أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب آيت حمودة - مالم يقله القرآن .















المزيد.....

مالم يقله القرآن .


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 4657 - 2014 / 12 / 9 - 09:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




قرأت مقالا مهما للمفكر المغربي الطاهر بن جلون Tahar Ben Jelloun بالفرنسية عنوانه ( ما لم يقله القرآن ce que le Coran ne dit pas ) ،
وقد حاولت جاهدا ترجمته للعربية لفهم ما يفكر فيه المسلمون المستغربون ، وقد أكون غير موفق في ترجمة المعاني إلى حد بعيد ، غير أني قد لامست جوهر الموضوع بفهمي الخاص .

تقديري لتفهمكم .


الأصل[/ :http://www.lepoint.fr/invites-du-poi...46509_1921.php

نص الترجمة.


*** عندما توفي النبي صلوات الله عليه في 8جوان 632 م ، لم يترك وصية عن مصير كلام الله الذي أنزل عليه بواسطة الملاك جبريل عليه السلام ، صحابتهُ رضوان الله عليهم حفظوا الآيات القرآنية في صدورهم أولا ثم دونوها على سعاف النخل وجلود الحيوان و ألواح العظام ، فقد كان مفرقا ، ولم يُجمع كمصحف كنص موحد إلا بعد عشرين سنة (20) فقد عزم الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه على تشكيل لجنة من الصحابة لتجميعه في مصحف سمي فيما بعد بالمصحف العثماني .

***دونت سور القرآن الكريم بدون ( تشكيل) ولا ( تنقيط) ، ولم يكن القرآن متيسرا للعامة شكلا وتنقيطا إلا بعد قرنين من الزمن ،في ذلك الوقت بالذات تعددت الفهوم وتشكل قطبين متباينين في قراءة وفهم آي القران ، الجماعة الأولى ممثلة في اللا هوتيين الذين ينتمون إلى (التيار المعتزلي) تقرأ وتأول النصوص رمزيا ومجازيا ، و يعتقدون بأن القدرة الإلهية ( عقلانية) وعادلة ، والإنسان في عمله مخير لا مجبر ، والقرآن مخلوق .
أما الجماعة الثانية فهي من فلاسفة ذلك الزمن أمثال الكندي والفارابي وابن سينا وابن رشد الذين درسوا المادة الطبيعية لذاتها وليس باعتبارها مظهرا لعظمة الله سبحانه وتعالى .
هذان القطبان المكونان من الإعتزال والفلسفة ، يمكن عدهما كنواة صلبة للفكر الحداثي المعاصر ، والذي تصادم مع التيار التقليدي ليس في أن القرآن غير مخلوق فقط ، وإنما بالقول بأن النصوص يجب أن تُفهم حرفيا دون تأويل لها .

سعودي من القرن الثامن عشر يُحول الإسلام إلى عقيدة ترهيب .


*** هذا هو التيار الناجح منذ نشأته إلى يوما هذا ،فقد وجد رواجا منقطع النظير بين العوام ،استنادا إلى لا عقلنية المجتمعات الإسلامية ،و طغيان البترودلار ، و الإشهار لفكره في مواسم الحج ، وهو تيار أصولي ترهيبي بزعامة محمد بن عبد الوهاب النجدي ، إنه سعودي من القرن الثامن عشر الميلادي ، الذي جعل من الإسلام دوغما صلبة وقاتلة ، إنه الفكر المهيمن في السعودية وقطر ، تطبيق صارم للشريعة ، تعصب وظلامية ، باختصار إنها نظرة نكوصية ،تنهل من ينبوع تقليد السلف ، وتستبعد كلية روح سلف عصر التنوير الذي سجله الإسلام في قرونه الأولى قبل الإنقلاب المتوكلي العباسي .

***(محمود حسين) المصري ، الذي ألف كتاب (السيرة الذاتية للنبي وعصره) ، وبعد أن أعد ونشر ابحاثا حو واقعنا الإسلامي الحالي المليء بالمعصومية والعقيدة الأوحد في كتابه الفكر القرآني الذي صدر عام 2009 ، فقد أنجز أخيرا كتابا له بعنوان [ ما لم يقلهُ القرآن ].

***إن تغيب عاملي ( الزمان والمكان ) في فهم وشرح آي القرآن ، معناه طرد للمفهوية والذكاء المنغرستين فطريا في الإنسان ، وفي ذلك إهزام للعقل أمام ( دوغما) الشرح الظاهري لكلام الله سبحانه وتعالى ، فقراءة القرآن (مقاصديا و بعقلانية وذكاء ) بإخضاع فهم آياته لأسباب نزولها تحت تأثير الزمان والمكان ،سيُظهر أن بعض الآيات المتشابهة المفصلية فسرت [COLOR="rgb(139, 0, 0)"] تفسيرا عكسيا [/COLOR]، فبعضها ورد لعلاج ظواهر آنية معينة ينتهي تأثيرها بانتفاء تلك الظاهرة ـ وأخرى آيات عامة تتجاوز حدود (الزمكان )و لها صفة الديمومة .

***عندما يُنتقد ذلك التفسير الخاطيء ، من طرف المتنوين، ينظر الظلاميون بأن ذلك استفزازا ضدهم ، وأنه هرطقة يجب محاربتها ،لأنها تضع الفهم
السابق موضع الشك والمساءلة ، وذاك يهدد ريوع المتجارين بالدين الذين سيروا الأمة في دهاليز مظلمة بتفسيرهم المشوه للإسلام بعيدا عن روحه وجوهره المثالي ، فمن الصعب بمكان محاربة التعصب بتشوهاته الفكرية التي أخذت لنفسها مقعدا وثيرا في عقول أنصاف المتعلمين ، وهو مانراه جليا في مصر وتونس وبلاد الشام والعراق، حيث يتعرض التيار الحداثي الذي يدعو إلى التسامح والديمقراطية وحقوق الإنسان إلى أبشع أنواع المقاومة من طرف الأصولية التي ترفض أي حوار ممكن ، فانهزام العقل هو انهزام للبعد الإنساني في القرآن، فظاهرة الجهل تننصر غالبا على العقلنة والعلمية ، إن القيود التي أحاطها الأصوليون على القرآن بترسيخ فهمهم على فهوم الآخرين أدى إلى جمود فكري ،ورسوخ فهم تقليدي لم يشأ التخلي عن حراسة معبده القديم .


لا يتحرر الإسلام من قيده ، إلا بارتفاع سقف المعرفة


* يلخص المفكر المصري (محمود حسين) الإشكال في زاوية النظر للإسلام ، أهو رسالة إلهية خالصة صافية ؟، أم أنها مطعمة بفكر بشري كان نتاج تفاعل الإنسان مع محيطه التاريخي ؟؟


* إن أدراج عاملي ( المكان والزمان) في التفسير كفيل بإزالة الخلل، البعدان المغيبان في تفاسير الأوصوليين سيثمن المقدس ويكشف الوجه الحقيقي للإيمان، ويوضح مدى العسف في لي الآيات بتفسيرها تفسيرا يتناسب وفكر الذين فسروها تفسيرا أهوائيا .

*إن الفكر الحداثي هو مدرسة للحريات المسؤولة ، تعطي الفرصة للمؤمنين التواءم بين الإيمان بالله والتأقلم بسهولة مع العالم المتطور .

*إن فهم القرآن باجتهاد وتأويل فطن من خلال سياقات نزوله كفيل بإزاحة الكثير من الفهم المنغص الذي يصادم الحداثة ، فحاليا الفتوى التعسفية ملأت الساحة الإعلامية، فمادام الحال هكذا فستظل الفجوة عميقة بين ما يريده الإسلام الحق ، وما يريده إسلام الجهل والإنتهازية والإديولوجية .


*** بفضل التّمعن في كتاب المصري (محمود حسين ) المعنون ب ( مالم يقله القرآن ) سيكون الحوار ممكنا وضروريا وملحا في زمننا الحالي الذي تنامى فيه الفكر الأصولي المتطرف المفرز لظاهرة (الإسلاموفوبيا) التي أحدثت شروخات وتمزقات في عقل ووجدان المسلمين ، وفي حالات رفض الحوار المسؤول سيزداد الخرق ويتعاظم ويصبح مصير الإسلام رهينة بين المتجارين به .


الطاهر بن جلون .



#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام بنظرتين…. تقليدية وحديثة .
- حول الأمازيغية…. وترسيمها القاتل ؟
- هل اكتشف الأمازيغ أمريكا قبل كريستوف كولمبس ! ؟
- لماذا التضييق على خبر انتكاساتنا ؟
- الحرب على طوبونيميا (Toponymie )الأمازيغ .
- ما ستخسره العربية بعد ترسيم الأمازيغية ؟ .
- ترسيم الأمازيغية لن يكون غدا .
- مخاطر [ تجذير ] الهوية العربية الإسلامية في تونس .
- تجذير [الناشئة ] في هويتها العربية الإسلامية بتونس؟ ! .
- العرب أصلهم أعراب ، والأمازيغ أمة بجميع مقوماتها .
- مخطوطات مكتبة الشيخ [ الموهوب أولحبيب ] بتلا وزرار ، بني ورث ...
- الإخوان في طريقهم إلى إجهاض ثورة 25 يناير .
- الحضارة الإسلامية ... سكونٌ أم إقلاع ٌ ؟
- الفيلم المسيء للرسول ، أهو صراع بين (الطورو ، والطوريرو) ؟ .
- علمية الباحث الإسلامي في الميزان .
- عدالةُ الصحابة بين التعميم والتخصيص . [ الجزء الثاني ]
- عدالةُ الصحابة بين التعميم والتخصيص . [ ج1]
- عندما يكون البلهً هم أكثر أهل الجنة ؟
- [بابا مرزوق ] المدفع الذي أكل كبد فرنسا .
- لبلويت ( الزرق )BLOITE


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب آيت حمودة - مالم يقله القرآن .