أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيار الجميل - فاجعة العراق بين الرصافة والجسر















المزيد.....

فاجعة العراق بين الرصافة والجسر


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 1307 - 2005 / 9 / 4 - 11:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


-1-

كارثة بعد اخرى وسلسلة من الفجائع والنكبات المؤلمة تمر بالعراقيين، وآخرها فاجعة جسر الائمة التي ذهب ضحيتها اكثر من الف انسان برئ..
من يسأل عنهم في هذا العالم الموحش؟
من يملك سجلا بهم؟
لماذا ابتلي العراق بسلسلة كوارث لا اول لها ولا آخر؟
ما الذي جناه الابرياء من العراقيين حتى يموتوا باشكال متعددة مفجعة؟؟
واذا كان الموت واحد والاسباب شتى.. فما ذنب الاف العراقيين يذهبون الى حتفهم بلا رحمة ولا رجعة بفعل جبان؟
من وقف معهم في هذا العالم؟
من حماهم وهم في حمأة الحدث؟
من نظّمهم في مسيرتهم؟
من ارشدهم الى ما يمكن فعله؟
من اسعفهم في اللحظات الاخيرة؟
من هو المسؤول الحقيقي عن هذا الجنون الحقيقي في صناعة الكوارث والموت البطئ؟؟
ما الذي يحتاجه العراقيون اليوم وهم ينتقلون من كارثة الى أخرى؟
كل الكوارث في العالم طبيعية، الا كوارث العراق تأتي بفعل فاعل!!
ما الذي كتبته الاقدار عليهم حتى تحل بهم الفجائع والمآسي وباشكال مريعة؟

-2-
ما الذي يمكننا تخّيله حتى ننتظر بين حين وآخر فجيعة تلو اخرى؟
الم تنضب الالام والاحزان في نفوس العراقيين، ام انهم شعب لا يقبل الا ومواجهة التحديات الاليمة؟
ألم تجف الدموع من مآقي العراقيين؟
من يفكر قليلا وبعمق شديد سيجد ان سلاسل الفجائع التي تمر بهم من زمن الى آخر لابد ان تجد نهاياتها على ايديهم ان ادركوا السبيل الى ذلك..
ما ذنب الناس تسقط ضحايا ارهاب عنيف او حرب شعواء او كارثة عمياء او قصف عشوائي او قتل شنيع؟؟
ما ذنب الناس الذين يموتون من دون ذنب ولا جريمة؟
ان ما كان يعصف بالعراق على عهد الطاغية الجلاد يتواصل ولكن باشكال اخرى، وكأن المصاعب والتشظيات والالام قد خلقت للعراقيين وحدهم من دون غيرهم..
كم كان العراقيون يحلمون ان تكون لهم بلاد جميلة يسود فيها العقل ويطغى عليها التعايش وتحترم فيها النخب ويتطور فيها الاعمار وتثمّن فيها الاراء وتجتمع فيها الارادات..؟؟
كم كان العراقيون يحلمون بأن تسود المعاني المدنية الجديدة لأي مشروع حضاري تجسده ارادتهم في العمل والتطلعات المعاصرة؟
كم كان العراقيون يتطلعون الى بناء بيتهم موحدا ومستقلا ونظيفا يستمد قوته من أرثه الحضاري ليتأهل فيه جيل جديد يتحمل مسؤولية العراق في المستقبل؟
كم كان العراقيون يحلمون بأن تسود المحبة والتعايش والانسجام وتحترم الكفاءة والعقل وحقوق الانسان؟
كم كان العراقيون يحلمون اثر سقوط الجلاد ان يبدأ عهد جديد ترجع الى الناس حقوقها ويعاقب الطغاة والمجرمين على ما اقترفوه ويسود القانون كاملا!؟؟

-3-
كل هذا لم يحدث.. كل ذلك لم يحصل.. فقصة العراقيين اصبحت متشظية بافتراقات لا يمكن تخيلها ابدا.. وان كان الدخلاء قد شاركوا في احداث هذه التمزقات واذكاء المزيد من التناقضات، فان العراقيين انفسهم يتحمّلون المسؤولية كاملة في ما هم عليه..
وحبذا لو كانت لهم مرحلة زمنية انتقالية يتخلصون فيها من كل اسقام الماضي الصعب.. وحبذا كانت لهم قيادة حكيمة بعيدة عن التحزبات وبعيدة عن التخندقات وبعيدة عن الميول وبعيدة عن الاتجاهات..
قيادة تدرك احتياجات العراقيين الاساسية..
قيادة محفزّة لكل العراقيين من اجل المستقبل..
قيادة وطنية زمنية مدنية لا تتلون بعقيدة دينية ولا بايدلوجية حزبية..
قيادة تهمها المصالح الوطنية العليا لا مصالحها الشخصية او الفئوية او الطائفية..
قيادة تخدم العراقيين كلهم..
كم كان العراق سيكون محظوظا لو حظي بزعيم مثل المهاتما غاندي او مناضل مثل نيلسون مانديلا او برجل مثل مارتن لوثر كنج.. او حتى قائد بمنزلة شارل ديغول!

-4-
ان موضوعاً كالعراق والعراقيين طالما حير العلماء والخبراء في كل هذا العالم خصوصا وانني اراقب جملة من كتابات تصدر في العالم الجديد يوميا، ونسأل مع العالم كله : لماذا تستفحل التناقضات يوما بعد آخر في عموم العراق؟
لماذا اخصب العراق عن ويلات ومآس لا اول لها ولا آخر في ظل الموجات الارهابية التي تزداد عنفا من يوم لآخر؟
ما الذي جعل بعض العراقيين يكونوا ارهابيين لقتل العراقيين؟
ما الذي جعل الارهاب ينتشر في كل بقعة من العراق؟
كل الشعوب تتوحّد عندما تتعّرض للازمات والكوارث والنكبات، الا شعب العراق الذي اثبت للعالم انه صبور جدا، ولكنه غير متلاحم ابدا!
كل المحاولات تترى من اجل تمزيقه اربا اربا باشتعال حرب اهلية ويأبى ان يفعل ذلك برغم كل الاحتقانات!
ويتعجب العديد من المراقبين كيف ان تفكك العراقيين سوف لن يتم بسهولة مهما كبر حجم التناقضات! ان فعل الشر وايذاء العراقيين في العراق لم يقتصر على جماعات يمكن سحقها هنا او هناك..
لقد اصبح العراق حلبة صراع دولي بين عالمين غربيين اثنين، وبين اقدامهما تتلاعب دويلات الاقليم المجاورة لعباتها التي باتت مكشوفة للعيان!

-5-
ان العراقيين مدعوون اليوم الى مرحلة تاريخية جديدة يمكنهم فيها مواجهة تحديات كل العالم.. ولا يمكنهم ان يستسلموا للاقدار تنهش تفكيرهم.. كفاهم نوحا وبكاء وعواطف ساخنة، ليستعيدوا واقعيتهم وحضورهم في هذا العالم..لا ليصبحوا مفترسين متوحشين، بل ليكونوا حصنا قويا في المواجهات!
عليهم ان يتحرروا من قبضة الماضي ويعيشوا الحاضر.. ولا يمكنهم الا ان يعيدوا التفكير في مصيرهم.. ولا يمكنهم انجاز مشروعات صعبة سياسية واجتماعية واقتصادية وحضارية من دون ترتيب شأنهم الداخلي والاتفاق على اجندة وطنية حقيقية غير مزيفة..
على كل العراقيين ان يعتمدوا على انفسهم من دون التفكير بالاخرين.. ليس لهم بعد اليوم الا انفسهم.. ولتكن فاجعتهم الاخيرة ناقوسا يدق من اجل ان يجمع كل شتات العراق على كلمة سواء.
لقد عرف العراقيون بعد كل هذه المعاناة من وقف معهم ومن تخّلى عنهم.. ان العراقيين بحاجة الى تفعيل حقيقي للحياة العراقية الحديثة والانطلاق نحو آفاق جديدة..
انهم بحاجة ماسة الى اعادة النظر في كيفية ممارسة طقوسهم وشعائرهم في ظل اوضاع غير آمنة ولا مستقرة.. انهم بحاجة ماسة الى الامن والنظام والاستقرار.
انهم بحاجة الى المحبة والانسجام والتلاؤم بديلا عن التشنجات والكراهية والاحقاد..
رحم الله شهداء العراق من نسوة وشيوخ واطفال وشباب.. وكل الذين رحلوا فجأة بلا وداع، وستبقى ذكرى فاجعة الكاظمين بين الرصافة والجسر خالدة على المدى.



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنا ننتظر دستوراً
- العرب في سجن مؤّبد !! متى يهندسون تفكيرهم وزمنهم ومصيرهم ؟؟
- العرب يقتلون العرب .. لماذا ؟؟
- الليبرالية القديمة والليبرالية الجديدة : المعاني والمبادئ وا ...
- أسئلة ما بعد الانتخابات العراقية
- نعم لقد انتخبنا أخيراً ! الدرس العراقي الرائع للعرب
- لمناسبة اربعينية الراحل التونسي محمود المسعدي :الموحيات الخل ...
- الاعلام العربي :دعوة تحّولات من بشاعة المؤامرات الى خصب الشف ...
- معايدة سياسية وفكرية لغسان تويني لمناسبة العام الجديد 2005
- أدونيس : الشاعر السوري الغامض : مشاركات في المرافضات والتحول ...
- دعوة صريحة من اجل غلاسنوست عراقي
- رسالة جديدة الى العراقيين : التفكير بالبعد الثالث بعيدا عن خ ...
- عاتكة الخزرجي : قيثارة العراق : شاعرة وقت الشفق .. حالمة عند ...
- عبد القادر القط :استاذ الادب العربي والنقد المقارن :مفهوم تأ ...
- نزار قباني : شاعر الرسم بالكلمات الرائعة : نسف البنى الاجتما ...
- المسيحيون العراقيون : وقفة تاريخية عند ادوارهم الوطنية والحض ...
- محمد شكري : الروائي المغربي المعروف صاحب الخبز الحافي :اعترا ...
- البنية الفوقية والبنية التحتية : المفاهيم المستترة والمعاني ...
- الى متى تبقى بلقيس في قفص الاتهام ؟ وهل من ركائز عراقية جديد ...
- حنا بطاطو : مؤرخ العراق المعاصر مؤرخ غريب الاطوار لن يكتب أح ...


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيار الجميل - فاجعة العراق بين الرصافة والجسر