أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - النص واللغة















المزيد.....

النص واللغة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4665 - 2014 / 12 / 18 - 19:06
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



النص اللغوي أو الملفوظية التي يحتويها النص هل هي وحدة هندسية بنائية مستقلة تملك حق الاستقلال في بناء المعنى أم أنها مجرد تركيب لا يكشف حقيقة إلا من خلال حركة تكاملية مع الوحدات البنائية الأخرى ,أي أن النص لوحده قادر ذاتيا أن يبسط القصدية دون أن يعلق ذلك بموضوع خارجي عنه , هذا السؤال من ضمن الإشكاليات التي أثارها الراحل النيلي في نظرية الأعتباط والحل القصدي فهو لا ينكر من جهة حق النص بالوحدة الذاتية ولا ينكر ارتباطه مبنى ومعنى مع وحدة الميزان الكتابي كله .
إذا النص عنده كمثال مثل القطار الذي يمكن أن يتحرك بقاطرة وعربة ويمكنه أن يكون بعشرات العربات مع ذات القاطرة وفي كلا الحالين يسمى قطار ,النص مستقل في دائرة المعنى الفريد عندما يقول القرآن {قل هو الله أحد} أنتهت القصدية في حدود الأحدية مبنى ومعنى وأصبحت مظاهر النص مكتملة بما في ذاتية موضوع النص من دلالة.
أيضا النص هنا برغم استقلاليته التامة لا يمكن أن يكون مستقلا عن مجمل الكتاب في توجهه العام فهو مفسر لغيره ومتفسر بغيره دالا ومدلولا عليه ,هذه هي من أسرار حيوية القرآن الكريم التي تربط الناص بالعام وتحتفظ له بالفرادة على صعيد المعنى وعلى صعيد المبنى ,البناء اللغوي وطريقته وكيفية التعاطي معه ترتبط بمحددات الميزان أي بالمعمارية الكاشفة للقصد المحدود وللقصد العام الذي هو لية الكتابة ومقصدية المبنى الكلي .
لم يمنح القرآن حدودا ظاهرة بين النص والمعنى ولم يمنحه أيضا فواصل قاطعة لتؤشر على محدودية المدى المعنوية للنص , صحيح أن تقسيم الكتاب على شكل آيات وسور وفصول كانت بالغالب وقتية لتؤشر لدلالات وقتية مرتبطة بالحدث ونزوله لكنها في العام تؤشر لنسيج واحد زمني تأريخي يثبت أن الكل كان موجودا في لحظة الإبداع من غير فاصل الزمن , هذا ليس دعوة لقدم القرآن بل هي حقيقة أن الله كان يملك العمق الزمني كاملا في السيرورة وشاهدا عليه بعد أن أبدعه.
لو كان النص مرتبطا بالزمن لا بالسيرورة لم نتوقع منه أن يخبر بأمور خارج زمن اللحظة ولم يتناول نبوءات لاحقة بالتفاصيل لو لم يكن الله مطلعا على ما كان وهذا يقودنا إلى مفهوم الزمن فيزيائيا ووجوديا , أي الزمن التاريخي في النص مرتبط بالزمن التكويني الناجز عند الله وبالتالي لا أرتباط جوهري بين النص والحدوث بقدر ما هو ظاهر منه .
بهذا يكون النص مجرد أداة لتوضيح أثر الزمن على ما يريد الله أن يطرحه من موضوعية له أرتباط بذاتية القصد دون أن يكون حد الزمن ملزما هنا في تفعيل التقاطعات بين الواقع والمعالجة ,لذا أمتد الحكم القرآني بقصديته فوق خطوط الطول والعرض الزمنية , هذه الأداة ليست تسخيريه فقط بل هي أيضا جزء من المنظومة القصدية شكلا ودلالة وبالتالي نشهد وحدة حقيقية بين النص وما بعد النص تتمثل في القدرة على عرض فكرة الله عن رؤية الكون كاملا ومترابطا ومتشابكا لذا قال النيلي أن النص اللساني المبين نصا كونيا .
على عكس أهل القراءات اللغوية التي أمتدت من المئة الثانية بعد الهجرة وإلى يومنا هذا التي جردت النص القرآني من كونيته وحصرته في جغرافية الزمن وتأريخية المكان من خلال الأعتماد على ما يسمى بالقراءات التي تمتحن فيها الأساليب المنطقية ووفق مدارس لغوية محددة((الذين تعاملوا مع القرآن من حيث قيمته مضمونه اللغوي الأدبي ،وعمادُ هذه القراءات هو استخدام الأساليب الحديثة في البحث اللغوي والأدبي والمتعاضدة أحياناً بمناهج علم النفس وعلم الاجتماع وتسليط كل ذلك على النص القرآني ،واختلاف الأدوات المعرفية المستعملة والمنطلقات الفلسفية المحركة هو ما يفرق بين نوعي هذه القراءة فيشطرها إلى قراءة أدبية وقراءة تأويلية)) .
الفرق بين نظرية الحل القصدي التي قاد معالمها وطرحها كوحدة معرفية مستقلة تتعلق بقراءة القرآن من حيث هو معرفة تخصيصه تتميز بالفرادة والكونية خارج حدود الزمان والمكان والبيئة الذوقية للغة والناطق بها وقد برز هذا المنهج المتطور في الوسائل وفي أدواته الفهمية في وقت مقارب لظهور الاتجاه الاجتماعي والمعرفي المتكامل في التفسير والذي يؤول القرآن في إطار القضايا الاجتماعية الكبرى المتصلة بتطور المجتمع ومواجهة العصر، والاتجاه العلمي.
البعض يتصور أن مزج القراءة اللغوية للنص بمحور أخر الأجتماعي مثلا يحول هذا المزج إلى عنوان أخر يعتمد في فهم النص على ما يسمى الأسلوبية البنائية القائمة على فهم اللغة بمنظور أجتماعي لتستخرج منه أسلوب منهجي في البناء يكشف حقيقة النص وكونه أداة أم غاية أداة ,هذه النظرية أيضا ذاتية وجزئية وغير ناجحة في مقاربة فهم النص كونه وحدة مستقلة من جهة وغعير مستقلة من جهة أخرى لأنه يعتمد التذوق في الفهم ومعلوم أن التذوق قوة حسية للنفس الثانية وبالتالي يسقط الأنا النفسي على النص ليخرجها من الموضوع ويعيدها تارة أخرى للأعتباط .
وللتأكيد على هذا المنهج نرى مثلا بعض الباحتين يبشرون بمفهوم الأسلوبية كونه الحل المعاصر المكن أستبدال منهج القراءات وما نتج عنها من منهج لغوي عاجز تماما عن إدراك النص وماهيته((ثمة اتفاق على أن محمد عبده هو الذي مهد لبزوغ غير واحد من القراءات الأدبية واللغوية والاجتماعية للقرآن والتي تركز على وحدته الفنية، والتي تطورت فيما بعد إلى قراءات أسلوبية)) ,هنا يعود الباحث مرة أخرى لموضوع القراءة من خارج النص وكأن النص خاضع لمتغير خارج عنه وليس خاضعا لموضوعه الخاص وبذلك نعود لذات المنهج الأعتباطي في فهم حقيقة النص ودوره في الفهم القصدي .
يظن البعض أن المنهج الأسلوبي وبخلاف منهج القراءات القديمة يتمحور حول ثلاث نقاط مهمة في فهمه للنص على أنه أداة محدودة تسير بثلاث خطوط مترافقة معا هي التي تشكل فحوى أهمية النص وعلاقته بالبناء الكلي للقرآن وهذه الخطوط هي :.
1. توظيف اللغة بالتفسير وللتفسير ,بمعنى أن اللسان العربي يكون حاكما في التفسير لما في اللسان المبين , يعني جعل المحدود هو إطار للكل.
2. أستخدام اللغة في التأويل وهذا هو الأخطر في الموضوع من خلال فهم التأويل أصلا ومن ما ينتج منه كقياسات منطقية تستبعد روح النص بإخراجها من دائرة الميزان لدائرة المنطق اللغوي .
3. أعتبار إعجاز القرآن مجرد إعجاز لغوي ينسب للغة وليس للكونية الموضوعية التي تكمن في القصد والمعنى وهذا إفراغ حقيقي لمعنى التحدي الذي أطلقه القرآن الكريم بوجه العرب ولغتهم أولا .
المنهج الأسلوبي وإن حرر النص من الكثير من القيود المنهجية التي عطلت النص وعطلت فهمنا الفردي والجمعي له لكنه أيضا لم يرتقي للموضوعية ولم يقدم قياسات عقلية صحيحة ناجزة ومتوافقة مع الميزان وبذ1لك يرجع للموضوعية التي هي أحدى دلالات عقلة القراءة النصية كما أرادها الله برغم أدعاء ذلك من البعض ((أن انخراط محمد عبده في مشروعه التجديدي كان من خلال الاعتماد على العقل كمعيار أول في فهم القرآن، وكانت فكرة إظهار إمكانية التوفيق بين الإسلام والفكر الغربي الحديث إحدى غايات محمد عبده الرئيسية في مشروعه الإصلاحي) ).



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من رسائل امرأة طفلة _ قصة فصيرة
- قصدية عالم سبيط النيلي قراءة متأنية ح1
- قصدية عالم سبيط النيلي قراءة متأنية ح3
- أحلام ليست وردية _ قصة قصيرة
- في معنى السياديني ح1
- في معنى السياديني ح2
- دنفش وصندوق جدتي وصورة الزعيم _ قصة قصيرة
- مشروع قرضة حسنه _ قصة قصيرة
- الرقص على جسد الشهوة _ قصة قصيرة
- إشكاليات الثقافة العراقية
- الإسلام وتأريخ المسلمين ح1
- الإسلام وتأريخ المسلمين ح2
- الف جني وجنية _ قصة مجنونة
- مشاكل التدخل الإنساني في هيكلية النص الديني
- أوربا والعولمة وفرصة بناء عالم متجدد ح1
- أوربا والعولمة وفرصة بناء عالم متجدد ح2
- عناوين كبرى وعناوين صغرى
- مفاهيم القيادة والعمل التنظيمي في فكر الرسالة
- العراق التأريخي وصناعة التمدن
- العبادي وواضعي العصي بالدواليب


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - النص واللغة