أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - استعادة كنفاني














المزيد.....

استعادة كنفاني


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4658 - 2014 / 12 / 10 - 00:14
المحور: الادب والفن
    


رغم توزع الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني"1936-1972" بين أكثرمن حقل إبداعي، ومعرفي، وإعلامي، إلا أنه استطاع أن ينجز خلال الفترة الزمنية القصيرة التي عاشها، ،مشروعه الكتابي، إلى جانب انشغاله بأسباب تأمين اللقمة، سواء أكان في عمله كمدرس في الكويت، أو في الحقلين الإعلامي، أوالبحثي في لبنان، فقدقدم في مجال السرد الفلسطيني مجموعة من الأعمال الأكثرأهمية، انطلاقاً من الموضوعات التي تناولها، في كل من قصصه ورواياته ومسرحياته، ناهيك عن دراساته، ومقالاته وبحوثه، عن إسهاماته في عالم المقال أوحتى البحث.

استطاعت أعمال كنفاني رصد لحظة جد خطيرة، وحساسة، في تاريخ إنسانه، سواء أكان في الوطن، أوفي الشتات، عبروعي ورؤيا متقدمين، ماجعله إحدى العلامات في السردالفلسطيني، ولقدكان منتظراً منه أن يعطي-أكثر- لولا تعرضه للاغتيال من قبل الموسادالإسرائيلي، في محاولة لإطفاء صوت كاتب يرافع عن أهله، وترابه، في وجه المحتل.
وبعيداًً عن الاستغراق في عوالم أعماله التي تستدعي استعراضاً واستقراء طويلين، لتقويمهما على صعيدي الشكل والمضمون، حيث راح يعنى خلالها بقضيته في المقام الأول، ضمن حدود هذه الثنائية، إلا أن التقاطاته، وهي قبل كل شيء تسجيلاته شبه التوثيقية للجاري لإنسانه، لماتزل تحتفظ بقيمتها، مادامت المأساة التي تناولها، لماتزل قائمة، بل إن تفاصيل معاناة أبطاله، باتت تستنسخ، وتتكرر، في أماكن ومسارح أخرى، وبأشكال ربما أشد، وأبشع، في ظل حالة الزواج غيرالمقدس بين آلة الدماروالتكنولوجيا، في خدمة ثالوث: القتل، الدمار، التهجير، إذ توسعت رقعة الحدث تنداح، وباتت دماء أغلى الكائنات تسترخص في كواليس القتلة، مفتقدي نواميس الشعوروالإحساس بكرامة ووجود ومستقبل سيد الكائنات الأرضي.

ولعل رواية "رجال في الشمس" والتي تحولت إلى فيلم سينمائي، ولها قوة تأثيرها، لأنها لاتتوقف عند اللحظة الكارثية لوفاة ثلاثة فلسطينيين، يغامرون لتحقيق حلمهم، والسفرإلى الكويت، بوساطة صهريج مهربهم أبي خزيران، الجشع، و فاقدالرجولة، بعدأن يحشرهم في صهريج مغلق، على ألا يتوقف-كما العادة- أكثرمن بضع دقائق، إلاأن ممازحة موظف الجمارك، مع السائق أكثرمن نصف ساعة أدت إلى وفاتهم، ماجعله رهن أحاسيس متناقضة، وهي رمي جثثهم قرب مكبِّ قمامة، للتبرؤمن الجريمة، وسرقة مايملكونه من مال، ومقتنيات، بالإضافة إلى نوبة الألم عندما يصرخ: لماذا لم تدقوا على الصهريج؟ لماذا؟ لماذا؟.
أجل،مات هؤلاء، وهم يبحثون عن حلول فردية لأنفسهم، بيدأن أبا خيزران لمايزل حياً، ومازال أبناؤه، وأحفاده، يواصلون المهمة،بأعلى وتائرها، ليس عبرالصحراوات التي يبتلع جهنمها أرواح ضحاياهم، بل وعبرالمفازات، والأدغال، والمتاهات، والبحار، بعد أن تطورت تجارتهم، وباتت حاجة المهجَّرين، الفارين من الموت في أوطانهم، تجعلهم يقعون في أيدي " " متخصصين، منظمين،اكتسبوا مهارات جديدة في مجال الاستفادة من"الحروب" و"الكوارث" بعد وقوعها، لاسيما أن الأمريصل لدى أبعاضهم إلى مرحلة إغراق سفينة كاملة من هؤلاء الضحايا الأبرياء، ومن بينهم أسركاملة، للظفربالأموال التي تقاضوها منهم، جراء إدعاء نقلهم بأمان- إلى مغارب الأرض، وتحقيق أحلامهم في الخلاص، والاستقرار، ناهيك بإقدام هؤلاء اللصوص القتلة على السطو، للظفربآخرمافي جيوب ضحاياهم، من مال، ومابحوزتهم من مقتنيات، لتكون هناك روايات"رجال في البحر، أو" الأدغال"أو" المتاهات" أو"المفازات" أو" الجحيم"، وغيرذلك مما هوممكن الكتابة عنه ضمن حدود هذه الكارثة العظمى .
إبراهيم اليوسف



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص الفيسبوكي وسطوة المتلقي...!
- كي لاتحترق عاموداثانية..! حسن دريعي في ذكرى رحيله الأولى
- رياض الصالح الحسين إعادة اعتبار
- سعيد عقل : تداعيات ذاتية
- سعيدعقل هل كان متنبي عصره؟
- شخصية الطفل البطل
- النص الأزرق:
- كتاب الجيب في بروفايله الشخصي
- إدكارات الأب
- حسن دريعي يدحرج رذاذه..!
- مابعدالاغتراب
- حوار بينوسا نو مع: كيو جكرخوين:
- إيقاعات النص الفيسبوكي:
- النص الحداثي وثنائية الهمين الخاص والعام:
- الانشقاقات وفلسفتها الكسيحة
- طه حسين صوت استناري مدو في وجه الظلامية
- ساعة قامشلو
- إشارات لصباح الأب..
- خيانة المثقفين
- الحنين إلى الاستبداد


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - استعادة كنفاني