أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خالد حسن يوسف - مقتل النائبة سادا والتداعيات














المزيد.....

مقتل النائبة سادا والتداعيات


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4659 - 2014 / 12 / 11 - 01:28
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


شاهدت شريط فيديو تم تسجيله من قبل التلفزيون الصومالي الرسمي, ونقل إعتراف أحد قاتلي الفنانة الصومالية سادا علي ورسمه, وأتذكر خلال الأيام التي تبعت مقتل الفنانة في آواخر شهر يوليو الماضي, ارتفاع اتهامات وجهت لقبائل الهويي Hawiye الصومالية, في أنها وقفت وراء ذلك الحادث الماسأوي.

ومن ضمن تلك الاتهامات كان هناك تصريح السيد حسن صومالي, وهو أحد أعيان قبيلة الورسنجلي Warsangeli وخمسة شخصيات آخرى شاركوا معه, في التصريحات على تلفزيون القناة الصومالية(الخاصة), وجهوا الاتهام انطلاقا من الهوية القبلية, رغم أنهم لم يكونوا يملكون قرائن على هوية الجهة التي وقفت خلف اغتيال النائبة سادا علي ورسمه.

وإذا أفترضنا أن العناصر القاتلة للفنانة سادا, هم من أبناء القبيلة المذكورة, فهذا لا يحمل أي مسؤولية للقبيلة, ويظل تصرف محصور بمرتكبيه.

فلنفرض أن العناصر القاتلة أو أحد منها ينتمي إلى قبيلة الفنانة (دارود Darood), وبغض النظر عن خلفيات القتل, فماذا ستكون حينها وجهة نظر متهمي قبيلة الهويي Hawiye في مقتل النائبة سادا؟!

سلوك توجيه التهم إلى الآخرين دون أدنى شبهات وقرائن, ينتهي إلى تكريس العدواة مع الآخر عن سابق إصرار, ويقطع آفاق التقارب الانساني, خاصة وأن أح القتلة أعترف أنه ينتمي إلى حركة الشباب كما جاء في التسجيل المصور.

وقد تناثرت أقوال هنا وهناك بعد إطلاع المجتمع الصومالي, على إعتراف أحد ممن أقرا باغتيال النائبة الصومالية سادا علي ورسمه, مشيرين أن ذلك الاعتراف مفبرك ويخدم أغراض سياسية, خاصة وأن ملامح مدعي الاغتيال كانت توحي أنه كان فرحا بالجريمة التي أرتكبها, عند حديثه المصور من قبل التلفزيون الصومالي.

وتداول البعض أن من يحكي بتلك الهيئة لابد وأنه موعود بالإفراج عنه بعد إخراج المسرحية, ناهيك عن أن توقيت عرض تفاصيل عملية الاغتيال على التلفزيون الصومالي, لها دلالة سياسية وهي تأتي بعد مغادرة رئيس الوزراء الصومالي السابق الدكتور عبدالولي الشيخ أحمد, منصبه مباشرتا, وبتالي فإن عرض تفاصيل الاغتيال يمثل بعملية إمتصاص لنقمة الجماعات القبلية الدارودية, وكمحاولة لتوضيح حسن النوايا من قبل الجماعات القبلية الهويي والتي ينتمي إليها الرئيس الصومالي حسن الشيخ محمود.

وبقولة واحدة فإن كل هذه التفسيرات والتأويلات هي منطلقة من واقع الشكوك وغياب الثقة بين مكونات المجتمع الصومالي الذي أدمن الصراع, وليست هناك أي مستمسكات تدعم مثل هذه الرؤى المشار لها, ناهيك عن أنه هناك سبل سياسية وأمنية تساعد بكل سهولة في التحقق من إمكانية صحة تلك الشكوك, لاسيما وأن النائبة سادا علي ورسمه, كانت نائبة عن إدارة أرض البونت, والتي تطضرب علاقاتها مع حكومة مقديشو باستمرار.

إلى أن ما يستدعي قوله هو أن الصومال بعد تفكك الدولة المركزية في عام 1991, أنتهت إلى كنتونات إدارية قبلية, وقد أنتهت العاصمة الصومالية بدورها إلى هذا المسلك, إلى أن هذا الواقع لم يمنع الصوماليين من محاولات إعادة بناء دولتهم مجددا وأن كانت العملية السياسية في الصومال, تقوم بشكل عام على الركيزة العنصرية,القائمة على المخاصصة القبلية والجهوية, والتي يشوبها الصراع الدائم.

وقد أستطاع بعض الكانتونات القبلية العنصرية في الصومال أنطلاقا من تلك الصيغة أن تعيد ترميم بيتها الداخلي إلى حدا ما, في حين لم تستطيع القوى القبلية المسيطرة على العاصمة الصومالية مقديشو, من إعادة ترميم البيت الداخلي وخلق أجواء أمنة وتنقل العاصمة نحو الآفاق التي يحلم بها الصوماليين, وبحيث أنتهت هذه القوى في أن أصبحت بحجر عثرة أمام بناء مؤسسات الدولة الصومالية, وبذلك قضت نخب قبائل الهويي Hawiye على حق أبنائها في الحياة وحق الشعب الصومالي عموما.

وهناك عدة أسباب تقف وراء ذلك الواقع الماسأوي, وهي:

1- سلب خيار القبيلة من قبائل عناصر قبلية سياسية متنفذة منذ عام 1991, وهي أدمنت الصراع العبثي, ولا تجد حرج من استمراره حتى النهاية, لاسيما وأنها لا تمتلك أي برنامج سياسي.
2- ظهور جيل جديد من الزعامات القبلية والعشائرية والتي خلقتها العناصر القبلية السياسية المشار لها, والتي جاءت على دور المشيخات التقليدية والتي كانت تجيد وتراعي حدود دورها ومبرر وجودها التاريخي, في حين تماهات المشيخات المصطنعة مع رغبات مشعلي الحروب والصراعات السياسية, وأنتهى واقع القبيلة الحالي كرهينة لسياسات وممارسات هذه المشيخات.
3- بروز مجاميع من تجار الحروب وهم محدثي النعمة الحرام, ممن حققوا أموال كبيرة وملكيات من واقع الصراعات المسلحة والسياسية منذ عام 1991, وهذا التيار يلعب دور كبير في تكريس إعاقة عودة مؤسسات الدولة الصومالية, وذلك حفاظا على مصالحهم المكتسبة.

وكما يقع على عاتق الحكومة الصومالية العمل على إعادة مؤسسات الدولة الصومالية وبسط سيادتها على البلاد, فإنه بتوازي يقع على نخب قبائل الهويي Hawiye في أن يلعبوا دورا أساسيا إلى جانب الحكومة الصومالية, لأجل إعادة بناء المؤسسات المشار وبسط هيبة الدولة على العاصمة وفي الأقاليم التي تقطن فيها القبيلة, وبتالي فإن ذلك المدخل هو ما سيقطع الطريق على الإدعاءات التي تتهم القبيلة بعدم جديتها لتصالح مع بقية المكونات الصومالية, وبدورها ستضع حدا نهائي لروايات الاتهام والتي تأتي على غرارها رواية مقتل النائبة سادا علي ورسمه.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدراويش ما بين النضال والتقييم1
- عبدي سعيد: يقلق مهاجميه فكريا
- جماعة الإعتصام تسعى لحكم الصومال
- الرحمة لعبدالله خليفة
- مناظرة الإيديولوجي والملحد1
- لماذا لا تراهن العلمانية على الانسان؟
- ماهية ذكرى 21 أكتوبر لدى الصوماليين
- ذاكرة ذات صلة برئيس صومالي2
- ذاكرة ذات صلة برئيس صومالي1
- الولاء والأدوار الاجتماعية1
- علمانيتي ببساطة
- رجلان وإنهيار الصومال واليمن1
- الجنرال أحمد سليمان عبدالله2
- البيض ورجال اليمن في وهم
- تكفير كاتب صومالي
- قراءة لمذكرات داعية2
- الجنرال أحمد سليمان عبدالله1
- إلى أين سورية الدامية؟
- العلمانية كحاجة وجدوى
- قراءة لمذكرات داعية1


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خالد حسن يوسف - مقتل النائبة سادا والتداعيات