أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد حسين الأطرش - زين العابدين فؤاد يُعلم الحجر في مونتريال - -المثقف الحقيقي يكون في المقدمة-














المزيد.....

زين العابدين فؤاد يُعلم الحجر في مونتريال - -المثقف الحقيقي يكون في المقدمة-


محمد حسين الأطرش

الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 16 - 21:57
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



ويتعلم الحجر، يرفض أن يكون سجنا. زين العابدين فؤاد يسجنك بلغته العامية العميقة ليعطي للشعر المحكي أبعادا جديدة ربما لم يجد شعراء العامية سبيلا للاهتداء إليها. أسبوعين مضيا على زيارته لمدينة مونتريال، كنت بحاجة لهما لأتمكن من الكتابة عنه بموضوعية.
زين العابدين فؤاد يستطيع بلكنته ووجهه المحبب أن يعلم الحجر، قصيدته الأول من ديوان صفحة من كتاب النيل، يعلم الحجر  بالفعل لا بالقول فقط فتفهم كيف ينتصر الشاعر على سجنه وكيف ينتصر المثقف على جلاده. لم تغيره السنين، بقيا وفيا للناس الذين يشاركهم همهم، لقمتهم وشارعهم.
في مونتريال، تعلمت كيف أن الصورة تظلم أحيانا كثيرة فغالبا أو ربما دائما يحضر الشيخ إمام ونجم دون أن نسمع بزين العابدين فؤاد الذي غنى له الشيخ الكثير من أشعاره وربما أكثرها شهرة. زين العابدين فؤاد لم يقصد أن يكتب شعرا ليغنى لكنه لم يمانع أن يغنيه الشيخ.
تلك الليلة في الثلاثين من تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 كان يجب أن تكون الأكثر بردا والأكثر جليدا وثلوجا فوق مدينة مونتريال الكندية لكن من يقطن هذه المدينة لاحظ لأول مرة أن مذيعة الأرصاد الجوية لم تكن دقيقة في معلوماتها لأن الحرارة ارتفعت بشكل مفاجئ بين الخامسة عصرا والعاشرة ليلا. كنا نحن وحدنا من حضر تلك الأمسية لزين العابدين فؤاد ندرك السبب الحقيقي للدفء المفاجئ.
 
 متدرجا من أيام الصبا والقصيدة الأولى لمن لم يبلغ بعد سن المراهقة مرورا بجائزته الأولى التي حرم منها بسبب قصيدة وتعمده الانتقال من الكتابة بالفصحى إلى العامية وقصص الهروب والسجن ومن ثم التجنيد ورحلته مع الشيخ إمام وكيف هرب إلى بيروت لينضم إلى أصدقائه هناك. كيف كتب شعرا وسار يغنيه في شوارع بيروت لرفع معنويات المقاتلين أيام الاجتياح الإسرائيلي لبيروت. كيف أن غناء جميلة، اليتيمة في مؤسسة أبناء الصمود، استطاعت بغنائها أن تسقط الطائرة الإسرائيلية في سماء بيروت فيتوقف بكاء الأطفال ملتفين حولها مع شمعتها التي تضيء حيز ما يشبه الملاجئ.
 
ويكمل فؤاد الرحلة  وصولا إلى ميدان التحرير وملازمته للشبان والشابات ليختم بإيمانه العميق بأن ما جرى كان بداية الرحلة وأن الطريق ما زال طويلا لكن برأيه من يكسر قيد الخوف مرة لن يعود ليعيشه مرة أخرى.
 
بالنسبة لي، وربما لأكثر الموجودين، كان لشعر زين العابدين فؤاد نفس قوة غناء جميلة. جميلة أسقطت بصوتها الخوف من الطائرة الإسرائيلية وشعر زين العابدين فؤاد أزال كل آثر أو عاطفة خوف بعد كل ما مر على البلدان العربية. فؤاد أسقط خوفنا من الغد، جدد إحساسا بأن الربيع وإن هبت عليه عواصف سيأتي كل عام لأن زين العابدين فؤاد ومن يشبهونه ما زالوا يفترشون الميادين. صاحب فكرة الميدان فن والداعم لكل مجموعة شبابية تؤمن بالتغيير من خلال الكلمة واللحن يعيد المثقف إلى دوره الحقيقي في المجتمع . يخلع عنه ربطة عنقه ويلقي عنه بدلة السموكن السوداء تاركا الأبراج العاجية مرافقا مينا والشيخ السيد وغيرهم ممن سقطوا دفاعا عن الحرية.
 
زين العابدين فؤاد جعل لأمسية الثلاثين من تشرين الثاني 2014 نكهة خاصة تركت لي، وبالتأكيد لمن حضرها، سحر الكلمة عندما تقترن بالفعل. لحظة اقتربت لمصافحته التبس علي الأمر بدا لي مناضلا بقدر ما هو شاعر وبدا لي إنسانا بقدر ما هو شاعر. زين العابدين فؤاد أشكرك باسم كل من يتحدث العربية وباسم كل من يؤمن أن الغد يصنعه أصحاب الكلمة والقلم إذا ما كانوا على مسيرتك.
 
لحظة صافحتك لم أكن أعرف أنك قد زرت مدينتي الصغيرة عرسال لتلتقي بالأطفال السوريين النازحين لتخفف عنهم وتدعمهم في محنتهم ولم تكن نوال مدللي فد أخبرتني عنك وعن القلب الكبير الذي يضمه صدرك. عندما جمعتين صورتك  وجوسلين في عرسال إلى صورتك وجوسلين في مونتريال مع قصة نضالك الطويل وددت أن تتاح لي الفرصة يوما لألتقيك لفترة أطول ليلتقيك كل من يتحدثون العربية فترة أطول ليعرفوك. زين العابدين فؤاد تستطيع أن تعلم الحجر، تستطيع أن تعلمنا جميعا كي نغني خلفك فتسقط طائرات الخوف.
شكرا لمجموعة أقلام عربية في مونتريال وشكرا لمحمد فتيحة من تورنتو الذين أتاحوا فرصة اللقاء بك.
أرجو أن تعيد سريعا إن لم يكن من أجل أمسية شعرية فليكن شفقة بنا لأن مونتريال شديدة البرودة.
 
محمد حسين الأطرش



#محمد_حسين_الأطرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جائزة فلسطين للإبداع ، دورة غسان كنفاني، 2012 - 2013
- لندع الأسد يقتل الإسلاميين!
- حمص تحمل صليبها
- رسالة من معمر القذافي إلى بشار الأسد
- بدم حمزة لا بيد أوباما
- أسد لا يسمع ولا يرى
- المستبد بين بلاغة الدم وشهادة الحبر!
- المستبد يخاف الحمام الزاجل
- لن تخيفوننا بالإسلاميين
- فخامة الرئيس بشار الأسد
- الأقليات تحمي الدكتاتوريات
- نموت ويحيا الأسد
- الأسد يرسب بامتياز
- إخلع عمامتك يا مفتي حسون
- يوم أمهات سوريا
- مجرد هلوسة
- وقاحة قذافية
- الدولة لا دين لها
- -لا صوت يعلو فوق صوت البندقية-
- متى يُستآصل الأسد وأمثاله؟


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد حسين الأطرش - زين العابدين فؤاد يُعلم الحجر في مونتريال - -المثقف الحقيقي يكون في المقدمة-