أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان علي - اعترافات صامتة 2














المزيد.....

اعترافات صامتة 2


حنان علي

الحوار المتمدن-العدد: 4658 - 2014 / 12 / 10 - 00:16
المحور: الادب والفن
    


عندما يسألني أحدهم هل أنت شاعرة ؟ لا ؛ أنا لست شاعرة ولا مشروع شاعرة,وما كلماتي إلا جسور أعَبر بها إلى الضفة الأخرى , حيث لا وجود للوجع ,مع القلم أحيا بسلام , أصف وأتحرر و أعُبر عن عاطفتي وما يختلجها , فلا حدود و لا خطوط و أمشي على المحدود وللامحدود ,ارفض و اقبل و اتغزل وأقول في المحظور , لا شيء يمنعني مع الورق , فأنا حرة .
في أحيان كثيرة , تجبرنا الحياة على تحمل واقع لم نختاره , فنشتاق بصمت كامن ,ونقبع بين جدران الذكريات و سقف مفتوح للسماء البعيدة ككل أمانينا التي لن تتحقق أو ربّما تتحقق لكن في وقت آخر , فهذا أمرُ مرهون بيد الله هو من يدبر كل شيء وما على الإنسان إلا السعي , وبعيدًا عن الأحلام والامنيات التي سأعترف بها بوقت لاحق , لابُد لنا من التعايش في واقع الذي حتى لو فرض علينا لا يجب رفضه أو السير ضده , نحن نعيش الحياة رغم توالي أيامها التي لم تتقدم بنا سوى بالعمر فقط .
عشنا الحياة بكل حذافيرها وقصصها وبحياة كل شخص قصص وخبايا تعتلج روحه وتبقى ملازمة له حتى لو مضى عليها دهر , أما أنا فدائمًا قصصي بسيطة ولا تُعد حكايات تحمل صدى كبير , قد تكون بعيني هكذا وبعين غيري تكون عظيمة وكبيرة , مُنذ صغيري وأنا أميل لركود خلف الباب سوى كان باب غرفة أو بيت أو صف مدرسة أو قاعدة دراسية , وميولي هذا ليس ضعفًا مني ولا هزالة في شخصيتي بل هو خشية من العالم المحيط , تعلمتُ الاحترام على صغير سني ولم أتعلم الوقاحة على الآخرين , دماثة خلقي الذي تلقيته من ولادتي كان هو السبب و الجعفر الراوي لنبع حناني هو أهلي كلهم , لا أقول هذا مدحًا لنفسي بل أقوله حقيقة عن الذات التي تبلوره مع السنين .
ميولي لخجل هو من جعلني ساكتة وهادئة أغلب الوقت , أما العنفوان والرغبة في الثوران على كل شيء هو بركان كامن في عمقي , أشعر به بين الحين والحين , لكن اخمده بالتوجه للسماء ومناجاتها طويلًا , تعلمتُ أن الحياة فانية وكل ما فيها إلى زوال فعلما هذا النزاع من أجلها ؟
أعيش تحت وطئ أيام قاسية وأشعرُ أن كل ما أسعى له يُبعد عني , الصمت هو خطوة نحو البعد والولوج فيه يعني الفناء وبه تموت الروح , في أحيان غير معدودة ألوذ به واقبع بينه بينما الصخب الداخلي يزلزل أركان عقلي ويهز بقوة جدران قلبي , أفكر طول الوقت على أن أكون أقرب إلى المكنون قلبي وأبعث السكينة به حتى لا تلاشى مع اللحظات التي تختزل كل عمري , فألجأ للرقود وعدم مشاركة الناس الذين هم حولي بأشياء تتعلق بشخصي فقط , قد أكون واثقة من حالي وعدم ارتكابي الاخطاء لكن هذا يدفع بي إلى الخوض بلجة من المشاعر وكتلة من الأفكار كلها تثقل على كتفي وتُذيبني فترة بعد فترة , الأمر الأكبر الذي يُسهد بالي هو خوفي على روح أخرى هي نسخة روحي التي احملها بهذا الجسد , لا اقلع عنه ولا أنفك منه , كأني أمّ أو أكثر , روحه هي سرّ بقائي وسكوني أملي الغافي على أكتاف أيامي , كل يوم وكل ليلة سيكون موعدي مع اعترافات صامتة التي هي من البركان الخامد فيّ , وها هي حممه تردد :
كل ليلة وأنا أفكر فيك
بعيدًا عن الصمت
كل ليلة وأنا اتهجد بترتيل اسمك
واجثو على ركبتي راكعة
على محراب انتظاري
وساجدة على تربة دمعي
فأتلو ما طاب لي
من ابجدية الشوق
لعلها تأتيني بقبس منك
وضياء يملئ غرفتي
كل ليلة وأنا أتقلب
بين ذات العشق وذات الحنين
وبين الحين والحين أبكي
وأحاول رغم حزني أن أخلد إليك
وتكون بطل رواياتي وأحلامي
هناك حيث المدن المليئة بك
فأسافر لها حتى ألملم شتات نفسي
واتبعثر هناك بعلامات الضياع
من دون جدوى
وانثر عبق عطري هناك
حتى أعيش على أمل القاك
من جديد ...



#حنان_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعترافات صامتة
- عراق
- حدثني
- تُبكيني القصيدة
- سأدرك
- خلجات حقيقية
- نصٌ فيك ومنك
- مهمشون
- في أوقات مختلفة
- أنت المعنى
- الحُسين إنسانًا قبل كل شيء
- لا أحلم بالكثير
- حصاد السنين
- أنت هنا معي
- أنظر حولي
- مبعثرة
- أمسية حنان
- نبضًا للسلام
- عبارات من وحيك
- السحابة البيضاء


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان علي - اعترافات صامتة 2