أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - ماذا وراء استقالة حمادى الجبالى من حزب النهضة؟














المزيد.....

ماذا وراء استقالة حمادى الجبالى من حزب النهضة؟


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 16 - 11:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لم يفاجئ الجبالى التونسيين بإصدار بيان شرح فيه أسباب استقالته من حزب النهضة. فالجميع يعلم أنّ العلاقة بين الجبالى والغنوشى قد تصدعت بعد اغتيال الشهيد بلعيد، وتباينت المواقف بين الرجلين: فالجبالى أعلن ضرورة خروج الترويكا من الحكم، وصقور النهضة تمسكوا بالسلطة، ورفضوا الاعتراف بمسؤوليتهم فى استشراء العنف السياسى. ولكنّ تزامن إصدار البيان مع انطلاق الحملة الانتخابية للترشح لمنصب رئيس الدولة هو الذى أثار اهتمام المحللين والسياسيين وغيرهم، فما دلالة هذه الاستقالة فى مثل هذه المرحلة؟

يذهب أنصار الجبهة الشعبية إلى أن هذه الاستقالة تفهم فى ضوء الحراك الذى يشهده حزب النهضة، والخلافات التى تثبت وجود تيارات متعددة داخل الحزب، وهذا يعنى أنّ ما يجرى فى أحزاب أخرى من خلافات ينطبق أيضا على النهضة. وبذلك تتلاشى الصورة النمطية التى سوق لها أنصار النهضة من أنها تنظيم محكم يمثل «البنيان المرصوص» ويعرف بانضباط الأنصار الذين لا يشقون عصا الطاعة.

لقد عاش «الاتجاه الإسلامى» تحولات كبرى إذ انتقل من حركة موالية لتنظيم الإخوان تتبنى عدة مقولات، وتركز على استمالة القاعدة من خلال العمل الخيرى والدعوى إلى حزب يؤمن بأن مقتضيات العمل السياسى تتطلب التضحية بالجانب الدعوى فى سبيل البرجماتية السياسية، ولذلك قدم حزب النهضة عدة تنازلات لا سيما بعد الإطاحة بمرسى.


إن استقالة الجبالى توضّح اختلاف تموقع كلّ من الغنوشى وأتباعه، والجبالى وأتباعه أو جماعة المهجر/جماعة السجون فضلا عن ثنائيات أخرى تعكس الانتماء الجهوى، والاختلاف العمرى، واختلاف المصالح، والتنافس على الريادة. فالمتابع لجولات الجبالى فى الخارج والخطاب الذى يصوغه عن نفسه منذ مدّة ينتبه إلى أنّ الرجل صنع صورة تتماهى مع صورة الأبطال، ولا تقلّ أهميّة عن صورة الزعماء المخلّصين بل الثوّار. فقد ادعى الجبالى أنه كان فاعلا فى الثورة، محافظا على قيمها، ساعيا إلى محاربة الفساد، عمولا من أجل العدالة الاجتماعية، حريصا على القضاء على الفقر والتهميش (والحال أنّ الرجل ظهر بعد الثورة فى صورة المحبّ للمال حبّا جمّا، مستثمرا فى عدة قطاعات، يحبّ الرفاه، ويستمتع بتوسيع رصيد ممتلكاته) وغنيّ عن البيان أنّ هذه الصورة تُبنى فى مقابل صورة الغنوشى الذى يتهم بأنّه تنازل عن قيم الثورة، وناصر أزلام النظام السابق، ومثّل تيار «الردّة» عن أهداف الثورة. غير أنّ حرص الجبالى على تلميع صورته، ودفاعه المزعوم عن الحريات والمبادئ، يقابل بوقائع يعرفها القاصى والدانى كمسئوليته عن انتشار العنف، ومواجهته المحتجين فى سليانة بالرش، وانتهاك «روابط حماية الثورة» حرمة الاتحاد العام للشغل، وتغاضيه عن المحسوبية، والفساد، والتمييز على أساس الانتماء الأيديولوجى، والافلات من العقاب، إلى غير ذلك من الأحداث.

ما لم يصرّح به الجبالى هو أن اتخاذ قرار الخروج من حزب النهضة، هو محاولة للهروب من المسئولية التاريخية والمحاسبة: من خدم مخطّط الشرق الأوسط الجديد؟ ومن تسبّب فى إضعاف الدولة؟ ومن فرّط فى السيادة الوطنية؟ ومن أساء إدارة المصالح الوطنية؟ إنّ الاستقالة تراعى التحولات: أوّلا الداخلية التى أثبتت تغيّر نظرة القواعد إلى حزب النهضة بعد فشله فى الحكم أو فى إدارة البلاد، وثانيا التحولات الإقليمية التى تتمثّل فى تغيّر مواقف الدول الخليجية التى كانت داعمة للإسلام السياسى، وتغيير العرّاب الأمريكى توجهاته بعد بروز داعش، وخفوت بريق «الربيع العربى» بعد تعدّد الخيبات.

ليست استقالة الجبالى إلاّ محاولة لتغيير الوجهة، واكتساب عذرية جديدة، ولكنّها تبقى اصطناعية.فالرجل لم يكن مناصرا للحريات، وهو فى الحكم، فإذا به اليوم ينتصب مدافعا عن الحريات ومناضلا ضدّ عودة منظومة الاستبداد.. وبعد أن كان مبشّرا بالخلافة السادسة ها هو يتحوّل إلى ناشط حقوقى يضحّى بتاريخه، ومنصبه فى الحزب من أجل خدمة أهداف الثورة، والانتصار للقيم. وإذا علمنا الخاصية التى ميّزت خطاب قيادات النهضة: ازدواجية الخطاب أمكن لنا أن نتساءل عن المقاصد الخفية لهذه الاستقلالية: هل هى بالفعل دون علم القيادات أم أنّها استراتيجية لاختراق المجتمع المدنى؟ ونقدّر أنّ تموقع النهضة الجديد بعد ابتعادها عن الحكم، سيكون مؤسسات المجتمع المدنى التى أثبتت نجاعتها، وقدرتها على ممارسة الضغط، وتغيير السياسات. وهكذا ستتمكّن النهضة من خلال «تفرّغ الجبالى» من انتزاع مرئية جديدة واكتساح فضاء أوسع.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب النهضة
- التوافق المزعوم
- من «سردية التميّز إلى سردية وهم التغيير»
- الكلّ يغنّى على ليلاه
- هل خرجت تونس من النفق؟
- ملاحظات على هامش الانتخابات التونسية
- حالات الإحباط.. قبيل الانتخابات
- موجة خلع الحجاب .... على هامش الانتخابات
- رسالة تونس: لله درّ النهضة كم تتقن التلاعب
- لقد هزلت حتى بدا من هزالها
- السياسة كرنفال
- سفينة النجاة
- على قدر الكساء نمدّ أرجلنا!
- كلّهم فى الهوى سوى
- برگاتك يا حزب!
- المسكوت عنه فى محاربة الإرهاب
- يا قصر قرطاج.. ها هم على أبوابك يتزاحمون
- نكبتنا فى الطبقة السياسية
- مأزق الهيئة العليا والمستقلة للانتخابات
- شطحة من شطحات الشيخ


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - ماذا وراء استقالة حمادى الجبالى من حزب النهضة؟