أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مينة قسيري - ملامح الكتابة القصصية عند عبد الله المتقي















المزيد.....

ملامح الكتابة القصصية عند عبد الله المتقي


مينة قسيري

الحوار المتمدن-العدد: 4668 - 2014 / 12 / 21 - 03:19
المحور: الادب والفن
    


ملامح الكتابة القصصية عند عبد الله المتقي
لسان الأخرس


يقول رولان بارت: °إن أنواع السرد في العالم لا حصر لها، وهي قبل كل شيء تنوع كبير في الأجناس. وهي ذاتها تتوزع إلى مواد متباينة، كما لو أن كل مادة هي مادة صالحة لكي يُضمِّنها الإنسان سروده، فالسرد يمكن أن تحتمله اللغة المنطوقة شفوية كانت أم مكتوبة، والصورة ثابتة كانت أم متحركة، والإيماء مثلما يمكن أن يحتمله خليط منظم من كل هذه المواد.1°، والقصة القصيرة جدا واحد من هذه الأنواع السردية، يجنح بدوره ليكون خليطا منظما من أجناس أخرى.
وعبد الله المتقي، كأحد رواد الكتابة القصصية بشكل عام، والقصة القصيرة جدا في المغرب بشكل خاص، بالإضافة إلى نصوصه المحكمة البناء، عُرف بشعريته التي تميزها ملامح تعزز هذا الجنوح نحو مقومات القصيدة الحديثة، سنقف على بعضها في إصداره الخير لسان الأخرس.
يُتوج المتقي مجموعته القصصية الأخيرة بمفارقة عميقة عبر التضاد بين الصمت والكلام، وقد صوَّر هذه المفارقة عنوان المجموعة: لسان الأخرس 2. واللسان هو اللغة، ولغة الأخرس صمته، تعتمد في التواصل على الإيماء وحركات اليد، والعيون، والجسد كمعين لها في توصيل رسالتها، لأنها تفتقد للكلام، مما يُحيلنا على ثنائية دي سوسير الشهيرة:
-اللغة / الكلام، الدال / المدلول.
ويتناص العنوان في مفارقته هذه مع ما جاء في النص الذي ورد في سفر أشعياء النبيي في إحدى نبوءاته حول السيد المسيح عليه السلام الذي قال فيه: °جينئذ تتفتح عيون العُمْي، وآذان الصم تتفتح، حينئذ يقفز الأعرج كالأيِّل، ويترنم لسان الأخرس°3.
والقرينة هنا الرنيم، أو الصوت الذي سيصدر عن الأخرس فرحا حين تمسه يد النبي في النص القديم، والصوت الذي سيصدر عن الأخرس رغم خرسه عند المتقي. سوف يتحول بعدم قدرة السارد على الكلام من هول المسكوت عنه إلى صمت ناطق فيتحقق به الكشف وتعرية أو فضح الظواهر الاجتماعية. وأيضا وفي نفس الوقت البوح بعمق هموم الذات، وضغط رغباتها المكبوتة من خلال سلوكيات تتمرد بها على غياب الصورة الطبيعية للحياة.
فتتقاطع دلالة الصمت مع دلالة الكلام الذي يقف على خبايا الواقع الإنساني المضني من تدهور القيم، وتفسخ الأخلاق، وسلطة أو غلبة رغبات الجسد.
فالعنوان وحده حمولة سردية بكل المقومات خاصة وأنه من جهة قام على مفارقة تُحكِم استراتيجية المجموعة، ومن جهة ثانية هي مقاربة تُلمح ضمنيا للغة التي تنبثق عنها كل الأقوال والتي انطلاقا منها يمكننا أن نُوَلِّد جميع هذه الأقوال على تنوعها وتداخلها.
وفي تناص أيضا مع النص المذكور أعلاه، وتكامل مع تضمينات العنوان وإيحاءاته لدينا في المجموعة قصة: لسان الأعمى ص 199، والسؤال؛ لماذا لسان الأعمى وليست عيونه؟ أهي دعوة ضمنية لاستحضار الأعلام التي عُرفت بعماها وفصاحة لسانها، طه حسين والمعري مثلا، أو بشار بن برد، الشخصية الأكثر دلالة في هذه المفارقة، فقد كان دقيقا وبارعا في شعر الوصف رغم عماه، وأيضا كان سليط اللسان في نقده اللاذع؟ وما وجه الشبه بينه وبين شخصية السارد؟ إنها مفارقة عظيمة، متضمنة لبناء رمزي له دلالات مشرعة على التأويل.. فالبَكم أو الخَرس يشمل العمى والصمت معا، ليتخلص الأخرس الناطق الذي جاء في العنوان من عاهتيه، ويتقاطع لسان الأعمى مع لسان الأخرس عند صفة الكلام، ونستحضر عند هذه المفارقة البيت الشهير للشاعر العباسي المتنبي:
أنا الذي نظر الأعمى إلا أدبي °°° وأسْمعت كلماتي من به صممُ
فيكون عبد الله المتقي بدءَ ومن خلال عناوينه يدعو المتلقي لوجبة قصصية هو يؤكد جماليتها وقدرتها على إدهاش قرائها، مما يعطينا انطباعا أن المتقي يكتب القصة ق جدا بوعي نظري.
في إطار المفارقة أيضا، والتي تفرض نفسها كعنصر أساسي في هذا المقام، فقصة: رصيف ص207، تنبني على مفارقة تنقل صورة من الحياة اليومية، حيث تجمع بين حدثين يجري أحدهما على حساب الآخر، ويُسهم المكان في صناعة هذه المفارقة، ثنائية ضدية؛ مفتوح / مغلق، حيث يقول السارد:
-1-
هبط من القطار، استقل بتي طاكسي، وفي الغرفة خلع ملابسه..
-2-
نسي الموعد، وكان البن يغلي في الإبريق
-3-
في المحطة، نزلت أنيقة من الحافلة، وانتظرته في المقهى..
-4-
في غرفة الفندق، نامت بملابسها، ونسيت الشباك مفتوحا
-5-
بحث عنها كثيرا، وحين عثر عليها، فقدها ثانية في الزحام..
-6-
بحثت عنه كثيرا، وحين عثرت عليه، كان رجلا آخر على رصيف أعمى
لقاء على الرصيف الذي يرمز للحياة وكأنه لقاء عند مفترق الطرق وضياع هناك. وبالتالي يصعب إيجاد المُلْتَقى الذي لم يكن متحققا من قبل وتنتهي المفارقة بضياع وعمى. فالحياة بحث حثيث عن الشريك الذي تكتمل به الشخصية وتستقر، لكنه بحث ينتهي غالبا بخيبة أمل.
إن من أهم ما يُثيرنا عند الكاتب هو الانفتاح الأجناسي، وهو من أبرز خصائص القصة القصيرة جدا. ولعل الشعر حظي بنصيب الأسد، فتداخل في لسان الأخرس السردي بالشاعري من خلال جنوحه الظاهر نحو مقومات الشعر الحر وأبرزها الرمز الذي حضر بأنواع مختلفة:
• الرمز الأسطوري: في قصة أوديب ص202، التي وإن كانت مناقضة للواقع في الفعل والحدث فهي تحمل معنى رمزيا مطلقا وأزليا، فأسطورة أوديب اعتمدها علم النفس في تحليل علاقة الابن بالأم التي تنطلق تحديدا من موقع الثدي أو الحلمتين لحدود تحقيق الاكتمال، وبلوغ مستوى القدرة على التغذية والتكون بعيدا عن الأم / المرأة. وتبقى هي سر الوجود الإنساني، تعود الأنثى لتكرِّس وظيفتها، ويعود الذكر ليؤكد ارتباطه الأزلي بها.
فالأسطورة ليست حقيقية إلا من خلال ما تهدف إلى تحقيقه؛ سواء تصحيح وضع معين، أو معالجة قضية اجتماعية أو إنسانية. وهي في القصة تعبير عن تمرد غير مباشر ضد الواقع الواضح في آخر القصة القفلة، حيث انصرف إلى التأمل الصوفي، قال السارد:
°ولأنه ليس أوديب تماما هجر أمه والناس، كي يعيش متنسكا
في بستان للأعشاب الطبية °
• الرمز الفني الإبداعي: يمثله سلفادور دالي في قصة: مثل سلفادور 203ص، التي تتضمن لوحات فنية صادمة تُحيل في رمزيتها على المدرسة السريالية، وقد جاءت في سرد القاص على شكل لقطات مُرَقَّمَة يُوحِّدها الجنون والغرابة، والتجرد الكلي من منطق الواقع.
-1-
في المرسم:
لوحة ملطخة بالدماء، وفي زاوية بعيدة، جثة امرأة تكاد تتفتت
من البرودة
-2-
على كرسي كلاسيكي:
رجل يدخن، يفتل شاربيه، ويتأمل لوحة لا يعرف قصتها سواه
-3-
بداخل اللوحة:
امرأة في حالة هستيرية، تفتح نافدة على عجل، ثم تلقي بنفسها
-4-
هناك جثة لامرأة ملطخة
هناك...
سلفادور يفتل شاربيه، ويحتسي الويسكي
وهي في شدة توترها تمثل الخلاص المفَضل للذات الساردة من عالم المتناقضات الذي لا يُرضي غرابة تطلعاتها، إلى عالم الجنون الكامن في مرسم سلفادور الشخصية الواقعية النموذجية في جنونها وعبقريتها الرمزية.
• الرمز الفني الأدبي: ترصده قصة: صمويل ص196، وقد جاء فيها:
في المحطة، لاشيء غير صفير القطارات القادمة من بعيد، ورجل
يتأمل حقيبته وسكة الحديد.
من القطارات ينزل قليل من المسافرين، ولا يلتفتون إلى هذ
الرجل الذي تعصف بعظامه حمى الانتظار
في الحقيبة ملابس داخلية لا غير، وقناع لممثل اسمه ’’غودو’’،
ويبدو كما لو أنه يمزق تذكرة سفره
حسنا:
الرجل الآن يبدو كما لو أنه ’’بيكيت’’ على وجه التشبيه، ينتظر
قطارا قد ينقل لقاعة المسرح كي يتابع مسرحيته ’’في انتظار غودو’’
تُرى ماذا يُريد السارد تمريره من خلال هذا النص؟ هل يريد تعريفنا بالشاعر والروائي والناقد والمسرحي صمويل بيكيت؟ هل في مقومات هذه الشخصية المستدعاة من الواقع ما يتماهى مع شخصية السارد؟ وهل يبغي من وراء ذكر مسرحيته الشهيرة تشبيه الحياة بمسرح كبير للعبث واللامعقول؟
القصة ناجحة ببنيتها السردية الجمالية، وبتناغم عناصرها، وبرموزها، لأنها تستثمرها لتمرير رؤيتها للحياة، وهي رؤية ملأى بالسواد والكآبة، ورمز صمويل في مسرح العبث يتناغم مع طرح السريالية التي يميزها اللاتواصل بين الشخصيات كما رأيناه واضحا في اللوحات التي عرضتها قصة *مثل سلفادور*. والقطارات والمحطة رموز لحياة غير مستقرة، توديعٌ / استقبالٌ، لقاء / وانتظارٌ سيطول كما طال انتظار صمويل لغودو.
من خلال الرموز وما ينتج عن توسلها من تكثيف في المعاني، فالذات الساردة تُظهر ملامح ثورتها غير المعلنة على المدرسة التقليدية، وحلمها بمستقبل أكثر رحابة وتحررا للقصة القصيرة جدا.
• الرمز الأيقوني: في قصته زهرة قرمزية ص 205، مفارقة على مستوى العنوان من حيث ثنائية الزهرة والدماء مما يوحي بها لون الزهرة الأحمر القاني. دماء الشخصية الواقعية ناديا أوجمان، الشاعرة والصحفية الأفغانية،، زهرة في وجه العنف، مبدعة تُعدم على يدي زوجها والتهمة: - اقتراف قصائد من رأس الشيطان- كما جاء على لسان السارد.
أوجمان الصوت الحر، رمز النضال الإبداعي والاستجابة لبوح الذات الشاعرة، اعتمدها السارد ليُخرِج تجربتها المريرة التي انتهت بالقتل من خصوصيتها ويُضفي عليها الطابع الأدبي لتصبح شخصية عامة، وأيقونة تؤرخ لإيديولوجيا التمييز ضد الجنس والعنف ضد المرأة. وهو في اعتماده هذا النوع من الشخصيات ينقل الواقع إلى المتخيل. فجاءت قصته في انزياحها نحو قصيدة النثر في شكلها المقطعي مثار اندهاش القارئ، حيث تشابه عليه إن كان ما يقرأه قصيدة شعرية، أم لوحة قصصية سريالية، في قفلتها التي تتأرجح صدمتها من حيث القوة بين قارئ وآخر. وهذه التفاتة من القاص لأحد أسباب ظهور ق.ق.ج.الذي كان هو التعبير عن الإنسان العادي والانحياز للفئة المستضعفة بعد سقوط الإيديولوجيات الكبرى.
• الرمز الفلسفي: استعار له عبد الله المتقي مسرحية سارتر الرمزية: ذباب سارتر ص231 وفيها:
بعد نبيذ الليل، يذكر السيد k رفاق الماضي، وبيانات مخبأة في المعاطف ...
و بعد نبيذ الفجر، يعتزل العالم في فندق منسي، ويدخن سجائر أمريكية فاسدة...
) النبيذ يشاركه الخسارة ، يأتيه العالم مقلوبا، يتشاركان الفوضى،يتسلقان عظام الوقت، وليس هناك سوى ذباب سارتر على الطاولة (
تَتَبَدَّى فلسفة المتقي من خلال استدعائه لهذه الشخصية المناهضة، ونصها المسرحي الذي نصبته سلاحا في وجه كل ما من شأنه العمل على موت الفكر الحر أو المتحرر من كل القيود. فالسارد يعيش مخاضا وأزمة البحث عن بديل حياتي يعيشه بأسلوبه الخاص، وللتذكير فالنبيذ في الكتابة الجمالية غير مقصود به السائل لذاته بقدر ما تُراد منه رمزيته الدالة على *سلطان اللاوعي* الذي لا يعترف بقيود الوعي.
استعار عبد الله المتقي هذه الشخصيات الواقعية، ليجنب السارد الاسترسال وليحوِّل تجربتها إلى صور لغوية ينقل عبرها أو من خلالها توَجُّهه ومواقفه. وأيضا فالشخصيات تعكس تخبطه بين القبول والرفض، واللقاء والافتراق، الاتفاق والاختلاف، والصواب والخطأ ...
وإضافة إلى الرمز المقوم الرئيس في الشعر الحر، وإسهامه في تكثيف المعاني، فاللغة لدى المتقي تتجاوز معايير اللغة السردية، وتنفتح على لغة الشعر، وتخرق المألوف عبر التشخيص على إثر ما جاءت به قصة لذة السرد ص 192 حيث قال:
هو:
نسي قبعته على مشجب التكثيف
وعوالمه في دولاب المعاني
هي:
نسيت كل شيء:
حروفها في معطفه
فالتكثيف والمعاني العميقة آليات خاصة بالذات الساردة تشتغل بها على الأحرف المتبقية - من آخر لقاء بالحكاية- في جيب معطفه.
ومثل هذا الطرح في قصة مائدة ص187:
1- ابتلعت الحديقة البستاني العجوز
2- رجل مجنون في الشارع يشتم المارة بعراء
... تدخلت الأحلام كي تعد مأدبة للقارئ
وفي سرير السرد ص185، جاء:
كانت الثلوج تدثر المداخن والسقوف
بمحض الصدفة بزغ رجل شتوي
وفي قصة ألم ص184 جاء:
كانت عيون الليل مخبولة بالألم
ومما يعزز هذه الشعرية استعمال التكرار والتوازي في مواضع عديدة، الشيء الذي يؤسس لوظيفة جمالية إمتاعية: مثلا في قصته: الآخر ص224، توازي بالتضاد بين السطرين الأول والثالث: تأخرت قليلا عن الموعد / تأخرت كثيرا عن الموعد..، وبين السطرين الثاني والرابع: احتسى فنجانه ودخن سيجارتين... / احتسى ثلاثة فناجين...، وفي معالجة ذكية لتيمة الخيانة، حيث يقول السارد:
ولما جاءت أخيرا...
كانت تفوح منها رائحة رجل آخر....
وفي قصة ثلوج ص198: تكرار الكلمات وتكرار العبارات حيث جاء:
في اللحظة الأخيرة، لحق بالحافلة، وجلس قريبا من النافدة، يراقب ندف الثلج
***
في المحطة الأولى، نزل من الحافلة، وقف صامتا، وكان الثلج يندف ..
***
في المحطة الثانية، كان نائما ويحلم بندف الثلج تتراكم في أحلامه
***
في المحطة الثالثة، وفور نزوله من الحافلة، لسعه برد قارس، ثم مشى بخطوات سريعة فوق الثلج الناعم
إن بناء القصة القصيرة جدا عند المتقي في لسان الأخرس يضارع بناء قصيدة الشعر الحديث، وهو ما يؤسس لشعرية بصرية على مستوى مجموعة من قصصه، ومما يهيئ القارئ ليتعامل معها تعاملا شعريا، لكنها تقنية المبدع تستلهم مقومات فضاءات أدبية أخرى تنجذب إليها وتوظفها دون أن تخرج عن شكلها الجمالي الخاص بها أو الخاص بالجنس الذي يكتب في إطاره.
وكنموذج للشعرية البصرية قصة لوحات تكعيبية ص189 ، جاء فيها:
-1-
رسم ملامحه، ثم شاربه الأبيض
تأمل اللوحة، فرأى رجلا
آخر لا يشبهه تماما
محا كل شيء، ليقرأ لغة
الموتى، بحروف كبيرة
لم يفهم شيئا، فقط، اختفى
من المرسم
-2-
الليل موغل في الظلام، ولم ينته
بعد من لوحته
الفجر يُطل من النافدة منهكا،
وكان قد انتهى من ألوانه
والقصة ما تزال طويــلة، لم ينضبط فيها القاص لمعيار القصر وهو من أبرز خصائص القصة القصيرة جدا. فالأسطر متفاوتة من حيث الطول والقصر، ولا تنتهي نهاية دلالية عند كل سطر، بل تظل الدلالة متوقفة على السطر الموالي، ونفس الملمح تعرضه قصة شيخوخة ص191 التي تؤكد اندغام السردية بالشعرية:
-2-
في طريق عودته من المدرسة، دخل الصيدلية، و.. خرج منها وبيده
كيس من الأدوية...
-3-
وصل الشقة..
وكل ما يملكه، أم عجوز تتوسد شيخوخة الدماغ، وأحيانا لا
تتذكره
تشترك الأسطر في بناء الدلالة، كما قصيدة النثر.
في الختام يبدو أن السارد في لسان الأخرس يحمل هم القصة القصيرة جدا، ويتملكه هوس السرد، فيجعل من قصصه الأربع المعنونة بالسرد بساطا يرصد من خلالها إيقاع السرد المتبدل باستمرار، والذي لا يستقر على وثيرة واحدة، بحيث يظل في صعود وهبوط مستمرين، والمؤشرات الدالة على تفاعل السرد بالحياة هي الأحلام واللذة، الأريكة والسرير..، دون القدرة على التخلص من اللغة الشعرية وتبعاتها..لكنه هوس فيه من الشعرية ما يجعلها قصصا قصيرة جدا مشبعة بالإيحاءات والتلميحات والتكثيف.

الإحالات:
1- طرائق تحليل السرد الادبي –دراسات- مقال رولان بارت: التحليل البنيوي للسرد، ترجمة حسن بحراوي، بشير قمري، عبد الحميد قهار
2- لسان الاخرس – مجموعة قصصية –ق.ق.ج. ضمنها المؤلف في كتاب واحد مع مجاميعه السابقة: الكرسي الازرق، و قليل من الملائكة، و مطعم هالة. الطبعة الأولى 2014 الناشر: النايا للدراسات والنشر
3- الآيات ° 5-6 ° شرح الكتاب المقدس العهد القديم القس أنطزنيو فكري



#مينة_قسيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مينة قسيري - ملامح الكتابة القصصية عند عبد الله المتقي