أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام آدم - كشف أكاذيب برنامج الدليل 5















المزيد.....

كشف أكاذيب برنامج الدليل 5


هشام آدم

الحوار المتمدن-العدد: 4669 - 2014 / 12 / 22 - 00:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في هذا الجزء من سلسلة المقالات المخصصة للرد على أكاذيب برنامج "الدليل" فيما يتعلَّق بنظرية التطور، سوف أتناول موضوع أحفورية لوسي التي كانت بكل معنى الكلمة ضربة قاصمة وموجعة للخلقيين، وربما كان ذلك أحد أهم الأسباب التي جعلتهم يحاربون هذه الأحفورية، ويشنون عليهم هجومهم، ولكن لنعرف أولًا من هي أو ما هي لوسي، قبل أن نتكلم عن التدليس الذي سرده الدكتور غالي حول هذه الأحفورة، والذي لم يبتدع شيئًا جديدًا كالعادة؛ وإنما أعاد تدوير تشويشات الخلقيين الغربيين والتي أثيرت منذ زمن طويل وتم الرد عليها مرارًا وتكرارًا.

لوسي باختصار شديد هي أحفورية تم اكتشافها في أثيوبيا في العام 1974 (وهو نفس تاريخ ميلادي)، وهي أحفورية يعود تاريخها إلى 3.2 مليون سنة، وهذه الأحفورية لها ميزات عديدة جعلت من هذه الأحفورية كشفًا علميًا عظيمًا جدًا، وأحد هذه الميزات هي أنَّ لوسي تجمع بين الإنسان وبين القردة، فهي كائن يحمل شبهًا من الإنسان في سمات معينة، ويحمل شبهًا من القردة في سمات أخرى، وطول الأحفورية قصير جدًا؛ إذ يبلغ طول الأحفورية المكتشفة ثلاثة أقدام فقط، وتعتبر لوسي أقدم أحفورية مكتملة تقريبًا حتى الآن لسلف الإنسان (أحفورية لوسي مكتملة بنسبة 40% تقريبًا)، والميزة الأخرى الأكثر أهمية في أحفورية لوسي أنَّها كان لكائن يمشي منتصبًا على قدمين بدلًا من أربعة قوائم، وعرف العلماء هذا الأمر من شكل عظم الحوض وشكل عظم الركبة، وبالإمكان الرجوع إلى أحد المرجعين الهامين الموضحين في الهوامش لمعرفة المزيد عن أحفورية لوسي(1)(2) كما أنصح بشدة الرجوع إلى الخبر الذي نشره BBC على موقعه الرسمي تحت عنوان "The "Lucy" fossil rewrote the story of humanity"(3)، والخبر به تسجيل صوتي للبروفيسور دونالد جونسون مكتشف الأحفورية نفسه. فما هو مطعن الدكتور غالي في اكتشاف بهذا القدر من الأهمية العلمية (الحقيقة هو مُجرَّد ناقل لا أكثر)؟

يقول الدكتور غالي في (21:07) من زمن الحلقة(4) نصًا: "الهيكل كله يشبه الشمبانزي في كل شيء فيما عدا حاجتين: عظمة الركبة (..) وعظمة الحوض."(انتهى الاقتباس) ويُضيف بعد ذلك قائلًا: "عظمة ركبة لوسي (..) دي عظمة ركبة إنسان حقيقي (..) العظمة دي ما اكتشفتش مع هيكل لوسي (..) دا أكتشف على بعد 2500 متر (..) والكارثة كمان إنها ما كانتش في نفس الطبقة، دي كانت على مستوى أكثر انخفاض بـ70 متر"(انتهى الاقتباس) الفكرة التي يُريد أن يقولها الدكتور غالي (أو التي قالها الخلقيون الغربيون) إنَّ أحفورية لوسي عندما تم اكتشافها كانت بدون عظمة الركبة، وأنَّ عظمة الركبة هذه تم اكتشافها في موقع آخر تمامًا وعلى طبقة أكثر انخفاضًا من التي الطبقة التي وجدت فيها أحفورية لوسي، ولاحقًا تم إضافة العظمة التي تم اكتشافها إلى هيكل لوسي الذي تم اكتشافه منفصلًا والادعاء بأنَّ هيكل لوسي وجد بعظمة الركبة.
(أود هنا أن ينتبه القارئ الكريم إلى اهتمام الدكتور غالي بمسألة اختلاف الطبقات، وما قد يعنيه هذا الاختلاف في الطبقات الأرضية من معاني لها دلالات علمية وتاريخية، وفي حلقة أخرى من سلسلة هذه المقالات سوف يكون لهذه النقطة فائدة كبيرة جدًا.)

الآن دعونا نرى هل هذا الادعاء سليم أو حقيقي فعلًا؟ الحقيقة أنَّ هذا الادعاء عارٍ من الصحَّة تمامًا، وقد أثير هذا الأمر في وقته (أي في السبعينيات والثمانينيات) وتم الرد عليه، وكل ما يفعله الدكتور غالي هو إعادة إثارة الموضوع مرَّة أخرى مستفيدًا من جهل كثير من الناس بالحادثة وبتداعياتها التي حدثت في وقتها. ومن الناحية المبدئية فإذا كانت لوسي (التي قال العلماء أنَّ عمرها 3.2 مليون سنة) تم العثور عليها على طبقة مرتفعة عن الطبقة التي عثرت فيها على عظمة الركبة، فمن البديهي أن تكون عمر الركبة أكثر من 3.2 مليون سنة، فكيف يدعي الدكتور غالي أنَّ الركبة المكتشفة على عمق أكثر انخفاضًا من المستوى الذي عثر فيه على أحفورية لوسي تعود لعظمة ركبة إنسان حديث؟ هذه النقطة بالتحديد أشار إليها الأخ وحيد، فقال متسائلًا: "يعني هي (=الركبة) في طبقة من الأرض منخفضة عن الطبقة اللي اتوجدت فيها لوسي؟ (..) طيب مش ده ضد التطور يا دكتور، المفروض العكس!"(انتهى الاقتباس) فعوضًا على أن يستدل الأخ وحيد بهذا الشيء على عدم صحة الزعم إلا أنه استخدمه للتشكيك بالاكتشاف أصلًا، وهو أمر غريب جدًا.

والقصة على النحو التالي: في عام 1986 قام البروفيسور رونالد جونسون بإلقاء محاضرة في جامعة ميسوري عن اكتشافه (لوسي) وبعد انتهاء المحاضرة فُتحت الفرصة لطرح الأسئلة، عندها قام أحدهم فسأل: "على بُعد كم من موقع لوسي عثرت على عظمة الركبة؟" فرد البروفيسور جونسون: "على طبقة منخفضة بـ200 قدم وعلى بعد 2 أو 3 كليومتر." هذه المحاضرة، وبالتحديد ما جاء فيها من سؤال حول موضوع عظمة الركبة أحدث ضجة وجدلًا واسعين بين أوساط الخلقيين، وكان ذلك بداية المشكلة، وبداية التشكيك، والخلقيون لا يحتاجون لأكثر من هذه الثغرة حتى يبدأوا تشكيكهم في النظرية بكل ما فيها من أدلة أخرى، ولكن ما هي حقيقة قصة عظمة الركبة؟

الحقيقة أنَّ المسألة كلها تدليس في تدليس، وهي تدليس متعمَّد ومقصود؛ فالمسألة باختصار شديد جدًا هي أنَّ البروفيسور جونسون كان له اكتشافان منفصلان: اكتشاف عثر فيه على عظمة ركبة، واكتشاف آخر منفصل عثر فيه على أحفورية لوسي، والخلط الذي حدث هو أنَّ الخلقيين يحاولون التدليس باعتبار أنَّ البروفيسور جونسون نسب اكتشاف عظمة الركبة إلى أحفورية لوسي، وهذا غير صحيح، فأحفورية لوسي تم العثور عليها بركتها، والركبة الثانية تعتبر اكتشافًا آخرًا منفصلًا لا علاقة له بأحفورية لوسي. الغريب في الأمر أنَّ اكتشاف عظم الركبة المنفصلة كان قبل اكتشاف هيكل لوسي بعام كامل تقريبًا، والأمر الأكثر غرابة أنه وقبل خمسة أعوام من تلك المحاضرة وبالتحديد في العام 1981 كان البروفيسور جونسون قد قام بنشر كتاب بعنوان (بدايات البشرية - The Beginnings of Humankind) شرح فيه بالتفصيل الاكتشافين: اكتشاف لوسي واكتشاف عظمة الركبة التي تم العثور عليها قبل اكتشاف لوسي بعام كامل تقريبًا، ومعنى هذا الكلام أنَّ البروفيسور جونسون كان قد نشر في العام 1981 كتابًا ذكر فيه تفاصيل الأشياء التي يعتقد الخلقيون أنها لم تكتشف إلا عبر ذلك السؤال، أي أنَّ الخلقيين يزعمون أنَّ البروفيسور جونسون لم يكشف عن حقيقة هذا الأمر إلا على مضض عندما واجهه أحد بهذا السؤال، والأمر ببساطة شديدة هو التباس في فهم السؤال، فبينما كان السائل يتساءل عن عظمة ركبة لوسي، فإنَّ البروفيسور جونسون فهم أنَّ السائل يقصد عظمة الركبة التي اكتشفت قبل عام من اكتشاف لوسي، والتي بالتأكيد لا علاقة لها بلوسي؛ فهيكل لوسي له عظمة ركبة مستقلة لا تشبه عظمة الركبة المكتشفة مسبقًا، واللبس واضح جدًا حيث قام البروفيسور جونسون بإعطاء تفاصيل كل اكتشاف في كتابه السابق، والذي تم نشره قبل خمسة أعوام من تلك المحاضرة، ولكن الخلقيين الغربيين دلسوا هذا الأمر برمته وتجاهلوا كل الحقائق التي تثبت أن البروفيسور جونسون فصَّل اكتشافيه (عظمة الركبة + هيكل لوسي) سواء في كتابه وسواء في مقالاته العلمية المنشورة والمصوَّرة، بل إنَّ أحد الخلقيين نشر قائلًا:
"In the fall of 1973, near Hadar, Dr. Johanson found the fossil of what is now called Lucy. The reason it is called Lucy is that the Beatles song "Lucy in the Sky with Diamonds" was playing in the camp when the fossil was discovered. The first specimen of Lucy to be uncovered was a knee joint. At first this was judged to be a monkey-;- it was later labelled by Johanson as a hominid. Lucy is a 40% complete female skeleton...."
ويظهر هنا الخلط الواضح جدًا بين الاكتشافين في محاولة للتضليل والتدليس. أنصح بالرجوع إلى الرابط الموضح في الهوامش(5) لمعرفة تفاصيل القصة وتداعياتها.

في العام 1989 قام البروفيسور جونسون بكتابة رسالة إلى جيم ليبارد، رئيس شعبة الفلسفة في جامعة أريزونا، وهي تكشف الكثير من تفاصيل هذه الأكذوبة الحقيرة التي اخترعها وصدقها الخلقيون وظلوا يرددونها بسماجة؛ إذ جاء في الرسالة ما يلي:
In November 1973, during my first major expedition to Hadar, I found a perfectly preserved knee joint (minus the kneecap) at a locality numbered A.L. 128/129. All detailed anatomical analyses and biomechanical considerations of this joint indicate that the hominid possessing it, Australopithecus afarensis, was fully capable of upright bipedal posture and gait. In 1974, "Lucy" was found in locality A.L. 288, situated some 2-1/2 km northeast of the knee joint locality. "Lucy" preserves a proximal tibia, as well as enough of distal femur, to indicate that the anatomy of this skeleton in the knee joint region was identical to that of the 1973 discovery. Hence, "Lucy" was (also) capable of fully upright bipedal posture and gait, as her hip and ankle joints also indicate. Stratigraphically, these two discoveries are separated by nearly 70 meters. Mr. Brown is thoroughly incorrect in saying that "Lucy" s femur was found 2-3 km away from the rest of the skeleton. As you can see, these are two very different discoveries-;- the 1973 knee joint in the lower part of the stratigraphic section, and "Lucy" s skeleton some 70 m above it. I find it surprising that he says, "Johanson needs to clarify´-or-deny this in writing. None of his published writings do." If Mr. Brown would use his library card, he would be able to read in Lucy: The Beginnings of Humankind, published in 1981, details of these two discoveries-;- and, in the American Journal of Physical Anthropology, April 1982, Vol. 57, no. 4, he would be able to see a complete bibliography of all publications up to that point, concerning the stratigraphic positions and the evolutionary interpretations of the discoveries.
لقد قمتُ بوضع كلمة (also) الواردة في الخطاب بين قوسين للتدليل على الفارق الذي تم الاستفادة منه لخلق التدليس، فعظمة الركبة المكتشفة بشكل منفصل عن أحفورية لوسي كانت تشير إلى كائن قادر على المشي منتصبًا، في حين أنَّ أحفورية لوسي (أيضًا) تشير إلى الأمر ذاته، لكن من قال بأنَّ أحفورية لوسي عندما تم العثور عليها كانت بلا عظم الركبة؟ والسيد براون Brownالذي يقصده البروفيسور جونسون في الرسالة هو المهندس والتر براون WBrown وهو أحد الخلقيين الغربيين(6) وقد رأينا في رسالة البروفيسور جونسون أن السيد براون كان يُطالب البروفيسور جونسون بالتوضيح أو النفي خطيًا، مُدعيًا بأن أيًا من مؤلفات البروفيسور جونسون تشتمل على مثل هذا التوضيح أو النفي حول حقيقة اكتشاف عظمة الركبة وعلاقتها بأحفورية لوسي، وهذا يوضح أحد أمرين: إمَّا أنَّ المهندس براون لم يقرأ فعليًا كتاب البروفيسور جونسون (بدايات الجنس البشري) الذي نُشر في العام 1981 والذي شملت فعليًا على تفاصيل الاكتشافين أو أنه يعرف ذلك ويكذب ويحاول التدليس والتشويش على الاكتشاف، وهذا ما ذكره البروفيسور جونسون في رسالته، وأنا أنصح بقراءة النص الكامل لرسالة البروفيسور جونسون(7) لأن بها تفاصيل أكثر عن عملية التحريف والتدليس التي قام بها المهندس بروان وكل الخلقيين من بعده.

وقبل ختام هذه الجزء من المقال دعونا نلخص الفكرة بشكل نهائي حسمًا للأمر: في عام 1973 قام البروفيسور جونسون بالعثور على عظمة ركبة في موقع معين وبدارسة العظمة المكتشفة أشارت الدراسة إلى أنها تعود لكائن قادر على المشي منتصبًا على قدمين (Full Stop) وبعد هذا الاكتشاف بعام أي في العام 1974 قام نفس العالم البروفيسور جونسون بالعثور على هيكل عظمي آخر على في موقع آخر تمامًا وهذا الهيكل العظمي كان يحتوي على ركبة عظم تتطابق تشريحيًا مع العظمة المكتشفة سابقًا مما يدل على أن صاحبة الهيكل العظمي كانت أيضًا قادرة على المشي منتصبة على قدمين. قام البروفيسور جونسون صاحب الاكتشافين بتأليف كتاب بعنوان (بدايات الجنس البشري) في العام 1981 شرح فيه بالتفصيل الممل والمعلومات العلمية عن الاكتشافين وموقعهما وكل ما يتعلق بالاكتشافين. (Full Stop) في العام 1986 قام البروفيسور جونسون بعمل محاضرة في إحدى الجامعات وتكلم فيها عن الاكتشافين، وعندما انتهت المحاضرة سأله أحد الحاضرين: "على بُعد كم من موقع لوسي عثرت على عظمة الركبة؟" فأجاب البروفيسور جونسون بأنَّ اكتشاف عظمة الركبة كان على بعد 2.5 كيلومتر تقريبًا وفي طبقة أكثر انخفاضًا من الطبقة التي اكتشفتً فيها لوسي، وعندما سأله نفس السائل عن السبب الذي يجعله يعتقد أنَّ هنالك تشابه بين الاكتشافين أجاب البروفيسور أن السبب هو (التشابه التشريحي)، على اعتبار أنَّ عظمتي الركبة في كلا الاكتشافين يدلان على أنهما كانا قادرين على الوقوف والمشي بشكل منتصب. عندها اعتقد الخلقيون أنَّ البروفيسور جونسون قام بوضع عظمة الركبة المكتشفة بشكل منفصل وتركيبها على هيكل لوسي بسبب التشابه التشريحي، وهذا هو التدليس والتشويش، لأنَّ البروفيسور جونسون كان قد أوضح في كتابه الاكتشافين بشكل تفصيلي ولم يزعم أبدًا أنَّ عظمة الركبة تخص هيكل لوسي، لأن هيكل لوسي كانت تحتوي عظمة ركبة بالفعل، كل ما في الأمر أنَّه قال إن الهيكل العظمي للوسي تعود لكائن قادر على المشي منتصبًا، وأن عظمة الركبة المكتشفة تلك أيضًا تعود لكائن قادر على المشي منتصبًا، فالأمر ليس كما يدعي الدكتور غالي ولا الأخ وحيد أنَّ الأمر هو عبارة عن تركيب عظم ركبة مستقل بهيكل عظمي، هذا اسمه كذب وتدليس.

يتبقى لدينا الكلام عن عظمة الحوض التي كانت عبارة عن قطع كثيرة متناثرة، فيقول الدكتور غالي نصًا في (25:30) من زمن الحلقة: "عظمة الحوض اللي وريتها لحضرتك اللي هي موجودة في هيكل لوسي (..) دي مش بالمنظر دا اللي لقوه، دي عبارة عن، في هيكل لوسي، كانت متفتتة لأربعين قطعة، مش مكتملة. طيب يعملوا فيها إيه؟ في عالم اسمه أوين لودجويس العالم ده قرر يجيب من الجص، اللي هو الجبس، يعمل قطع صغيرة تشبه القطع المتفتتة ويحفرها بالإزميل ويشكلها علشان يعمل منها عظمة تشبه عظمة حوض لإنسان صغير. والأمر ده اتعمل واتصور فيديو وهو بيعمل هذا الأمر ويقولوا عليه: أخيرًا عالم عرف يسترجع لنا عظمة لوسي."(انتهى الاقتباس) في هذا الكلام لا يظهر فقط التدليس وإنما عدم الفهم أيضًا، فهل فعلًا قام هذا العالم بتشكيل عظمة تشبه عظمة الحوض، أم أنه فقط قام بتكميل الناقص من عظمة الحوض الموجودة فعلًا؟ ولقد تكلمنا سابقًا عن مسألة عمليات التجميل التكميلية التي يقوم بها العلماء على بعض الأحفوريات التي يكتشفونها إما لأغراض العرض أو لمحاولة معرفة كيف يُمكن أن يبدو شكلها وهي مكتملة؟ وهل إذا كان الأمر به تدليس كما يعتقد الدكتور غالي، فهل كان من الحكمة تصوير هذا "التدليس" وإذاعته علنًا على الناس؟ أم أنَّ عمليات التدليس تتم في الخفاء ويسعى المُدلس أن يُخفي أي أثر على تدليسه؟ الحقيقة إنَّ مقطع الفيديو الذي عرضه برنامج "الدليل" والتي تصور العالم وهو يقوم بعملية النحت تلك هي تدليل براءة وليست دليل إدانة على الإطلاق. مثل هذه العمليات التكميلية هي فقط محاولة لمعرفة الصورة المكتملة للجزء الذي تتم معالجته، وهي تعتمد بشكل كلي على الابتعاد عن المساس بالأجزاء الرئيسية المكتشفة، وتوليف أجزاء مشابهة لها بحيث يُمكنها أن تعطينا الصورة الكاملة والنهائية للجزء المتحطم لنعرف كيف كان شكله قبل التحطم والتفتيت، هذا كل ما في الأمر.





-----------------------------
المراجع:
(1) عن أحفورية لوسي في موقع الهيئة الأمريكية لتقدم العلوم AAAS
http://membercentral.aaas.org/blogs/member-spotlight/lucy-a-scientific-muse-william-kimbel

(2) عن أحفورية لوسي في الموقع الرسمي لجامعة أريزونا
https://iho.asu.edu/about/lucy%E2%80%99s-story

(3) خبر اكتشاف أحفورية لوسي على موقع BBC
http://www.bbc.com/earth/story/20141127-lucy-fossil-revealed-our-origins

(4) برنامج "الدليل" حلقة (207) بعنوان "حفريات مزورة لتطور مزعوم"
https://www.youtube.com/watch?v=X1ZZmML4FFk

(5) قصة عظمة ركبة لوسي
http://www.talkorigins.org/faqs/knee-joint.html

(6) التعريف بالمهندس الخلقي والتر براون
http://en.wikipedia.org/wiki/Walt_Brown_%28creationist%29

(7) النص الكامل لرسالة البروفيسور رونالد جونسون لجيم ليبارد
http://www.talkorigins.org/faqs/knee-joint/johanson1.html



#هشام_آدم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كشف أكاذيب برنامج الدليل 4
- كشف أكاذيب برنامج الدليل 3
- كشف أكاذيب برنامج الدليل 2
- كشف أكاذيب برنامج الدليل
- في الرد على إسلام بحيري 3
- في الرد على إسلام بحيري 2
- في الرد على إسلام بحيري
- رسالة إلى الدكتور سيد القمني
- المسلمون الجدد - 4
- المسلمون الجدد - 3
- المسلمون الجدد - 2
- المسلمون الجدد - 1
- بتروفوبيا إلى الإنجليزية
- السَّنافر - 3
- السَّنافر - 2
- السَّنافر - 1
- المُعاناة في حياة المُلحد
- الخالق ورطة الخلقيين
- مصير الأنبياء
- الحجاب والحرية الشخصية


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام آدم - كشف أكاذيب برنامج الدليل 5