أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - ماركسية عربية لمابعد ماركس















المزيد.....

ماركسية عربية لمابعد ماركس


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4661 - 2014 / 12 / 13 - 18:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يرفض "الماركسيون" التفكيربان الماركسية قابله للتجدد، او انها اصلا يمكن ان تنقض من دون نقض كلي، بل لكي تؤكد، لاعتبارات هي من نفس الجوهر الذي تتميز به، بماانها نظرية في الصيرورة التاريخية والتحول، ان افتراضيات البشر عن الرؤى المستقبليه، كما تفصح عنها تجربة التنظير الشيوعي المعاصر، تظل مكبله الى حد بعيد بثقل الماضي، وهذا قانون وجودي قبلي، وسابق على الماركسية، ويتضمنها، لذلك ظلت مجبرة ودائما، على اغفال او نسيان ماهو غير ممكن توقعه، او التنبوء به. ما ينطبق قطعا على تأسيسات ماركس وانجلس.
لا داعي لتذكر الاسهامة اللينينيه، فالايديلوجيا فاضحه في التكملة الاخيرة المضافة لجهد ماركس وانجلز من موقع /الاورو شرقية/، الا ان الايديلوجيا كمنظومة تفكير تبدا مع ماركس وانجلز نفسهما، وبقوة، فالنداءات، ولغة البيان، هي حتما استدعائية تريد استجلاب التبني،/ ادخال الوعي من الخارج/ لاجل اغراض او اهداف لاتنتمي لمهمة الفكر كليا، مايؤدي للمفارقة بين اليات الفكر واليات العمل، هذا مع العلم ان ماركس كان فرحا جدا، لان فلسفته جاءت لكي "تغير العالم بدل تفسيره" كما كان الفلاسفة قبله يفعلون، وبغض النظر عن اسباب موضوعية اخرى، فان الايديلوجيا ونزعة تحول الفكرة الى "قوة مادية"، لها التباساتها التي تبعد العمل الفكري عن قواعد المعرفة واشتغالات العقل المتجرد، فماركس كان مقنعا جدا من حيث الهيكليات المنظورية التي استعملها، الا انه بالغ في تسويد صفحة البرجوازية، بالاخص في توقعاته حول مستقبلها، فلم يلتفت لاي ملمح يشيرلحيويتها، ولقدرتها على الابتكار، ناهيك عن طاقة التملص من مصيرها، واذا انتبه فهو لم يكن يريد المجازفة بتهديم بنية نظريته، لصالح احتمال قد يرى هو عكسه.
هذا يعني ان ماركس لم يكن مبرئا من الغرضية، وانه جانب شروط العلم متقصدا، اما اذا لم يكن يعلم، وهذا هو الارجح، فتلك مصيبة، هذا في حين لم يكن اي من الماركسيين العرب يعلم، او لايعلم، فالماركسية هنا اخذت كصندوق مغلق، ولم تكن بناء عليه متصلة باي جهد تحليلي، او يمكن ان تنتج عنه اية اضافة للبناء النظري المستعار، اما بما يخص اللينينية، فلقد كانت مقبولة جدا وبتلهف تقديسي، والماركسيون العرب، هم بالاحرى لينينيون اسيويون، اكثر بكثير مما هم ماركسيون اوربيون، وهو مايفسر عدم احتياج هؤلاء ل"راس المال"، فلم يترجموه الا حين اوشكت الماركسية على الغروب، مع انهم ترجموا كل اعمال لينين، كما احتفوا ب" البيان الشيوعي" الماركسي الاول، بسبب طابعه التحريضي والندائي المباشر، فلنين ماركسي اسيوي، تمكن من اقحام الاستبدادية الشرقية، في قلب المشروع الماركسي الاوربي، بابتداعه نظرية"مالعمل"/ الحزب، حيث تتقلص المسافة بين الفكرة والوا قع، بعد فقدانها كل موثوقيتها الموضوعية، لصالح فعل ارادي اقحامي مخطط.
لايمكن مع ذلك وصف لنين بانه مشعوذ نظري عبقري، فالتجليات التي يمثلها وتتابعت من بعده، هي بالاصل من مكونات وحقيقة الراسمالية، واشكال تجليها العالمي اذا تجاوزنا على فكرة"العولمة" الراسمالية، ورفضنا اعتبارها مجرد عملية بحت اوربية/ غربية، بقدر ماهي عالمية تفاعلية، تدخل في تضاعيفها تفاعلات المكونات واليات الحضارات الاخرى، الامر الذي يتحول هنا، اي في منطقتنا الى "صفر" من حيث مستوى التحري في احتمالات فعالية الراسمالية والاشتراكية، وفقا للمكونات البنيوية التفكرية، اوالمادية لهذه المنطقة.
لقد تراجعت الماركسية كما هي كقوة فعل مباشر، او "مادي"، كما يطيب لماركس والماركسيين الاستعاريين ان يصفوا، او يميزوا به تصوراتهم، وهذا لم ينشا عن دواعي تآمرية مضاده، بقدر ماهو عقاب التاريخ على قدر من الاافتراضية والافتعال التأسيسي، رافق من البدايه تفكير ماركس، ومنعه من ان يكون "ماركسيا" بحسب مايتمنى، وليس ماهو حقيقة عاشها ومارسها.
يصاب من تبقى الى الان من الماركسيين الحزبيين/ الينينيين، او من هم خارج الاحزاب في العالم العربي، بنزعة المعاندة والنكران، فهم يصرون بطريقة كاريكتيرية، على القول بان الماركسية ماتزال صالحة كما هي "دليلا للعمل"، وهنا يتركز اسوأ اشكال التردي الماركسي، حيث تشم رائحة الانقراض، والغوص بعيدا في مجاهل التاريخ، بينما يتكرس بقوة، الجدب الفكري القديم لهذا الصنف من الحداثييين العرب، الذين لم يسهموا اطلاقا في البنية النظرية للماركسية، بعد ان تبنوها كوسيلة "تغيير مفترض"، تبررها محفوظات صماء، والمؤكد ان مثل هؤلاء، لايمكن ان يعودوا أحياء الان، بينما اصبح شرطا لعودة عمل الماركسية ان يعاد بناءها نظريا وعمليا، بالضد من موضوعاتها الاساسية، وبما يخرج بها من عالم "الصراع الطبقي" المميز للتاريخ الاوربي، وقوة ديناميته المحركة حيث الملكية الخاصة اساس العملية الانتاجية منذ بدئها، الى الدينامية المتعددة لامم الارض حيث تدرجات حضورها، وممكنات فعلها.
وهكذا تعود نزعة التشاركيه الى حيث ينبغي لها ان تكون كقوة عالمية اممية، مستمرة التشكل، ولها طرق وسبل مختلفة، تضمن سير الشعوب والامم المختلف والموحد باتجاهها، وليس من الصحيح هنا، فرض وجهة نظر بذاتها على الآخرين، لكن يجوز ايضا ان يطلب من كل اصحاب النزعة التشاركية العربية، تقديم تصوراتهم بما يخص اعادة بناء نظرية التحول الاشتراكي في منطقتنا، واذا كانت ممكنة، وباي السبل والوسائل، مع اخذ اسس الماركسية، او النظرة الاوربية الماركسية للانتقال للاشتراكية بالحسبان، ومثل هذه المقاربة تستدعي بالدرجة الاولى، الغاء التقديس النظري لماركس بالذات، او لنين، او اي من اصحاب المساهمات الكبرى في البنية النظرية للاشتراكية المعاصرة.
اذن يفترض بنظرية التحول التشاركي العالمي، ان تنتقل الى التفاعل، وان لا تقبل حالة الثبات على مقومات سابقة وتاسيسية، باعتبارها نهائية، او موضوعة بموقع القدسية، مهما كانت. فالتطورية التي اعتمدها ماركس على سبيل المثال، يمكن اعتبارها ملمحا مضادا للثورة، او لتحولات اشكال العمل العاطفي والمعرفي المتشكله حاليا، اي نشوء طبقات وفئات جديدة مختلفة نوعيا ودورا، عن البروليتاريا التي كانت شاغل ماركس واختفت، او هي موشكة على الاختفاء، مع تزايد مقومات الفعل العالمي المشترك، بينما يتداخل الانتقال النوعي الحياتي اجتماعيا، لاطبقيا اليوم، مع مهمة انتقال الانسان الى طور جديد وجودي، لاطبقي واجتماعي وحسب.
وكل هذه العناوين تحتاج لتوضيح اكبر واشمل، انما المطلوب بداية ان تتوفر النية والاستعداد للقاء ضمن اطار لايكرس ماكان قائما، بل يبدا مفتوحا للبحث في الممكنات التشاركية المستجدة، على قاعدة مابعد ماركس والماركسية، وباتجاه تشاركية عالمية جديدة، تبدا بحق المشاركة والمساواة داخلهااولا، وبين مختلف الامم المساهمة فيها، والمعنية بمشروعها، ومثل هذا اللقاء الذي يحتاج لندوة اولية خاليه من المواضعات المسبقة، قد يكون هو الانسب، لاجل تحديد مسار او خارطة طريق، باتجاه اعادة البناء، كما لاجل مغادرة زمن انتهى واصبح مرشحا ـ كما كان يحلو لماركس القول ـ لان يوضع في المتحف الى جانب الفأس، وربما المحراث السومري القديم، المهم ان يكون من يستمعون او يقراون مقالنا هذا، قادرين على استعادة الثقة بالمستقبل، وقبل ذلك، الاستعداد لان يكونوا قوة فاعلة فيه، منسجمة مع قوانين التاريخ ومستجدات الحياة، التي هي خضراء دائما، كما كان لنين يحب ان يذكّر، بينما "شجرة النظرية رمادية".



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في طريق اعادة بناء الحركة التشاركية - الشيوعية - العراقية / ...
- في طريق اعاد بناء الحركة التشاركية - الشيوعية - العراقية/( 1 ...
- في طريق اعادة بناء الحركة التشاركية -الشيوعية- العراقية 2م2 ...
- على طريق اعادة بناء الحركة التشاركية - الشيوعية- العراقية 1/ ...
- كتابنا يجبر الحزب الشيوعي العراقي على الاحتفال ب- انتفاضة ال ...
- مابعد العثمانية ومابعد الغرب
- هل من صراع تاريخي داخل-الوطنية العراقية- اليوم؟: الهزائم الك ...
- هل من صراع تاريخي داخل -الوطنية العراقية-اليوم ؟1/2
- انشقاق 1967 في الحزب الشيوعي العراقي: التكرار ام الانتظار
- لمناسبة قرب صدوركتابي عن - انتفاضة الاهوار المسلحة في جنوب ا ...
- من يتحمّل مسؤولية فشل وهزيمة المشروع الوطني العراقي الحديث؟
- التساؤلات التي لاتطرحها قوى العلمانية العراقية على نفسها؟
- صراع مجتمعي بدل الطبقي.. ابراهيمية جديدة بدل الماركسية
- في مفهوم- الراسمالية الزراعية- والكيان المركب ؟؟؟؟؟
- مابعد المحمدية: الابراهيمية تنقلب وتتجدد
- الماركسية ماتت لكنها لم تدفن
- العربية والإسلامية: مقاومتان بمنطقين متعارضين
- معركة الشرعية والمؤتمر التأسيسي العراقي
- حرب المتغيرات الكبرى: أميركا ومعضلة تدمير الدولة العراقية
- العراق لبنانيا ... أو : تمرين صعب حتى للمقاومين .


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - ماركسية عربية لمابعد ماركس