أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - الشعوب المغاربية و الوحدة المعلقة















المزيد.....

الشعوب المغاربية و الوحدة المعلقة


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 4660 - 2014 / 12 / 12 - 23:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشعوب المغاربية و الوحدة المعلقة

"كلّما كانت الدولة فاسدة ،كلما زادت القوانين ".كورنيليوس تاسيتوس


وحدة ملجمة :

هل تكفي الحدود و القوانين المنظمة أو بالأحرى "اللاجمة " لكل أشكال التفاعل ما بين الشعوب للحد من حركيتها المجالية وكذا من باقي تفاعلاتها البينية والتي تهم بالتأكيد كل المجالات ؟؟؟

وإلى أي حد تعكس هكذا قرارات "فوقية "تطلعات هذه الشعوب؟؟

لا شك أن الشعوب تميل طبيعيا لعلاقات انسيابية تتماشى وانسيابية وحدة حاكتها عوامل الجغرافيا والتاريخ والدين و الثقافة والتجارة والفن و الحب والزواج والمصاهرة والمودة والتعاون والتضامن .......طوال قرون متواترة شكلت تلك الطبقات المتراكمة عبر الزمان والمكان من حضارة مغاربية " استدمجها الوجدان الاجتماعي شرقا وغربا ،شمالا وجنوبا .....كي تسري في أوصاله مدا من شحنات الانتماء المشترك ......من الوريد إلى الوريد .

محددات الانتماء المشترك :

الانتماء لا يتحدد بتلك الأوراق الثبوتية والمزدانة بطوابع رسمية تجيز لصاحبها الحصول على حقوق محددة وفق قوانين تصيغها هذه السلطة أو تلك .
الانتماء هو أولا ذلك الدفق من المشاعر التي تنبعث مودة عند أي تفاعل مع بين شخصين او جماعتين ......توحدهما العديد من العناصر .
-الانتماء قد يحدده ذلك الهيجان الجماهيري في باقي الأقطار المجاورة الذي قد تفرزه مباريات تلعب فيها إحد ى فرق بلدان المنطقة مع فرقة غريبة ,

_الانتماء قد يحدده بشكل أكثر عفوية ذلك التفاعل مع هذا الفنان او ذاك او تلك الفرقة الموسيقية أو تلك ,,,,لأن انفعالات عميقة انبثقت من أدغال القلب فاهتزت أوتاره من فرط التجاوب حماسة و بهجة وفرحا .
_ الانتماء قد يحدده ذلك التضامن التلقائي الذي قد يعبر عن نفسه إثر حدث مؤثر
أصاب إنسانا أو منطقة شقيقة .

أشكال متعددة من عناصر الانتماء لا يمكن حصرها تعبر عن تلك الوحدة الموجودة والموءودة بقرارات أقل ما يقال عنها أنها "طائشة ".

نعم ،إنها وحدة تعكسها أوجه التشابه في كل شيء أو بالأحرى في أغلب المكونات الرئيسية لشعوب تتوخى العيش مع بعضها البعض في ود وسلام وتماسك و تعاون .



الأخبار المزيفة تخلق العوائق النفسية :

الكثير من الناس يبني مواقفه تجاه هذا البلد أو ذاك أو تجاه هذا الشعب أو ذاك
انطلاقا من الأخبار "الزائفة " التي تخلق مواقف مسبقة يتم السعي لتنميطها
من خلال الإشاعات والأفكار الجاهزة التي تخدم سياقا معينا لا يتجاوب بالضرورة مع "المصلحة العامة "في بعدها الحقيقي .....بالنسبة لبلدين متجاورين متحابين شعبيا متنافرين سياسيا ,

قبل ان أقرر المشاركة الفعلية في أحد الملتقيات العلمية بإحدى الجامعات "الجزائرية " انهالت علي العديد من التحذيرات المثبطة للعزيمة والتي ترتكز بشكل خاص على "أخبار موجهة "من هنا وهنا ك ، تبالغ في تهويل الشروط الأمنية وما قد يترتب عنها من أخطار محتملة ,,,الخ
إلا أن رغبتي في الاكتشاف والمشاركة " جعلتني أتحدى هذه العوائق "النفسية "
و أيضا عوائق "المسافة ,,,في ظل زمن جد محدود .
وكم كانت مفاجأتي "جميلة " وأنا أعيش تجربة مميزة قد تفوق شحنتها الوجدانية ما سبق أن عشته في تجارب مماثلة ببلدان أخرى .





شساعة المشترك :

لا شيء بتاتا يشعرك أنك خارج بلدك . لم أشعر للحظة واحدة أنني "خارج المغرب" . نفس المقومات ونفس المشاكل حتى و إن اختلفت "التسميات "
نفس السحنات والأمزجة ، نفس التصرفات ونفس القيم التي تنتظم حولها السلوكات الاجتماعية : كرم مادي ومعنوي وحفاوة في الاستقبال والاهتمام قد لا تجد لها مثيلا خارج "الرقعة العربية " .
خصوبة وجدانية تنم عن ذلك الرصيد الاحتياطي من ثروتنا "الإنسانية "
الباذخة في زمن غدا فيه الإنسان الذي يسمى متحضرا "شبيها بآلة تشتغل بشكل تحكمي يسير عن بعد ويعتبر "جفاف المشاعر" خصلة تنبيء عن عقلانيته "المتطرفة " .
ذلك أن الإنسان أكبر من أن يختزل لمجرد "عقل " يخيط الأحداث والشخوص بحيادية مفترضة .....
الإنسان هو أيضا قلب يخفق مشاعر وأحاسيس ......قد تختلف في شحنتها حسب
الشروط ، ولعل هذه الشحنات ما يجعل الفن والفنانين الأكثر قربا من أي سياسي حاذق وأكثره قدرة على التأثير .
ولعلنا نحن العرب ، لازلنا نمتلك تلك الخصوبة المتوارثة عبر الأجيال من خلال
قدرتهم الاستثنائية على نظم الشعر بانسيابية مميزة .....,لآشعر بدون رصيد مميز من المشاعر .

برودة الطقس ودفء المشاعر :

كان الجو باردا جدا .....
وكان الدفء يلف المكان فرحا ومحبة واحتفاء بمناسبة علمية جميلة جمعت الأشقاء من أماكن متعددة كي يفكروا مع بعض ويقتسمون أيضا لحظات جميلة من الود المشترك .
رأيت الفرح في وجوه ذلك الحشد من الشبان والشابات ويؤثتون بحضورهم الوازن مدرج الكلية و يتواصلون مع تجارب أخرى من بلدان شقيقة.

رأيت الحفاوة في وجوه العمال والموظفين والمسؤولين وهم يشتغلون كخلية نحل من اجل إنجاح تظاهرة لها دورها الحاسم في تحريك منطقة نائية يلفها نوع من الركود خصوصا في هذه الفترة الباردة .

وعبر الفرح عن نفسه من خلال السعي في التواصل معنا والتقاط الصور للحفاظ على الذكرى "حية تنبض " رغما عن الزمن .
كما لمست الحفاوة المميزة من خلال درجة الصبر والتفاني في اداء المهام المسندة

في أي منطقة يمكن أن تجد زملاء ينتظرونك في المطار لساعات كي يقلك لمكان اللقاء ولا يسأمون من "طول الانتظار الناجم عن تأخر الطائرة حتى وإن كان الوقت ليلا وباردا وممطرا والمعلومات "غير دقيقة " ويتحملون وزر الانتظار بمحبة الأشقاء ؟
في أي منطقة قد يأتي مسؤول لتوديعك ولو في عز الفجر ولا تثبطه عن هذه اللفتة الإنسانية الجميلة تراكم التعب الناجم عن شروط تنظيم الملتقى وتفاصيله الكثيرة ولا قطرات المطر ولا لفحات البرد وعندما يجد السيارة التي ستقلك للمطار قد اقلعت يتبعها بكيلومترات ، فقط ليؤدي واجب التوديع كما تقره الأعراف العربية الأصيلة لضيوفها الأعزاء ؟؟؟؟
قد لا يحدث هذا ‘لا في منطقة تحافظ بإصرار على "أصالة عاداتها المميزة ".

وأنا أنتظر الطائرة المتأخرة كي تقلنا من مطار الجزائر العاصمة نحو مطار "عنابة " أثتت اللحظة بدردشة مع إحدى الجزائريات ......وهي تودعني ،فوجئت بها تبحث في إحدى حقائبها وناولتني "خميسة ذهب" من حجم صغير كي تبقى ذكرى للقائنا ......تأثرت بالأمر فبحث أيضا في حقيبتي وسلمتها "هدية رمزية " امتنانا لفعلتها الراقية .

ارتسامات مواطني البلدين :

ونحن في المطار ،التقينا طبيبين مغربيين رجعا أيضا من أحد الملتقيات بالعاصمة
فقال لنا احدهما :الجزائريون رائعون .....يتاكد لي ذلك مرة إثر أخرى ,,,,
وأكدنا بدورنا هذه الملاحظة ,,,,
كما أكد لنا كثير من الجزائريين "روعة المغاربة وطيبتهم " وتجاربهم مع حفاوة الاستقبال المغربية .
وكلما تجاذبنا أطراف الحديث عن العلاقة بين الشعبين ولو بشكل غير مباشر برزت المطالبة بضرورة فتح الحدود وتوطيد جبهات التعاون في أفق الوحدة وخلق قوة بالمنطقة تمكن أهلها من تموقع أكثر وزنا ضمن المنظومة الدولية ,
فهل يستجيب حكام المنطقة ويعبرون عن مستوى من النضج يضاهي نضج شعوبهم البعيدة النظر ؟؟؟؟




عائشة التاج , سسيولوجية من المغرب



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا و تونس و المشاعر العميقة ,
- هل تواصل -أمل صقر- جرأتها وتطالب بمحاسبة وزراء التعليم بالمغ ...
- تصحر المشاعر
- رحم الله أحلامنا المجهظة
- الغيرة والحسد كانفعالات سلبية : الآثار النفسية والاجتماعية .
- تأبطت شظايا الروح
- زخات من أمل
- نحلة تلعق عسلها
- وخز حد النزف
- هات شعاع عينيك
- الناس والمعادن والزواج
- كتبتك بوهج العنفوان
- و أنا أرحل
- على هامش تحضير الحكومة الملتحية لشرطة مراقبة غير الصائمين با ...
- رواية -دروز بلغراد - في ضيافة صالون الربوة بالرباط
- للسيد بنكيران :أجنحة المغربيات ترفرف في سماء الحرية .
- نحن والمسؤولية الموقوفة التنفيذ
- الهزيمة النفسية بوابة كل الهزائم
- رقص الشموع
- غيمة مرت من سمائي


المزيد.....




- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...
- جميع الإصابات -مباشرة-..-حزب الله- اللبناني ينشر ملخص عمليات ...
- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- -بوليتيكو-: شي جين بينغ سيقوم بأول زيارة له لفرنسا بعد -كوفي ...
- كيم جونغ أون يشرف بشكل شخصي على تدريب رماية باستخدام منصات ص ...
- دمشق: دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف ريف دمشق
- هبوط اضطراري لطائرة مسيرة أمريكية في بولندا بعد فقدان الاتصا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - الشعوب المغاربية و الوحدة المعلقة