أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - تسليح العشائر السنية يعني جيشا -عراقيا- ثالثا















المزيد.....

تسليح العشائر السنية يعني جيشا -عراقيا- ثالثا


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 4669 - 2014 / 12 / 22 - 02:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل وصل مشروع بايدن لتقسيم العراق الى مراحله الأخيرة؟ وهل ستكتمل ثالث حلقات سلسلته لتقسيم العراق عن طريق حروب داخلية بين مكوناته الرئيسية بتسليح العشائر السنّية التي بدأت بالفعل برعاية أمريكية ورضا بغداد واربيل كلا لحساباته الخاصّة؟ ومن سيقود الجيش العشائري السنّي بعد دحر داعش وفرضية عدم تقسيم البلاد وأين سيكون موقعه في الحياة السياسية؟

الأسئلة أعلاه هي غيض من فيض عشرات الأسئلة التي تشغل بال المواطن المبتلى بسوء أستخدام السلطة من قبل القابضين عليها بقبضة الطائفية والقومية، كما وأنها تشغل بال الكثير "ليس الجميع" من المتابعين للشأن السياسي العراقي الذي ما أن يبدأ بمحاولة الخروج من أزمة معينة حتّى يتم إدخاله في أزمة جديدة وليستمر صراع هذا المواطن مع الأزمات بفعل القوى المتحاصصة لآماد غير منظورة نتيجة إستمرار نفس القوى بالهيمنة على مقاليد السلطة من جهة وغياب دور القوى المدنية بالتأثير الأيجابي على الحياة السياسية ومنها بالطبع أبتعادها ليس عن هموم المواطن نتيجة عدم تبنّيها للعديد من مطالبها وتصدرها للتظاهرات والأضرابات على محدوديتها، بل الوقوف الى جانب هذه القوى أحيانا كثيرة لاسباب لسنا بصدد تناولها بهذه المقالة ومن هذه المواقف هو الموقف من تسليح العشائر وقبلها تشكيل الحشد الشعبي.

لقد أفرزت سيطرة عصابات داعش الأرهابية على ثلث مساحة البلد بسرعة قياسية واقعا سياسيا جديدا لعبت الولايات المتحدة الامريكية والسائرين في فلكها من أحزاب "عراقية" دورا كبيرا في ترسيخه، لرسم خارطة سياسية جديدة قديمة للبلاد تأخذ بنظر الأعتبار بقاء هذه الأحزاب "العراقية" على سدة الحكم مع أضعاف حكومة المركز على مختلف الصعد ومنها الصعيد العسكري. فبعد الضعف الذي بان عليه الجيش العراقي وعدم بناءه بشكل وطني منذ الاحتلال لليوم، وتأسيس جيش كردي"تأسس ولازال كجيشين منذ عام 1991 في اربيل والسليمانية"، وتأسيس جيش شيعي ميليشياوي بأسم الحشد الشعبي بقيادة الجنرال "قاسم سليماني" فأن اللوحة السياسية كي تكتمل فأنها بحاجة الى جيش سنّي من عشائر المحافظات والمدن والبلدات السنية، التي نفسها فتحت مضارب عشائرها وساحات مدنها لتنصب فيها منصات العار التي سوّقت تنظيم القاعدة أولا قبل ان تبايع العديد من هذه العشائر "أمير المؤمنين" ليعيث في مدنها فسادا وقتلا وترويعا للابرياء.

أن أصرار الولايات المتحدة الامريكية برضا حكومتي بغداد واربيل على تأسيس جيش سنّي يعني عمليا نهاية الجيش العراقي لصالح جيوش غير نظامية، فالجيش الكردي هو وارث قوات الپيشمرگة التي بدأت حرب العصابات ضد حكومات بغداد المركزية منذ تأسيس الدولة العراقية وحتى فترة قريبة، والحشد الشعبي ليس سوى ميليشيا شيعية تضم بين صفوفها منظمات وتيارات متّهمة بأشتراكها في عمليات تطهير طائفي أثناء سنوات الحرب الأهلية بين الاعوام 2006 – 2008 حيث ساهمت هذه الميليشيات كفرق موت في قتل الالاف من الأبرياء كعصابات عصائب أهل "الحق" وجيش المهدي بأسمائه وتشكيلاته المختلفة وثار الله وحزب الله وميليشيا بدر وغيرها الكثير. أما الجيش السنّي الذي سيتشكل أو بدأ تشكيله فعلا فأنه وارث تنظيمات غاية بالأرهاب كمثيلاتها الشيعية والتي لعبت دورا كبيرا هي الاخرى في سنوات المحنة تلك كمساهم نشط وفعال في حملات التطهير الطائفي كجيش محمد والنقشبندية وجيش عمر وكتائب ثورة العشرين وغيرها. وأذا كان الجيش الكردي مرجعيته واضحة ومعروفة وكذلك الجيش الشيعي "الحشد الشعبي" فأن البعث هو مرجعية الجيش السنّي الذي يضم أعتى المنظمات الأرهابية والمسؤولة عن سفك دماء الأبرياء، وهو الذي يقود العديد من عمليات تنظيم داعش الأرهابي والمسؤول عن العديد من المجازر "كمجازر سبايكر والصقلاوية وغيرهما".

أن تسليح هذه العشائر وهي مسّلحة أساسا وتمتلك خبرات عسكرية كبيرة كون ابنائها كانوا يشكّلون العمود الفقري للجيش النظامي البعثي الذي خاض حروب عدّة داخليا وخارجيا تعني أن هؤلاء وجميعهم من البعثيين "الكلية العسكرية كانت مغلقة للبعث" ورفاقهم العاملين اليوم مع تنظيم داعش سيعودون للحياة السياسية من بابه الاوسع، وبالتالي فأن ما يتردد منذ بداية الأحتلال لليوم حول إبعاد البعث عن العملية السياسية ليس سوى زوبعة في فنجان حكومة المحاصصة وخصوصا الاحزاب الطائفية الشيعية التي فشلت فشلا تاريخيا في قيادة البلد.

إن تسويق الجيش السّني ليكون تحصيل حاصل وواقع حال لابد من ان تسبقه إنتصارات كبيرة للجيشين الكردي والشيعي على تنظيم داعش الأرهابي لحين تطهير العراق من إجرامه، والا سيبقى هذا التنظيم نشطا وفعالا لحين موافقة كل الفرقاء على السيناريو الأمريكي الجديد.

إن موافقة أطراف المحاصصة على تسليح العشائر لتأسيس ثالث جيش بالعراق إضافة الى الجيش النظامي قد يكون مفهوما كونه جزء من لعبة سياسية تديرها الولايات المتحدة الامريكية، ولكن من غير المفهوم ، مطالبة شخصيات خارج السلطة بتسليح العشائر بدلا من مطالبتها بسن قانون للتجنيد الأجباري مثلا لتأسيس جيش عراقي موحد يربّي أبناءه تربية وطنية ديموقراطية ليحترموا شعبهم ويدافعوا عن حياض وطنهم! هذا على الرغم من معرفتها الأكيدة حول عدم أمكانية بناء مجتمع مدني بوجود العشائرية ومعرفتها الأكيدة أيضا بمن سيقود هذا الجيش من ابناء تلك العشائر.

إن أهم طريقة لتجاوز الحالة الكارثية التي يمر بها البلد اليوم هو إعترافنا بفشل النظام السياسي الطائفي القومي الذي قادته الاحزاب الطائفية الشيعية والسنّية والكردية بحرفية عالية على الضد من مصلحة الوطن والمواطن وتثقيف الجماهير به، هذه السياسة التي خلّفت لنا وستخلّف في حالة إستمرارها مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية اكبر مما هي عليه الآن. والتي أنتجت خلافات طائفية وقومية نتيجة عدم إتفاق قوى السلطة حتّى على دستور أعرج كتبوه ولازالوا مختلفين على تفسيره، هذه الخلافات التي فتحت أبواب العراق مشرعة أمام تدخلات إقليمية ودولية ناهيك عن دور هذه الخلافات وسوء إدارة البلد التي وضعت العراق نتيجة نهب ثرواته من قبل نفس مثلث الحكم هذا في مأزق خطير للغاية.

البعث لن يعود من شبّاك العملية السياسية الفاشلة بل سيعود من أوسع أبوابها وليدفع شعبنا ثمن قصر نظر"ساسته".



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد العبادي لا تحتفظ بملفّات الفساد وأكشفها
- لا ديموقراطية في ظل إنتهاك حقوق المرأة
- صدگ ما تستحون
- دلّالية حزب الدعوة لبيع الاراضي
- 50 ألف حرامي والحبل عالجرّار
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...
- سماء الخضراء تمطر مستشارين
- فؤاد معصوم غير معصوم
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...
- محاكم تفتيش طائفية في شارع المتنبي
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...
- أحزاب المحاصصة ودعارة غسيل الاموال
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...
- باقات ورد من مجرمي المحاصصة لذبّاحي داعش
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...
- المصالحة الوطنية وآفاق نجاحها
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ل ...


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - تسليح العشائر السنية يعني جيشا -عراقيا- ثالثا