أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان جاسم - -الانسان الضيق الافق-














المزيد.....

-الانسان الضيق الافق-


قحطان جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4667 - 2014 / 12 / 20 - 05:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




هناك تسميات عديدة للفرد الضيق الافق ، فالماركسيون يسمونه البرجوازي الصغير، و علماء التحليل النفسي ومنهم اريك فروم يطلق عليه الانسان الذي يعيش: الانسياق التلقائي"، عالم النفس الاجتماعي الالماني ويلهم رايخ يسميه " الرجل الصغير". اما سورن كيرككورد فقد اطلق عليه
،" spidsborger"
الذي يعني في المحصلة الاخيرة ، الشخص الذي يتبع الاخرين والذي تكون قراراته محكومة بما يفعله الاخرون ولا يملك ارادة ذاتية. والضيق الافق هو انسان مغرم بالحشد ، ويمارس حياته بصورة طبيعية لكنه يرتعب من كل جديد, ويرى في كل تغيير حالة من الفزع . كما ان من السهل التلاعب به. انه قنوع بما لديه ويمكن ان يتحول الى جزء من ماكنة الدولة او الجماعة الدينية، او الحزب مقابل هدايا قليلة او ترقيات محدودة، ربما لا توازي ما يقدمه لها من خدمة. والانسان الضيق الافق ، يلقي اللوم على كل ما يلاقيه ويواجهه من صعوبات على عوامل خارجية ، فهو لا يحمل نفسه اية مسؤولية. فتارة يلقي معاناته او فشله على القدر، او على العدو الخارجي، واذا كان اشتراكيا فان هذا العدو الخارجي هو الامبريالية ، اما اذا كان متدينا فان الاشتراكية والملحدين واعوان الشيطان هم السبب الرئيسي لما يواجهه من صعوبات حياتيه. باختصار هو غير مسؤول اطلاقا عما يواجهه في الحياة ، والسبب ، لانه مسلوب الارادة ، او انه لا يريد ان يختار ، فقضية الاختيار معدومة وتنطوي على مغامرة لا يرى ضرورة لخوضها، مادام ان الحياة تعني بالنسبة اليه ، ان يذهب الى العمل، يأكل خبزا وينجب اطفالا او يذهب الى الجامع او الكنسية ويمارس حياة عادية. انه لا يملك اية ارادة خاصة به، او اختيارا وغير معني بتغيير مصير وجوده ، لان الاختيار يعني مواجهته لقضية الحرية، والحرية هي اكثر القضايا التي تخيفه ، ولهذا فهو يهرب منها ، يفضل القيد ، اي العيش في ما هو معتاد ، الذي يقرره الحشد له. وسمات هذا الضيق الافق موجود في نفوسنا ، تمد رأسها بين الفينة والاخرى في سلوكنا ، وباشكال متعددة ، بصورة طائفية، دينية سياسية واجتماعية. فهو لا تقتصر على فئة اجتماعية معينة ، كما يعتقد الماركسيون ، بل هي موجودة لدى العامل، والرأسمالي، الانسان الأمي والاكاديمي ..الغني والفقير.. الأديب والقاري ء العادي ، المتدين والملحد..الخ. ولهذا فالمشكلة الاكبر كيف نكافح هذا الانسان الضيق في نفوسنا، لكي نبدأ خطوة على طريق الحرية، اي الارتكان الى ارادتنا الذاتية ، باعتبارها منبع قراراتنا والبوصلة الحقيقة للفعل الانساني المستقل.



#قحطان_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفكر الدانماركي الوجودي سورن كيركگورد (1813-1855) و الفيلس ...
- حشود عاشوراء والاستخدام المزيف لها من قبل قادة الاسلام السيا ...
- تجربة اليسار في اميركا اللاتينية: هل تصلح دليلا لاصلاح اوضاع ...
- غيمة تتدحرج على نافذة
- هل سيعمق انخفاض اسعار النفط الصراع السياسي في العراق ؟
- هل يحتاج الانسان الى وساطة آيات الله و المشايخ والملالي وفتا ...
- شبح ماركس ودموع فقراء العالم...!
- فكرة الموت في ديوان - حين أستيقظت ميتا- لعلي رياض
- المفكر الدانماركي سورن كيرككورد ، الاسلام الجماهيري و طقوس ع ...
- آخر المرثيات
- المدينة- الثكنة
- كلّ يحمل آثامه
- مدوّنة الألم
- -القراصنةُ ما غادرونا !-
- المفكر الوجودي الدانماركي سورن كيرككَورد وصراعه ضد الدين الأ ...
- الماركسية ليست إيمانا، بل فكر قابل للمناقشة والتعديل .!
- -الحالمُ في نشوةِ أوهامه- قصيدة الى صديقٍ في عيد ميلاده الثا ...
- ثلاث قصائد
- مقتدى الصدر: لعبة الحيّة ودَرَج ..والاعلام المسكين .!!
- مشرحة بغداد - رواية عن تراجيديا الرعب والموت اليومي في العرا ...


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان جاسم - -الانسان الضيق الافق-