أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد قيقة - القومية التونسية بين مفهوم التطرف و صرامة المشروع















المزيد.....

القومية التونسية بين مفهوم التطرف و صرامة المشروع


أحمد قيقة

الحوار المتمدن-العدد: 4663 - 2014 / 12 / 15 - 23:32
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


الأحكام الي ممكن يُطلقها إنسان على وجهة نظر أو فكر ساسي ما يعرفوش، جديد عليه، و أول مرة يكتشفه و يحتك بيه عديدة. بالنسبة للقومية التونسية، أكثر حُكم ممكن توصفت بيه خلال الحوارات و النقاشات وسط الأوسطات التلميذية و الطلابية أو الشارع، هو "التطرف" .... فهل أنو القومية التونسية فكر مُتطرف ؟

أي فكر قومي هو فكر مُتطرف بطبعه، إذا حركة أو حزب سياسي يدّعي التوجه القومي و ماهوش قابل صفة التطرف أو ما تنطبقش عليه، فهو قومي مُزيف. زيد على هذا أنو التوصيفات من النوع هذا أطلقوها أعداء تونس على الأجيال القومية السابقة (بما أننا مازلنا نحاربوا في نفس الأعداء من فرنكوتونيزيان و عروبيين و شيوعيين)، فمحمد علي الحامي كيف بداء في جولة باش يشجع على مشروع النقابة التونسية قالوا عليه "متطرف" و "شوفيني" و متعصب. الحزب الدستوري الجديد كيف دعى لمظاهرات 8 و 9 أفريل، الحزب الشيوعي أصدر بيان قال هاذم "فاشيين"، و بما أننا نواجهوا في نفس الأعداء فإنهم باش يستعملوا نفس الحجج و نفس المصطلحات قدام أي طموح قومي.

لكن في مفهوم التطرف، ثما زوز تعريفات أو مفاهيم تتعلق بيه، و فيها ياقع الخلط :


* الأولى هي التطرف متاع الهبلة و الأفكار المجنونة و الهستيريا السياسية. و هذا منهج جنوني مُدمر، لا يصلُح ولا يُصلح، لا يمكن أنه يبني، و أثبت الفشل متاعو في كل التجارب.
* الثانية هي الصراحة ... و هنا مكمن تطرّف القومية التونسية، الي نُقرّوا بأنها فكر مُتطرف من الناحية هذي، لكن بالمنهج و المعنى الآتي شرحه :


في وسط عالم سياسي يطغى عليه الكذب و النفاق و المُجاملات و تزييف الحقائق و الوعود الوهمية، الطرف الي يصدع بالحقيقة يظهر أنه مُتطرف، تطرفه يكمن في الصراحة متاعو، في أنه يُسمي الأشياء بمُسمياتها. الحقيقة في أغلب الأحيان توجع، و الصراحة تصدم، خاصة كيف تكون غير مُتوقعة، خاصة و الناس تعودت أنه ما يصدر من خطاب سياسي ديما يقتصر على المُجاملة و الوعود المزيانة بالحياة المثالية دون ذكر حتى كيفية بلوغها.
في وسط المعمعة السياسية القذرة في تونس، الخطاب السياسي الصريح يصدم، هاك الصدمة هذيكا هي الي تُظفي عليه طابع التطرف، لأنو التطرف كمفهوم في حد ذاته لاهو إيديولوجيا ولاهو فكر سياسي، هو فقط إنطباع نسبي لدى الطرف المُقابل.
بالنسبة للجبهة القومية التونسية، ما ثماش مُجاملة، ما ثماش لوغة حوار وطني و توافق وطني، هذي مُصطلحات شاذة في عالم السياسة أنتجها الإرتزاق الحزبي في تونس، حاجة بديهية برشا الحزب الي عنده الثقل الأكبر شعبياً و يربح الإنتخابات يُحكم مبروك عليه، يُحكم وحده باش كي ينجح ينجح ببرنامج و كي يفشل يفشل وحده، و الشعب في الدورة الجاية يقرّر. منظمة نقابية تنحرف عن مسارها النقابي و تولي طرف سياسي يحب يفرض نفسه على الدولة و تقوم بممارسات تخريبية و تعطل الحياة العامة و تتسبب في خسائر كبيرة للدولة و المواطن، بديهي جداً أنه ياقع حلّها و مُحاكمة كوادرها، و إصدار قانون جديد يحطّ العمل النقابي في إطاره الطبيعي الصحيح. الطرف السياسي الي يجاهر بولائه لأطراف سياسية خارجية سواء كانت دول أو مُنظمات فهو خائن، و ما يتمش التعامل معاه كطرف ساسي بل كعدو يجب إستئصاله من الجذور. السياحة قطاع إقتصادي (هذا إذا تنطبق عليه كلمة قطاع إقتصادي) هشّ و تداعياته السلبية على البئية و الإقتصاد أكثر من أرباحه، و ماخذ قدر كبير برشا من الإهتمام ما يستحقوش، من البديهي باش يتم تحجيم التركيز على القطاع هذا و التوجه نحو الفلاحة و صناعات الإقلاع (كخطوة أولى) الي تمكننا من تحقيق الأمن الغذائي، تشغيل اليد العاملة، ثم تجميع الثروة (من خلال صناعات الإقلاع) الي باش تخوللنا دخول مجالات صناعية أكثر كُلفة و أكثر تعقيد. تحرير الدينار لابدّ منه مادام العملة بش تولي تاخذ قيمتها من قوة الإقتصاد التونسي و وقتها يتشجع المستثمر التونسي بش يستثمر في بلادو و البرا منها و يولي من السهل على شركاتنا تسويق سلعها و خدماتها خارجيا، . تولي الأسعار ثابتة في بلادنا و تنقص من قيمة التضخم و بالتالي تتحسن الطاقة الشرائية للتونسي.
إصلاح المنظومة التعليمية ما يكونش بتصعيب الإمتحانات و التسبب في رسوب أكبر عدد ممكن من الطلبة و التلاميذ، لأن الذنب ماهوش ذنب التلميذ، الإصلاح يشمل المنظومة كاملة، إبتداءاً من إعادة تقسيم السلّم الدراسي و خيارات التوجيه، مروراً بالمحتوى الدراسي و بالعامل البشري من مُربين و إداريين و تلاميذ، وصولاً إلى الإمكانيات المادية الي لازم تتحط على ذمة المؤسسات التعليمية و التربوية، تقريباً ثلث ميزانية الدولة لازم تمشي للإستثمار في التعليم و البحث العلمي. البلاد في الحظيظ، النهوض بيها ماهيش مسألة عام و عامين و خسمة سنين، في حالة كيما حالتنا البلاد تتطلب مشروع شامل للنهضة، و ما ثما حتى مشروع متاع نهضة قام و آتى أكله في خمسة أو عشرة سنوات، النهضة تتطلب صبر، تتطلب التضحية، تتطلب برشا خدمة، الجبهة القومية ماهيش من نوعية الأحزاب أو الحركات السياسية الي تحلّك في الجنة ذراع و تعيشك في الأوهام، و إذا فرضنا أنو الجبهة القومية التونسية وصلت الحُكم ماهيش باش تقول للشعب : آيّا تهنى توه أمورك مريقلة، توه تنجم ترتاح و تخلينا نخدموا. لا الجبهة القومية تقول للشعب : عهد الراحة و الإستجمام إنتهى، اليوم وقت الخدمة، اليوم تشمر على ذراعك و نكونوا مع بعضنا كتف بكتف باش نجبدوا بلادنا من تحت الأنقاض، يا شعب عندك زوز خيارات، يا إما تضحي و تتعب مدة قصيرة و مبعد تتبدل حياتك و حياة أولادك للأبد، يا إما تبقى عايش في الميزيريا و الشقاء للأبد. باش ندخلوا لسباق الأمم متأخرين و اليّ يكون متأخر في سباق لازم يعطي أقصى ما عندو من طاقة و ما يخمم إلا في الهدف النهائي متاعو باش يعوّض عليّ فاته، منغير تعب و عرق و وجاعة، لا يمكن تربح في سباق، خاصة كي تكون متأخر ...


القومية التونسية فكر سياسي واضح و صريح، حدد مجموعة أهداف عامة، و حدد آليات العمل و جاري مُراجعتها حتى يتم إدراجها في البرنامج السياسي وقت الي تمرّ الحركة لمرحلة العمل السياسي الحزبي. القومية التونسية مشروعها و أهدافها كبيرة على هذكا برنامجها أحياناً يصدم أو يظهر للبعض كأنه مُغامرة، لكن ما ننساوش أنه على قدر العمل يكون النجاح، و على قدر العطاء يكون الربح، و على قدر التضحية تكون الإستفادة، ما ننساوش أنه بلادنا بوضعها الحالي إنحدرت إلى أسفل سافلين و موش بالساهل أنك تعاود توقف بلاد على ساقيها من جديد، هذي ماهيش حانوته فلست باش تعاود إدور فيها الدولاب، هذي بلاد كاملة بدولتها و بشعبها و بمناخها الجيوسياسي.



#أحمد_قيقة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرزوقي بين غرابة الشعار وصعوبة الخيار


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد قيقة - القومية التونسية بين مفهوم التطرف و صرامة المشروع