أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الزبيدي - اميركا الغبية ....اميركا الساذجة














المزيد.....

اميركا الغبية ....اميركا الساذجة


احمد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4670 - 2014 / 12 / 23 - 12:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مسكينة اميركا..كم انفقت من اموال وكم تعبت بل وازهقت ارواح مواطنيها من اجل ان تصبح هذه المنطقة الملتهبة(الشرق الاوسط)واحة الامان والديموقراطية ،ولكن كل جهودها ذهبت عبثاً ،فالجميع خدعها،العرب والاسرائيليون،الاتراك والايرانيون ،وحتى الروس والصينيون،الجميع يعمل بالضد منها ،وهي حائرة لا تدري الى اين المسير،ارتكبت (اخطاء استراتيجية) يوم حررت العراق من براثن نظام صدام ،ولم يعود عليها الامر لا بالنفع ولا الفائدة،بعد ان قتلجنودها وانفقت اموالها كان الحصاد مراً،فشلا وخيبة لا مثيل لها ،وتزايدا في العداء والكراهية لها في المنطقة التي احبتها و(عشقتها) منطقة الشرق الاوسط،فبدلا من ان تحتضنها هذه الشعوب وتبادلها الحب و(العشق) ،راحت تهاجمها وتعتدي على ابنائها من جنود وعاملين في منظمات مدنية وانسانية تزخر بهم المنطقة الملتهبة الشرق الاوسط
هكذا يتحدث معك كل من كان (خبيراً)في السياسة الامريكية وعارفاً ببواطنها و(خفايا الامور)والاهم (محباً) للامريكان ومقدراً لهم هذا الحماس الكبير لا نقاذ شعوب المنطقة من الظلام التي تعيش فيه ،ولفتح ابواب النور والحرية لها ،ومع ان شعوب هذه المنطقة اظهرت نكراناً للجميل لا مثيل له ،فان اميركا لا زالت صابرة وتتحمل كل العذابات والخسائر لاجل هذه الشعوب،ومصّرة بشكل غريب وعجيب ان تواص دورها (الحضاري)ورسالتها السامية ،كيف لا وهي بلاد الحرية
الى هنا والكلام مقنع ولطيف ،لكن ما يثير العجب هو الحديث عن (اخطاء) الاميركان فقط،دون الحديث عن النجاحات التي حققوها،والمكاسب التي احرزوها في هذه المنطقة،بل ان السؤال الجوهري هو هل ان الامريكان كانوا قد اخطأوا حقاً،طبعا لا يمكن ان ينزّه الامريكان من الخطأ فهم ليسوا معصومين من ان يفشلوا في تحقيق هدف ما او عدة اهداف لهم،لكن هل كل ماجرى في بلدان الشرق الاوسط
وما يجري الآن هو نتيجة للاخطاء الامريكية ام للمخططات الامريكية في المنطقة
قد يقول قائل انك تعيدنا الى مقولات عفا عليها الزمن مثل (الامبريالية) و(عدوة الشعوب) والاستعمار والاستغلال ،وكأن ما نعيشه لم يعد فيه استغلال او استعمار،بل نحن نعيش اعلى درجات الرخاء والرفاهية في بلداننا ،فلا فقر ولا جوع ولا مرض ولا بطالة،لكن الحقيقة المرة لواقعنا تخبرنا ان اوضاع بلادنا تتدهور وتسوء اكثر من ذي قبل ،واذا كان هناك في الماضي ثمة أمل في ان تتحسن الاوضاع بعد الاطاحة بالانظمة الدكتاتورية وبالحكام الذين كانت فترة حكم الواحد منهم لا تقل عن ربع قرن ،فالآن وبعد ان اطيح بهم وتخلصت شعوبهم منهم،لم يعد ثمة أمل في تحسن الاحوال بعد ان خبرت الشعوب ما عصف بها من مأسي وانكسارات وتراجعات بعد مرحلة(الربيع العربي)
فأين اميركا من كل هذا ،ولماذا تأخذ احيانا دور المتفرج ،واحيانا تاخذ على عاتقها اصلاح الامور،تجيش الجيوش وتطيح بالحكام ،و في مواقف معينة لا تمارس ولو نوع بسيط من الضغوط على حلفائها ،فهل هذا (تخبط) ام تخطيط مسبق؟لا يمكن ان نقنع احدا ان ما تمارسه اميركا من سياسات في المنطقة يعبر عن اهواء وامزجة من يجلس في البيت الابيض ،يقرر لوحده او مع بضعة مستشارين (ضرورة)التصدي لخطر هذه المنظمة الارهابية او تلك الجماعة المتطرفة،فاين ذهبت مراكز البحوث (الاستراتيجية) منها وغير الاستراتيجية،والسفارات الامريكية المنتشرة في كل بقاع العالم مع جيش جرار من عملاء ومستخدمي وكالات المخابرات والاستخبارات ومكافحة الارهاب والتجسس ،ولماذا لم تأخذ دورها في استشراف المستقبل وتوقع ما يحصل من احداث
كان الناس في الماضي يعانون من امراض شتى وكانت الاوبئة تفتك بحياة الاف البشر ،حتى تطور العلم وبدأ باكتشاف علاجات لامراض عديدة ،ووصل التطور في العلم الى حد القضاء تماماً على امراض خطيرة كانت السبب في ازهاق ارواح ملايين البشر عبر التاريخ ،فاختفت امراض مثل الطاعون والجدري وغيرها،وفي وقتنا المعاصر فان البحوث الطبية جارية على قدم وساق للقضاء على امراض اخرى خطيرة مثل الملاريا والايدز وغيرها،ولكن الاهم من ذلك كله ان التطور العلمي لم يكتف باكتشاف العلاج لتلك الامراض بل اكتشف لقاحات ضد بعض الامراض لتجنيب الناس من الاصابة بها،وظهرت لقاحات ضد امراض خطيرة يطعّم بها الاطفال منذ الايام الاولى لولادتهم فيتجنبون بذلك خطر الاصابة بها طوال حياتهم ،وهذا اكتشاف عظيم ومذهل في عالم الطب
فاذا ما جئنا الى السياسة ومشاكلها ،فان سؤالاً ما يطرح نفسه ،الم تتمكن اميركا والغرب من اكتشاف (لقاح) لشعوب الشرق الاوسط سيئة الحظ تجنبها الوقوع في براثن الارهاب واخطاره المتعاظمة يوما بعد يوم ،والذي بات يهدد كيانات تلك الدول ونسيج مجتمعاتها فضلاً عن ازهاقه لارواح ابنائها وتدمير وتخريب بلدانها؟الم تتوقع تلك المراكز (الاستراتيجية) عواقب تنامي ظاهرة الارهاب العالمي فتعد العدة لمواجهته وهو في المهد قبل ان يستفحل أمره وتتعاظم قوته ويزداد بأسه؟
في عام 2003 احتلت اميركا العراق واصبح كل شيء فيه تحت سيطرتها،واصبحت هي الآمر الناهي في هذا البلد،وكانت القرارات المصيرية و(الاستراتيجية) تتخذ تحت رعايتها وبأوامرها،فلماذا حصل ما حصل؟وهل يمكن لعاقل ان يصدق ان ما حصل هو(اخطاء استراتيجية)او حماقات ساسة اميركان؟ولماذا لا تقع ذات(الاخطاء الاستراتيجية)مع الحليف (الاستراتيجي)للولايات المتحدة؟لماذا يواصل ذلك الحليف مسيرته في التقدم والتطور ،لماذا لا ترتكب الحماقات معه ؟ويدفع ثمن(الاخطاء الاستراتيجية)للامريكان؟
اميركا ليست غبية ولا ساذجة،بل انها تعرف جيدا ماذا تريد وتخطط جيدا لما تريد،وما يجري في منطقة الشرق الاوسط من احداث مخطط له منذ زمن بعيد ومحسوب بدقة،وليست نظرية المؤامرة من تفسر ذلك ،بل الوقائع على الارض والتي تثبت يوما بعد يوم بحقائق ملموسة ان ما تريده اميركا لشعوب هذه المنطقة هو المزيد من الاضطرابات والازمات والمشاكل،ولن تنعم دول هذه المنطقة بالسلام والرخاء والطمأنينة ما دام هناك من يخطط لمستقبل تلك البلدان ،وما دام هناك من استسلم لتلك المخططات بل بات ويعدها من المسلمات ولا يمكن حتى مناقشتها



#احمد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم عاشق
- يقربي


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الزبيدي - اميركا الغبية ....اميركا الساذجة