أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين علي الحمداني - اليوم العالمي لحقوق الإنسان ترسيخ الحقوق وتفعيل المواطنة














المزيد.....

اليوم العالمي لحقوق الإنسان ترسيخ الحقوق وتفعيل المواطنة


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 4657 - 2014 / 12 / 9 - 17:06
المحور: حقوق الانسان
    


الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المتضمن ديباجة و30 مادة، من يطالعه سيجد بأن هذا الإعلان هو رسالة للتسامح وقبول الآخر والشراكة العالمية من أجل التنمية والبناء ، بناء الإنسان لكي يؤدي رسالته الحقيقية في الحياة بغض النظر عن الجنس والقومية والديانة واللون، ومنح الفرص المتكافئة للجميع من أجل التنمية أولاً ، والاستقرار والسلم الأهلي ثانياً ، والتعايش مابين الجميع وفق مبادئ المواطنة بعيداً عن التمايز.
ونحن في العراق أحوج ما نكون شعباً وحكومة لأن نتبنى مبادئ ومواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بغية تأسيس مجتمع متسامح قادر على فهم دوره في ديمومة الحياة وصناعة المستقبل بعيدا عن الأطر الضيقة والتي من شأنها أن تهدر كرامة الإنسان في عالم أصبح الإنسان فيه الهدف والغاية .
كان العالم بحاجة لوثيقة دولية تنظم علاقة الإنسان بالدولة،بما يحفظ حقوقه من الانتهاكات الكبيرة التي كان يتعرض لها سواء بسبب الجنس أو اللون أو الدين أو الفكر،ورغم إن مجتمعات عديدة قد تم إبادتها في مرحلة الاستعمار والثورة الصناعية التي تركت آثارا سلبية على الكثير من الدول سواء في آسيا أو أفريقيا وأمريكا الشمالية،إلا إن هذا لم يمنع من أن تنادي هذه الشعوب بحقوقها ومحاولة إبرازها كشعوب مظلومة ، تنتهك حقوقها يوميا .
ومن السياقات التاريخية نجد بأن بلدان عدة نظمت لوائح لحقوق الإنسان مثل قانون الحقوق الانكليزي، ووثيقة الحقوق الأمريكية،وإعلان حقوق الإنسان والمواطنة في فرنسا، إلا إن هذه اللوائح والنظم وإن كانت تكفل حقوق مواطنيها ضمن حدود الدولة وتنظم العلاقات فيما بينهم، إلا إنها لا تعاقبهم إذا ما ارتكبوا جرائم ضد الآخرين خاصة وان صدور هذه القوانين والأنظمة لم يردع الجيوش الانكليزية والفرنسية من ارتكاب عدد كبير جدا من الانتهاكات في الدول التي خضعت لنفوذها في حملاتها العسكرية وتنافسها في السيطرة على العالم بحثا عن المواد الأولية لصناعتها والأيدي العاملة الرخيصة والمجانية بما في ذلك حملات الرق التي سادت القرون الماضية ومثلت أكبر انتهاكا لحقوق الإنسان في العالم ، وما يمكن أن نلمسه اليوم من محاولة الكثير من الدول ذات النزعة الاستعمارية إسباغ صفات الحصانة لجنودها في الدول الأخرى لتجنيبهم وإياها المحاسبة عن جرائم يرتكبونها خارج أراضي بلدانهم بحق شعوب أخرى .
ولم تكن جرائم المستعمرين ولا فضائع الحرب العالمية الأولى كافية لصياغة وبلورة مفاهيم جديدة لحقوق الإنسان، إلا إننا وجدنا وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وكنتيجة لجرائم النازية الفظيعة في أوربا بالتحديد ، هذه الجرائم دفعت آراء المجتمع الدولي للتوافق والبحث عن حقوق انتهكت ويجب إصدار وثيقة عالمية من شأنها صيانة هذه الحقوق ، خاصة وإن ميثاق الأمم المتحدة التي تشكلت على أنقاض عصبة الأمم ، هذا الميثاق لم تحدد فيه حقوق الإنسان بالشكل الكافي ولم تكن ملزمة للدول المنظمة لهذه المنظمة ، لذا كان البعض يبحث عن صياغات جديدة ولوائح أكثر شمولية وتأصيلا والتزاما .
لذا فأننا نطالع في تاريخ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بأن الأمم المتحدة شكلت لجنة مكونة من 18 عضواً يمثلون شتى الخلفيات السياسية والثقافية والدينية. وقامت إليانور روزفلت، أرملة الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت برئاسة لجنة صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واشترك معها رينيه كاسين من فرنسا، الذي وضع المشروع الأولي للإعلان، ومقرر اللجنة شارل مالك من لبنان، ونائب رئيسة اللجنة بونغ شونغ شانغ من الصين، وجون همفري من كندا، الذي أعد مخطط الإعلان. ومع هذا، فإنه كان ثمة تسليم بأن السيدة روزفلت كانت بمثابة القوة الدافعة وراء وضع الإعلان ، ولقد اجتمعت اللجنة لأول مرة في عام 1947.وصدقت الجمعية العامة في 10 كانون الأول / ديسمبر 1948 على الإعلان بموافقة 48 صوتا وامتناع 8 عن التصويت هي جميع دول الكتلة السوفيتية، جنوب أفريقيا والعربية السعودية.
ومثل صدور هذا الإعلان نقطة تحول كبيرة في مسارات مبادئ حقوق الإنسان، ولكن هل يكفي صدور هذا الإعلان بأن يحفظ للإنسان حقوقه وكرامته ؟ وهل يمكن أن تنتهي الانتهاكات التي يتعرض لها البشر سواء من بعضهم البعض أو من قبل الأنظمة والحكومات ؟ ولكي نجيب على هذه التساؤلات علينا أن نؤكد بأن الشعوب لا زالت تعاني من انتهاكات كبيرة ومؤثرة وفي مقدمتها تداعيات الأزمات الاقتصادية وتقليص فرص العمل، وما يترتب على هذا من تأثيرات اجتماعية وتربوية كبيرة جدا ولعل عالمنا العربي يعاني الكثير من هذه الخروقات التي كانت السبب الرئيسي لبزوغ الربيع العربي عبر ثورات شعبية عارمة أسقطت الكثير من الدكتاتوريات ممهدة الطريق لبناء دول جديدة تحترم حقوق الإنسان وترعاها أو على أقل تقدير لا تنهك كرامة الإنسان العربي الذي كُتب عليه أن يُولد في سجن أو معتقل ويموت فيه .



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- براءة مبارك وتجريم الثورة المصرية
- العراق والسعودية خطوات إيجابية
- رهان اللحظات الأخيرة
- نفط ( قجغ )
- حكومة المالكي الأولى
- مَن يشكل الحكومة ؟
- السلامة الوطنية لماذا الإعتراض؟
- فيفي عبده وصديق السؤ
- المرأة بين الحضور الفعال والغياب القسري
- صحوات داعش
- الربيع العربي .. سنة جديدة للفوضى
- صنع في السعودية
- الأمام الحسين وإصلاح الأمة
- عشرين عاما من العشق
- أمنيات في عيد الحب
- لماذا التصعيد ؟ ولمصلحة مَن؟
- جيش المختار والجيش الحر
- عيد الحب .. في زمن الجاهلية
- بعد عامين .. الربيع يحرق الشعوب
- أتركوني أمشط شعر حبيبتي


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين علي الحمداني - اليوم العالمي لحقوق الإنسان ترسيخ الحقوق وتفعيل المواطنة