أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - قراءة الكاتب رضا الاعرجي حول تجاربي الفنية















المزيد.....

قراءة الكاتب رضا الاعرجي حول تجاربي الفنية


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 4669 - 2014 / 12 / 22 - 17:11
المحور: الادب والفن
    


قراءة الكاتب رضا الاعرجي حول تجاربي الفنية
انطباعات نقدية للكاتب والصحفي رضا الاعرجي حول لوحاتي وتجاربي الفنية ومحطاتي الحياتية منذ هجرتي القسرية عن الوطن والبدء مرة أخرى للرسم في المنفى الصحراوي وحتى هجرتي الى استراليا.

قراءة في أعمال الفنان التشكيلي العراقي سعد محمد موسى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هاجس الاستعانة بالفن للتعبير بأمانة عن المعاش

رضا الأعرجي
ــــــــــــــــــــــ

تمثل تجربة الفنان التشكيلي سعد محمد موسى قيمة أساسية في مسار الإبداع التشكيلي العراقي، فإذا كان الفن لغة الحياة فعلاً، فان موسى أجاد التعبير بهذه اللغة بطلاقة، حين منح الألوان زهوها عبر رؤية إبداعية تحاكي روح الشعر، وأسلوب لم يطوره شيء أكثر من الصدق والعفوية، لتتحول اللوحة على يديه إلى قطعة من جمال مكثف.
ولد موسى في مدينة الناصرية عام 1962، وتخرج من قسم الرسم في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد عام 1990، وقد شارك في معارض تشكيلية داخل العراق كما أقام بعد مغادرته العراق في 1991 ومكوثه لأربع سنوات ونصف تقريبا في مخيم رفحاء الصحراوي في المملكة العربية السعودية، معرضا مشتركا مع مجموعة من الفنانين في ظروف اللجوء القاسية فوق رواق الخيام في الصحراء، حيث المواد الأولية المتوفرة عبارة عن علب سكائر واوراق وبقايا أقمشة. وحين غادر المخيم لاجئاً الى استراليا عام 1995 أقام معارض مشتركة في بيرث الواقعة في الغرب الاسترالي، ومنذ استقراره بمدينة ملبورن عام 2000 بعد هجرة مؤقتة إلى لندن، زاول نشاطه الفني فشارك في تسعة معارض مشتركة وأقام خمسة معارض شخصية حتى الآن.
ويعد الفنان موسى إبنا شرعيا للفن التشكيلي العراقي الذي عرف تطورا كبيرا من ناحيتي الجودة والتقنيات، وتحظى أعماله بتقدير كبير يرجع إلى احترامه القواعد الأكاديمية، ذلك أن أغلب ممارسي الفن التشكيلي العراقي من خريجي معهد أو أكاديمية الفنون الجميلة، وحتى أن حاول البعض تجاوزها فيتم ذلك وفق منظور التسلسل الذي عرفته المدرسة التشكيلية العراقية لما تميزت به من أصالة ومواكبة للتيارات والمدارس الفنية الجديدة والتقنيات والأدوات الحديثة في العالم.
وتعكس أعمال الفنان موسى والتنوع الكبير في مضامينها وتوجهاتها هاجس البحث الذي يطبع تجارب الفنانين الشباب وتطلعهم إلى ارتياد آفاق جديدة، أي هاجس الاستعانة بالفن للتعبير بأمانة عن المعاش. واللافت في هذه الأعمال أنها ليست مجرد افتراضات جمالية جانحة نحو مزيد من الحرية والصفاء، فثمة مزيج من الإشارات المتداخلة التي تقترب من الكتابة في مدلولها الفكري، فاللوحة عنده وسيلة لتجسيد موقف يرتبط أشد الارتباط بالمعاناة الإنسانية. ومن هنا يأتي التفاعل الذي يتجاوز المقومات التشكيلية المنجزة إلى الدعوة لإحداث تأثيرات لا يمكن تحقيقها إلا عبر الصراع المحرك لإنتاج العمل الفني.
قراءات مفتوحة
ـــــــــــــــــــــ
من ميزات أعمال موسى انها تتيح للمشاهد والناقد معا قراءات مفتوحة، أعني أنها لا تفرض على المتلقي قراءة أحادية. وفي هذا الصدد أستحضر ما كتبه أمبيرتو إيكو في مؤلفه "الكتاب المفتوح"، فهو يشير إلى أن العمل الإبداعي يبقى مفتوحا على قراءات متعددة، وأنه وسيلة للقراءة فقط حتى لا يبقى الإنسان سلبيا أمام اللوحة، وقد تلتقي رؤيته مع متخيل الفنان موسى أو تختلف، لكن المهم أن هذه الميزة تظل قائمة في غالبية أعماله الفنية المتأثرة بالأحداث الأليمة والمرعبة التي تشكل تهديدا حقيقيا على الحياة الإنسانية، خصوصا الحروب والإبادات والعنف والإرهاب.
وحيث أصبحت جميع مناطق العالم اليوم عرضة لمخاطر هذه الظواهر ، كان من واجب فنان مثل موسى خرج من أتون حروب مدمرة ومغامرات سياسية طائشة أوصلت بلاده إلى التفتت والخراب، تحسيس الناس وإيقاظ ضمائرهم من خلال تمرير رسالته عبر لوحاته التي تدعو إلى السلام والتسامح، ومواجهة دعاة الحروب.
وقد أثرت البيئة الإسترالية الجديدة المنفتحة على الحوار بين الثقافات واحترام الآخر والحق في الاختلاف والتسامح على توجهات الفنان موسى وفرضت نفسها عليه كقيم ومبادئ إذ يلحظ المتلقي مدى رسوخ ثقافة السلام في أعماله الأخيرة وقدرتها على التعبير عن شحنات نفسية متراكمة، ومعالجة مواضيع تتصل بالفكر والفن والسياسة.
والواقع، أن العمل الفني هو وليد مرحلة، فيها الفكر وفيها السياسة وفيها البيئة، وهذه الأشياء تكبر معه وتتفاعل معه أيضا. ومن هنا، تأخذ أعمال الفنان موسى سمات المرحلة التي يعيشها وتختزلها، فاللوحة لا تأتي من فراغ، بل لأسباب عقلية ونفسية وفنية وهي التي تحدد في النهاية ما تحمله من رؤية فكرية. ومن المؤكد أن قناعات الفنان موسى اختلفت بعد انتقاله من مكان إلى مكان، فلا توجد تجربة مغلقة أو مكتملة على الإطلاق، والصحيح هو أن هناك فكرة تكتمل داخل تجربة فنية طويلة، كما أن هناك باستمرار موقفا داخليا من العالم قد تأخذ تلويناته تلوينات صوفية أو واقعية سياسية أو واقعية محضة.
خارج التصنيف
ـــــــــــــــــــــــ
أعمال موسى تكشف أن الفن التشكيلي نتاج يسعى إلى التطور والتحديث دون الانفصال عن الهوية العراقية، بل تبدو هي الغاية المطلوب تأكيدها بالعمل الفني المستقل بذاته، كما لو كان عليه واجب إيصال المنجز البصري العراقي إلى المشاهد الآخر ـ حيث يقيم في استراليا ـ وخلق مناخ منعتق من الصور النمطية، أي انه استطاع أن يحثه على الأقل للتأمل في قضايا مشتركة، وفي هذا تكمن أهمية اللوحة التي باتت بمثابة رسالة إنسانية ليس فيها اكتفاء، ومن دون أن تخضع لزمنية محددة.

وتتساكن في لوحاته الألوان والخطوط، وتتشكل عوالمها من المتعدد، والمتناقض، والمتصارع، ومن كل ما يحمل معاني قلق الذات الإنسانية، وهي بذلك تعد تعبيريا ذات منحى ملحمي درامي تضع المشاهد دائما أمام مصداقية خطاب تشكيلي ـ إنساني، ربما لهذا السبب استطاعت أن تمس الأحاسيس الأكثر عمقا للمشاهد. وقد اخترقت تجربته مسالك جديدة للتعبير بواسطة لغة قوية، قدمت صورة فنان مؤرخ وشاهد على زمانه، وفي نفس الوقت، كراو، وكسادر في الأحلام رغم أن هذه التجربة تنزع نحو طرح قضية الإنسان، معاناته، تطلعه إلى الحرية، ومغالبته لليأس، وطرح واقعه الراهن، والتشوف إلى عالم وغد أفضل، والصراع من أجل إثبات الهوية الحضارية.
قد يُنظر إلى الفنان موسى على أنه انطباعي أو واقعي أو رمزي، لكنني أقول أن مدرسته الفنية هي المواظبة في العمل، حيث يترك التصنيف للمشاهد أو المتلقي لأنه لا يعرف نفسه إلا رساما، ولكن من الواضح أن رؤيته الفنية تستمد ملامحها من مدارس فنية متعددة فهو لا يسعى إلى تبني مدرسة بعينها، حتى لا يظل حبيس تصور تقليدي للفن التشكيلي، ولا أبالغ إذا اعتبرت موسى مدرسة قائمة بذاتها وتجربة منفردة قد تتقاطع مع تجربة أخرى مشابهة لها لكنها في كل الأحوال تنطبع بخصوصيات معينة. وعلى هذا الأساس أستطيع اعتباره فنانا خارج التصنيف ولا يسعى لاستنساخ تجربة محددة أو يكون نسخة لأحد بقدر ما يسعى ليطبع تجربته ببصماته الخاصة لا غير



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس للمقامر مايخسره
- جار وحديقة
- مكالمات هاتفية عابرة في هذا الصباح
- مابيني وبينك كان أكثر من عناق
- ليس للمزاميرِ مواسمُ للرقصِ
- تأملات في أبجديات الحرف والطين واللون
- مرثية الرماد والرصيف
- قارب الموت
- نهاية شرهان وقدره المأساوي
- وكأنك ليس سوى أنا
- ثلاثية العشق والجنون
- مذبحة سبايكر
- غزوات ضد الفن
- اغتيال الطفولة في قبائل العنف
- الحرب تصادر أرصفة الاحلام
- رثاء الى نخلة سومرية
- قيامة فوق جبل سنجار
- عاشق وقطار
- الجزء الثاني
- يوميات جندي معاقب


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - قراءة الكاتب رضا الاعرجي حول تجاربي الفنية