أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليديا يؤانس - حاسب .. لا ترفع مُعولك !!!















المزيد.....

حاسب .. لا ترفع مُعولك !!!


ليديا يؤانس

الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 17 - 08:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المسيح لن يضحي بالكنيسة من أجل فرد، ولن يضحي بفرد من أجل الكنيسة!
لإن الفرد هو الكنيسة والكنيسة هي عبارة عن مجموعة أفراد (المؤمنين).
المسيح عينيه علي الكنيسة لأنها جسده، وهو موجود في الكنيسة بروحه القدوس، ولذا كل فرد في الكنيسة مركز عناية ورعاية المسيح نفسه.
المسيح ليس عنده مُحاباة، لا فرق عنده بين شخص علماني، وشخص ذو رتبة كهنوتية، المسيح يهمه الفرد الواحد كما تهمه الكنيسة ككل.

هذه قصة حقيقية سمعتها من أحد الآباء الكهنة، وتقول القصة، أن الأنبا باسيليوس من مدينة الأقصر، كان رجلاً أميناً ذو خدمة عظيمة وخاصة في مجال الكرازة والتعليم، فلقد حرص الأنبا باسيليوس علي تشييد المدارس للتعليم وأيضاً لتعليم اللغات، ولذا كان من ضمن المعلمين نساءاً ورجالاً أجانب، أيضاً كان الأنبا باسيليوس جميل الشكل والروح، وبحكم عمله الرعوي كان علي إتصال بمن يعملون معه.
حينما يجد الشيطان إنساناً ناجحاً أوعملاً ناجحاً في كنيسة ما، يجول ويصول ويبدأ في رفع معوله لهدم وتحطيم هذا النجاح!
رفع شخص من أبناء الأبرشية معوله فوق رأس هذا الأسقف، بالتشكيك في أخلاقياته وأتهمه صراحة بالزنا، بل تجراُ بأن قال له أنت قاعد هنا يازاني!
رفع الأنبا باسيلسوس رأسه للسماء، ليجعل المسيح شاهداً علي هذا الإتهام الباطل، الذي يسئ إلي سمعته وشرفه، ونظر إلي الشخص الذي أدانه وقال: ياخواجه فلان، الزنا مش حيخرج من بيتك!
مرت الأيام و كان هذا الخواجه فلان له ثلاث بنات، واحدة منهن إتمسكت في قضية دعارة، والثانية غيرت دينها، والثالثة هربت ولم يعرف لها طريق!
لما تنيح الأنبا باسيليوس وأثناء تجهيزه للدفن، وجدوه مرتدياً خيش علي جسده مباشرة، وأنه مثل الخصي.
بعد حوالي 50 سنة أرادوا ترميم مدفنه ولكنهم لم يستطيعوا حمل الصندوق، فتحوا الصندوق فوجدوا الأنبا باسيليوس بجسده الذي لم يتحلل بالرغم من مرور 50 سنة علي وفاته.

في الآونة الأخيرة، تتداول عبر الإلكترونيات رسائل إنتقاضات وتشكيكات وإدانة لأب كاهن راعي كنيسة كبيرة هنا في كندا وأيضاً للكنيسة ككل.
هذا الأب الكاهن مشهوداً له في أخلاقياته وسلوكياته وأمانته علي كل المستويات العربية والأجنبية، بمعني أصح صيته يسبقه في كل مكان.

الكنيسة تعتبر أكبر كنيسة في كندا كلها، لست أتحدث عن المباني أو الإمكانيات المادية أو الشكلية، فالكنيسة تحتضن عدداً ضخماً من الأقباط الذين هجروا معيشتهم في مصر وكل له أسبابه، ولكن الغالبية هاجرت بسبب الإضطهاد.
أيضاً الكنيسة تحتضن كثيرين من الإخوة العرب، بالإضافة إلي إنضمام عدد غير قليل من الأجانب، هذا الأب الكاهن له دور كبير في لم شمل الكنيسة ورعاية أبناء المسيح.
هذا الأب الكاهن أنشأ العديد من الكنائس في نفس المنطقة لإستيعاب الأعداد الكبيرة للوافدين إلي كندا، بالإضافه إلي العديد من المشروعات التي تسهم بشكل كبير في خدمة شعب الكنيسة.

للأسف أحد أبناء الكنيسة هوّ من يقوم ببث هذه التشكيكات وإتهام هذا الأب الكاهن في نزاهته المالية مستنداً علي بيانات صادرة عن جهات حكومية كندية، وبناءاً علي الإحصائيات المالية يقوم هذا الأخ برفع معوله ليهوي به علي رأس هذا الكاهن!
لا .. لا .. حاسب يا أخي لا ترفع معولك علي الكاهن أو أي شخص مسيحي، لأنك في الواقع ترفع معولك علي رأس المسيح الذي تستغل كلامة المقدس لتطوعه في تنفيذ كراهيتك ضد من تهاجمهم، ولأنك تسئ إلي سمعة كنيسة المسيح.

فكرت فيما يحدث أمامي وتساءلت لماذا هذا الأخ العزيز مهتماً جداً بأن يهاجم هذا الأب الكاهن؟
بالبحث عرفت أنه كانت هناك مشكلة شخصية مالية بينه وبين أحد الأخوه المسيحيين، وطلب من الكاهن بالتدخل للحصول علي امواله من الشخص الآخر طرف الخصومة، وهذا مقبول كتابياً ولكن في حدود إمكانيات الكاهن، فالكاهن ليس لديه صفه قضائية بموجبها سيعاقب أو يلزم أحد الطرفين بتنفيذ حكمه.

في يوم من الأيام واحداً من المجمع قال للمسيح، يا معلم قل لأخي أن يقاسمني الميراث، فقال له يا إنسان من أقامني عليكما قاضياً أو مقسماً (لو 12: 13-14).

كل واحد من شعب الكنيسة يريد أن يكون الكاهن في صفه عندما يخطئ الآخرون في حقه، بل قد نسمع الكثيرين يأمرون أو يطلبون من الكاهن بأن يوقع عقوبات علي الشخص الذي من وجهة نظرهم مخطئ، بأن علي الأقل حرمان الشخص من دخول الكنيسة أو منعه من تناول الأسرار المقدسة، هل هذا معقول؟؟؟
كيف لكم أن تتدخلوا في عمل الكاهن إلي هذا الحد؟
هل أي واحد فينا سيسمح لأي شخص أو حتي للكاهن بأن يتدخل في عمله؟
أنا شخصياُ إبني الذي لم يتجاوز الخامسة عشر لا يسمح لي بالتدخل في شؤونه الخاصة!

بالنسبة للأرقام والإحصائيات التي يقدمها أخونا الذي رافع معوله ليهوي به علي كنيسة المسيح ليشوهها ويهدمها من خلال إدانته لهذا الأب الكاهن، أقول له، هل تعلم أن للكنيسة أسرار؟ ومعني كلمة سر أي الشئ المخفي أو الغير معلن أو الغير منظور.

ممكن يا أخي تطلع علي الفائض المذكور في الإحصائيات الحكومية، ولكنك لا تعلم أن الكاهن ملزم أمام المسيح وليس أنت أن يكون أميناً في مال الكنيسة.

هل تعلم يا أخي أن الكاهن من حقه أن يعطي في الخفاء للمحتاجين والذين يمرون بضيقات مالية بدون أن يعلم أحد وبدون أن يكتب ذلك في الإقرارات الرسمية .. لا تتسرع يا أخي وترفع معولك فوق رأسه حتي ولو كان هذا الكاهن لصاً فلست أنت الذي ستحاكمه بل المسيح.

هل تعلم يا أخي أن هذا الأب يقوم بدفع أموال طائلة للمسئولين في الدولة نظير تسهيلات للكنيسة سواء في الشراء أو البناء أو أي نفع قد يعود علي الكنيسة .. حاسب يا أخي أنت لست في موقع المسئولية لكي تحاسب الآخرين وخاصة الكنيسة.
الكاهن ممكن يعلن عن شراء كنيسة قيمتها كذا، ولكن بالتأكيد هناك مصاريف غير منظورة لا أحد يعلمها سوي المسئولين في الكنيسة، وأيضاً لا يمكن إدراجها ضمن مصاريف الكنيسة أمام الحكومة وإلا ستكون هناك مشكلة علي الكنيسة وعلي المسئوليين الكنديين الذين قدموا التسهيلات.

هل تعلم ياأخي أن الكاهن من حقه أن يقدم معونات سواء للفقراء أو للنهوض بالكنيسة في مصر ولا يستطيع أن يدرجها ضمن مصاريف الكنيسة الرسمية.

عموماً يا أخي لا تتسرع في أحكامك ولا ترفع معولك علي الكنيسة، لإن صاحب الكنيسة لن يسمح بأن يستخدمك الشيطان لهدم كنيسته.
بالتأكيد الكاهن إنسان والبابا إنسان وأنت وأنا بشر، وكلنا خُطاه ومعرضين للسقوط في الخطاً، ولكن لست أنت الذي ستحاسب الناس، وكأنك أخذت صفة من صفات الله وهي الدينونة، فمن أنت لتدين هذا أو ذاك، من فضلك حاسب .. لا ترفع معولك !!!



#ليديا_يؤانس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاتدرائية آخن
- دبكة ولا ربكة!!!
- لغتك مش مفهومه!
- أوعي تفوتك !!!
- ماذا أقول لها ؟؟؟
- مسمار الحظ
- الجده والحفيده
- إلي متي يا سيسي؟؟؟
- لا ماضي ولا مستقبل
- التعذيب المُمنهج
- اللون الأصفر
- عار الإسلام
- هل المسيح قال أنه هو الله؟
- مَنْ يزدري مَنْ؟؟؟
- تحرش حلاوة روح
- الكُل بيُرقُص !!!
- وحياة أبوكو حرام !!!
- لا نُريد رئيساً!!!
- عصفوري
- باراباس !!! باراباس !!!


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليديا يؤانس - حاسب .. لا ترفع مُعولك !!!