وكيف طارت إذن مطية نبيكم …. البراق !؟
يتجهم وجه الشيخ، لكنه لا يملك جواباً مُقنعاً، فيغير الموضوع:
- على كل حال، من أية دولة أنتَ وأين هو باسبورتك ؟
- أنا من كل دول العالم، وليست لي جنسية أو باسبورت .
يبتسم الشيخ ويهز رأسه متوعداً:
- سنرى .. سنرى مدى صدقك يا عِلِج حين يحضر الخازوق.
من بين الجماعة المحتشدة يصرخ صوت آخر:
- أنتَ تتكلم العربية بطلاقة، فهل أنتَ عربي ؟.
- لا … ليس لي أية قومية، أنا أتكلم كل لغات العالم.
يقهقه الشيخ ساخراً :
- آها .. من فمكم نُدينكم، يعني جنابك تقصد إنك متآمر وعميل مُدَرَب، تمام ؟.
بابا نويل وهو يبتسم بإعياء:
- متآمر إيش وبطيخ إيش يا شيخنا ؟.
الشيخ :
- إذن قل لنا ما هو عملك بالضبط؟.
- انا لا عمل لي غير توزيع الهدايا على أطفال العالم ليلة العيد !.
الشيخ مُخاطباً مُدَوِن سجل التحقيق :
- سجِل .. جاسوس!!.
أحد الدواعش : لهذا أنتَ سمين ومُكَرش، لأنك لا تعمل طوال السنة إلا ليلة واحدة (ثم يقوم راقصاً وهو يهزج ): ولما يزرع ناخذ كاعة .. ولما يزرع ناخذ كاعة ..! ويهزج معه بقية الدواعش ثم يعودون إلى وضعهم السابق بعد أن يتأفف شيخهم.
بابا نويل:
- يا ولدي الشيخ، ألم يسبق لأحدٍ منكم أن سمع عن بابا نويل !؟.
الشيخ:
- لا … ولكن .. كان عندنا واحد نصراني علِج أسمه نويل، قطعنا رأسه وصادرنا زوجته وبعنا بناته بعد أن أدَينَ واجب النكاح من أجل الترفيه عن جُند الله، فهل هو إبنك، لإن إسمك أبو نويل ؟
- يا ولدي أنا لستُ أبو نويل!، أنا بابا نويل، الذي يوزع الهدايا والحلوى ليلة العيد على أطفال العالم، وأنا رجل مسالم لا دخل لي في كل الحروب أو السياسات.
- أنتَ يا أبو نويل أما أن تكون معنا أو ضدنا .. فما هو إختيارك ؟.
بابا نويل بعد لحظة تفكير محاولاً كسب بعض الوقت :
- إمهلني بعض الوقت لأفكر.
يصرخ أحد الدواعش من بين الجمع :
- لا تُفكر .. لها مُدبر.
يخرج الجميع ويبقى بابا نويل وحده يضرب أخماساً بأسداس.
*********************************
تمر ساعات، يغفو خلالها بابا نويل فوق كرسيه ويشخر .

*********************************
يدخل الشيخ مرة أخرى وخلفه يُجعجِع بضعة مقاتلين مُلتحين وكلهم بالزي الأفغاني، يحملون أنواعاً مُختلفة من قطع السلاح. يجلس الشيخ على كرسي قرب بابا نويل ويُخاطبه:
- شوف يا طويل العمر أبو نويل، أنتَ تبدو لي كإنسان طيب، ولهذا فدعني أولاً أُعرفك بقيادة داعش العشرة :
هذا أبو حَكَة...
وهذا أبو قمل ...
وهذا أبو الهَلِس ...
وهذا أبو كَروَة ...
وهذا أبو شَخَة ...
وهذا أبو مخطة ...
وهذا أبو روالة ...
وهذا أبو الجِنيب، أبو جلمبو ...
وهذا أبو الفَسو ...
وهذا الأخير هو مدير الشغب أبو واوي.
وهُم يا أبو نويل العشرة المُبشرين بضرب النِعِل والقنادر فيما لو فشلت حركة داعش، حيث أن شعارنا هو: من لم يمت بالسيف .. مات بضرب النِعِل !.
بابا نويل:
- طيب حصل لنا الشرف .. بس وين سيدكم ومولاكم وخليفتكم أمير المؤمنين أبو بدر البغدادي حفظه الله ورعاه ؟.
الشيخ:
- كان عندنا غزوة صغيرة يوم أمس، دَمَرنا فيها قرية للكفار، وهو الآن يتمتع حلالاً بنكاح ومُفاخذة الخُمسْ الذي كان نصيبه من السبايا الباكرات، وهذه فريضة من فرائض المسلم السلفي الأصيل يا أبو نويل، ولهذا أعرض عليك الإنتماء لدين داعش وقراءة الشهادتين، وسنعمل لك حفلة طهور … يعني خِتان، وبعدها تحصل على نصيبك وحصتك من المسبيات الجميلات، والصبيان المُلط فيما لو كنتَ شاذاَ وواطئاً وتحمل نفساً دنيئة.
بابا نويل:
- وهل يحق لي فيما بعد الخروج من دينكم ؟.
- لا طبعاً، لإنك في الحالة هذه ستصبح مُرتداً مما سيدعونا لقطع رأسك!.
بابا نويل يقهقه حتى تدمع عيناه :
- هو هو هو ... هليلويا ... غريبٌ دينكم هذا يا شيخنا !؟، تقطعون رأسَ قضيب الرجل حين يدخل دينكم، وتقطعون رأسه حين يخرج منه !!!؟.
الشيخ:
- لا تُجادلوا أوامر الله، بل أشكروهُ على نعمة الإسلام، نحنُ نعرف ما هو جيد لرعايانا أكثر مما يعرفون هم، لأنهم على العموم أغبياء، ولهذا فأوامرنا لتابعينا هي: نفذ ولا تُفكر ولا تُناقش، فنحنُ نُفكر بدلاً عنهم.
بابا نويل:
- لا لا لا ، شكراً على العرض السخي، فأنا رجل عجوز ولم أعد شاباً يا شيخنا ولستُ بحاجة للنساء والسبايا، أما الغلمان .. فأعوذ بالله!.
الشيخ:
- ولو … ولو يا أبو نويل، في الإسلام لكل مشكلة حل، ولعجزك الجنسي حتماً هناك حَل، فقد وصلتنا شحنة كبيرة من حبوب الفياكرا، تبرعاً ومؤازرةً من شيوخ الخليج أطال الله أعمارهم وكل قصير عندهم.
بابا نويل مُبتساً: -
آمين .. يستاهلون .
يقوم الشيخ بتغيير دفة الحديث:
- إتصلتُ قبل ساعة بهذا العلج الكبير، غراب النحس .. شو إسموا .. مسخم الوجه أوباما، وسألته عن فدية كبيرة لكَ، لكنه زعق في وجهي كالغراب:
Go to hell you sun of a bitch … i won t give you a shit
ولأنهم لم يفتدوك يا أبو نويل، فأنت الآن متهم بالتجسس على قواتنا وتكتيكاتنا وحريمنا وسبايانا....
بابا نويل مقاطعاً:
- تكتيكاتكم !!، وهل أنتم من المُتكتكين!؟.
يبتسم الشيخ ببلاهة:
- نعم .. نحنُ من المكتكتكين حين يتعلق الأمر بالتكتكة، إن نصوصنا وشرائعنا قالت بضرورة التكتكة، ولَعَنَت كل فاسق لا يتكتك، فالمُتكتكين والمُتكتكات كانوا من القوم الصالحين.
بابا نويل :
- هنيئاً لكم تكتكاتكم يا سيدي المُتكتك.
الشيخ وهو يعود لصلب الموضوع:
- وستكون عقوبتك الإعدام بعد أن تتم خوزقتك بالخازوق، وبعدها سنقطع رأسك ذبحاً بالسكين، وسنُصوِرُ ذلك بالفيديو وننشره على كل مواقع ووكالات أنباء العالم كي تكون يا أبو نويل عبرة لمن لا يعتبر.
بابا نويل:
- لكنني موزع هدايا فقط يا ناس !.
وهنا يدخل أحد الدواعش وهو يصرخ بفرح:
- يا شيخنا بشرى سارة وفتحٌ من الله ونصرٌ قريب … لقد أسَرنا هيفاء وهبي.
الشيخ فرحاً ومقهقهاً:
هذه ستكون سبيتي، هل إستجوبتموها؟
الداعشي: نعم شيخنا.
الشيخ: كيف؟
الداعشي: سألتُ هذه الشرموطة إن كانت قد أجرت عملية لصدرها لأنه يبدو أكبر من السابق، فقالت : نعم ... تكبير .
وهنا يصرخ كل الدواعش وهم ينهضون وتعلوا أسلحتهم بيدهم:
- الله أكبر.
الداعشي صاحب الخبر وهو يحاول تصليح الموضوع :
- لا هي لم تقصد بالكلمة ما فهمتم أنتم، بل قصدت تكبير .....
يصرخ جميع الدواعش مرة ثانية:
- الله وأكبر.
الشيخ:
- تكبير .
الجميع:
- الله أكبر.
بابا نويل مقاطِعاً الجميع وهو يُعيدهم إلى موضوعهِ :
- شيخنا حرام عليك، أنا أبو كل أطفال العالم وراعيهم، ولستُ جاسوساً كما تتصورون !.
الشيخ:
- إذن إتصل بهذا العكروت أوبوما وقل له ليدفع الفدية قبل أن نذبحك من الوريد إلى الوريد !.
يصرخ أحد الدواعش من منفوشي الشعر واللحية:
- لا داعي لذبحهِ يا شيخنا، أنا آخذه، وإعتبروه سَبيتي، فأنا لستُ ميالاً للنساء، ولا أفهم لماذا حلل الرسول نكاح الغلمان وأغفل نكاح كبار السن !؟
يصرخ به الشيخ:
- إخرس يا سفيه يا شبقي .. لعنة الله عليكم يا بهائم، عقولكم محصورة بين سيقانكم، فضحتونا وجرصتونا يا شواذ، الله يفضحكم .
يرتعب بابا نويل ويسأل الشيخ:
- وكم هو مبلغ فديتي؟
يفرح الشيخ ويقترب بكرسيه من كرسي بابا نويل:
- فدِيَتك يا أبو نويل ليست تعجيزية، مجرد خمسين مليار دولار، زائداً .. واحدة من ولايات أميركا لسكنى المسلمين، إذ وكما تعلم فأعدادنا أصبحت بالملايين في بلاد الكفار، زائداً.. قافلة سبايا من الأميركيات الطازجات اللذيذات الحمراوات الدلوعات، تتكون من الف فتاة باكر، ولعلمنا بندرة الباكرات في أميركا، لِذا .. وتفادياً للإحباط والندم على صفقة قد تكون بايضة، فقد طلَبتُ من أوباما أن يُرسل لنا من هُنَ أصغر من عمر العاشرة كَي نَضمِنُ بكارتهن، فنحنُ جند داعش لا نحب البضاعة المغشوشة الفاسدة. والمرأة في رأينا مثل البطيخة، لو كانت مفتوحة فستعافها أنفسنا.
بابا نويل:
- لكن يا بطيخنا .. العفو أقصد يا شيخنا .. هل تتصور حقاً إنني أُساوي ما طلبتموه من أُوباما كفدية لي!؟
الشيخ وبكل تفاؤل:
- طبعاً طبعاً يا أبو نويل، نحنُ نعلم بأنك الذي يجلب الفرحة والضحكة والسرور لهؤلاء العلوج والخنازير في كل العالم الكافر، ولهذا لن يترددوا لحظة في دفع الفدية، لأنهم لن يحتملوا عيداً بدون فرح وسعادة ولُعب لأطفالهم، ألا لعن الله القوم الفاسقين غير المُتكتكين !.
بابا نويل وهو مغلوبٌ على أمره:
- حسناً يا شيخنا، إعطني الهاتف لأتصل بالرئيس أوباما.
يقوم بابا نويل بالإتصال اللازم، وينتظر لحظات، ثم يقهقه:
- هو هو هو … ميري كرسمس
? Hello Mr. President .. this is Santa. I think you know what I am calling you for .. right -

? Hi Santa listen …that asshole is asking way too much for you…… who in the hell do they think you are … Michael Jackson -

. Well Mr.President you know who I am, and without me there is no Christmas -

Hey Mr. fat so, I really don t give a fart if they make a kabob out of you´-or-a pork chop … because lately you ve become more popular than me …. so you and your fat ass need to get to hell out of my face

ينضح العرق من وجه بابا نويل، ويرفع أبصاره حتى تلتقي مع نظرات وإستفسارات شيخ الجماعة الذي يسأله بتلهف:
- ها … ماذا كانت النتيجة يا أبو نويل ؟ هل تكتكتَ بصورة جيدة ؟.
بابا نويل بقنوط وهو يرسم علامة الصليب فوق وجهه:
- حَضِروا الخازوق والسكين !!!.
الشيخ وهو يرفع رأسه وكفيه إلى أعلى:
- الفاتحة
يخرج الجميع وهم يُهمهمون، ويتركون بابا نويل وحده وهو يبكي حظه العاثر.

**********************************************************************************
بعد ساعة يسمع بابا نويل صوت الباب وهو يُفتح بهدوء، يدخل الغرفة وعلى رؤوس أصابعه صبي بعمر العاشرة أو أكبر بقليل، رث الثياب مُهَلهلُها أشعث شعر الرأس وهو يحمل رشاش كلاشينكوف بيده. يبتسم لبابا نويل ويُخاطبه بخجل ووجل:
- مرحبة عمو بابا .
بابا نويل:
- إسمي بابا نويل .. ولستُ عمو بابا أو حتى علي بابا !.
الصبي:
- هل أنت نفس الرجل السمين في الأفلام السينمائية الذي يوزع الهدايا والألعاب ليلة العيد؟
بابا نويل:
- نعم يا بني، أنا هو بشحمي ولحمي .
الصبي:
- ولماذا لم يسبق لك أن أهديتَنا وبقية أطفال قرانا أية لعبة طوال كل السنين الماضية ؟، هل سبب ذلك لكوننا فقراء من الشرق المسكين ؟.
بابا نويل بصوت خافت فيه مرارة الألم والإنكسار:
- هي غلطتي يا ولدي، وعسى أن تكون قلوبكم كبيرة لِتغفروا لي.
الصبي:
- وماذا أحضرت لي ولأطفال داعش هذه السنة ؟.
بابا نويل:
- كل أنواع الهدايا، وهي مُكدسة في الكيس الأحمر الكبير في عربتي التي تجرها غزلان الرنة، لكنني أخشى أنها هدايا جاءت متأخرة بعض الشيء، فأنا وغزلاني المسكينة سنكون ضحية كما يظهر، كوننا لا نُحسِنُ التكتكتة بصورة صحيحة.
الصبي:
- وهل صحيح إنك تُعطي الأطفال كُل ما يطلبون منك ؟.
بابا نويل:
- صحيح يا بُني، شرط أن لا يطلبوا القمر.
الصبي ودمعة يتيمة تسيل على خده:
- إذن هل بإمكانك أن تُعيد لي أُمي وأبي الذين ذبحهم الداعشيون في قريتنا في سهل نينوى ؟.
يُطرق بابا نويل برأسه حزناً، بينما دمعة كبيرة تنساب على صفحة خده ولحيته لتستقر فوق شاربيه الكثين:
- لا … مع شديد أسفي يا ولدي، ليس بإمكاني أن أُعيد الحياة للأموات، ولهذا لن أُحاول أيضاً أن أُقنع أي من الدواعش بالعودة لإنسانيته الضائعة، لأنهم أمواتٌ في الحياة، وغير صالحين للتأهيل ثانية، هم مكائن معطوبة لا نفع فيها. لكنك يا ولدي لو تركتهم ولجأتَ لدول العالم المتحضر، فسيكون لك هناك الف أُم وألف أب، يتمنون أن يتبنوك ويرعوك ويهبوك حياة آدمية سعيدة ومستقبل أبيض.
يبتسم الصبي بفرح:
- سأساعدك إذن كي نهرب من هنا يا عمو بابا !.
بابا نويل وقد تجددت طاقته وتورد خده:
- كيف يا بُني ؟
الصبي:
- إلبس غطاء الرأس هذا، ولفلف جسدك بهذه العباءة الأفغانية وإتبعني .
بابا نويل قلقاً:
- وماذا عن حراس داعش!؟.
الصبي :
- كلهم نيام الآن، لأنهم لا يعتقدون أن بإمكانك الهرب لوحدك مع هذا الكرش الكبير. سنتوجه إلى حيث أركنوا عربتك وغزلانك الحلوين قبل أن يُقرروا شَيها وأكلها.

بعد دقائق يصلون إلى حيث العربة والغزلان التي إفترشت الأرض ونامت. يقوم بابا نويل بإيقاظهم جميعاً ويطلب منهم أن لا يُحدثوا أية ضجة، ثم يضع حولهم الرَباطات والرشمات ويُحكم ربطها، يصعد ليجلس في مقعد القيادة، ويفسح بعض المكان للصبي الذي يجلس بجانبه وهو يبتسم فرحاً ولا تزال رشاشة الكلاشينكوف بين يديهِ !.
يصرخ بابا نويل بغزلانه ويُطرقع بسوطه في الهواء فتطير الغزلان غير مُصدقة أنها تطير مرةً أخرى !، وتعلو العربة بمن فيها رويداً رويداً وهي في طريقها إلى الفضاء الرحب، بينما تنطلق قهقهات بابا نويل:
- هو هو هو … ميري كرسمس.
يستيقظ بضعة دواعش ويبدأون بإطلاق نار رشاشاتهم صوب عربة بابا نويل التي ترتفع أكثر وأكثر، تنفجر إحدى إطلاقات ال ( .R.B.G ) قرب عربة بابا نويل، يصرخ أحد الغزلان الماً، لكن العربة تستمر في طريقها إلى السماء لتختفي في الأفق الغربي البعيد مصحوبةً بقهقهات بابا نويل المُدوية تشق عنان السماء
- هو هو هو … ميري كرسمس .
بينما الصبي الصغير يُلقي برشاشته من عَليْ، وإبتسامته وفرحته تتسعان وتكبران لتحتويا كل العالم.
- هو هو هو .. ميري كرسمس لكل الناس الطيبين.
*****************************************************************

عيد سعيد وسنة مُباركة لكل الناس الذين بهم المَسَرَة.
هديتي لكم بمناسبة الأعياد التي وبداية السنة الميلادية.
https://m.youtube.com/watch?v=A7ob_xMuPbk

المجدُ للإنسان.
الحكيم البابلي - طلعت ميشو.
December-23- 2014
[email protected]



#الحكيم_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تعامل الرافدينيين مع الموت والمصير ؟.
- (( قصيدة للموت والسيف المكسور ))
- حينَ يصبح التهريج سيد الفنون !.
- البحث عن اللآلئ .. تأريخي مع الكِتاب.
- الجذور التأريخية لشخصية الشيطان الغيبية .
- وضاح اليمن .. الشاعر الذي غُيِبَ لأنه أحب زوجة الخليفة !.
- هَلَوينهم وهَلَويناتِنا !.
- سفينة نوح ... زبدة سخافة الأديان الأرضية !.
- مُذكرات حزينة على هامش دفتر الوطن.
- الكائنات الدينية الخيالية الطائرة !!.
- نقد .. من أجل موقع للحوار أكثر ديمقراطيةً وعدلاً !.
- نقد وتثمين لقصة -الرقص على الأحزان- للسيدة الأديبة فاتن واصل ...
- أسباب هجرة مسيحيي العراق ، ومن كان روادها الأوائل ؟.
- الشعراء الصعاليك في الجاهلية ، ( تأبط شراً نموذجاً ) .
- اللعنة التي تُلاحق العراقيين !.
- الجذور التأريخية لتحريم العمل في السبت اليهودي
- هل حررتنا أميركا حقاً ؟
- -أكيتو- .. عيد الربيع البابلي ، جذوره ، أيامه ، عائديتهِ
- حكاية ... لم تلفظها الأمواج بعد
- المسطرة الجنسية بين الحلال والحرام


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الحكيم البابلي - بابا نويل أسيراً عند داعش !.