أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - المذاهب الدينية والظاهرة التكفيرية في العالم العربي















المزيد.....

المذاهب الدينية والظاهرة التكفيرية في العالم العربي


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 4663 - 2014 / 12 / 15 - 07:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المذاهب الدينية والظاهرة التكفيرية في العالم العربي
تعود ظاهرة التنظيمات التكفيرية المسلحة في بداياتها الاولى كجماعات تتبع "السلفية الجهادية" الى الربع الاخير من ثمانينات القرن الماضي عندما قام كل من الاردني عبدالله عزام والثري السعودي اسامة بن لادن بتأسيس تنظيم القاعدة في أفغانستان عام 1988 . وقد انبثق هذا التنظيم بشكلٍ رئيسي من المجموعات الجهادية في أفغانستان وباكستان وبُنيَ على قاعدة الجهاد لمحاربة المد الشيوعي في تلك المنطقة . وقد تلقى "المجاهدون" الافغان في تلك الفترة دعماً هائلاً من البنتاغون والاستخبارات الامريكية والغربية , وتم توفير كافة أنواع الاسلحة لهم بما فيها الصواريخ المضادة للطائرات . وقد شاركت حينها الباكستان بتوفير معسكرات التدريب بينما ساهمت السعودية ليس فقط بالتمويل السخي , بل أيضاً بأرسال المئات من المجاهدين العرب ولا سيما من السعودية والخليج للجهاد في أفغانستان . حيث تمكنت هذه المجموعات "الجهادية" من إخراج القوات السوفيتية من الاراضي الافغانية عام 1989 . ويُشكل تنظيم القاعدة الجناح الاكثر تطرفاً في الاسلام السياسي الذي سجل أول ظهور له عام 1928 مع تأسيس جماعة الاخوان المسلمين في مصر من قبل الشيخ حسن البنا ليتبعه تأسيس حزب التحرير الاسلامي في القدس عام 1953 . وقد نمت تنظيمات الاسلام السياسي ولا سيما الاخوان المسلمين وانتشرت في العالم العربي في العقود الخمسة الاخيرة مُستفيدة من مجموعة عوامل , كان اهمها التمويل السخي الذي تلقته في الخمسينات من الدول الرجعية كالسعودية ودول حلف بغداد , وذلك بعلم الغرب وتشجيعه , بغية توجيه الجماعات الاخوانية لمحاربة الاحزاب الشيوعية والاشتراكية والقومية " الملحدة " , والتآمر على الانظمة العربية القومية , كما حدث في مصر خلال فترة حكم عبد الناصر . وقد استفادت هذه التنظيمات منذ منتصف الثمانينات من تراجع شعبية التيار القومي والاشتراكي في المشرق العربي بعد الاخفاقات والمؤامرات والهزائم التي تعرض لها هذا التيار بدءاً من هزيمة حزيران 1967 وأحداث أيلول 1970 وحرب أكتوبر 1973 وانتهاءاً بالاقتحام الاسرائيلي لجنوب لبنان لتصفية المقاومة الفلسطينية 1982 ثم حرب الخليج 1992 . لذا سجلت مختلف تنظيمات الاسلام السياسي ولا سيما المُتطرفة منها وتحديداً بعد حرب الخليج , نموا وانتشاراً واضحاً مع تدفق الدعم والتمويل السعودي والقطري لجهات مختلفة من هذه التنظيمات , في الوقت الذي تشعبت فيه هذه التنطيمات الى اتجاهات فقهية ومذهبية بدوافع طائفية وتبنت منهجيات مختلفة في العمل السياسي والتعبوي , وإتجه بعضها كما يُراد لها من قبل الجهات المُمولة نحو التطرف والارهاب والعنف الطائفي ولا سيما بعد اندلاع ثورات الربيع العربي . حيث تعرضت المنطقة العربية عندها وباستخدام هذه الجماعات لثورة تضليلية مضادة وشاملة لاجهاض هذه الثورات من جهة , وافتعال ثورات تآمرية مضادة كما حدث فيما يُعرف " بالثورة السورية " من جهة أخرى . وقد تورطت الانظمة الخليجية مع حكومة أردوغان الاخوانية بالتمويل والتسليح والدعم اللوجستي وانشاء معسكرات لتدريب لهذه الجماعات , وذلك في اطار من التعاون أحياناً والتنافس والصراع أحياناً أخرى , لتغرق المنطقة بمجملها بفوضى مطلقة من الارهاب والقتل والدمار العشوائي على يد تنظيمات تكفيرية مُتعددة تتبادل بكثرة التحالف والصراع فيما بينها كالدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة والجبهة الاسلامية وجيش الاسلام وأنصار بيت المقدس وأنصار الشريعة ....الخ . ومن المفارقات العجيبة أن يتم كل ذلك تحت سمع وبصر وتوجيه الاستخبارات الغربية في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتغطية اعلامية يغلب عليها طابع الوقاحة والكذب والنفاق والتضليل لخداع الرأي العام العالمي على كافة المستويات العربية والاقليمية والدولية , وتهدف ليس فقط التنصل من دعم هذه الجماعات , بل أيضاً اظهار الحرص في القضاء عليها . وجميعنا يعلم أن ما تقوم به هذه الجماعات من أعمال عنف وأجرام لامعنى لها , لا يُمكن أن تُمثل صراعات دينية طبيعية أوخلافات فقهية تندرج في اطار الصراع والتطور الذاتي للشعوب , وهي تقود في المحصلة لأهداف تخريبية وتآمرية مقصودة لخدمة الغرب الامبريالي واسرائيل . ومن يقفون وراء تجنيد مقاتلين تكفيريين لهذه الجهة أو تلك من الجماعات المسلحة هم عادة من المنظمات والشخصيات الدينية الطائفية المدعومة بعلاقات مالية واستخباراتية تآمرية وتقف ورائها أنظمة اقليمية معروفة . ومهمتها هي صناعة التكفيريين واعدادهم للقتل والتخريب والفوضى والدمار . وهذا يتم من خلال إجتذاب أفراد من المجتمعات العربية أو الاسلامية , يُعانون عادة إما من الجهل الشديد والعزلة الاجتماعية أو من التطرف والاختلالات العقلية بحيث يسهل بالتالي تشويههم فكرياً وحرفهم دينياً وأخلاقياً , وينشأ هؤلاء عادة في بيئة اجتماعية فقيرة للغاية وربما تنعدم فرص العمل المُتاحة لهم , مما يُسهل بالتالي اجتذابهم مالياً . وهم يُشكلون في النهاية التربة الخصبة أو المادة الخام لصناعة مقاتلين مجرمين يُمارسون بكل سهولة الارهاب والانحطاط الاخلاقي والتكفيري والطائفي ...الخ .
وكرد فعلٍ متباين على ما يجري في المنطقة , فقد انتشرت مُؤخراً في الصحف والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي برامج وتعليقات وكتابات مُسيئة تُهاجم بشدة بعض الطوائف والمذاهب بأسلوب طائفي بغيض .كما يُهاجم بعضها الاديان بشكلٍ عام ويتهمها بأنها تعيق تطور الشعوب وتُقسمها وتقود الى الاضطهاد والظلم والاستغلال وغير ذلك من التعليقات الغير منطقية التي تشوه الاديان بصورة ساذجة . وقد غاب عمن ينشرون هذه الكتابات والتعليقات والبرامج المُسيئة , أن الأديان والفكر الديني هي بكل بساطة جزء لا يتجزأ من التراث الثقافي والاجتماعي والفلسفي للشعوب ولا يُمكن النظر اليها أو الحكم عليها بهذه السطحية والسلبية . فقد لعبت الاديان على اختلاف طوائفها ومذاهبها عبر التاريخ دوراً إيجابياً في حياة الشعوب في تطورها المتواصل في الميادين الاجتماعية والفكرية والفلسفية والحضارية . والاديان تُعتبر أيضاً جزء من التطور الاجتماعي والعقلي والتاريخي للانسان .... كما أن الأديان كغيرها من مكونات التراث الإنساني تخضع لعملية التطور وفق جدلية وحدة وصراع المتناقضات .... والصراعات الدينية كغيرها من الصراعات الإنسانية الاخرى كالصراع الطبقي والفكري والحضاري , تخضع بلا شك لهذه الجدلية التاريخية . ولكن الاديان عموماً في قيمها الاجتماعية والمثالية يُمكن أن تلعب (على خلاف ما يعتقد البعض) دوراً إيجابياً في نضال الشعوب طالما لم تلوثها الانتهازية السياسية , ويمكن أيضاً أن يتم استغلالها لتلعب دوراً سلبياً , وهذا يعتمد على الحاضنة الاجتماعية والسياسية التي تمارس التأثير على القوى الشعبية المتدينة . فإما أن يُستخدم الدين لتوعيتها وتوجيهها لخدمة مصالحها الوطنية والطبقية أو يتم استخدامه لتضليلها وتوجيهها في الاتجاه المعاكس .
ويعتقد البعض من المثقفين وبعض اليساريين والماركسيين العرب أن الاديان تُعيق النضال الثوري والطبقي للشعوب وتطورها نحو الافضل , باعتبار أن علم الاجتماع الماركسي الذي يتجلى في المادية التاريخية يتجاهل باعتقادهم دور الدين في صنع التاريخ ويعتبر الاقتصاد والصراع الطبقي هو المحرك الفعلي للتاريخ . وهم من جهة أخرى يستشهدون بعبارة ماركس الشهيرة " الدين أفيون الشعوب " ... ولكن الفيلسوف الالماني كارل ماركس عندما استخدم هذه العبارة في كتابه المعروف " نقد أصول فلسفة الحق عند هيجل " . لم يتوقع أن يُساء فهم مقولته الشهيرة هذه والتي لا تزال تتردد الى الآن بين بعض المثقفين واليساريين العرب دون الانتباه للخطأ الفادح في تعميم هذه العبارة وتفسيرها كجملة معادية للدين , وعدم فهم المعنى الحقيقي لمقولة ماركس هذه . وما كان يقصده ماركس كفيلسوف مادي بهذه العبارة ليس اتهام الدين كمخدر للشعوب بالمعنى الحرفي والسلبي للكلمة , بل تشبيه تأثير الدين كفكرٍ غيبي وروحاني بالافيون الذي كان يُستخدم في تلك الفترة كمسكن طبي في تخفيف معاناة وآلام المرضى . فقد شبه ماركس الدين " بزفرة الفقراء و تنهيدة المضطهدين " في شعورهم بالقهر والظلم والحرمان . والدين حسب ماركس “ روحاً لعالمٍ بلا روح " .
وفي هذا الاطار علينا أن لا ننسى أن الدين الاسلامي بما في ذلك الاديان الاخرى كالمسيحية واليهودية والهندوسية والبوذية ....الخ قد بدات جميعها ولا سيما في الحضارات الانسانية ماقبل وما بعد ميلاد المسيح , بثورة اجتماعية اصلاحية لمحاربة الظلم والعبودية والاضطهاد , وتمكنت من بناء حضارات انسانية عريقة.... ولكنها في تطورها التاريخي تخضع لجدلية التطور الاجتماعي والفكري وتُواجه الحروب والصراعات الدينية والطبقية.... والتي تقود في نهاية المطاف نحو التغيير والتطور والاصلاح الديني والاجتماعي... ومن الطبيعي أن تتعرض الاديان في مسارها التاريخي لقوى تقاوم هذا التغيير والتطور , وذلك إما لكي أن تُحافظ هذه القوى على نفوذها الاجتماعي والديني والطبقي , أو لمجرد التمسك بقناعاتها الدينية . ولكن هذه القوى المُقاومة للتغيير لا تستطيع أن توقف مهما فعلت عجلة التطور الجدلي للتاريخ الذي يٌعتبر محور الحركة والصراع والتغيير في الطبيعة والفكر والنشاط الانساني بكل اشكاله . والتاريخ الانساني كما نعلم مليئ بالصراعات الدينية والفكرية والطبقية والحروب الدموية في المسار الطبيعي لتطور المجتمعات البشرية . فقد شهدت أوروبا على سبيل المثال حروباً دموية طاحنة في الفترة الواقعة بين القرنين السادس عشر والثامن عشر قادتها كل من الكنيستين الكاثوليكية والاصلاحية البروتستانتية , وكانت الاعنف والاشرس في تاريخ الصراعات الدينية والطبقية . حيث تصدت الحركة الاصلاحية البروتستانتية بقيادة مارتن لوثر مع دخول أوروبا في عصر النهضة لتسلط واضطهاد الكنيسة الكاثوليكية ومقاومتها لحركة التطور والتغيير والاصلاح , وفضحت الفساد الذي مارسه رجال الكنيسة الكاثوليكية في تلك الفترة , ولاسيما فيما يتعلق بصكوك الغفران . ولكن هذه الحروب التي قادها العاملان الديني والطبقي قد خضعت لعوامل التطور الذاتي والصراع الديني والطبقي للمجتمعات الاوروبية , بخلاف ما تشهده المنطقة العربية هذه الايام من من هجمة تكفيرية بربرية لا معنى لها ولا هدف لها سوى الارهاب والفوضى والقتل والدمار العشوائي , ولا تخضع بأي مقياس من المقاييس لعوامل التطور الذاتي أو الفكري والديني للشعوب العربية والمشرقية في المنطقة , بل يتم تحريكها وتُمويلها من أنظمة اقليمية معروفة , بمعرفة وتوجيه استخبارات المنظومة الامبريالية العالمية التي تسعى دوماً وبأساليب جهنمية خبيثة الى نشر العنف والفوضى من أجل القضاء على أجواء التغيير الثوري في المنطقة , وتقسيم المشرق العربي والهيمنة على الشرق الاوسط بموقعه الاستراتيجي الهام ومخزونه النفطي الهائل .
ومن الجدير بالذكر أن العالم المعاصر ولاسيما بعد نجاح الثورة البرجوازية الصناعية في أوروبا وانتصار الثورة الفرنسية أواخر القرن الثامن عشر والتي حملت معها نهاية سلطة الكنيسة في الدولة , قد أصبح يتجه أكثر فأكثر نحو انحسار أو تلاشي دور الاديان في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية للشعوب , ولا سيما المتقدمة منها صناعياً واقتصادياً , وذلك بالترافق مع التطور المُذهل الذي يشهده العالم في مجال المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا واقتصاد العولمة ...الخ . الا انه لا يزال للدين تأثير قوي في الحياة الاجتماعية والثقافية للمجتمعات العربية المعاصرة ولمجتمعات العالم الثالث بوجه عام . ولكن يبقى مع ذلك من الضروري جداً في هذه المجتمعات وفي المرحلة المبريالية المتقدمة والمعقدة التي يشهدها العالم المعاصر , عدم الخلط بين الدين والعمل السياسي بالرغم من صعوبة الفصل التام بين الدين والدولة في هذه المجتمعات ولا سيما فيما يتعلق بالشريعة الدينية . فالدين بطبيعته الروحانية والخيرية والانسانية لا يُمكن اقحامه في العمل السياسي بعلاقاته وصراعاته المادية البحتة التي نشهدها في الانتخابات والصراعات والنضالات السياسية , أو التي نشهدها في مجال التحالفات والعلاقات الخارجية والاقتصادية أو في الحروب والصراعات الاقليمية والدولية على النفوذ والاسواق العالمية وتجارة الاسلحة ....الخ . وطالما من غير الممكن الخلط بين المادي والمثالي , وهما بالفعل أمران لا يمتزجان ولاسيما في عالمنا المعاصر , فبالتالي لا يجوز الخلط بين الدين والسياسة بالشكل الذي تُمارسه قوى الاسلام السياسي . فهذا الخلط لا يُؤدي فقط لافساد الدين وحرفه عن مساره الخيري والانساني والتسامحي بل يقود أيضاً الى تشتيت مختلف أشكال النضال السياسي وافساح المجال للعملاء وقوى الثورة المضادة في الداخل والخارج لزرع الفتن وتقسيم المجتمعات طائفياً وتغليب الصراعات المذهبية على حساب القضايا الوطنية والقومية وعلى حساب النضال الطبقي والاصلاح السياسي والاجتماعي , بما يخدم بالمحصلة القوى الرجعية والعميلة والشرائح العليا من البرجوازية والرأسمالية الطفيلية . ولكن هذا لا يعني كما يتوهم البعض أن الدين أو التمايزات المذهبية هي المسؤولة عن الصراعات الطائفية والاوضاع السياسية والامنية المُتردية في المنطقة ويقودنا بالتالي لأخذ موقف معادي من الدين أو من بعض المذاهب بما يُؤدي الى المزيد من الخلافات والصراعات الاجتماعية وعوامل التقسيم والتشرذم التي تُعاني منها المجتمعات العربية...فالاديان والمذاهب كغيرها من المكونات الثقافية للشعوب والمجتمعات يتم استغلالها كما نعلم من قبل الغرب وعملائه باستخدام قوى الاسلام السياسي من أجل تقسيم هذه المجتمعات وزرع الفتن فيما بينها . ولكن كما يتم استغلال المذاهب الدينية يتم أيضاً استغلال مكونات وخصائص أخرى في المجتمعات لهذا الغرض ,كالانتماء القبلي والعشائري أو حتى الانتماء القومي والعرقي (عرب وأكراد وآشوريين ..الخ) والغرب يُحاول باستمرار استغلال بعض من هذه المكونات أو جميعها , وهذا ما يحدث فعلاً في سوريا ولبنان ومصر والعراق واليمن وليبيا والسودان , أو في بعض الدول الافريقية كالصومال ونيجيريا ...الخ . واذا لم تتوفر عوامل الصراع وفق أي من هذه المكونات فقد يلجأ الغرب وعملاؤه لاستغلال مكونات أخرى كالانتماء التنظيمي والسياسي كما هو حال الصراع في الوضع الفلسطيني بين فتح وحماس والذي كلف المقاومة الفلسطينية عام 2007 في قطاع غزة وحده ما لايقل عن 400 قتيل نتيجة الصدامات المسلحة الغير مبررة والتي أشعلتها بعض القيادات الانتهازية والعميلة في حركتي فتح وحماس في مرحلة يُفترض بأنها مرحلة التحرر الوطني من الاحتلال الصهيوني .
ان الهجمة التكفيرية التي تواجهها المنطقة العربية والمدعومة من الغرب واسرائيل وبعض الانظمة الاقليمية , تهدف بالدرجة الاولى الى انهاء الصراع مع الكيان الصهيوني واشعال الفتن والصراعات الطائفية في الشرق الاوسط لتقسيم المنطقة الى كيانات دينية وطائفية تخدم في النهاية المشروع الصهيوني في لدولة اليهودية , وذلك من خلال تبرير وجود هذه الدولة في المنطقة مع كيانات دينية وطائفية أخرى التي قد تفرزها تلك الهجمة . ولذلك تستهدف الهجمة التكفيرية كما رأينا جميع دول المنطقة وجيوشها ومجتمعاتها بمختلف مذاهبها الدينية ومكوناتها القومية والعرقية من العرب والقوميات المشرقية الشقيقة كالاكراد والتركمان والآشوريين والارمن والسريان....الخ لكي يتم اضعاف وتفكيك هذه الدول والجيوش والمجتمعات وتحل محلها بالتالي كيانات طائفية ومذهبية ضعيفة . وهذا ما يضمن الاستقرار الابدي للكيان الصهيون والسيطرة التامة للغرب والامبريالية العالمية على هذه المنطقة الاسترتيجية من العالم ونهب ثرواتها . لذا علينا جميعاً كأفراد وجماعات ومكونات لهذه الامة أن نعي ما يجري من حولنا من مؤامرات مُدمرة , وندرك ألاهمية البالغة للوحدة الوطنية والاجتماعية والدينية لمجتمعاتنا العربية والمشرقية التي يجمعها التاريخ والجوار والتقاليد والعيش المشترك , وأن ننبذ كل أشكال الفرقة والاوهام الطائفية والافكار الشوفينية والعنصرية . وعلينا أن نعي أن أي مستقبل حقيقي ومزدهر لهذه المنطقة ولهذه الامة لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تقوية روابط شعوبها ومجتمعاتها , وذلك بالتوعية الشاملة والتنسيق السياسي بين أحزابها وقواها وحكوماتها الوطنية والتقدمية ومرجعياتها الدينية والمذهبية المخلصة ومؤسساتها التعليمية والتربوية والثقافية , في اطار جبهة وطنية وتقدمية عريضة لتدارك هذا الخطر الداهم والمُدمر الذي يهدد المنطقة بكاملها .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - المذاهب الدينية والظاهرة التكفيرية في العالم العربي