أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (36)- 908- في العقل والعقل العربي والعقل الكوني ! (7) بدء الرسالة المحمدية. مدخل في فلسفة النبوة (3) (2)!!















المزيد.....

شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (36)- 908- في العقل والعقل العربي والعقل الكوني ! (7) بدء الرسالة المحمدية. مدخل في فلسفة النبوة (3) (2)!!


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 4657 - 2014 / 12 / 9 - 09:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(908) بدء الرسالة المحمدية .
مدخل : في فلسفة النبوة .
يهمني قبل الدخول في الحديث عن الرسالة المحمدية أن أشير إلى فهمي الفلسفي الذي انطلق منه في تحليل أي ظاهرة فكرية أو انسانية بأن أخضعها لهذا الفهم . سبق وأن تحدثت في أكثر من مقالة ومقولة لي عن أن غاية الخالق من خلق البشر، هي أن يكونوا خالقين بدورهم وليس أنبياء أو حكماء فحسب ، وأن كل إنسان سواء أكان نبيا أو حكيما أو فيلسوفا أو أديبا أو عالما أو عاملا ، هوخالق يقوم بدوره في عملية الخلق . فكل إنسان هو بالنتيجة رب لعمله مهما كان . وأن الألوهة بحد ذاتها لا تتكامل إلا بالخالق والمخلوق ، فالخالق طاقة ( قدرة- حقيقة ) سارية في الخلق والمخلوق كائن مادي فاعل في الوجود. وأن عملية الخلق تكاملية بينهما ،فلا يمكن تصور الوجود دون خلق الخالق ( الكائنات بما فيها الإنسان ) ودون خلق الإنسان ( الحضارة )
فلو ألغينا خلق الخالق( الكائنات - الوجود ) لأصبحنا في العدم ، اللاشيء الذي لا يمكن تصوره ، ولو ألغينا ما حققته البشرية من حضارة حتى الآن في الوجود لما رأينا إلا وجودا خاليا من أي معنى ، فما حاجة المحيطات والبحار والأنهار والجبال والسهول والوديان والسماء والكواكب والنجوم إلى نفسها إن لم تجد كائنات وبشرا يتمتعون بها ويعمرونها ويملأونها حياة وجمالا.
انطلاقا من هذا الفهم يمكننا أن نعتبر أن النبي محمد عرف دوره في الحياة بأن يكون نبيا ، فقرر أن يكون نبيا ، فكان نبيا . كما يقرر أي فيلسوف أن يكون فيلسوفا ، خاصة وأن الزمن المحمدي في الجزيرة العربية لم يكن زمن الفلسفة والعلم ، بل زمن الحكمة والنبوة ، وإلا لربما كان محمد فيلسوفا أو عالما ..
لم تأت النبوة لمحمد من فراغ .. فقد أتته وهو في الأربعين من عمره . أي بعد أن اكتملت رجولته ، وبعد أن عاش تجارب حياتية ثقافية واقتتصادية واجتماعية متنوعة .. فقد عرف عبادة الأوثان وعرف اليهودية وعرف النصرانية وعرف المسيحية وعرف الزرادشتية والمانوية وغيرها . وعاشر القساوسة كورقة بن نوفل ،والحنفاء ، والرهبان كالراهب بحيرا والمتحدثين في رحلاته التجارية إلى الشام والعراق .. حيث سمع القصص والحكايات والأساطير.وتعلم القراءة والكتابة ،وكان يعتكف في الجبال للتأمل والتفكر والتعلم .. أي أنه لم يتخذ قراره إلا بعد أن ألم إلى حد كبير بثقافة عصره ،وكان واثقا من نفسه ،مؤمنا بإلهه ، مصمما على رسالته بعزيمة لا تلين ،وهذا ما أثبتته تجربته .
وإذا ما تطرقنا لجماعة الأحناف ورسالتهم التي كانت سائدة فقد لا نستبعد أنه كان أحدهم ،وربما كانت النبوة معدة لزيد بن عمرو وقد شرع فيها حسب الوثائق التاريخية ، لكن مقتله خلال عودته من الشام على يد قوم من لخم قد مهد الطريق أمام محمد . ورقة بن نوفل كان مسنا فقد رحل بعد أربعة أعوام من بدء الرسالة . وأمية بن أبي الصلت كان على خلاف مع محمد عدا أنه أكبر منه سنا .. ويمكن القول أن الطريق قد مهدت أمام محمد ليكون هو النبي .
وقد اتبع رسالة الحنفاء وملتهم ، أي ملة ابراهيم ، مستندا إلى ثقافة غلبت عليها ثقافة التوراة بشكل خاص والإنجيل المسيحي بحدود وغيرها من ثقافات المنطقة وعاداتها وتقاليدها . محاولا قدر الإمكان التجديد فيها وإلغاء بعضها كعبادة الأوثان ووأد البنات... وغير ذلك.
كان محمد ملما بالتمزق والتفتت وكثرة العبادات والأديان وتنوع الآلهة فقرر أن يأتي بمفهوم توحيدي للإله يجمع حوله ليس شعوب الجزيرة وحسب بل البشرية كلها ، وإن كان على الصعيد المرحلي يطمح في ابعاد أطماع الروم والفرس والأحباش وغيرهم في المنطقة ، أي ان الواقع السياسي لم يكن غائبا عن باله:
ـ « وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً ).سبأ 28)
ـ « وَما هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ )القلم 52)
ـ « لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا ).يس 70)
ـ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ » (التوبة 33)
*كيف نفهم قصة النبي محمد مع الوحي ( الإلهام )
لا شك ان النبي محمد كان يتمتع بخيال خلاق ،وكان متأثرا بثقافة دينية وخاصة التوراة والإنجيل . إضافة إلى ثقافات المنطقة الأخرى مما اتاح له القدرة على التخيل وبالتالي الإلهام الذي كان يفهمه على أنه وحي إلهي ،خاصة وأنه قدم مفهوما للإله بأن كل شيء يجري بإذنه وإرادته ،( ولا يحيطون بشيئ من علمه إلا بما شاء ) وحتى اليوم نجد مفهوم الوحي قائما عند بعض الأدباء والشعراء ، كأن يقول الشاعر فيما لو أراد التأليف ( جاءني الوحي ) أو( دهمني الوحي ) وإذا لا يقدر على التأليف ، يقول ( لم يأتني الوحي ) ونادرا ما يستخدم الأديب أو الشاعر كلمة الإلهام . وهذه المفردة لم تكن شائعة في زمن محمد . فالشائع هو الوحي . ولو أخضعنا هذه المفردة لفلسفتنا الحالية باعتبار الخالق طاقة سارية في الخلق ، أي في كل خلية من أجسادنا ، فإنه يستحيل أن نقوم بأي حركة أو فعل مهما كان إلا بفعل هذه الطاقة ،وبناء عليه يمكن القول أن النبي محمد كان على قناعة تامة أن كل ما يفعله ويتفوه به هو بفعل وحي إلهي ، خاصة وأنه جرد مفهوم الإله إلى أبعد حدود المطلق بأن جعله موجودا في كل زمان ومكان ، وليس كمثله شيئ ، أي أنه طاقة وقدرة . ويعتبر هذا الفهم أرقى فهم فلسفي لجوهر الألوهة وأرقى فهم للوجود الإلهي عرفه العقل البشري حتى الآن . ولم يأت ما هو أرقى منه أو يتفوق عليه . واعتقاد الملحدين أنه لا يوجد خالق بالمطلق هو اعتقاد خاطىء لأنه لا يستند إلى موقف علماني بل إلى مفاهيم بشرية غير مقنعة حول وجود خالق ، غير أن الملحد لا يستطيع أن ينكر أن الوجود ( الطبيعة ) مكون من مادة وطاقة وأن لا شيء يقف وراء الخلق غيرهما ،
وهو هنا يتخلى عن الإلحاد ويعترف بأن الطبيعة هي الخالقة ! وتبقى مشكلة الملحد والعلماني
في التشريعات والعبادات والمفاهيم الأخرى التي هي من نتاج العقل البشري وليست من نتاج الطبيعة أو الطاقة . فالطاقة ليست مسؤولة عما نفكر فيه وإن كنا لا نستطيع أن نفكر دون وجودها فينا . وهنا يكمن الإشكال الكبير في الفهم الديني وهو ما أثاره المعتزلة فيما بعد عقود
في محاولة منهم لفهم الألوهة ، وهي اول محاولة للعقل العربي لفلسفة الألوهة . ويمكن القول أنها أول خطوة في السير على الطريق الصحيح لفهم ديننا بل الأديان كلها ،لكنها وللأسف أجهضت .. وخلقت صراعات .. وأعدم المعتزلة قتلا أو دفنا أحياء ،وهذا ما سنأتي عليه فيما بعد في بحثنا عن محنة العقل العربي .
كان من الطبيعي أن تصطدم رسالة محمد بالقرشيين ، ليس محبة بالأصنام والأوثان ،بل لموقف اقتصادي يؤدي إلى عدم وفود قبائل الحجيج إلى مجمع الآلهة الأشهر في الجزيرة العربية الكعبة الإلهية ،مما يؤدي إلى بوار تجارتهم وتردي اقتصادهم !! ولذلك حارب القرشيون الرسالة المحمدية بلا هوادة . ولولا صلابة محمد وإيمانه العظيم برسالته لما نجحت
رسالته بالقدر الذي بلغته .
لم أتوقع أن تكون المقدمة بهذا الطول . لذلك سنؤجل الحديث عن بدء الرسالة وتطوراتها إلى حلقات قادمة . حافزنا الوحيد هو محاولة فهم ديننا بل دياناتنا بعقل حديث ينتمي إلى العصر ، مسترشدين بما قاله الرسول الكريم ونطق به القرآن من طلب العلم من المهد إلى اللحد حتى ولو في الصين ، و حتى أن ننفذ بسلطانه ( العلم ) من أقطار السماوات والأرض إن استطعنا .. والمؤسف ان المسلمين تركوا العلم وراء ظهورهم في هذا الزمن ولم يتبعوا قول الله ورسوله .
يتبع



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (35)- 907- في العقل وال ...
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (34)- 906- في العقل وال ...
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (33)- 905- في العقل وال ...
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (32)- 904- في العقل وال ...
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (31)- 903- في العقل وال ...
- أهلا بكم في دمشق ! و هذه العاهرة ! قصتان قصيرتان !
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (31)- 902- في العقل وال ...
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (30)- 901- في العقل وال ...
- لقاء الحبيب .. قصة
- انتكاسة الأدب .. وصراع الديانات في الحوار المتمدن !
- اللامغفرة واللاتسامح في المسيحية واليهودية ( رد على عبد الله ...
- يوم مولدي الأول !
- الدمع في زمن القتل والصمت والإغتراب !
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (29)- 900-تحولات العدم ...
- هل يطبق المسيحيون تعاليم المسيح ؟
- أسقطتم غصن الزيتون من يد الراحل ياسر عرفات فلا تسقطوه من يد ...
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (28)- 898- ألله قيد الت ...
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (27)- 897- الشيطان كقائ ...
- رسائل عشق إلى ميلينا. نثر وشعر . الرسائل كاملة
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (26)- 896- الوجود بين ا ...


المزيد.....




- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...
- ماذا تعرف عن كتيبة -نتسيح يهودا- الموعودة بالعقوبات الأميركي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة (36)- 908- في العقل والعقل العربي والعقل الكوني ! (7) بدء الرسالة المحمدية. مدخل في فلسفة النبوة (3) (2)!!