أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خليل عبد الحافظ - العيد...ذاكرة الميلان














المزيد.....

العيد...ذاكرة الميلان


خليل عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 4668 - 2014 / 12 / 21 - 17:20
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


العيد...ذاكرة الميلان.

في البدء كانت الرقصة...و في الذكرى الأولى لها كان العيد.

ميلان خفيف كميلان وسط راقصة شرقية هو ما يخلق أعيادنا باستمرار.

عن ميلان الأرض بدرجة 32,5 أتكلم, هذا الميلان الذي يعزى اليه بداية الإدراك البشري للزمن الدوري السنوي بفصوله الأربعة و بشكل أوسع من تتابع الليل والنهار. من غيره كانت الحياة ستتحول الى متاهة من دورات شمسية يومية مملة تفتقر الى أي إثارة.

لن يكون بالإمكان تحديد موعد غرامي يتعدى اليومين , كما سيكون من المستحيل البحث عن حب ضاع ذات سبت في مكان ما, او حتى الإحتفاء بمناسبة جميلة ذات حدثت ذات يوم خريفي مشمس ,كان سيصبح أمر مستحيلا وستغدو الحركة مشابهة للسكون , من غير أن تميل هذه الفاتنة في مرقص المجموعة الشمسية, كان اليوم سيكون نفسه الأمس وهو ذاته الغد ولا جديد. أما حياتنا قستقتصر فقط على نزوات بدائية كالأكل والنوم وممارسة الجنس ومراقبة الشمس بملل قاتل , كنا سننتحر قبل أن ندرك حتى.

بجانب الدوران اليومي للأرض فإن الميول الطفيف المتناسق مع الدوران حول الشمس هو محور الحياة الواعي تماما. و حتى أقدم تواجد إنساني موثق يظل هاجس الزمن السنوي هاجس مهم وملح . في الحقيقية فإن دورتين شمسيتين او ثلاث على الأكثر تبدو كفيلة بتحريك أي إدراك بشري بدائي نحو عملية تعاقب فصلي سنوي محورها الشمس , من خلالها يمكن حتماً إدراك الكثير من الظواهر المحيطة والتي تهم حياة الإنسان وتؤمن استمرارها وتضفي عليها الحزن والفرح .

ماقبل مرحلة الإنسان البدائي ,أي ما قبل مرحلة الصيد, كان على الإنسان أن يدرك مواسم إنخفاض درجة الحرارة ليحتاط الحطب للتدفئة ويخزن ما تبقى من الفاكهة المتساقطة , ثم سيدرك لاحقاً تأثير هذه الدورة السنوية على بقية الحيوانات محاولاً تقليدها في عملية البيات الشتوي.إو ربما يكون التقويم الزمني الأولي قد نشأ استناداً إلى مواعيد هجرة الحيوانات, خينهما يكون الإنسان الأول قد بداء يعتمد في الكثير من احتياجات حياته على اصطيادها.
سيتطور هذا التقويم بشكل أكثر دقة مع العصر الزراعي, ليستعين إنسان هذا العصر وقتها بأدوات لحساب الوقت و تحديد مواسم الزراعة, وسقوط الأمطار والحصاد, وهو ما سيستدعي لاحقاً تطور علم الفلك.

باعتقادي أن أولى المهرجانات البشرية أو الأعياد التي أحتفى بها كانت مع مغادرته موسم الشتاء ببرده القارس بعد أن قضى شهور من الإحتماء من برودة الجو والرياح في شتاء قارس ربما أحس معه بقرب انتهاء حياته بعدما ماتت الأشجار من حوله وأصبحت عارية واختفت جميع الحيوانات وساد صمت مرعب.خيل له وقتها أنه الحياة الوحيدة التي ستنتهي قريباً , لتفاجأ بظهور اولى زهرات الربيع , بنزول أولى قطرات المطر, بموسم الدفىء وعودة الحياة الى الغابة بطيورها وحيواناتها ونباتاتها,كل هذه الأحداث الدورية التي أعلنت له عن عودة الخضرة ووفرة حيوانات الصيد, وبمعنى أخر أعطته أمل بإمكانية استمرار الحياة, التي كان قد استسلم لنهايتها في قسوة الشتاء وصمته المخيف. كان هذا هو الحدث الأول الذي أستحق الإحتفال منه الأحتفال والسعادة والبهجة , لتعود المناسبة في السنة القادمة وقد حملت في طيها ذكريات تضيف بهحة أكثر لاحتفال أكبر.سيإتي الإحتفال بالثمار وجني المحصول لاحقاً بعد ترسيخ التاريخ البشري كدورات أرضية سنوية.

,سأتخيل أنه احتفل احتفالاً صاخباً بعودة الأمل في الدفئ والأكل والحياة, احتفل بانتصاره على أول تجربة قاسية واحتفل بعودة الجميع الربيع والزهور والدفىء والمطر والصيد.

ستتنوع بعد ذلك الإحتفالات وستخرج عن إطارها الأولي وربما تصادمه وستتعدد الأهداف والغايات, إلا أن العيد في الأخر هو احتفاء باستمرار الحياة, نمتليء فيه بهجة بالوجود والمشاركة و نقراء الذكريات و نتلوا الأمنيات.

نتبادل التهاني , ونعبر عن تجديد حياتنا بأكثر من رمز و أكثر من شكل وأكثر من لون كلها تحمل دلالات وتواريخ موغلة في القدم" التهاني هي الأخرى عملية أسقاط بشري إنغرست في اللاوعي كتعبير بدائي عن مكافحة الشرور التي تحيط بحياتنا وستحتاج الى إفرادها بموضوع منفصل ".

كل عام و أنتم بخير بمناسبة الإحتفالات بأعياد الميلاد و رأس السنة الجديدة

خليل عبد الحافظ





#خليل_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن ثقافة الخرافة محاولة للتفكيك
- الحالة العربية وثنائية اللغة والجسد... الجزء الأول


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خليل عبد الحافظ - العيد...ذاكرة الميلان