أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - أحبك يا يسوع














المزيد.....

أحبك يا يسوع


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4657 - 2014 / 12 / 9 - 19:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


حملوا فؤوسهم وتكالبوا عليّ من كل حدبٍ وصوب, حملوا الرايات ليزرعوها فوق صدري, كان رأس الحية يريد أن يسحقني, كان رأس الحية يتربص بي, ولكنك في اللحظة الأخيرة ظهرت لي من بعيد فشعرتُ أنك أبي بحق وبأنني من أبنائك المقربين, هذا العالم يحاول أن ينشر شره في كل مكان , هذا العالم يحاول أن يسبقني إليك, وأنا بصراحة أسابقهم ليلا ونهارا للوصول إليك, عذبوني وآذوني وطردوني في ليلة العيد وكم أنا بحق إنسان سعيد لأني من أجلك أوُذيت ومن أجلك عُذبتْ ومن أجلك اضطُهِدتْ, ومن أجلك فقدت زهرة شبابي وأنا أمجد باسمك, فكم هو جميل أن نشعر بالتعب من أجلك, أغلبية الناس تموت في سبيل أشياء تافهة ويفتخرون بها, أغلبية الناس يقتلون ويجاهدون ويتعبون من أجل امرأة ينكحونها وأنا على عكس كل ذلك, أنا من أجلك أنت وحدك يا مخلصي عُذبتُ وطُردتُ وأُوذيت وأنا بصراحة أحسد نفسي على هذه النعمة التي حُرم منها الكثير من الأشرار.

من أجلك يا يسوع أنا سعيد وأهنئ نفسي بهذا الجوع والحرمان من الحياة الكريمة..يا يسوع أنت رجائي الأول والأخير, ليس لي في هذا الكون غيرك يخاف عليّ ويرعاني بعنايته, فلا يمكن أن يفتديني أحد كأبي, لا يمكن أن يحمل أحدٌ همي كأبي, أنا ابنك وأنت أبي لا تقبل أن أعيش هكذا في هذا الكون وحيدا, في هذا العيد سيمر كل الأصدقاء من حولي وأنا متأكد بأنه لن يلتفت منهم أحد إليّ , أنا وحيد في هذا العالم الذي يغدر بأهله وأحبابه, هذا العالم قد امتلئ بالشر, هذا العالم تخنقه الحروب من كل جانب, وهؤلاء البشر كلهم خطاءون ولا أحد منهم ينوي الاعتراف بخطيئته إلا القلة وأنا واحدٌ من هؤلاء القلة, لا بد أنني فعلت شيئا في زماني أستحقُ عليه كل هذا العذاب, هذا العالم شرير وأنا لا أطلبُ من الأشرار أن يعطوني, وحدك من أطلبُ منه أن يمنحني بركاته وأن يمسح بيده على شعر رأسي لأنني يتيم وخائف أن يهزمني الشرير, ولكن بفضل الاعتراف أمامك بأخطائي وعثراتي أطمع شيئا من رحمتك ومغفرتك وأن تخلصني وأن تفتديني بدمك الطاهر, أنت الآب الذي يحب أبناءه كما أحبُ أنا أبنائي فإذا كنت أنا الإنسان الخاطئ أفدي أبنائي فكيف بك أنت لا تفدي أبنائك!! أنا أومن بك إلى حد النخاع الشوكي ومتعلقٌ بك ومتبعك على أن تخلصني من هذا الشر الذي يحيط بي من كل جانب.

أحبك يا إلهي العظيم, أحبك يا مرشدي ويا معلمي, أحبك لأنك تحكم من غير جنود, وتميت وتحيي العظام وهي رميم, أحبك يا يسوع وشوقي ليس له حدود, في هذا العيد كلهم سيلبسون أثوابا جديدة وسيتلقون التهاني والتبريكات بمناسبة مرورك عليهم وقيامك من بين الأموات, أحبك يا يسوع ولك وحدك أصلي وألهثُ بالدعاء إليك, أحبك في المغارة وأحبك تحت الشجرة وأناجيك تحت قبة السماء, أتوسل غليك أن تريني هدفي وطريقي, أتضرع إليك أن ترسم في هذا العيد البسمة على شفاهي, أحبك يا مخلص العالم ومخلصي, أحبك يا فادي العالم, أحبك يا من ترأف بحال الأيتام والمساكين والجرحى والمعذبين, أنت يا يسوع الإله الوحيد الذي أستمد منه قوتي, فكلما شعرتُ بضعفي ألجأ إليك لكي أستمد منك نشاطي وحيوتي, فأنا رجلٌ أضعتُ وفقدتُ الكثير من حيوتي وأنا أقاوم بالأشرار المحيطين بي من كل جانب, أنا في هذه اللحظة أعتمد عليك أن تجعل الربيع ينبتُ في أطرافي العليا والسفلى وأنا أصلي إليك من أن تنعم على البشر بالسلام الشامل والعادل في هذا العالم كله وأن تخلصنا من الحروب التي تشتعل كل يوم من جديد, هذا العالم لا يفقه لغة التفاهم ولا لغة الحوار ويريد كل شرير في هذا العالم أن يستفرد وحده بالقوة, فلتكن قوتك هي التي تحكم,وليكن سلامك منتشرا بين الناس بدل آيات الحرب والذبح والقتل التي تنتشرُ في كل مكان.

أنا لا أومن بإله غيرك يحقق العدل والسلام بين الشعوب, في هذا الكون ما يكفينا جميعا من مأكل ومشرب وملبس ولكن في هذا العالم المنتج لا يوجد ما يكفي لإرضاء إنسان واحد طماع, هذا العالم لا يوجد به ما يكفي الطماعين والحاسدين والحاقدين, فليتقدس أسمك وليأتي ملكوتك, ولتكن مشيئتك في الأرض وفي السماء, هذا العالم قد جعل الناس يفقدون الكثير من توازنهم, هذا العالم قد أدى إلى انتشار الكثير من الأمراض النفسية فأغلبية الناس أنفسهم مريضة وأغلبية الناس صارت عقولهم مريضة والكل يريد أن يطبق علينا الشريعة الوثنية ونسوا وتناسوا وتغاضوا عن الشريعة السماوية شريعة العدل والمحبة والسلام, يكفينا ما رأينا من حروب وما شهدناه من منازعات بين البشر على أمور تافهة, الكل يريد أن يسيطر على لقمة خبزنا, الكل يريد أن يأخذ حصتنا من الماء الكل يريد أن يسيطر ليس على النفط والبترول وحسب بل أيضا على حليب الأطفال, تخيل يا أبتي أن لقمة خبزي في يدهم ويحرموني منها, تصور أن حليب أطفالي بيديهم ويريدوا حرمان أطفالي منه, تخيل أنهم يسرقون طعامي ثم يرمون لي بلقمة صغيرة ويريدون مني أن أسجد لهم شكرا وحمدا على جشعهم وأنانيتهم, نحن في وسط عالم لا يرحم, القوي يأكل الضعيف, وأمثالي من الناس ضعفاء القلوب لا يستطيعوا أن يخنقوا ويقتلوا ويحملوا السلاح لكي ينتشر الشر, نحن في وسط عالم مظلم ونمشي في دوامة لا ننتهي منها ليلا ونهارا, وننتظر أن يأتي ملكوتك, وننتظر أن يأتي أسمك وننتظر أن نراك على الطريق, في هذا الفصل من كل عام يمر من أمامي الأهل والأصحاب والأقرباء وهم يضطهدوني ويعيروني بك, فمتى ستفتح بيني وبين القوم الظالمين بالحق؟ ومتى ستزورني بركاتك وأتنعم بها؟ متى سيأتي اليوم الذي أقول لهم به هذا هو إلهي ومخلصي وحبيبي؟ الكل يريد أن يكون سيد الكون ويريد كل شخص أن يسيطر على ثروات العالم, هذه الناس فقدت عقولها وهذه الناس فقدت صوابها , رائحة الجثث الميتة تنبعث من أغلبية الدول العربية.




#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيحي بس محترم!!!
- قفص مارك توين
- نعمة الرب
- بجاحة المسلمين
- القاتلُ مُجرما وليس مقدَسا
- مؤسسات المجتمع المدني في الدول العربية يفتقر نظامها الداخلي ...
- امرأة حاولت تعريفها بالمسيح
- استثمار الكراهية في المجتمعات العربية الإسلامية
- المسيح يشفي الأمراض دون أن يضطر لفتح الجراح بالشفرة
- لآدم زوجة واحدة 2
- فضيحة الشيخ رمزي
- هكذا هي الحياة
- المرأة العاقلة في المجتمع الإسلامي
- العلمانيون والملحدون أكثر قربا لله من الشيوخ المسلمين
- محمد سيد الخلق أجمعين!
- فجأة شعرت أنني غريب
- نسبة العلمانيين من سنة1900-1980
- المسلم غير راضٍ عن قرارات الله
- بإمكاننا أن نحب اليهود
- فضيحة عقد النكاح


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - أحبك يا يسوع