أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - الحلوة صاحبة الصورة














المزيد.....

الحلوة صاحبة الصورة


حازم شحادة
كاتب سوري


الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 17 - 13:24
المحور: الادب والفن
    


على واجهة محلٍ لتزيين السيدات صورة كبيرة لإحدى آياتِ الجمال أمرّ قربها يومياً وأنا أمارس وحدتي بشكل مختلف خلال المشي.
كلّ مساء،، أقف أمامها وكأني أراها للمرة الأولى،، أخرج من جيب معطفي المهترئ علبة التبغ،، أشعل سيجارة متأملاً الصنعة البديعة للإله وهي مصحوبة بأفضل لمسات الماكياج،،، أنفث الدخان بحنق تارة،، وبحسرة تارة،، ثم أمضي.
على هذا المنوال بقيت أعواماً،، حتى غدت زيارة هذه الصورة طقساً من طقوسي اليومية التي لا يعلمها أحد إلاي،، وأنتم بالطبع الآن.
هذا المساء حدث أمر غريب،، فما أن وصلت المكان حتى انطفأت جميع مصابيح الشارع والمحلات،، لم يقتصر الأمر على ذلك،، الناس أيضاً تم إطفاؤهم بطريقة مدهشة فاستطعت رغم الظلام المطبق أن ألمح بعضاً منهم وهو جامد في مكانه لا يأتي بأي حركة.
وحدها صورة الحلوة الرائعة بقيت مضاءة تنظر إليّ بابتسامة تختصر الجمال منذ البيغ بانغ وحتى يومنا هذا.
كانت الفرصة مواتية أكثر من أي مساء مضى لأشعل سيجارتي وأستمتع بهذه الخلوة المذهلة مع فتاة أحلامي لكن ما حدث أوقع السيجارة من يدي وتركني مشدوهاً كأبله.
المرأة صاحبة الوجه الخرافي بكل أنوثتها وزينتها خرجت من الصورة بهدوء واقتربت مني ثم بيدٍ لها أصابع أرقّ من النسيم راحت تمسح وجهي صعوداً ونزولاً كعاشقة.
الكلام في حلقي توقف،، كنت أريد أن أقول لها كم إني أحبها،، لكن كيف لرجل مثلي أن يطمع بحب ساحرة مثلها،، وكنت أريد أن أقول،، أتعبني انتظارك يا امرأة كل تلك السنوات لكني لم أيأس كما تعلمين وبقيت أزورك راضياً بابتسامتك كصورة،، وكنت أريد أن أقول...
فجأة،، وبدون أن تنطق بحرف واحد،، عانقتني،، الطاقة التي شعرت بها من ملمس خدها على خدي كانت كفيلة بتأمين الكهرباء لسوريا بأسرها عشرين عاماً دون انقطاع،، ويا لعظمة الرب ما أحلاه من شعور.
بينما كنت سابحاً في جنة هذه الحسناء القادمة من أجمل أساطير اليونان ولعلها فينوس بقدها وقديدها،،، عاد جميع من كان في الشارع إلى الحركة،، أضيئت المصابيح وازدانت واجهات المحلات بالنور من جديد.
طفلٌ ممسكٌ بيد أمه مرا بقربي سمعته يقول لها،، لم يعانق هذا المجنون الهواء...



#حازم_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية رجلٍ آلي
- وحدهُ صوت الريح كان يهدر في ذلك المساء
- رسالة في صندوق البريد
- في مكانٍ ما شرقَ البلاد
- مواطنٌ من دولة الأشباح
- على مفرقِ الأيام
- قررتُ أن أبادلها الجنونَ.. بالجنون
- فتاة بريطانية على شاطئ البدروسية
- أحبوا الله،، كي لا نقطع رؤوسكم!
- أغنية الموج بيني وبين العبث
- اشتقتُ يا شّام
- لوحة غريبة على جدار كهف
- عندما توسّل ملكُ البحر كي يعودَ إلى اليابسة
- جنازة عادية لكاتب مغمور
- عينان خضراوان في سماء بعيدة
- حدثَ في سوريا ذاتَ حرب
- تلكَ البقعة الزرقاء
- المطرُ الساحِر
- أنا لا أنسى أصدقائي
- لا شيءَ يا صديقي،، لا شيء


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - الحلوة صاحبة الصورة