أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رياض الحسيني - ماهية الديمقراطية ..!














المزيد.....

ماهية الديمقراطية ..!


رياض الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 342 - 2002 / 12 / 19 - 03:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

كثيرا ما يتردد على السنة الكثير منا ان الحل الوحيد للخلاص من الديكتاتوريات المتعاقبة –مهما كانت طبيعة تشكلها وهيئتها- هو الديمقراطية ! بيد ان البعض الاخر يرى ان أغلب التجاوزات انما جاءت نتاجا طبيعيا لاستغلال الديمقراطية ؟

وعلى هذا النسق نجد انفسنا في مواجهة جملة من القضايا ذات الصلة مثلا: هل ايجاد الديمقراطية يعني استيرادها او فرضها بالقوة على مجتمع ما ؟! الجواب كلا. هل يمكن اعتبار ان الغرب الانموذج الامثل لتطبيق الديمقراطية ؟ اذا كان الجواب نعم اذن من اتى بشارون ؟ ومن اتى بهتلر ؟ ومن يأتي بالرئيس الاميركي كل سنين اربع ؟ اليست الديمقراطية ؟!

الاسئلة موضوعية لكن المسألة اصعب مما نتصور ! اذن ما هو الحل قبل الدوران في حلقة مفرغة ؟!

لا شك ان تجريد الديمقراطية من بذور نشأتها السليمة يعني تحويلها الى نبتة مريضة تحمل القشور فضلا عن ادوات قتلها. فالتفكير بأرساء دعائم الديمقراطية امرا لا يخص الساسة فقط وانما يخص كل افراد المجتمع وبكل طوائفه وطبقاته. فالديمقراطية تنشأ وتكبر لتعطي ثمرا طيبا للجميع، ورجل الشارع البسيط هو اولى بذرات تلك النبتة.كما ان الكل يعي ان الثقافة والتوجيه السليم يلعبان دورا في بناء المجتمع الصحي، ولا تكفي الطيبة والسذاجة في بناء جسور الثقة والاحترام المتبادل بين افراد ذلك المجتمع. فحضور المثقفين واصحاب الرأي السديد وذوو التجارب والخبرة في ادارة وتوجيه دفة المجتمع يعني اختصار الكثير من المعاناة واختزال نسبة الوقوع في الكوارث المحتملة. لذا فالمسألة حالة انسانية اجتماعية عامة تؤثر سلبا وايجابا على كل طبقات المجتمع بل وتتعداه الى المجتمعات الاخرى في احايين كثيرة. خذ مثلا اوروبا التي تعتبر الاولى في ارساء دعائم الديمقراطية للبشرية من المنظور العلماني هي نفسها التي اتت بطائفة دينية واغتصبت لها ارضا وزرعتها في ارض لا تصلح الا لبذورها الاصلية.

ما يمارس اليوم هو المعيار المزدوج للديمقراطية فالاخيرة كغيرها ذات حدين وعملة لوجهين مختلفين! وما يهمنا كمجتمع بنى اساسات هيكلته على اسس ونمط تختلف تماما عن الجزء الاخر من الكرة الارضية هو: كيف يمكن ان نكون ديمقراطيين؟ كيف يمكننا ان نحترم الاخر ولا نشطب عليه بالقلم العريض ؟ كيف يمكننا ان نهذب انفسنا ونتقبل الطرف السالب- من وجهة نظرنا- ولانعتبره شاذا دخيلا يجب التخلص منه بأسرع وقت ؟ 

الامر ليس صعبا بقدر ما هو دقيقا يتطلب منا وقفة تأمل وانصاف. فاذا كان المقابل يتقبلني كما انا فلم لا اتقبله كما هو ؟ واذا كان الاخر يحاول احتوائي فلم لا اجاري الاحتواء بمثله ؟ لم لا اطرح افكاري بالمستوى الذي تُطرح فيه افكار غيري ؟ لم لا اترفع عن استخدام الرشاش والسكين كأداة للتفاهم ؟ لم لا احاول ن افهم ان الجدل الخصب هو الحوار الذي ينتج اسئلة تجد لها اجوبة لتتبلور الديمقراطية بعد ذاك ؟!

المسألة اذن تخضع لمعايير تربوية وظروف نشأة صحيحة ولا علاقة لها بديانة المجتمع او جنس افراده ولا حتى لنفوذه وسلطته ومدى التقدم والرقي الذي وصله. بمعنى اخر يجب ان نصحح اسلوب التنشئة ونتعلم اخلاق التعامل الايجابية ونغرس فسائل صالحة لنجني ثمارا تؤمن بالديمقراطية خُلقا لا شعارا يستمد قوته شيئا فشيئا ليتحول بقدرة خارجية الى ديكتاتورية مقيتة.

 



#رياض_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير المصير لا يشمل الاخوة الكورد وسنضرب بيد من حديد !
- حكومة المنفى .. بين الواقعية والنرجسية ؟!
- الموصل تبعية تركية وساعة البرلمان التركي كوبنهاجية!
- من قتل أبو نضال وما مصير مجاهدي خلق ؟!
- من فمك أُدينك ؟!
- دكاكين ستُشمَّع قريبا !!
- طائفية اكسباير وحكومة في المنفى ... !
- سيناريوهات أربع لتسلم مقاليد الحكم في عراق الغد ..!
- مَلكيات وجمهوريات ...!
- عرفات وصدام في الامتحان .. !
- الأمور بخواتيمها !!
- الحريـة .. اساس الحياة!
- العمليات الإستشهادية بين التنظير العربي والأجرام الإسرائيلي


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رياض الحسيني - ماهية الديمقراطية ..!