أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - هلموا نتقاسم وطن















المزيد.....

هلموا نتقاسم وطن


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4667 - 2014 / 12 / 20 - 14:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    







ما كان ممكنا رسم خارطة ثابتة لحدود العراق من جميع أطرافه ، ولم تكن هناك خارطة بحدود واضحة مع جيرانه، قبل أن تأتي معاهدة سايكس بيكو لتضع للمنطقة خارطة حدود يلتزم بها حلفاء الحرب ( بريطانيا وفرنسا). دبجت المعاهدة ووقع عليها في 16 آيار 1916 . كان ذاك زمن انهيار دولة اجتاحت جيوشها العالم الشرقي والغربي باسم قبيلة يرأسها عثمان بن أردغول، جاءت من أسيا الوسطى على عهد جدها الأول كندز ألب، لتكون واحدة من أعظم إمبراطوريات العالم حينذاك، ليمتد حكمها ما يقارب الستمائة عام.
كان نصيب وادي الرافدين أو ما كان يسمى بميسوبوتاميا، أن احتلت أرضها بالكامل من قبل الدولة العثمانية عام 1533 لتخضع مثل باقي الأقاليم العربية لحكم آل عثمان حتى الحرب العالمية الأولى. ومع ظهور الدولة الصفوية في فارس سجلت وقائع من عنف وقسوة وجرائم على أرض ميسوبوتاميا. ودار فيها وعليها صراع قاس بين الجارتين ركز على كسب الأرض واستحواذ الغنائم. وكانت رقعة العراق الأرض الرخوة التي تتداولها جيوش الدولتان. وتجاورت الأطماع السياسية مع الصراع المذهبي الذي بدا في نهاية المطاف وكأنه الواجهة الرئيسية للخصومة . وباتت طوائف وقوميات العراق يتجاذبها الصراع المذهبي، فكانت دائما عرضة للقتل والترهيب، مما دفع الناس عنوة لموالاة التسنن أن كان الغازي عثمانيا وتشيعا أن كان الغازي صفويا. ومنذ ذلك التاريخ كتب على العراقي التشتت والضياع بين فكي وحش أسمه الصراع المذهبي.ومنذ ذاك العهد سجل الصراع حقيقة ووقائع على الأرض، ليس مثلما يقال مكيدة أو مؤامرة تحاك من وراء الحدود. فقد تجذر الصراع المذهبي بعد أن وجد أرضا خصبة يفتقد رعاتها الحكمة وبعد النظر، ويتعكزون على وقائع الماضي السحيق ويتلذذون بخداع النفس وتكفير الأخر .
دخول العسكر الانكليزي ميناء البصرة عام 1914 مفتتحين عهد جديد من الاستعمار،كانت الشراهة فيه تركز على اغتنام وتقاسم المكاسب والانتقام من الدولة العثمانية.فخلال مباحثات أقرار معاهدة سايكس بيكو بين الجانبين البريطاني والفرنسي، لم تراعى مصالح شعوب المنطقة بقدر مصالح الغزاة . وإثر صعود أتاتورك قائد الدولة التركية وريثة الدولة العثمانية ووقوفه الحازم بوجه معاهدات المستعمرين ورفضه لمعاهدة سيفر التي عدها مهينة ومجحفة بحق تركيا، أبرمت معاهدة صلح جديدة يوم 24 تموز عام 1923 بين تركيا والحلفاء سميت معاهدة لوزان وحددت ضمن المعاهدة وبشكل نهائي حدود الدولة العراقية بضم الموصل ومناطق كردستان الجنوبية لها.

لم يكن العراق لوحده يضم خليطا غير متجانسا من التشكيلات العرقية والطائفية، فتلك الطبيعة بتنوعاتها هي السمة البارزة لعموم شعوب المنطقة ، ولكن للعراق خصوصية في هذه التركيبة السكانية ،دائما ما كانت تحمل الكثير من المفارقات. فالعراق الجغرافي عبارة عن تجمعات تتداخل في خلطة مركبة من قوميات وطوائف، بقيت على مدى الزمن تنحوا لإعلاء شأن هويتها الخاصة المختلفة عن جارها الأخر، المختلف عنها طائفيا وعرقيا وحتى ثقافيا .ودائما ما كان هذا يتعلق بهشاشة السلطة وانعدام السوق الاقتصادي الواحد،وأيضا بسبب الاختلاف في التكوينات المجتمعية والدينية والرقعة الجغرافية. فثمة فوارق ظاهرة بين سكان الجبال والوديان من القومية الكردية في الشمال وجلهم على المذاهب السنية وأغلبها على المذهب الشافعي، وبين الحواضر والبوادي والصحاري السنية العربية القريبة لنوازع وطباع البداوة والمحافظة على روح العصبية القبلية مع الاختلاف الظاهر مع السكان العرب في الحواضر والتجمعات القاطنة في حوض دجلة والفرات والممتد توطنهم من جنوب سامراء وديالى حتى البصرة والذي يطبع المذهب الشيعي شعائر الغالبة منهم.
بقيت بغداد كحاضرة سنية في نشأتها ثم أصبحت خليطا لكثرة ما وفد أليها فتقاسمها المذهبان. فكانت بغداد ومازالت مصدرا لجذب الناس،وحاضنة للعديد من الثقافات الوافدة ،فاستوطنها على مر العصور سكان يمثلون خليط لقوميات وطوائف قدموا من مختلف مناطق العراق وأيضا من خارجه، وكان نصيب بغداد كبيرا من الهجرات المتعددة التي ترنو للحصول على فرص عمل في المدن الكبرى. ومن الجائز القول أن من أكثر أسباب تلك الهجرات هي الإجراءات والسياسات الاقتصادية والاجتماعية غير الحكيمة للسلطة في جميع مراحل تشكيلاتها. ومثلما تعرضت بغداد لوفود أعداد كبيرة من المهاجرين الذين استوطنوها وشكلوا معالم ثقافتها وطبائع سكانها، فأن باقي المحافظات وخاصة الكبرى منها تعرضت لذات الشيء ولكن بنسب ليست بالكثافة ذاتها التي تعرضت له بغداد. وقد حافظت بغداد على هويتها كمركز مشترك لا تجد فيه النزاعات المذهبية متنفسا إلا ما ندر. ولكن دائما ما كان هناك تقاسم لمناطق تتمثل فيها غالبية مذهبية دون أخرى مثل الكاظمية والأعظمية وكانت تلك المنطقتان على خصومة دائمة ولكن الحكماء وطيبي النفوس من أهالي المنطقتين طالما وقفوا سدا منيعا في وجه انفلات الأحداث، ولجموا الكثير من المسببات والخصومات التي كادت لتكون نارا لا تبقي ولا تذر.
قوة السلطة ومركزيتها وسطوة المؤسسة العسكرية منذ تأسيس الدولة الوطنية العراقية في عام 1921 ولغاية سقوط سلطة دكتاتورية حزب البعث بقيت العامل الأهم في كبح جماح الصراع المذهبي وبقيت نبرته خافته تظهر على شكل نزاعات مجتمعية في نطاق ضيق مع وجود بعض الكوابح المانعة لاستشرائها. ولكن يبدو أن ذلك كان جمرا لنار خافتة مضطرمة تحت غطاء كثيف من رماد، وبقيت جذوتها بانتظار من يذر عنها الرماد لتشتعل وتكون وقودا لحرب طاحنة.
سجلت مؤتمرات المعارضة وخاصة مؤتمر بيروت ثم لندن ظهور فاضح لمثل هذا الاصطفاف الطائفي والقومي، حيث وزع الطيف العراقي بين المجتمعين على وفق المكونات العرقية العراقية، وشجعت الإدارة الأمريكية وباركت ذلك الاصطفاف وجعلت منه مشروعها لحل العقد العراقية مع نهاية حكم حزب البعث.فكان احتلال العراق الحجر الأساس لتنفيذ هذا المشروع وعلى أسس مؤتمر لندن شكل مجلس للحكم اختير أعضائه كممثلين لمكونات الشعب العراقي دينيا وعرقيا.
الاحتلال أمريكي الذي شارك في أثارة تلك النزاعات، كان قد رفع كامل الغطاء عن جميع ما كان مخبوء في بوتقة ذلك المجتمع، وبدأت جميع الطوائف والقوميات تطالب بشكل مفتوح وصريح يصل أحيانا لدرجة الفجاجة والاستهتار، لإثبات هويتها وخصوصيتها التي تميزها عن الآخرين وباتت الساحة العراقية مرتعا خصبا لنزاعات وتمايزات غير منضبطة. وأفرغ الحقد المذهبي المكبوت ووجهت عصبياته في بادئ الأمر نحو الأقليات من المسيحيين والمندائيين والشبك والأزيدية والتركمان حيث تعرضوا لمختلف الإساءات، من التهديد والتهجير وصولا إلى جرائم القتل . ثم حدثت فتنة تفجير مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء لتكون أشارة البدء في سباق المذابح بين الطائفتين الكبيرتين العربيتين الشيعية والسنية والتي ذهب ضحيتها الآلاف من الطرفين لحين وجد طرفى النزاع أن استمراره بمثل هذا الزخم من الدم المراق لن تكون نهايته غير إبادة للطرفين. وفي المحصلة النهائية سيكون تهديدا حقيقيا لمصالح وروابط شخصيات ومجاميع لا يمكن لها أخلاء أو تغيير أماكنها في ساحة كانت دائما تستوعب الجميع، وكذلك ظهور عوامل لصالح طرف على حساب أخر غيرت موازين الصراع خاصة وأن مصادر القوة الأكبر كانت بيد السلطة. والطرف الأخر بدا مزعزعا مشتتا بل شابته صراعات عديدة من أهمها تشرذمه بين مؤيد لدخول اللعبة السياسية وأخر تحتضنه الإدارة الأمريكية وبعض يفضل الصلات الإقليمية وكرمها السخي، فيذهب لتلبية رغبتها في أبقاء جذوة الصراع في العراق لحين انهياره البلد بالكامل.
في فورة جماهيرية استمرت لأكثر من عام ضد سياسة السلطة العراقية، طالب الآلاف من أبناء المناطق السنية وقادة الحراك السياسي منهم ومعهم المراجع المذهبية السنية بالعدل والأنصاف وسميت تظاهراتهم بانتفاضة العزة والكرامة، ورفع فيها شعار تكوين الإقليم السني كمشروع للخلاص من سطوة السلطة التي تتهم بأنها بيد الشيعة عملاء إيران وهي تعمل على تهميش وإبادة المكون السني . وسجل وسط تلك التظاهرات حضورا بائنا لرجال منظمات القاعدة وجيش محمد والنقشبندية وجيش عمر وحزب البعث. ولاقى ذلك الحضور ترحيبا جماهيريا واسعا مما يدلل على احتضان تلك التظاهرات لهذه الجماعات. وانتهت تلك الفورة الجماهيرية على يد عساكر السلطة بمشهد مأساوي راح فيها العديد من الضحايا، وكانت نتائجها كارثية على الشعب العراقي ووضعت آسفين جديد بين مكوناته مما زاد في وقائع الجرائم وارتفعت وتيرة الإرهاب ليكون مشهدا يوميا في حياة الناس.
احتلال مدينة الموصل وتكريت وقبلهما الفلوجة والرمادي لم يكن وليد لحظته بقدر ما جاء متناغما مع خراب الوضع العام للدولة العراقية وسياسات السلطة العجفاء الكسيحة، لا بل التي طغى عليها الكثير من الفعل الطائفي الاستفزازي. وليس من المعقول حصر ما جرى من وقائع احتلت فيها مدن وقصبات بلغت مساحتها أكثر من ثلث ارض العراق على قوة رجال منظمة داعش الإرهابية، فقد سجلت وقائع ومشاهدات في أرض المعارك شارك فيها ومازال أبناء العشائر السنية ، وكانوا دائما رأس الحربة في احتلال الأرض. ولم يعد من الحكمة أن نحصر الأمر برمته لصالح داعش بقدر ما حكمت الظروف في ساحات المعارك أن تتوحد قوى رجال العشائر المنتفضة مع عساكر داعش وباقي المنظمات الإرهابية، ليكونوا جبهة واحدة في مواجهة خصمهم المتمثل في المشاركين بالعملية السياسية بجميع مسمياتهم الطائفية والعرقية. فداعش بالنسبة للكثير من العشائر السنية لم تعد تهديد لوجودهم بقدر ما باتت حقيقة تمثل وجودهم، ومن خلال سير المعارك وتشابك المصالح تسعى داعش لتكون العشائر قاعدتها الاجتماعية ونواة للدولة الإسلامية المنشودة بعد أن وجدت الكثير من الرضا والحواضن بين أوساط الغالبية منهم.
على الطرف الأخر تصاعدت حدة الاصطفاف الطائفي لتخضع العديد من مناطق الطائفة الشيعية لسطوة المليشيات الطائفية والعشائر، التي بدورها استغلت الأوضاع المتأزمة والانفلات الأمني وضعف السلطة لتحل بديلا عن سلطة القانون وتفرض إجراءاتها وقوانينها على المجتمع، مما دفع أبناء المناطق في حوض نهري الفرات ودجلة وسط وجنوب العراق لالتجاء والولوج في بادئ الأمر تحت خيمة العشيرة لتصبح العشيرة الحامي والضامن للحقوق.وفي تطورات لاحقة سنرى أن الفرد هناك يجبر في نهاية المطاف مع استشراء سطوة المليشيات، للجوء والانتماء لأحدى تلك المليشيات حسب مركز قوتها وقدرتها لتكون حامية وضامنة لحياته وعائلته بعد أن يدفع لها بدل العضوية ويقدم فروض الولاء. وربما مع هشاشة السلطة في تلك المناطق سوف يستفحل أمر المليشيات ويبدأ على المكشوف صراع المكون الطائفي الواحد باحتراب المليشيات فيما بينها ويصبح الناس وقودا لتلك المعارك إن استمر ضعف مؤسسات السلطة وفقدان سيطرتها مثلما هو عليه الحال الآن.
أن تعقب مألات الأحداث يسهل تعقب الفعل على أرض الواقع ويبعد الركون إلى التفسير الخاطئ والقفز على الحقائق وخداع النفس، وهذا وحده أن أدركه الجميع، ينهي مأساة الأحداث وتسارعها على أرض العراق. فاليوم تواجهنا الحقيقة المرة بوجود صراع حقيقي دموي يخوضه أبناء وطن أعتدنا أن يكون واحدا. صراع أن كان بسبب مكيدة أو نتيجة لحدث، ولكنه وفي جميع الاحتمالات أهدر دماء كثيرة سالت ومازالت تسيل من الجميع دون استثناء وبالأخص الطائفتين الشيعية والسنية.وباتت الغالبية الشعبية لكلا الطرفين معبأة تماما ضد الأخر بفضل تصاعد العدوانية الطائفية للإسلام السياسي. ولن ننهي هذه المأساة أن استخدمنا التقية وأنكرنا وتنكرنا للحقائق. فالفجوة اتسعت وبات هناك برزخ من دم لم يعد مثلما كان على عهد النشأة الأولى للدولة الوطنية العراقية ولا حتى على عهود سبقت عام 2003 وهو عام احتلال الولايات المتحدة الأمريكية.والعدوانية عند قادة الطرفين بلغت حد الرغبة الحيوانية في إبادة الطرف الأخر.
الكلام السخي الناعم عن وحدة المصير والهوية الوطنية الواحدة وضرورة بقاء العراق الموحد، بات ضربا من خيال في خواطر الطيبين الحالمين، وفي ذات الوقت في عقول ذوي المصالح الذين يؤملون أن تكون ساحات العراق جميعها ملعبهم الواسع. أن مثل هذا المنطق يعد إقصاء لوقائع أصبحت تشكل حقائق لا يمكن التغافل عنها، لا بل يمكنها أن تكون فعلا مؤثرا في تصعيد الخلافات ورفع حدة الصراع وتصاعد وتيرة الإرهاب وجرائم القتل. والسكوت والتمويه وإضمار الخلاف العميق ورمي الأسباب بعيدا ووضعها على شماعة المؤامرات الخارجية والداخلية لن يزيدنا إلا فرقة، ومعه سوف يستمر جريان أنهر الدم دون أن نجد مخرجا يساعدنا على حقنها والحفاظ على أرواح البشر التي تهدر كل يوم.
دائما ما يشير سياسيون عراقيون من تحالف القوى السنية ومعهم التحالف الكردستاني إلى ضرورة تكوين إقليم سني كخلاص وخروج من مأزق الخلاف الدموي المستديم مع باقي المكونات، وبالذات المكون الشيعي، وكذلك اصطبغت مطالب الحراك الشعبي السني بذات الشعار،وهذا ما سعى أليه مؤتمر اربيل للقوى السنية الذي عقد تحت شعار رص الصف السني ومحاربة داعش والمليشيات الشيعية. كل ذلك وغيره جعل بعض الأطراف في السلطة العراقية على قناعة بضرورة تحقيق هذا المطلب وجعله هدفا قانونيا مشروعا. ففي لقاء تلفزيوني سابق صرح رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي عن كونه لن يعارض إقامة الإقليم السني. ويتناغم هذا الطرح مع المشروع الأمريكي الساعي لوضع تصور عن القادم لخريطة العراق. فمساعد وزير الخارجية الأمريكي وليم بيرنز يؤكد على أن حكومته باتت تعي مخاطر النزاعات بين مكونات الشعب العراقي وتنامي مخاطر انزلاقه نحو حرب أهلية مع تنامي وجود داعش، ولذا فالمسعى الجدي للإدارة الأمريكية في المراحل القادمة هو الذهاب لخيار ترتيب مشروع الإقليم السني الذي سوف يكون مقدمة للكونفدراليات الثلاث، ليطمئن الطرف السني وتلبي مطالبه. ليتحقق بظهوره أكبر قدر من العدالة في توزيع مصادر الثروة حسب ما يعتقد الأمريكان وبعض من يتوافق وطروحاتهم .
أن حل الكونفيدراليات يمثل الخيار الأكثر عقلانية في الوقت الراهن ،وممكن له أن يضع حدا لخلافات يبدو من الصعب أن استمرت، السيطرة على تداعياتها. ولكن هل يكون هذا الخيار نهاية حاسمة لمشاكل العراق . أعتقد إن طبيعة التداخل الجغرافي بين محافظات العراق وبوجود تشابك وتداخل في الكثير من المناطق بين الطوائف والقوميات يضعنا في مشهد غير آمن لما سوف يسفر عنه الموقف لما بعد تشكيل إقليم سني. ولذا ستكون هذه الأوضاع مصدرا لخلافات صعبة تفتح أبوابا جديدة لحروب داخلية، إن لم يتداركها عقلاء القوم، بوضع أسس لحوار عقلاني حضاري،تصاغ من خلاله الحلول المنطقية لفك هذا التشابك والتداخل وسط تلك المناطق المشتركة، عبر ضمان حق الجميع بالعيش الآمن وإقرار حقهم في الحياة والعيش الكريم وفي أي بقعة يختارونها. فبغير التفكير المنطقي الذي يفرض وضوح الرؤية وكبح مشاعر الغبن والخسران، فأن الانفعالات العاطفية تجعل زمن الحلول العقلانية قصيرا جدا وتزداد حدة التوتر العام وعندها ينفجر الموقف نحو ما لا يحمد عقباه.
أرى أن الاستمرار بالتعلق بأهداب كذبة العراق الواحد المرصوص كالصوان، ما هو إلا حلم وردي تخطاه الزمن ومازال يغفو في حضنه الحالمون. فدون الذهاب نحو الحل الكونفدرالي كمقدمة أولى للتعايش السلمي،فأن العراق يبقى عرضة لسيل من كوارث وجرائم يسيل فيها دم كثير.



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشهد أخر في نشوة القتامة وردع الأمل
- مقترح مشروع المنظمة العراقية للدفاع عن حقوق الإنسان
- عواصم للثقافة، مشهد في نشوة القتامة و ردع الأمل
- الغاية من رواية طائرات سوخوي الداعشية
- هل يستطيع السيد العبادي تنفيذ برنامجه الوزاري
- داعش وأفلام الأكشن
- الدواعش في إدارات الجيش العراقي
- نحو مجزرة سبايكر جديدة
- العراق، خيار التوافقية بديلا عن صناديق الاقتراع
- تركة ثقيلة عافها المالكي للعبادي وجميع العراقيين
- سليم الجبوري خيار خائب لتصعيد حالة الاستعصاء
- الولايات المتحدة الأمريكية وتفكيك عقد العراق المستعصية
- من يحال إلى المحاكم بعد الهزيمة
- الترشح لرئاسة الوزراء بين هواة السياسة ورجال التكنوقراط
- الطائفة تغلب الاعتراض على التزوير أم العكس
- هل تختفي هذه المساوئ بعد انتخابات عام 2014
- سوريا إلى أين
- سمعة العراق وشعبه بين وزير النقل ولجنة الخدمات البرلمانية
- لغز داعش ومدن الانبار والجيش العراقي
- قرارات تسحب العراق نحو الهاوية


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - هلموا نتقاسم وطن