أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن محسن رمضان - بولس - 7 - بولس ويسوع















المزيد.....

بولس - 7 - بولس ويسوع


حسن محسن رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4665 - 2014 / 12 / 18 - 00:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تطرقت في المقالة السابقة إلى مقارنتين مختلفتين بين يسوع وبولس. هذه المقالة هي استكمال لتلك المقارنات وسأتناول فيها (فرقاً واحداً) مهماً جداً في موقفيهما. وكنت قد ذكرت في المقالة السابقة أنه من أكثر بحوث الكتاب المقدس المسيحي المُسمى بـ (العهد الجديد) طرافة هي البحوث التي تقارن بين تعاليم يسوع، إله المسيحية، كما هي منسوبة له على لسانه في الأناجيل والأسفار الأخرى وبين تعاليم بولس. إذ هذه المقارنات تترك على وجه الباحث ابتسامة تَعجُّب عريضة بسبب كمية ونوعية معارضة واختلاف إحداهما مع الآخر، وعن مدى تأثير (عقيدة بولس) على الفضاء العقائدي المسيحي وضميره بحيث أنه لا يجد حرجاً إطلاقاً، وبدون وعي منه، في أن يقرأ تعاليم (إلهه يسوع) ثم يتركها وينساها مباشرة ليتمسك (بعكسها تماماً) لأن شخصاً ما يُدعى (بولس)، لم يَرى يسوع إلا حلماً ووهماً، ولم يتتلمذ عليه إطلاقاً، قد قال بأنه تلقى وحياً من يسوع في (حياة تلامذة يسوع الذين رأوه وسمعوا منه)(!!!) وأنه، أي يسوع، (قد غيّر رأيه) في "وحيه" لبولس فيما يخص تلك التعاليم. في هذا الفرق أدناه بالذات، وهو الفرق الثالث في سلسلة المقارنات، تتجلى فيه جميع هذه الصور المتناقضة الطريفة مرة واحدة.


3- الموقف من "الشريعة اليهودية" أو بلغة المترجمين المسيحيين العرب "الناموس":

أولاً:
موقف يسوع من الشريعة اليهودية أو "الناموس":


يسوع (واضح جداً في مسألة "الناموس") فهو يؤكد على الشريعة اليهودية والعمل بها:

(لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس [يقصد شريعة موسى] أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل) [متى 5: 17]
الترجمة الرسمية العربية أعلاه (غير دقيقة) وترفض أن تترجم كلمات يسوع بدقة لسبب عقائدي واضح، الترجمة العربية (الحرفية) لِما ورد على لسان يسوع هو:
(لا تظنوا أني جئت لأهدم الشريعة اليهودية أو [ما جاء في] الأنبياء، ما جئت لأهدم ولكني جئت لأعمل بها [to fulfill]) [متى 5: 17]
انظر، على سبيل المثال لا الحصر، ترجمة (The New Oxford Annotated Bible) النسخة المنقحة للطبعة الرابعة لسنة 2010، وهي (NRSV). والترجمة الحرفية لكلمة يسوع اليونانية تطابقها تماماً الكلمة الإنجليزية: (to fulfill)، وهي تعني حرفياً: "لأعمل حسب ما هو مطلوب" أو "لأنجح في العمل" أو "لأنجح في إنجاز ما هو ملزم"، ارجع لأي قاموس (يوناني – إنجليزي) أو (إنجليزي – إنجليزي).

(الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس [يقصد الشريعة اليهودية] حتى يكون الكل) [متى 5: 18]
مرة أخرى، الترجمة العربية الرسمية (غير دقيقة) ولا تعكس حقيقة ما قاله يسوع وذلك لسبب عقائدي ألقى بظلاله على أمانة الترجمة إلى العربية. الترجمة العربية (الحرفية) لِما ورد على لسان يسوع هي:
(الحق أقول لكم: حتى وقت زوال السماء والأرض، ليس حرفاً واحداً، ولا حتى علامة واحدة على الحرف [iota]، ستزول من الشريعة اليهودية، حتى تتحقق كلها [all is accomplished]) [متى 5: 18]
انظر المصدر السابق أعلاه، أو أية ترجمة حديثة يختارها القارئ.

(مَنْ نقضَ إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلّم الناس هكذا، يُدعى أصغر في ملكوت السماوات. وأما من عمل وعلّم، فهذا يدعى عظيماً في ملكوت السماوات) [متى 5: 19]
الترجمة (الحرفية) لِما قاله يسوع:
(ولهذا السبب [يقصد يسوع ما قاله ونقلناه في الاقتباسات أعلاه مِن أنه جاء للعمل بالشريعة اليهودية وأنها لن تزول ما دام هناك أرض وسماء] فإنه مَنْ ينقض واحدة مِنْ أقل هذه الوصايا، ويُعلّمُ الآخرين على أن يفعلوا مثله، فإنه سيُدعى الأصغر في مملكة السماء، أما مَنْ يعمل بها ويُعلّمها سيدعى الأعظم في مملكة السماء) [متى 5: 19]
انظر المصدر السابق أعلاه، أو أية ترجمة حديثة يختارها القارئ.

(فقال [يسوع] له: [...] إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا [يقصد الوصايا العشر]) [متى 19: 17]


مـــــــلاحــــــظــــــات فيما يخص اقتباس [متى 19: 17]:

قبل الانتقال إلى موقف بولس من الشريعة اليهودية والتي قرأنا في الإنجيل بوضوح أن يسوع يؤكد عليها (وأنه لم يذكر قط أو يُعلّم أو يكرز بتعطيلها إطلاقاً، لا هو ولا حتى تلامذته)، قبل الانتقال إلى موقف بولس هناك ملاحظة (طريفة جداً) تستحق الوقوف عندها في الاقتباس الأخير أعلاه على لسان يسوع في إنجيل متّى [19: 17]. ففي تلك القصة عندما قال يسوع للرجل بأن عليه أن يحفظ وصايا موسى ويعمل بها، سأله هذا الرجل عن أية وصايا من العشر هو يتكلم بالتحديد. جاءت إجابة يسوع للرجل منقولة في ثلاثة أناجيل مختلفة وهي هكذا على حسب ترتيبها الزماني بدءاً بالأقدم [إنجيل مرقس]، ثم مروراً بالأحدث فالأحدث [إنجيل متى ثانياً ثم لوقا]:

ا- إنجيل مرقس [حوالي سنة 70 م]: (فقال له يسوع: [...] أنت تعرف الوصايا: لا تزن. لا تقتل. لا تسرق. لا تشهد بالزور. لا تسلب. أكرم أباك وأمك) [مرقس 10: 18 و 19]
ب- إنجيل متّى [حوالي سنة 80 م أو بعدها بقليل]: (فقال يسوع: لا تقتل. لا تزن. لا تسرق. لا تشهد بالزور. أكرم أباك وأمك، وأحب قريبك كنفسك) [متى 19: 18-19].
ج- إنجيل لوقا [ما بين 85 – 110 م]: (فقال له يسوع: [...] أنت تعرف الوصايا: لا تزن. لا تقتل. لا تسرق. لا تشهد بالزور. أكرم أباك وأمك) [لوقا 18: 19 و 20]

أغلب ما جاء على لسان يسوع في إنجيل مرقس، أول من أورد القصة من حيث التاريخ، هي بالفعل ضمن الوصايا العشر فيما عدا (لا تسلب) [وهي هنا في النص اليوناني (aposterēsēis) على معنى (لا تبخس الأجير أجره)، وليس على المعنى الذي ورد في نص (لاويين 19: 13)]. (لا تسلب) التي وردت في إنجيل مرقس، هي (ليست ضمن الوصايا العشر) الشهيرة [انظر الوصايا العشر اليهودية في (خروج 20: 1-17) أو (تثنية 5: 4-21)]. هذه الإضافة غير المتوقعة على لسان يسوع (أوقعت النُساخ المسيحيين وكتبة الأناجيل الذين نقلوا عن مرقس، أي كاتبي إنجيلي متّى ولوقا) الذين أتوا بعد كاتب إنجيل مرقس في (مشكلة طريفة جداً) عند تتبعها. فالجميع (كان يعي تماماً) أن ما قاله يسوع في إنجيل مرقس كان (خطئاً فادحاً) في إضافة عبارة (لا تسلب) إلى الوصايا العشر. فماذا فعل هؤلاء أمام تلك المعضلة؟

1- ماذا فعل كاتب إنجيل متّى؟
كاتب إنجيل متّى، أياً كان هذا الكاتب، عندما جلس ليكتب إنجيله فإنه (استعان بنسخة مكتوبة كانت أمامه لإنجيل مرقس)، وكان ينقل منها أحياناً حرفاً بحرف وكلمة بكلمة. وأيضاً، فإن كاتب إنجيل متّى (لم يكن يجد حرجاً إطلاقاً في الحذف والإضافة والتلاعب والاختراع والزيادة والنقصان على نصوص إنجيل مرقس)، فهذه الممارسة عنده تملك دلائل كثيرة عليها وقد تتبعت بعضها في سلسلة مقالات بعنوان (متّى وإنجيله – نموذج في نقد النص المقدس). فعندما جلس كاتب إنجيل متّى لينقل ما هو مكتوب في إنجيل مرقس عن هذه القصة، وقرأ على لسان يسوع مخاطباً الذي سأله عن الوصايا: (لا تسلب) [مرقس 10: 19]، عرف أن هذه ليست ضمن الوصايا العشر، وإنْ نقلها هو في إنجيله على لسان يسوع هكذا فإنه سوف (يُصّور يسوع على أنه جاهل بما في كتب اليهود المقدسة وجاهل بالوصايا). فما كان من كاتب إنجيل متّى إلا أن (حذف تلك الكلمة من القصة واعتبرها وكأنها لم يتلفظ بها يسوع إطلاقاً حتى يتحاشى تصوير إلهه يسوع وكأنه جاهل بالوصايا اليهودية). ولكنه بعد سرد الوصايا، أضاف (في آخر السرد)، هذه العبارة: (أحب قريبك كنفسك)، وهو اقتباس من سفر اللاويين [لاويين 19: 18]، وذلك حتى يصوّر أن الوصية الأخيرة هو (تعليم منفصل عن الوصايا العشرة) على عكس كلمة (لا تسلب) الذي جاء ترتيبها في مرقس ضمن (الوصايا العشر) وليس منفصلة عنها. ولكنه في تلك الإضافة كان متأثراً ببولس كما سنرى في رقم (5) أدناه.
تذكر دائماً عند قرائتك للنصوص المسيحية المقدسة: (لا شيء بريئ إطلاقاً في نصوص العهد الجديد).

2- ماذا فعل كاتب إنجيل لوقا؟
كاتب إنجيل لوقا عندما اصطدم بنفس المشكلة التي واجهها كاتب إنجيل متّى عند نقله نص إنجيل مرقس في إنجيله، اختار الطريق الأسهل. لقد حذف عبارة (لا تسلب) من إنجيله، وانتهى الأمر عنده عند هذا الحد. فمن غير المعقول أن يدع العبارة كما هي عليه ويُصوّر إلهه على أنه جاهل بالوصايا العشر، فحذفها وانتهى الأمر.

3- ماذا فعل "بعض" نُساخ إنجيل مرقس عبر العصور؟
بعض النساخ لإنجيل مرقس عبر العصور، عندما اصطدموا بنفس المشكلة فيما يخص كلمة (لا تسلب)، فإنهم، وبكل بساطة، حذفوا الكلمة من المخطوط الذي يكتبونه. ولذلك، ضمن المخطوطات المسيحية المتوفرة الآن، يوجد (أصل لمخطوط) به كلمة (لا تسلب) على لسان يسوع، وتوجد (نسخة مكتوبة عن هذا الأصل بالذات لا توجد بها هذه الكلمة). وهذه "الممارسة المقدسة"(!!!) استمرت عبر العصور ضمن الكنائس والرهبان.

4- ما هو أصل عبارة (لا تسلب)، الذي توهمها كاتب إنجيل مرقس على أنها ضمن الوصايا العشر؟
جواب هذا السؤال هو (الأطرف) على الإطلاق. إذ محاولة تتبع أصل وصية (لا تسلب)، (على هذا المعنى للكلمة اليونانية بالذات)، وكيف انتهت على لسان (يسوع) في إنجيل مرقس، سوف ينتج عنه (مفاجأة طريفة). إذ أننا سوف (نكتشف أن يسوع كان يتم استخدامه لينطق بـ "هموم" بولس ضمن مجتمعه العقائدي الجديد الناشئ)، ولا أكثر من هذا ولا أقل. (يسوع كان وسيلة لأتباع الكنائس التي تؤمن بعقيدة بولس، ومنهم كاتب إنجيل مرقس، لعرض وحل الإشكاليات التي واجهها بولس والمؤمنين به من بعده وذلك بوضع الكلمات على لسانه ونسبتها إليه). تتبع كلمة (تسلب) في رسائل بولس، على المعنى اليوناني للكلمة الذي ورد في إنجيل مرقس منسوباً ليسوع، يعطي دليلاً على حجم المشكلة التي كان يعاني منها المسيحييون الأوائل في تعاملاتهم مع بعضهم البعض وكان لابد لها من حل بينهم، ويعطي دليلاً على حجم (التزوير) الذي تعرضت له قصة يسوع. ها هي رسائل بولس تنطق بالمشكلة:

أ‌- (لماذا لا تظلمون بالحري؟ لماذا لا تسلبون بالحري؟ لكن أنتم تظلمون وتسلبون، وذلك للإخوة) [رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس 6: 7-8]
ب‌- (لا يسلب أحدكم الآخر، إلا أن يكون على موافقة، إلى حين، لكي تتفرغوا للصوم والصلاة، ثم تجتمعوا أيضاً معاً لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم) [رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 5]

إذن، أصل العبارة هي مشكلة تعاملات كانت بين المسيحيين الأوائل ومِن الواضح أن بولس فشل في حلها بين أتباعه واستمرت حتى على الأقل وقت كتابة كاتب إنجيل مرقس لإنجيله. فما كان من كاتب إنجيل مرقس إلا أن أضافها على لسان إلهه يسوع، كوصية من الوصايا أملاً في حلها بينهم. ولكنه لم يعي، ويالطرافة الأقدار، (أنه سيتسبب في إشكالية أخطر من نوع مختلف بين أتباع إلهه الجديد يسوع في القادم من الزمان، وسيكون ما فعله أداة علمية لكشف التلاعب في تلك النصوص المقدسة المبكرة منذ أول كتابتها حتى هذه اللحظة).

5- ترتيب الوصايا العشر بين العهد القديم وبولس
لم يذكر (العهد الجديد) الوصايا العشر كاملة، فقد حذف بعضها لأسباب مفهومة، ولكن سنتكلم هنا عن ترتيبها فقط فيما ورد منها في العهد الجديد (ولن نتكلم عن المحذوف وأسبابه):

ترتيب العهد القديم:
أكرم أباك وأمك - لا تقتل - لا تزن - لا تسرق - لا تشهد على قريبك شهادة زور
[خروج 20: 1-17] أو [تثنية 5: 4-21]

ترتيب إنجيل مرقس، ومن بعده باقي الأناجيل مع اختلاف طفيف، منسوبة على لسان يسوع:
لا تزن - لا تقتل - لا تسرق - لا تشهد بالزور – ((لا تسلب)) - أكرم أباك وأمك – ((وأحب قريبك كنفسك [إنجيل متّى]))

أعتقد أن القارئ الكريم الآن في استطاعته أن (يخمن سبب) الترتيب المخالف لنصوص العهد القديم والتي تم نسبتها على لسان (الراباي اليهودي يسوع) في إناجيل مرقس ومَن أتى بعده. بالطبع هو (بولس). اقرأ ما يقوله في رسالته إلى أهل رومية التي كتبها في تاريخ ما بين سنة 55 إلى 57 م، أي قبل كتابة إنجيل مرقس بحوالي 15 سنة:

(لا تزن، لا تقتل، لا تسرق، لا تشهد بالزور، لا تشته، وإن كانت وصية أخرى، هي مجموعة في هذه الكلمة: أن تحب قريبك كنفسك) [رسالة بولس إلى أهل رومية 13: 9]

و (تحب قريبك كنفسك) هي التي أضافها كاتب إنجيل متّى بعد أن حذف (لا تسلب) من وسط الجملة لأنها لا تنتمي للوصايا العشر. فالترتيب للوصايا المخالف لترتيب نصوص التوراة (أصله رسالة بولس إلى أهل رومية). فأينما تولي وجهك في العهد الجديد، إذا لم تكن حذراً جداً، سيخرج عليك بولس من مكان ما ساخراً من سذاجة القارئ العابر. فالقارئ للعهد الجديد، وخصوصاً الأناجيل، ومن دون أن يعي ذلك، هو (يرى وجه بولس ويحسبه وجه يسوع. ويسمع صوت بولس ويتوهم أنه صوت يسوع. ويعتقد بعقيدة بولس ويحسبها عقيدة يسوع).


ثانياً:
موقف بولس من الشريعة اليهودية أو "الناموس":

بالطبع، موقف بولس من الشريعة اليهودية شهير جداً ولا يحتاج إلى اقتباسات مسهبة من رسائله، إذ يكفيك أن تنظر حولك اليوم لأتباع الديانة المسيحية لتعرف رأي بولس في ما يسمى عندهم بـ "الناموس". إذ على عكس رأي إلههم يسوع في الشريعة اليهودية: (حتى وقت زوال السماء والأرض، ليس حرفاً واحداً، ولا حتى علامة واحدة على الحرف، ستزول من الشريعة اليهودية، حتى تتحقق كلها) [الترجمة الحرفية، متى 5: 18]، فإن المسيحيون اليوم يُكذبون أعينهم عندما يقرأون ذلك في الإنجيل على لسان إلههم يسوع، ولكنهم يصدقون بولس الذي قال لهم، في حياة تلامذة يسوع، العكس. لن أطيل المقالة باقتباسات كثيرة من رسائل بولس، ولكن هذه بعضاً منها، ولن ألجأ إلى الترجمات الحرفية حتى وإن بدت الترجمة الرسمية غير سليمة، إذ الغرض هو نقل رأي بولس وهو واضح جداً منها. لكن مَن أراد من القراء الكرام الترجمات الحرفية فليرجع لأي من الترجمات الغربية الحديثة التي تخلصت من التأثير المسيحي عليها:

(جميع الذين هم من أعمال الناموس [الشريعة اليهودية] هم تحت لعنة، لأنه مكتوب: ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به) [رسالة بولس إلى أهل غلاطية 3: 10]
(المسيح افتدانا من لعنة الناموس [الشريعة اليهودية]، إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب: ملعون كل من علق على خشبة) [رسالة بولس إلى أهل غلاطية 3: 13]
(قد تبطلتم عن المسيح أيها الذين تتبررون بالناموس [بالشريعة اليهودية]. سقطتم من النعمة) [رسالة بولس إلى أهل غلاطية 5: 4]
(الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس [الشريعة اليهودية]، بل بإيمان يسوع المسيح، آمنا نحن أيضا بيسوع المسيح، لنتبرر بإيمان يسوع لا بأعمال الناموس. لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما) [رسالة بولس إلى أهل غلاطية 2: 16]
(ليس أحد يتبرر بالناموس عند الله فظاهر، لأن البار بالإيمان يحيا) [رسالة بولس إلى أهل غلاطية 3: 11]

(مبطلا بجسده ناموس الوصايا) [رسالة بولس إلى أهل أفسس 2: 15]


..... يتبع



مـــــــلاحـــــظـــــة:
بسبب اقتراب بداية السنة الجديدة وبداية العطلة السنوية لها، سوف أكمل هذه السلسلة بعد انتهاء تلك الإجازة.
وأود بهذه المناسبة أن أهنئ قراء موقع الحوار المتمدن بقدوم العام الجديد متمنياً لهم عاماً سعيداً موفقاً.
حسن



#حسن_محسن_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بولس – 6 – بولس ويسوع
- بولس – 5 – بولس والشيطان
- بولس – 4 – عقيدة التبرير
- بولس - 3 - بولس والشيطان
- بولس – 2 – بولس والشيطان
- بولس - 1
- في مسألة طيران بولس
- حرام - وسيأتي
- مغالطات يسوع المنطقية - 4
- مغالطات يسوع المنطقية - توضيح
- مغالطات يسوع المنطقية - 3
- مغالطات يسوع المنطقية - 2
- مغالطات يسوع المنطقية - 1
- الإزدواجية العقلانية المسيحية
- في مسألة كلبية يسوع
- في مسألة عري يسوع
- نصوص كذب يسوع
- غرائب المنطق في الوطن العربي البائس
- التعامل مع فاقدي السلطة الأخلاقية
- الفقه اليهودي والمبادئ الإنسانية الليبرالية


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن محسن رمضان - بولس - 7 - بولس ويسوع