أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد القادر خضير قدوري - الفساد المالي والإداري... والإصلاح الاجتماعي














المزيد.....

الفساد المالي والإداري... والإصلاح الاجتماعي


عبد القادر خضير قدوري

الحوار المتمدن-العدد: 4670 - 2014 / 12 / 23 - 02:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفساد المالي والإداري ظاهرة عالمية تشكو منها جميع الدول والمجتمعات بنسب ومعدلات تتفاوت بين دولة وأخرى حسب نوع النظام الحاكم ومدى استقرارها السياسي والاقتصادي . كما يعد الفساد المالي والإداري أحد مشاكل العصر وأعظمها خطرا محدقا بالأمن الاجتماعي والنمو الاقتصادي والأداء الإداري . وفي العراق أصبح الفساد المالي والإداري وباءا انتشر في جميع مفاصل المجتمع والدولة العراقية وفاحت روائحه النتنة واخذ أشكالا متعددة ومديات خطيرة جدا . حتى أصبح منظومة دقت ركائزها في الاقتصاد العراقي وتخلخلت في نسيج وعي العراقيين وثقافتهم . هذا التلوث الخطير للمناخ الاجتماعي والسياسي في العراق جاء نتيجة تغير الاستبداد النفطي من استبداد سياسي إلى فساد سياسي . بمعنى أن المنظومة الديمقراطية لما بعد 2003 فان استمرارها في نهج سياسة الاستبداد النفطي تمخض عنه مولود جديد بديل للاستبداد السياسي ألا وهو الفساد السياسي . مما نتج عن هذا الفساد مؤسسة سياسية فاسدة بديلا عن المؤسسة السياسية المستبدة قبل عام 2003 وبالتالي فان المحصلة النهائية للمؤسسة الفاسدة هي دولة فاسدة بدل الدولة المستبدة . دولة احد ركائزها الفساد البنيوي الذي يبدد المال العام دون محاسبة القانون أو إدانة الرأي العام إلية . فساد تولد نتيجة قصور الرؤية البنيوية لدى الأحزاب والكتل السياسية الحاكمة والاعتماد على الاقتصاد الريعي آحادي الجانب . الأمر الذي تسبب بخسائر اقتصادية كبيرة إلى جانب التأثيرات السلبية السياسية والاجتماعية , وعائق كبير أمام سياسات وبرامج التنمية وإعادة الأعمار . الأمر الذي دفع الحكومة العراقية الحالية ( حكومة ألعبادي ) أن تجعل من أولويات عملها القضاء على الفساد بشتى اشكالة ومسبباته قبل البدء بعملية التنمية وإعادة الأعمار . أن أصلاح الفساد البنيوي بأتي من خلال تخطي الاعتماد على الاقتصاد الريعي كمصدر للدخل الوطني وتعدد مصادر الدخل من خلال تنشيط بقية القطاعات ( الصناعية والزراعية والتجارية والسياحية وغيرها ) لأهميتها ودورها الكبير في إنعاش الاقتصاد وزيادة الدخل الوطني وتدني مستوى الفقر والبطالة . هذا الإصلاح للفساد البنيوي يجب أن يتزامن مع أصلاح الوجه الآخر للفساد ألا وهو الفساد المشخص والمقصود به التطاول على المال العام من قبل الفاسدين والقضاء على هذا النوع من الفساد يأتي عبر الإصلاح الاجتماعي من خلال تعديل حذري للنظام السياسي والاجتماعي القائم يهدف إلى أحداث تغير في الشكل وتعديل في التفاصيل وإزالة الخطأ , وان مثل هكذا أصلاح اجتماعي لا يمكن أن يحدث ما لم يحدث أصلاح سياسي بمعنى سيادة القانون والعدالة والاصطفاف تحت الدستور وإيجاد دولة القانون وترسيخ فكرة المواطنة ونبذ الثغرات الاثنية والقومية . وللمواطن الدور الأهم والأكبر في عملية الإصلاح الاجتماعي إذ يعتبر المجتمع مكون من مجموعة من الأفراد والسلسلة الاصلاحية الاجتماعية لابد أن تبدأ من الفرد والتي تصل إلى النظام السياسي . ومن أولويات أصلاح الفرد لذاته إزالة الاعتقاد بان جميع المسؤوليين فاسدين , هذا الاعتقاد المتولد من فقدان ثقة المواطن بالدولة من جراء تفشي الفساد في أجهزتها . وأيضا أعادة الحياة للقيم والأخلاق الاجتماعية السامية وأبرزها في هذا المجال أن الفساد وصمة عار اجتماعية . وهذا يتحقق بتحمل الفرد والمجتمع مسؤولية الانتقال من السلبية إلى الايجابية من اللامبالاة إلى المبادرة , الانتقال من مفهوم تغير الثقافة إلى مفهوم ثقافة التغير .
أن السعي لإزالة الفساد والقضاء علية تمر عبر بوابة أصلاح سياسي واجتماعي يهدف إلى استرداد القدرات الذاتية الفاعلة للسواعد والعقول وعملا منتظما ضمن أولوياته أصلاح وتفعيل القانون وإعادة دمج المجتمع من اجل بناء نسيج اجتماعي كبير . إذ الأهمية القصوى تكمن في ربط المواطن بالدولة وخلق الارتباط يأتي من خلال انتماء المواطن للدولة والولاء للنظام .



#عبد_القادر_خضير_قدوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإستراتيجية الأمريكية وتعزيز سيطرتها في منطقة الشرق الأوسط
- داعش والتحالف الدولي
- الاقتصاد العراقي والانتقال من موازنة البنود إلى موازنة البرا ...
- الديمقراطية التوافقية و المحاصصة الطائفية وجهان لعملة واحدة
- حقوق النساء وحرية المرأة ... والدولة المدنية الديمقراطية
- دولة دينية طائفية .. أم دولة مدنية ديمقراطية
- الفساد المالي والإداري ... والدولة المدنية الديمقراطية


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد القادر خضير قدوري - الفساد المالي والإداري... والإصلاح الاجتماعي