أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد أبو مهادي - مع بداية العام الدراسي الجديد لصوصية علي شكل قانون














المزيد.....

مع بداية العام الدراسي الجديد لصوصية علي شكل قانون


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 1307 - 2005 / 9 / 4 - 09:44
المحور: حقوق الانسان
    


في إجراء خالي من أي وازع إنساني أقدم بعض نظار المدارس بطرد مئات الطلاب من مدارسهم في اليوم الأول من بداية العام الدراسي الحالي، لتبدد فرحة بداية العام الدراسي عن وجوه الطلاب الآملين بان يكون عامهم الدراسي مليئاً بالتحصيل العلمي ومختلف عما سبقه من أعوام ذاق فيها الطلاب مرارة الواقع المؤلم بفعل ما أصابهم من تبعات الفقر والبطالة وعدم قدرتهم علي العيش كبقية طلاب العالم وما أصابهم من إجراءات الاحتلال الإسرائيلي.
وزارة التربية والتعليم تحرم مئات الطلاب من دخول مدارسهم لعدم تسديد الرسوم الدراسية، ليتضح أن هذه الرسوم تجبي لسنوات طويلة دون أي سند قانوني علي شكل "تبرع" حيث أن القانون الأساسي يعتبر أن المراحل الأساسية مجانية "البند 1 من المادة 24 "وبهذا تكون قد جمعت ملايين الشواقل غير القانونية وليصبح طرد الطلاب من مدارسهم هو القانون.
عائلات العمال الفلسطينيين العاطلين عن العمل واتحاد اللجان العمالية نظموا سلسة نشاطات ومظاهرات من بينها مخاطبات رسمية للرئيس الراحل ياسر عرفات طالبوه فيها بإعفاء أبناء العاطلين عن العمل من هذه الرسوم غير القانونية ووافق في حينه علي ذلك وجري تطبيق ذلك بشكل جزئي في العام 2002، وجري التنصل من قرار الرئيس واتفاقات أخري مع بعض المسئولين، ونواب في المجلس التشريعي الفلسطيني بعد استشهاد الرئيس ياسر عرفات هذا العام وما سبقه.
لست هنا بصدد طرح أشكال غير شرعية لجباية الأموال من آلاف الموظفين والمرضي والتجار لأدخل في نقاش ملفات الفساد، بل لأسال وزارة التربية والتعليم إذا ما أصابتهم حالة من تأنيب الضمير عندما يتم طرد طالب فلسطيني مبتهج بلقاء مدرسيه وأصدقائه في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد، ليحكي لهم حكاية حقيبته ولباسه المدرسي، وعن المعركة التي خاضها مع والده العاطل عن العمل في سبيل الحصول علي هذا اللباس والحقيبة، وليرسم خطة هو وزملائه لمعركة أخري مع والده العاطل عن العمل لتحصيل المصروف اليومي وثمن الدفاتر التي سيطلبها منهم مدرسيهم؟
هل فكر مقرري ومستشاري وزارة التربية والتعليم الفلسطينية إذا ما كان حرمان طالب من الالتحاق بمقعده الدراسي في اليوم الأول سيحتاج إلي فترة طويلة وجهد كبير ليمسح من ذاكرة هذا الطالب مشهد طرده من غرفته المدرسية، وسيحتاج لفترة أطول ليجد الطالب جوابا علي سؤال "بأي ذنب اطرد".
هو بالطبع حالياً لن يسال عن سبب وجود أخيه الأكبر خارج نطاق الحرم الجامعي، ولن يسال عن وجود طلاب آخرين من جيله في المدارس الخاصة بتكاليف عالية من الدولارات، وعن سبب عدم وجود الطلاب من أبناء المسئولين في المدارس الحكومية؟، ولكنه سيسال لاحقا عندما يكبر ويجد نفسه في مواجهة مقرري السياسات في هذا البلد فلسطين.
يبدوا أن مقرري السياسات المالية في فلسطين وعندما يجتمعوا لإقرار هذه السياسات يتجاهلوا الواقع المرير وتقارير الفقر والبطالة في الأراضي الفلسطينية، ويتجاهلوا نماذج التعليم المجاني في كل البلدان المتقدمة التي تجعل من المواطن الفرد اغلي قيمة لديها، وضرورة أن يسهر المسئولين حرصاً علي توفير الراحة والأمان بكل ما يشمله الأمان من معاني، ويواصل هؤلاء المقررون عمداً مع سبق الإصرار والمعرفة تجاهل وتجاوز كامل لأبسط حقوق المواطنة والقانون.
إذا كانت الجباية غير القانونية للرسوم الدراسية في مراحل التعليم الأساسي أصبحت قانوناً يطرد علي أساسه طالب من مدرسته، ولا يرتقي هذا الإجراء إلي مصاف الجريمة، فلا اعرف علي ماذا يحاكم المجرمون؟
ينبغي علي وزارة التربية والتعليم ومجلس الوزراء الذي يعطي الفرصة لمثل هذه الإجراءات التعسفية، إعادة التفكير في قضية الرسوم المدرسية انسجاماً مع الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، ويا حبذا لو قام مجلس الوزراء الفلسطيني بإعادة النظر ودراسة كافة أنواع الجباية التي يجمعها من المواطنين الفلسطينيين المكتوين بنار الفقر والبطالة، هذه الجباية التي تجمع بغير وجه حق وفي ظل التراجع الخطير علي مستوي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع الفلسطيني وتدني كبير في مستوي الخدمات.



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تيار أو تيارات......... الجميع أمام محكمة الجماهير!
- ما بعد -خطة فك الارتباط-؟
- العمّال المنسيون !
- حتي لا تفرض الوصاية علي الشعب الفلسطيني
- حافلة المسافر الفلسطيني وعلبة السردين
- جريمة أخري علي معبر الموت- ايرز-
- تأسيساً لانتخابات فلسطينية حرّة ونزيهة
- في الأول من أيار من ينقذ عمال فلسطين
- كيف يصبح لصوت الناخبين قيمة
- عاجل ............ للوقاية من الفسادين
- نحو الخروج من نفق الاشتراطات الأمنية
- حتى لا يترك الذئب ويتّبع الأثر
- إقالة قادة أمن أم إقالة نهج ؟
- صندوق الاقتراع ومحكمة الجماهير
- منظمة التحرير الفلسطينية .............. والجماهير
- الطبقة العاملة الفلسطينية ومجلس الوزراء


المزيد.....




- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد أبو مهادي - مع بداية العام الدراسي الجديد لصوصية علي شكل قانون