أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الشريف قاسي - من مظاهر تخلفنا














المزيد.....

من مظاهر تخلفنا


محمد الشريف قاسي

الحوار المتمدن-العدد: 4670 - 2014 / 12 / 23 - 20:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جفاء القلم العربي و المسلم: فلا تأليف و لا إبداع و لا ترجمة
و لا فنون ، و لا طب و لا علوم، أصبحت المكتبات عامرة بالكتب الصفراء و التي أعيد طبعها عدة مرات، أصبحنا لا نقرأ إلا للأموات، و عدنا الى الوراء لنبش القبور و إحياء المواة و قتل الأحياء بتعطيل عقولهم و تسفيهها و ملئها بالخرافات و التناقضات . مع إنطفاء الفاعلية العقلية فأصبحنا نعتمد على النقل و المنقول بدل العقل و المعقول، و التقليد بدل التجديد و الإبداع، مع عدم الإهتمام بالوقت و الزمن
و قتله في الخلافات و الفروع و التوافه و النقاشات العقيمة، و الإعتماد على الإرتجال بدل التخطيط ( الخطة اليوسفية)،
و الأقوال بدل الأفعال و النقد الهدام بدل الفن، و الإتهام بدل إلتماس الأعذار،و تقديس الأشخاص سواء ( علماء،حكام، فنانون و أدباء و مشايخ و أولياء و أئمة و صحابة و قادة إلى غير ذلك)و التعلق بهم بدل الإهتمام بالبحث و التجديد
و إستعمال العقل و فقه الواقع، كذلك البعد عن العمل الجماعي و المؤسسي إلى الفردي و البدائي، الإهتمام بالمذهب
و الحزب و التصادم بدل التعاون و التكامل، الإهتمام بالتعصب المذهبي المقيت و نفي الأخر و إدعاء الكامل (الألوهية) مع التدين المغشوش و الظاهري فقط، بدل تصفية العقول وتزكية القلوب مع الإرتزاق بالدين و إستغلاله في التبرير و إعطائه الشرعية لتصرفات غير سوية ( تأليه الحاكم و العلماء)
( التحالف بين العلماء و السلاطين كان سبب تخلف المسلمين) مع الإهتمام بعالم الغيب بدل عالم الشهادة
و الإستخلاف و عمارة الأرض. إن قصة عائلة نوبل و خاصة ألفرد نوبل السويدي الأصل (1833-1896) رجل الأعمال
و العالم الخبير و المحب للسلام العالمي رغم إكتشافه للديناميت المميت، و الذي جاهد و جعل من العلم خدمة للسلام و الإنسانية جمعاء، و الذي أوصى بأن تكون ثروته عبارة عن جائزة و مكافأة للعلماء الذين يخدمون الإنسانية توزع على المميزين في مجالات علوم الفيزياء و الكيمياء و الطب
و الأدب الذي يدعو للمأخاة بين الشعوب،و أخرى للسلام تمنح لمحبي و ناشري السلام في العالم، و أن تمنح هذه الجوائز لكل سكان الأرض بلا تمييز، إن قصة هذا الرجل تدعو للتأمل و التفكير العميق، هل يوجد في عالمنا العربي
و المسلم من أمثاله، من علماء و رجال أعمال، لماذا أصيبت هذه الأمة بهذا العقم و هذه الغيبوبة، أليس فيها رجل رشيد، في الوقت الذي يفكر ألفرد في خدمة الإنسانية و العلم كان علمائنا و مشايخنا و حكامنا في حالة سكر و تحت تأثير المخدرات المذهبية و الطائفية و الصراعات على الدنيا الفانية يغطون في نوم عميق( و تحسبهم أيقاظا و هم رقودا). إن الفرق شاسع بين رجل ينفق ماله و علمه للإخاء البشري
و السلام العالمي و أخر غارق في الدماء و الخمول
و الإنحطاط، و مع ذلك يقول لك: أننا خير أمة أخرجت للناس. إلى متى نفيق من غيبوبتنا و نعمل عقولنا و نهتم بسعادة الأخرين و ننسى أنانيتنا (خير الناس أنفعهم للناس). إن هذا العالم ألفرد نوبل عليه رحمة الله تعالى لم يتحصل على هذه الثروة بالغش و السرقة على حساب الفقراء و المحرومين، بل بعلمه و إجتهاده و عمله الخالد (الرزق الحلال) و لم يسخر علمه في نشر فتاوى الإقتتال المذهبي و العنصري و الديني بين البشر كما يفعل مشايخنا الأجلاء، و لم يقل أن جائزة نوبل تعطى لأبناء وطني فقط أو للمسيحين فقط أو للذين يخدمون العالم المسيحي أو الوطن السويدي فقط، لقد كان أكبر و أعظم و فهمه للحياة و الأحياء أشمل ففكر في الإنسانية و الكون أجمع، كان فكره ( خير الناس أنفعهم للناس) و فقط.
أليس هذا الرجل (العالم و الغني) عليه رحمة الله من خيرة البشرية و من الذين أنعم الله عليهم بنعمة العقل الذي كرمنا الله به و فظلنا به على كافة المخلوقات. ألم يأمرنا ربنا بإستعمال هذا العقل لخدمة البشرية كافة، و هذا ما تجده في كل الديانات السماوية و خاصة الإسلام ( أفلا تعقلون) ( أفلا تتدبرون) ففي الوقت الذي يفكر نوبل في تكريم العلماء المفكرين و الإنسانيين كان عالمنا العربي يقتل العلماء
و يتهمهم بالكفر و الزندقة و الفسوق ( إبن رشد و الفرابي
و إبن سيناء) و أكتشف مؤخرا في بلد عربي مجموعة مسلحة تابعة للدولة تختص بتصفية النجومية . أليس عار على من أوصاهم الله بإستعمال العقل و بالعلم أن يكونوا في مؤخرة القافلة البشرية في كل المجالات، فمن المسؤول عن تخلفنا هذا، و لماذا تهجر الأدمغة ، و لماذ تنجح في بلدان الغرب بدلا من بلداننا .



#محمد_الشريف_قاسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهادوا تحابوا


المزيد.....




- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الشريف قاسي - من مظاهر تخلفنا