أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - حماس تتأرجح ما بين الدوحة وطهران














المزيد.....

حماس تتأرجح ما بين الدوحة وطهران


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4658 - 2014 / 12 / 10 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حماس تتأرجح ما بين الدوحة وطهران
بقلم :- راسم عبيدات
تأتي زيارة وفد قيادي من حركة حماس برئاسة محمد نصر الى طهران امس في ظل حالة من الحراك الداخلي في أوساط حركة حماس قيادة وقواعداً،وهذا الحراك خلق واوجد تياران في الحركة،تيار يقف الى جانب محور قطر وتركيا وكذلك تعميق علاقة الحركة وارتباطاتها التنظيمية والفكرية والسياسية بحركة الاخوان المسلمين،ويقود هذا التيار رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل،وفي المقابل تيار آخر يدعو الى تطبيع علاقة حماس مع محور ايران وحزب الله والى حد ما سوريا،ويقود هذا التيار عضو مكتبها السياسي الدكتور محمود الزهار وكتائب القسام،وقد برز الخلاف بين التيارين في الحرب العدوانية الأخيرة التي شنها الإحتلال على قطاع غزة(العصف المأكول أو البنيان المرصوص)،حيث صراع المحاور كان يجري على أرض قطاع غزة،ويشترك فيه هذان المحوران بالإضافة الى المحور المصري- السعودي- الإماراتي،وقد برز الخلاف بشكل علني،ليس فقط من الموقف من التهدئة والرعاية المصرية لإتفاق التهدئة،بل كان واضحاً من خلال توجيه رسائل الشكر لمن وقفوا الى جانب المقاومة ودعموها،حيث حرص مشعل على توجيه الشكر للدوحة وانقرة ووسائل الإعلام المرتبطة بهما ،وأغفل ذكر ايران وحلفائها الداعمين بشكل فعلي لحماس والمقاومة،بالسلاح والمال والموقف والمساعدات الإغاثية،وفي المقابل الزهار وجه الشكر للجمهورية الإسلامية ولوسائل الإعلام المرتبطة بمحورها.والصراع الداخلي بين هذين التيارين والمراجعة الداخلية الجارية في حماس،على صعيد الموقف والرؤيا وشبكة العلاقات والتحالفات،مرتبطة بحماس كحركة براغماتية تضع مصالحها اولاً فوق أي مصالح اخرى،ويبدو بان هناك جملة من التطورات لعبت وتلعب دوراً في هذا التطور وهذه التغيرات،وفي حسم الصراع الداخلي لصالح التيار الذي يقوده الزهار وكتائب القسام.
إن المحور الذي راهنت عليه حركة حماس(القطري- التركي-الإخوان المسلمين"مصر" بشكل أساس،ومعهم السعودية والإمارات العربية)،تعرضت اوراقه للبعثرة،حيث ان سقوط مرسي وحكم الإخوان في مصر،ألقى بظلاله على هذا التحالف،حيث اصطفت السعودية والامارات العربية الى جانب النظام المصري الجديد،وهذا المحور اتخذ مواقف متشددة من حركة الإخوان المسلمين،وصلت حد القنونة،واعتبار حركة الإخوان المسلمين حركة "إرهابية"وهذا يطال الجمعيات والمؤسسات المرتبطة بها،ولحماس ارتباطاتها التنظيمية والفكرية والسياسية مع الإخوان،وهي لذلك تأثرت بهذه القرارات وهذه الموقف،وأصبحت مواقف تلك الأنظمة من حركة حماس متشددة ومتماثلة الى حد كبير بالموقف من حركة الإخوان المسلمين.
إن المحور الذي لعب الدور الفاعل (القطري- التركي ومعهم الإخوان المسلمين) الدور الرئيسي في حدوث الإنقلاب السياسي في حركة حماس ،وإنتقالها من المحور الذي كانت ركن أساسي فيه محور المقاومة والممانعة(ايران – حزب الله وسوريا)،لم يقدم لها سوى الوعود والشعارات،لا سلاح ولا مال ولا حتى مساعدات إنسانية،بل تولدت قناعات عند بعض قيادات حماس،بان هذا المحور الذي كان يقول لها بأن نظام الأسد ساقط لا محالة،وعليها ان تنجو بنفسها وأن تغير شبكة علاقاتها وتحالفاتها ومواقفها،كان يمارس دور المتآمر على المقاومة والقضية والمشروع الوطني،وكان يهدف لتطويع الحركة وإدخالها في دهاليز المشروع السياسية المشبوهة.
بعد عملية العصف المأكول او البنيان المرصوص،وما حدث من تطورات،حيث ان اوضاع حركة حماس زادت تفاقماً،فلم يتم ترجمة ما تحقق من صمود ونصر في الحرب الى نصر في السياسة،حيث أن الوضع الداخلي الفلسطيني المتوحد في الحرب،تفاقمت ازماته وخلافاته،حيث الإنقسام تعمق وحكومة الوفاق الوطني،لا تمارس أي دور او مهام،وهي شكلانية اكثر منها حكومة جامعة وموحدة،وكذلك قضايا الإعمار تسير ببطء شديد،وبما يفاقم من ازمات الناس هناك،وخصوصاً المشردين الذين هجروا من بيوتهم بسبب تدميرها في القصف الإسرائيلي،وما زالوا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء،وكذلك هو الحصار لم يتم رفعه،والمعابر لم يتم فتحها،وازمة رواتب موظفي سلطة حماس ال(40000 ) لم تجد لها حلاً.
ضغوط كبيرة تواجها حركة حماس،وظروف غاية في الصعوبة،ووعود تتلقها من المحور الداعم لها (قطر- تركي والإخوان المسلمين)،ولكن لا ترجمات عملية على أرض الواقع،فهذا المحور بحاجة الى قرار امريكي ،لكي يقدم الدعم والمساعدة،وكذلك من شاركت حماس في الحملة الظالمة عليهم ووصفهم بالمجوس والشياطين والروافض وحزب اللات والنظام"المجرم" وقاتل" الأطفال في دمشق،ناهيك عن عقد المهرجانات والمؤتمرات الصحفية التي رفع فيها علم الإنتداب الفرنسي ،نكاية بالنظام السوري،رغم كل ذلك لم يتخلوا عن حماس والمقاومة،وكانوا معنيين،وعلى قناعة بأن حركة حماس ستعود الى حضن هذا التحالف.
والصحيح ومن المنصف هنا القول بان حركة الجهاد الإسلامي بقيادة امينها العام رمضان عبدالله "أبا عبد الله" لعبت دوراً بارزاً في العودة التدريجية لحماس الى المحور الذي غادرته،وهي باتت على قناعة تامه،بأنه لكي تنجو مما تعرض له من خناق وحصار،فليس امامها سوى المراجعة والعودة،ولكن لكي يندمل الجرح فهو بحاجة الى المزيد من الوقت،فالتحالف والمحور الذي غادرته حماس،وأحتضنها يدرك جيداً بان منطلقات حماس ليست مبدئية،بقدر ما هي مصلحية تقوم على ان مصلحة الحركة فوق أي مصالح اخرى،فهل تعي حماس بأن لعبة الرقص على الحبال والمحاور،ستعرضها الى الكثير من الهزات وفقدان الثقة والمصداقية،ولكن عودة متأخرة أفضل من لا عودة.
القدس المحتلة فلسطين
10/12/2014
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرحلة -التخبيص- و-التهجيص- السياسي
- من سيحكم اسرائيل في السنوات القادمة...؟؟
- فرنسا وامريكا تكامل وتوزيع الأدوار
- في القدس....هبات جماهيرية ....أم إرهاصات إنتفاضة شعبية..؟؟
- لماذا يهودية الدولة الان...؟؟
- القدس ....وسياسة العقاب الجماعي
- لقاء عمان كلام بدون فعل
- تفجيرات غزة وتداعياتها على المشروع الوطني
- تفجيرات غزة معاني ودلالات خطيرة
- قراءة تحليلية القدس....وأحكام -قراقوش- الإسرائيلية
- نعم الصراع سياسي بإمتياز يا شيخ المقاومة
- الشهداء يعودون للقدس يا معتز
- قراءة في إنتكاسة -الإسلام- السياسي في تونس
- لمصلحة من الإعتداءات على الجيش المصري ...؟؟
- مشهد مقدسي متكرر
- سلوان ...وجعنا وألمنا
- هل ستتحول اسرائيل الى دولة دينية...؟؟
- القدس....الحركة الوطنية والدور المأمول
- مؤتمر الإعمار...والأجندات السياسية
- أمام حكومة الحمد الله مهام كبيرة وعقبات كثيرة


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - حماس تتأرجح ما بين الدوحة وطهران